بنعيسى احسينات
الحوار المتمدن-العدد: 3442 - 2011 / 7 / 30 - 15:24
المحور:
الادب والفن
عندما يحل علينا الصيف من كل سنة..
( بمناسبة عودة جاليتنا العاملة بالخارج خلال عطلة الصيف، أهدي إليهم هذه القصيدة المتواضعة )
بنعيسى احسينات - المغرب
عندما يحل علينا الصيف من كل سنة..
بعطلته التي تشتاق إليه كل عائلة..
لقضائها خارج الدار ولو لمرة واحدة..
يتطلع إليها بلهفة وحنين أبناء الجالية..
العاملة في الدول الغربية والأمريكية..
ربما حتى في الدول الخليجية..
بإجازة صيف قهرية ضرورية..
تبغي صلة الرحيم للوطن بأريحية..
لزيارة الأحباب وجلب المال للخزينة..
بعملة صعبة تستفيد منه الأقلية القليلة.
موعد صيف كالعادة وكالمعتاد..
شوق وحنين ورغبة في رؤية الأكباد..
عودة لتجديد اللقاء وإحياء الميعاد..
بعد رحلة التيه في بلاد الأوغاد..
تحت حذاء الميز وقهر الجلاد..
مجبر أخوك قهرا لا بطل الأمجاد..
بحثا عن لقمة العيش بالكد والعناد..
بالتضحية الرخيصة واحتقار للعباد..
من أجل إنقاذ الأهل والآباء والأولاد..
من الفقر المدقع واسترخاص الأفراد.
أسراب جاليتنا تتيه في الطرقات..
عبر مختلف المسارات والمحطات..
عبر البر المنهك بقوافل السيارات..
عبر البحر في السفن والناخرات..
عبر الجو في سرب من الطائرات..
يطوون الأميال بالشوق والتضحيات..
يحملهم الحنين الصداح بالدعوات..
للوطن، للأهل، للأحباب والحبيبات..
رغم مرارة القهر وقسوة التحديات..
فحب الوطن والأهل دائم النبضات.
بالترحاب تستقبلهم مواكب السلطات..
في الموانئ، في المراكز والمطارات..
بالرعاية المتلفزة أحيانا وبالابتسامات..
بوصلات " إشهارية " في كل المحطات..
وتنظيف الشوارع الرئيسية والممرات..
ودعوتهم لحضور بعض الاحتفالات..
وتكريم بعضهم عنوة بالقلادات..
وتشجيع جلهم على الاستثمارات..
طمعا فقط في ما جلبوه من العملات..
لا اعترافا لما قدموه من التضحيات.
في ديار الغربة يعيشون كالغرباء..
في الوطن ينظر إليهم كالدخلاء..
في بلاد الغربة يعاملون كالغوغاء..
في الوطن يستقبلون كالأغبياء..
يتباهون بمظاهر الغنى والثراء..
تنفيسا عن مرارة الغربة بكبرياء..
يطمع في هداياهم كل الأشقياء..
من الأهل والأحباب والأصدقاء..
دون اعتراف، أو شكر، أو وفاء..
دون التفكير في مستقبل هؤلاء.
فلولا أبناء الدول الفقيرة الكادحة..
ولولا استغلال طاقتهم المتواصلة..
لأفلست الدول المتقدمة الصناعية..
فإلى متى نخدم الدول المستعمرة..
بسواعد أبنائنا وبناتنا الصامدة..
تحت وطأة العنصرية الصامتة..
فمتى نعي بالمفارقة الصارخة..
وتحقيق المعادلة الصعبة القاتلة..
بالثورة على الخوف والدكتاتورية..
ونشر الحرية والعدل والديمقراطية.
-----------------------------------
بنعيسى احسينات - المغرب
#بنعيسى_احسينات (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟