|
اكرمونا بسكوتكم يكرمكم الله
احمد عبد مراد
الحوار المتمدن-العدد: 3442 - 2011 / 7 / 30 - 15:20
المحور:
كتابات ساخرة
في كثير من الاحيان يميل الانسان الى السكوت او تجنب الخوض في نقاش ما، وحول قضية ما كذلك ،ولسبب اوعدة اسباب مجتمعة في آن ،اما لجهله او عدم تأكده من حيثيات القضية المثار حولها النقاش او لعدم قدرته في مجارات المتاحدثين وخاصة اذا كانت تلك القضية عويصة ،وبذلك يحتفظ الشخص باحترامه لنفسه واحترام الآخرين له وتجنب الاحراجات التي قد تنجم من خلال زج الانسان نفسه في امور قد تكون فوق طاقاته وقدراته ويقال - رحم الله امرء عرف قدرنفسه- والعيب كل العيب في شخص يجهل قدره ويزج نفسه في امور قد لا تعود عليه بالنفع بل تجر عليه نتائج قد لا تحمد عقباها، وفي احيان اخرى يتجنب الشخص الخوض والمشاركة في النقاش اذا لم يسأل اويدعى للمشاركة في الحديث من باب احترام النفس اوعدم التطفل على الاخرين اومن باب الكياسة واللياقة الادبية . ولا ادري ان ما يحصل لدينا في العراق من كثرة الثرثرة والتعليقات والتصريحات الفارغة والمحرجة والمتطفلة هي من امراض الديمقراطية او من عدم حسن استخدامها وربما الاخيرة هي الاصح ...لدينا في مجلس النواب 335 نائب برلماني ويصح ان يطلق عليهم( الاغلبية الصامته ) وبين هؤلاء الصامتين صمت القبور بضعة اعضاء ناطقين ثرثارين يطلون علينا بمناسبة وبدون مناسبة للادلاء باحاديث او للرد على تصريحات خصومهم السياسيين كيف ما شاء وكيف ما اتفق ولا ادري ان كانوا هؤلاء مكلفين ومشخصين من قبل رؤساء كتلهم البرلمانية اوهم يرون ان من واجبهم المشاركة والاسهام بمناقشة قضايا البلد ويجدون في انفسهم القدرة والكفاءة ، منطلقين من حقهم الدستوري والبرلماني... والامر لا ينحصر بأعضاء البرلمان وانما يشاركهم في ذلك بعض اعضاء الحكومة المعروفين وهم اقل من عدد اصابع اليد الواحدة ،اما بقية اعضاء حكومة السيد المالكي فمن الصعوبة بمكان ولا اريد القول من المستحيل ان يعرفهم احد حتى ممن يعملون معهم في حقل السياسة اوالمتخصصين في الشأن العراقي، نحن لا نستطيع ان نمنع احدا من الحديث وخاصة المسؤولين سواء البرلمانيين او الوزراء فهذا حق لهم وواجب عليهم فهم من( يديرون البلد ويرسمون سياساته ) ولكن نحن نقول، ان لاتسكت دهرا وتنطق كفرا فهذا الامر مضر ومعيب ومحرج وضاغط على مشاعر المواطنين العراقيين المعروفين بوعيهم ومشاركتهم في الحياة السياسية العامة ،لقد مللنا كثرة التصريحات والمداخلات والاحاديث المكرورة واللامسؤولة والفارغة والمحرجة ليس فقط للكتلة التي ينتمي لها ذلك المسؤول وانما حتى للانسان العراقي سواء في الداخل او الخارج والتي سرعان ما يتم التنصل منها من قبيل ان فلان يمثل وجهة نظره الخاصة او هذا رأي شخصي او ان الصحافة حرفت تصريحاته ومن هذا القبيل وهذا يحصل وبشكل مستمر ،في الوقت الذي توجد في محيطنا وخارجه دول ولها برلمانات وحكومات ولكن لا نجد مثل هذه الفوضى والتشابك والتعارض والتناقض في الاحاديث والتصريحات التي يدلون بها، الاّ نحن المصابون بهذا الداء والاسفاف والذي يكاد ان يصبح مزمنا....وليست من الصعوبة بمكان ادراج امثلة كثيرة على ما اوقعونا به بعض برلمانيينا وساستنا من احراجات، كما اوقعوا انفسهم بمثله ،ولو اخذنا بعض الامثلة التي كانت محط انتقاد وسخرية واستهزاء الكثيرين ممن لهم شأن في الوضع السياسي في العراق والمتتبعين له لاستطعنا الاتيان بأمثلة لا حصر لها ولكن نكتفي بايراد بعض الامثلة للدلالة فقط. فعندما تصاعدت وتيرة الارهاب وطفح الكيل واخذت اعداد الارهابيين الخارقين لحدودنا تزداد وتتصاعد ،وجهت الحكومة العراقية الاتهام المباشر لحكومة سوريا متهمة اياها لدعم تلك المجاميع وتجهيزها وارسالها للقيام بتلك التفجيرات التي اطلق عليها ايام الاحد والاربعاء الدامية وارادت الحكومة ان تنقل تلك القضية الى المحافل الدولية والمحاكم المختصة ولكن ما ان انطلقت تلك الدعاوى والمطالبات حتى اجهضت من داخلها، فقد تطوعت اعداد من القوائم المشاركة في الحكومة للتشكيك بتلك الادعاءات والمطالبات كما ان قادة من نفس التحالف الوطني دعت الى التريث وعدم التصعيد والاستعجال في اطلاق الاتهامات واتخاذ المواقف التي من شأنها تأزيم المواقف والاضرار بالعلاقات العراقية مع جيرانه،اما القائمة العراقية وهي الشريك الاساس في اقتسام السلطة السياسية فراحت هي الاخرى تشكك وتحول اصابع الاتهام الى الجار الشرقي والمجاميع الخاصة المتهمة بتسليحها وتدريبها ،ولم يتوقف مسلسل التناقضات والتصريحات الطاردة لبعضها والاسفاف بها لاعلى مستوى الائتلاف الواحد ولا على مستوى الافراد المسؤولين بل وصل الحال وفي خضم تصاعد الازمة وازدياد حدة التوتر الى قيام بعض قادة الكتل السياسية بزيارة دولة سوريا وايران كذلك والاشادة بمواقفهما الودية والاخوية مع العراق والتفهم الايجابي لمحنته ،نحن هنا لسنا بصدد اثبات او نفي تواطئ هذه الدولة او تلك بما يحصل بالعراق ولكن ما نحن بصدده تناقض تصريحات وتخرصات وتعارضات مواقف سياسيينا ممن يمسكون بمقاليد السلطة ،ولم يتوقف الامر عند هذا وحسب ،فهذه التجاوزات الايرانية العدوانية والتي تتمثل في الاعتداء على حدودنا الشمالية بالقصف والتدمير وتشريد المواطنين وتدمير مزروعاتهم وممتلكاتهم كما انها دأبت على قطع المياه عن الاراضي العراقية وحرمان المزاعين من الانتفاع من المياه وهو امر مخالف للقوانين الدولية كما انها تمارس الاعتداء على صيادي الاسماك في شط العرب وتعتقلهم وتعذبهم وتمنعهم من ممارسة مهنة الصيد تحت حجج واهية كما ان هذه الحالة تنطبق على الجارتين الكويت وتركيا،والامر لا يختلف هنا فيما يتعلق بمواقف وتصريحات وتبريرات مسؤولينا ففي الوقت الذي يصرح ويستنكر المسؤولين في حكومة اقليم كردستان ويطالبون بوقف تلك التجاوزات والاعتدادات تنطلق من هنا وهناك ومن هذا المسؤول اوذاك تصريحات تسويفية ومشككة في كون ان حكومة كردستان هي متفاهمة على ما يجري مع ايران في الوقت الذي تذهب لجنة برلمانية لتقصي الحقائق وتتعرض للقصف الايراني اثناء عملها بينما ينفي بعض اعضائعها ذلك ويؤكده اعضاء مشاركين بنفس الوفد وكذلك تختلف المواقف والتقييمات حول ما يجري على ارض الواقع ويطل علينا اعضاء برلمان ووزراء بتصريحات متعارضة تماما. اما قضية ميناء مبارك الكويتي الكبير فأنها ترقى الى مستوى الفضيحة ولو كانت حكومتنا او بعض وزرائنا يحترمون انفسهم لقدموا استقالاتهم وعلى الفور فاراحوا واستراحوا ،فموقف وزير الخارجية مشين جدا وقد وقع على محاضر اجتماعات مشتركة مع الجانب الكويتي سرعان ما يطل علينا المسؤولين الكويتيين ناشرين غسيل مسؤولينا ووزرائنا على شاشات التلفازليعلنوا على الملئ العراقي والاجنبي ما وقعّوا عليه العراقيين صاغرين خجلين...في الوقت الذي كان موقف وزير النقل متشددا وحازما والاثنان بنفس الحكومة وكان من المفترض تنسيق المواقف والاراء واخذ رأي الخبراء في هذا المجال الحيوي بنظر الاعتبار . ومن حق المواطن العراقي ان يتسائل وهو يلاحظ ويتعايش كل يوم مع هكذا مسؤولين مقرفين مفرطين بالخطابات والتصريحات الرنانة والفارغة من المحتوى والمضمون والعابثة بمشاعر وحس المواطنين والمفرّطة بحقوق واراضي وكرامة الانسان العراقي ،كيف يمكن لهؤلاء ان يوصلونا الى بر الامان؟.
#احمد_عبد_مراد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
من ام المعارك الى ام المهازل
-
رعونة الحكام العرب جعلتنا لعبة بيد امريكا
-
مابني على باطل فهو باطل
-
ام عامرتقول(والله ملّينا)
-
لماذا لا نحتكم الى الديمقراطية بدلا من القنابل الموقوتة
-
هل هي لعبة امريكية خالصة
-
حكومتنا ولدت كسيحة ولا زالت كذلك
-
مساع محمومة لتخريب وحدة الطبقة العاملة العراقية
-
الطبقة العاملة العرافية عصية على اعدائها
-
مشاهدات وانطباعات سريعة
-
الحزب الشيوعي مدافع امين عن مصالح الشعب
-
ماهكذا ياسيدي النائب -حسن السنيد
-
تجري الرياح بما لا تشتهي السفن
-
اقطعو الطريق عليهم
-
نريدها انتفاضة سلمية تهتز لها عروش الفساد
-
ايها المواطن ماذا يقفز في ذهنك عندما تتذكر حكامنا العرب
-
العوامل المؤثرة في تردي الوضع الامني وتفشي الاعمال الارهابية
-
سلاما تونس الخضراء
-
كل شيء لكم ماذا تركتم للاخرين
-
بوادر ايجابية تلوح بالافق السياسي
المزيد.....
-
الموصل تحتضن مهرجان بابلون للأفلام الوثائقية للمرة الثانية
-
متى وكيف يبدأ تعليم أطفالك فنون الطهي؟
-
فنان أمريكي شهير يكشف عن مثليته الجنسية
-
موسكو.. انطلاق أيام الثقافة البحرينية
-
مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 84 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
-
إبراهيم نصر الله: عمر الرجال أطول من الإمبراطوريات
-
الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
-
يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
-
معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه ا
...
-
نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|