أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - الثور الهائج 1980: عن حياة ملاكم نيويوركي أصيل















المزيد.....

الثور الهائج 1980: عن حياة ملاكم نيويوركي أصيل


بلال سمير الصدّر

الحوار المتمدن-العدد: 3443 - 2011 / 7 / 31 - 02:39
المحور: الادب والفن
    


الثور الهائج 1980: عن حياة ملاكم نيويوركي أصيل
يصور مارتن سكورسويزي في فيلمه الأوسكاري هذا قصة حياة الملاكم جاك لاموتا ،والفيلم هو من بطولة فنان مارتن سكورسويزي الأثير في تلك الفترة روبرت دينيرو.
من المعروف أن مارتن سكورسويزي قدم الأفلام الأفضل في حياته مع هذا الممثل في أواسط السبعينات وبداية الثمانينات، مثل فيلم سائق التاكسي 1976 وملك الكوميديا والثور الهائج مع بداية الثمانينيات،ورفقة طيبة وكازينو في أوائل وأواسط التسعينات.
ولا ننسى أيضا فيلمه المثير للجدل (الإغواء الأخير للسيد المسيح عام 1988) المبنى على رواية للكاتب اليوناني الشهير نيكولاس كازانتاكس .
القصة هي عن الملاكم جاك لاموتا التي كان أحد ألقابه الشهيرة هو الثور الهائج عالجها سكورسويزي بطريقة مختلفة نوعا ما عن ما يدعى ب(السيرة الذاتية).
القصة تبدأ من النهاية،عام 1964 في نيويورك عندما نرى صورة شاحبة لملاكم معروف تبدو آثار السنين والكآبة ومسحة من الجنون على وجهه،ومن الملاحظ أن سكورسويزي في فيلم الثور الهائج،قد سيرة حياة ملاكم مصاب بالبارانويا ومؤخرا قدم سيرة حياة طيار مصاب بالبارانويا أيضا هذا في فيلم الطيار.
لاموتا يبدو رجلا نيويوركيا أصيلا،من الطبقة المتدنية في برونكس،يمتلك مزاجا عصبيا جدا وتصرفاته عنيفة ولهجته وتصرفاته تشبه تقريبا تصرفات زعران الشوارع النيويوركية التي ألفناها في أفلام عديدة منها فيلم (شوارع حقيرة) لسكورسويزي مع دينيرو أيضا وهارفي كيتل...
وأخوه (الممثل Joe Piece) الذي يدعى ب سالفي وكنيته في الفيلم جوي،كان معه من الحضيض إلى القمة وهنا تختلف منحنيات القصة حيث يمكن النظر إليها من عدة زوايا.
من الممكن النظر إليها على أنها قصة صعود في مجتمع نيويوركي لا يرحم،وهذا من الممكن أخذه وفهمه من بين السطور،ومن الممكن أن ينظر إليها على أنها قصة أخوة حميمة انتهت بسبب العقد النفسية لأحد الأطراف وغير ذلك.
لكن المهم هو أن سكورسويزي لا يروي أو يتحدث عن قصة ملاكم بالمعنى البيروغرافي (أو السيرة الذاتية) مع وجود التوثيق التاريخي للمباريات،فهو يتحدث بشكل أكبر عن الظروف المحيطة والشخصية لهذا الملاكم.
لاموتا العنيد والعصبي يبدي اعجابه بحسناء شقراء صغيرة (خمسة عشر عاما) تدعى بفيكي التي ستصبح زوجته فيما بعد ونلاحظ أن الفيلم بالأبيض والأسود (على الرغم من أننا في العام 1980) ولكن في بعض اللقطات الخاصة بالذكريات الشخصية مثل الزواج والحب وتطور العلاقات يعتمد سكورسويزي الألوان في تصوير هذه اللقطات.
ستتحدد مشاكل لاموتا فيما بعد،والتاريخ الشخصي يبدو أهم في الفيلم من الجانب العملي،أي الجانب الإنساني الذي خلق من هذا الرجل ملاكما...سيعاني لاموتا من الشره وازدياد الوزن ومن ثم الغيرة الزائدة على فيكي التي تصل أحيانا بارانويا الشك والارتياب.
التركيز في الفيلم كما قلنا على حياة لاموتا الشخصية،علاقته بماضيه وزوجته الجديدة فيكي وخاصة أن بداية الفيلم تظهر بأن هذا الملاكم قد قطع شوطا في مجال الملاكمة وأصبح يمتلك بعض الشهرة،ولكن هذه المباريات تأتي على شكل تاريخ عارض ويبدو أن الذروة لهذه المباريات كانت في سنوات الأربعينات لهذا الملاكم وفي نفس الوقت فالفيلم لا يعود بنا إلى الوراء للحديث عن الطفولة ولا حتى عن ذكريات هذه الطفولة التي تبدو بائسة وكل ماضيه يبدو غامضا وكأن الفيلم-مع تنوعاته-يحاول التركيز على المشاكل التي كانت السبب في النهاية المأساوية لهذا الملاكم وربما كانت السبب في تعجيل هذه النهاية...
ومع ازدياد الشك من لاموتا والتصرفات غير اللائقة أحيانا من فيكي يحاول جوي أن يبعد فيكي عن صداقتها السابقة بل يقوم بفعل مشاجرة من اجل ذلك.
والتعليق الذي يجدر بنا التأمل به وملاحظته وهو تعليق فيكي عندما قالت لجوي: إنه لن يصبح بطلا أبدا...إنه غير محبوب.
ثم يأتي التأريخ لأحد المباريات المهمة التي كانت مع بيلي فوكس 1947.
إذا فسكورسويزي يتتبع الحالة النفسية للاموتا والظروف الشخصية قبل خوض أي مباراة لذلك تبدو حياة لاموتا الخاصة أهم من حياته كملاكم...الفيلم يتمسك بالخيوط الإنسانية والظروف العارضة المهمة التي كانت تمر في حياة هذا الملاكم،وهو أمر جميل في الفيلم إن لم يكن هو اجمل ما فيه،على الرغم من أن الماضي الحياتي للاموتا ((الطفولة)) مغيب تقريبا وربما لو أظهره سكورسويزي حتى ولو على شكل نفحات لربما كان الفيلم أجمل وأفضل.
في أحد المباريات لا يبدي لاموتا أي ردة فعل،يبدو عاجزا وكأنه يرغب في الخسارة،وهذا من تأثير حالته النفسية...ربما بسبب فيكي ويفوز عليه المدعو فوكس بكل سهولة بينما يبكي لاموتا بحرقة وفي هذه اللقطة نتأكد بأن الفيلم هو ليس عن هذا الملاكم بالدرجة الأولى....هذا الملاكم الذي سيفوز بحزام الوزن المتوسط عام 1949 ليبدأ الانحدار بعد الصعود إلى القمة.
الشره يزداد..والبارانويا تزداد فيتهم أخيه بمضاجعة زوجته...وتنتهي العلاقة بين الأخوين تقريبا عند هذه النقطة ونحن نؤل أن الشهود الشديد بالخيانة هو عبارة عن عقدة نقص،ومع تحقيق لاموتا لبعض النجاحات في ظل ابتعاده عن أخيه إلا أنه يبدو في عام 1956 ملاكما معتزلا غنيا جدا وبدينا جدا سيشتري بار ويطلق عليه اسمه (جاك لاموتا) يعمل فيه كفنان كوميدي معلقا تعليقات عن حياته محاولا إضحاك الجمهور،وتلاحقه الشرطة نتيجة تحرشه بقاصرات.
هو الآن وحيد من دون أصدقاء أو زوجة أو أخ،ويبدأ ببيع أثاث منزله وحزام البطولة من أجل سداد ديونه وتدبير أموره القانونية ويلقى به في السجن ويعامل كخنزير...
استطاع مارتن سكورسويزي على تصوير الحس النيويوركي بامتياز-امتياز يختلف عن امتياز سائق التاكسي-كما أن سكورسويزي يختار ويتتبع الفشل بدقة فهذه القصة لن تكون جميلة أبدا لو لم تنتهي بمثل هذه النهاية...من القمة إلى الحضيض والسبب في ذلك الإنسان نفسه...وسينتهي به الأمر في نادي ليلي مع عاهرات الليل.
فيلم الثور الهائج فيلم كبير وسلس في نفس الوقت...يصور القدرة للسينما الأمريكية بالذات الجمع بين المعادلة أو الثنائية الصعبة(النجاح النقدي وشباك التذاكر) ولكن أن يختار أحيانا فيلم الثور الهائج كأفضل فيلم لعقد السبعينات فهذا أمر مبالغ فيه جدا ولا يمت إلى الواقع بصله.



#بلال_سمير_الصدّر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سائق التاكسي 1976 لمارتن سكورسويزي: فيلم عن اللحظة بامتياز-س ...
- أندريه رابلوف 1969:الفن والجمال،والفكرة والمضمون،وكل شيء عن ...
- للمخرج الألماني Tin Drum 1979:Volker Schondorffالحالة الغريب ...
- أكاذيب وجنس وأشرطة فيديو لستيفن سوديربرغ:عندما تلعب تقنيات ا ...
- طفولة ايفان 1962 لأندريه تاركوفسكي:ولادة شاعر السينما الأكبر
- رجل ميت 1995 لجيم جارموش: رحلة قدرية مرسومة مسبقا لتقرير الم ...
- زهور محطمة لجيم جارموش2005: عندما يرتاح جارموش من عناء الأسئ ...
- ماندرلاي 2006 “لارسن فون تراير”قصة نجحت في أن تكون كناية ولم ...
- الحياة حلوة 1960 لفدريكو فليني: تأريخ للحظات معينة في حياة ص ...
- دوغفيل 2003:تجريد ومسرح بريختي في ثلاثية جديدة عن الولايات ا ...
- الاحتفال1998:دوغما لم تضل الطريق لكن بقيت عاجزة عن خدمة المخ ...
- تحطيم الأمواج 1996 للارسن فون تراير: رؤية عن الإنسان الطيب ا ...
- جوليتا والأرواح 1965:عندما تخون الأحلام فليني
- فيلم الحمقى1998 :فكرة غير واضحة لدوغما ماتت قبل أن تولد
- آلام جان دارك لكارل دراير 1928:التحفة الأبرز في مجال السينما ...
- فيلم غريزة أساسية 1992: عناصر ناجحة لفيلم ناجح على شباك التذ ...
- فيلم الطريق 1954 لفليني:الفيلم الذي قاد فليني إلى التحف
- فيلم (Bocaccio 70)رسالة حب موجهة للمرأة
- الحالمون2004:أين كنا عام 1968
- راقص في الظلام:رؤية تشاؤمية للأخلاق البشرية:لارسن فون تراير ...


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - الثور الهائج 1980: عن حياة ملاكم نيويوركي أصيل