|
زواج طويل العمر
محمد الرديني
الحوار المتمدن-العدد: 3443 - 2011 / 7 / 31 - 11:35
المحور:
كتابات ساخرة
اعرف كاتبا شهيرا كان يؤمن بقوة بالحكمة القائلة "لاتظهروا من نعمكم الا اقله للناس". وفي زمن التنابز بالالقاب والشوارب الكثة كان يعتكف داره ولا يخرج منها الا في حالات الضرورة رغم ماعرفنا عنه من يسر الحال وابتغاء المنال اينما حل وصال. كان يقول دائما ان الله هو الذي ينعم على البشر وعليهم ان يحمدوه وحده ولايبلغوا ألناس هذا الحمد لانهم سريعي التأويل الى سوء القصد والطوية. تذكرّت هذا الكاتب الشهير حين كان ابو الطيب يعّد الدولارات الزرقاء وهي تنثر على مطربيّن اثنين لاثالث لهما في حفل زواج ابن نائب محافظ البصرة الذي اقيم في فندق شيراتون البصرة الخميس الماضي. هذا النائب للشوؤن الامنية في محافظة البصرة يحمل رتبة عقيد ويسمى عقيل الخالدي ونور ابنه البكر الذي اقيم له الاحتفال الدولاري. لا احسد هذا العقيد فمن حقه ان يفرح بزواج ابنه البكر،كما لا اريد ان احبط من عزيمة نور هذا الشاب الذي اقبل توا على الحياة باقترانه بشريكة العمر. ولكن هل لي ان اهمس في اذن هذا الابن البكر ببعض التساؤلات التي بدأت بالظهور منذ يوم الجمعة الماضي وحتى كتابة هذه السطور. اذا كان يحق لي ذلك فسأنقل هذه الاقاويل والاشاعات لعل هذا الشاب يعلن وبكل شجاعة انضمامه الى ناس الجبايش وهور مجنون وسكنة صرايف السيبة والقرنة ويتبرأ من هذه الدولارات التي نثرت بغير"وجع قلب" على رأسه وروؤس الاشهاد. معذرة للابن البكر فناقل الكفر ليس بكافر. قالوا: 1- حفل الزواج اقيم في فندق الشيراتون وليس في سرادق يحضرها اهالي واقرباء العريس والعروسة وسكان احياء مناوي باشا وخمسه ميل والبراضعية والحيانية.. وبالطبع فقد حضر الحفل السيد المحافظ الذي كنت اتعشم فيه حتى يوم امس كل الخير"....فان لم تستطع فبقلبك وذلك...." كما شرّف الحفل سيادة رئيس مجلس المحافظة وجميع الاعضاء ادام الله ظلهم اضافة الى اعضاء الجمعيات الفلاحية والعمالية والسكنية والبلدية وكل حماياتهم. لعل احدكم سيقول لماذا هذا الحسد فحتى كتابة سطورك هذه والامر طبيعي. نعم ايها السادة ان الامر طبيعي جدا ولكن. 2- في يوم الجمعة الماضي تجمع عدد من الشباب في ساحة ام البروم والذين يطلق عليهم كنية"حسد عيشة" وانهمكوا في الضرب والطرح والجمع بعد ان عرفوا كم يتقاضى هذا النائب مع كل مخصصاته الامنية والاجتماعية. 3- ثم انهمكوا مرة اخرى في حساب تكلفة حجز صالة كبرى في فندق شيراتون البصرة. 4- ثم حسبوا ايضا قيمة فواتير لحوم القوزي والديكّه الرومية والتركية وتمن العنبر المحشو بلحم علي شيش وصهاريج القهوة والشاي والذي منه؟. 5- تخلل ذلك تبرع احد حسّاد العيشة بتدوين مبلغ حفل الغداء الذي حضره المسوؤلون ظهر يوم الخميس في فندق شط العرب على حساب حفل الزواج الذي سيقام في مساء اليوم نفسه. 6- ولأن حفل الزواج يكون مبتور البهجة اذا لم يغذيه احد المطربين المعروفين عربيا وعالميا فقد تم وبدون "حركة كلب" استدعاء الفنان حاتم العراقي من خارج العراق ليغني ساعتين فقط بقيمة 100 ألف دولار "كل دولار يساوي الف دينار والساعة عند حاتم ب 50 ألف دولار وعدكم الحساب. 7- ولأن التنابز بالدولار حلّ محل التنابز بالالقاب فقد انهالت على رأس الفنان وكرسي العريس والعروسة كيلوات من الدولارات تيمنا برمي الدنانير ايام فناني حي الطرب سابقا (والله زمن ياسلاحي). 8- قفز من بين الشباب احد الحاسدين المعروف بقصر قامته وشعره الاصفر بسبب وحام امه واشتهائها لعصير ال"سينالكو" اثناء وبعد الولادة. قفز هذا الشاب مخاطبا التجمع بالقول: شباب ارجو الا تنسوا تكاليف ليلة الحنه التي تسبق الزواج وقد حضرت احدى جارات امي لتقديم العون ويبدو انها لم تمكث في الحفل كثيرا بعد ان رأت بوردة الحنه الاصلية المستوردة خصيصا من بلد الجوار اذ انتابتها الغصة على الحنة المغشوشة التي ظلت تستعملها سنين طويلة واكتفت بندب حظها والاكتفاء بالقول"ضاع العمر ياولدي". 9- وانتبه الشباب الى قول محاسب التجمع: ديروا بالكم ،مجموع قيمة الفواتير اضربوها في اثنين، لان الاختلاط ممنوع شرعا وتكاليف حفل النسوان هي نفس تكاليف حفل الرجال. 10- اشار احد متعهدي الطرب في المحافظة الى ان التفاتة كريمة من لجنة الاحتفال حين تمت بموجبها دعوة المطرب الناشيء غزوان الفهد لينشر بعضا من وروده الفنية على الحاضرين بقيمة 15 ألف دولار. فاصل من واحد بطران: اقامة هذا الحفل الباذخ في محافظة ليست باذخة يأتي في ثلاث مناسبات،الاولى قصف القوات الامريكية لعدد من الاحياء السكنية بالقنابل الضوئية امس الاول وقد ابتهج الشعب العراقي قاطبة لعدم حدوث خسائر بشرية، والثانية القصف الايراني المستمر منذ اسبوعين على قرى شمال العراق مما ادى الى رحيل الآف العوائل التي تعتاش على رعي ماشيتها وكما قال النائب حسن السنيد رئيس لجنة الامن والدفاع في البرلمان ليلة امس وبالعامية العراقية"ولكم عمي احنه قبل ثلاثة ايام كنّا في مواقع القصف وسلمنا تقرير حي عن انتهاكات ايران لحدودنا واراضينا الى الحكومة ولكنها لاذت بالصمت ليش محد يدري؟". اما المناسبة الثالثة هي تحديد يوم غد هو اول ايام شهر رمضان المبارك وفيه تستحي الانفس وتعلن الزهد والتعفف.
#محمد_الرديني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الطرق الواضحه في سكسوكة الوجوه الكالحه
-
موتى النجف لايهربون ابدا
-
كافي عزايم مام جلال
-
اقرأوا معي سورة الفاتحة رجاء.... الفاتحه
-
ألانتحار على الطريقة التركية
-
حكاية صيني يحجي عراقي
-
العانسون والعانسات... البطّالون والبطّالات
-
رقصني ياجدع
-
جارتي البريطانية تحب التمر العراقي
-
حلم ليلة شتاء باردة جدا
-
مجلس-الامة-.. كل عن المعنى الصحيح محرّف
-
شفتو مو بس احنه اللي نسرق؟
-
بين خازوق الشهرستاني ودهن شركة نفط الجنوب والسيستاني
-
تحت الصرة فوق السبعة
-
خرّي مرّي او مثل مارحت جيتي
-
فريق قندهار لكرة السلة وخرابيط التعداد السكاني
-
اوعدك بالوعد واسكيك ياكمون
-
وينك ياابو الواشر تشوف اللي صار بينه*
-
عودة اهل الكهف
-
افتتاح شركات جديدة للمرجعيات ليمتد
المزيد.....
-
مكانة اللغة العربية وفرص العمل بها في العالم..
-
اختيار فيلم فلسطيني بالقائمة الطويلة لترشيحات جوائز الأوسكار
...
-
كيف تحافظ العائلات المغتربة على اللغة العربية لأبنائها في بل
...
-
-الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر-
...
-
الإبداع القصصي بين كتابة الواقع، وواقع الكتابة، نماذج قصصية
...
-
بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص
...
-
عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
-
بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر
...
-
كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب
-
المتحف الوطني بسلطنة عمان يستضيف فعاليات ثقافية لنشر اللغة ا
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|