أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - نبيل عبد الأمير الربيعي - فن العمارة في مدينةالديوانية














المزيد.....

فن العمارة في مدينةالديوانية


نبيل عبد الأمير الربيعي
كاتب. وباحث

(Nabeel Abd Al- Ameer Alrubaiy)


الحوار المتمدن-العدد: 3442 - 2011 / 7 / 30 - 10:52
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


فن العمارة في مدينة الديوانية
نبيل عبد الأمير الربيعي

يعتبر مصدر اسم الديوانية جاء من المضيف أو القلعة التي أمر ببنائها الشيخ حمود آل حمد رئيس عشيرة خزاعة عام1854 م من الطين بالجانب الغربي من المدينة بواسطة الفلاحين لاستقبال الضيوف, وقد تم بناء بيوت الطين للفلاحين حول المضيف , مما اتسعت وبزغ اسم مدينة الديوانية بدل اسمها السابق (الحسكّة).
يتميز طراز البيوت في المدينة القديمة بشكل يمثل طبيعة الحياة الاجتماعية والاقتصادية لأهل المدينة, لذلك جميع الدور متشابهه بسبب تشابه المواد الإنشائية , إضافة إلى تشابه الشكل الخارجي وخريطة الدور , ولكن معظمها مرشح للاندثار بسبب التقادم وكثرة المياه الجوفية وقدمها والاهمال,إذا لم يكن خرباً مهجوراً.
يتمثل بناء الدور حساب درجة حرارة الصيف اللاهب , إلى وجود السرداب وفتحة تنزيل تسمى(البدكير) ويوضع فوق الفتحة ( الزنبور) مشبك خشبي من الخشب والحديد لغرض تبريد الفواكه والماء والشراب.
إتسمت العمارة في الديوانية بين عامي(1918-1938) بالعمارة العسكرية البحتة بسبب سيطرة الاحتلال البريطاني عام1918, والتوجه لحماية منشآتهم وأفراد الجيش والثكنات العسكرية من هجوم العشائر على المدينة, حيث تميزت بتخطيط وإنشاء أبنية عسكرية دفاعية وهجومية وأغلبها في بداية الأمر مؤقته لإحكام السيطرة الأولية, مثل المعسكرات والمستشفيات العسكرية لمساعدة الجرحى من الجنود الانكليز والنوادي الترفيهية , وبناء محطة لسكك الحديد ودائرة للبريد والهاتف لمساعدة العسكريين بالاتصال بذويهم وتأمين الاتصال العسكري, إضافة إلى بناء مطار خارج سور المدينة .
لدخول جيش الاحتلال البريطاني عام1918 للعراق , رافقها دخول مواد جديدة في البناء ظهرت بدايتاً في أوربا نتيجة التطور الذي بدأ يظهر في نهاية القرن التاسع عشر مع ظهور تيارات مختلفة في العالم تنادي بضرورة تغيير العمارة القديمة والانتقال من السيطرة الكلاسيكية إلى التمدن , على أثر ذلك تم إنشاء مبان جديدة مثل السراي ودائرة البلدية والقائم مقامية والمستشفى والجسور , والغريب في هذه الأبنية أنها استنساخاً لتجربة انكلترا في الهند رغبة منهم في تحضير العراق.
فقد تم تشييد بناية لواء الديوانية(المحافظة) القديمة عام 1934 في نفس الفترة التي شيد بناء التاجر اليهودي العراقي والاقطاعي الياهو ساسون خضوري , والثري محمد بيك الخضري ,في طفولتنا في ستينات القرن الماضي نمر من أمام هذا الطاق المطل على نهر الحلة الصغير, الذي يعد من أجمل الصروح والآثار العراقية التي أهملت في الفترة الأخيرة, يعتبر طاق خضوري ذات الواجهه الشاهقة العالية , وأعمدة كبيرة , والطارمة العريضة , والبناء ذات الطراز العصري, والغرف المتعددة المطلة على الشارع العام , والشرفة على نهر الديوانية المستندة على الأعمدة ذات الطراز الروماني, أما سقف الصالة الواسعة فتم بناءه بصورة غريبة , إذ لا ترفعها أعمدة وإنما تم تشييده حسب حديث كبار السن بعملية طمر الصالة بالرمال لمستوى السقف الذي يرتفع أكثر من ثلاثة أمتار ثم رصف الطابوق الجف قيم بشكل الحصيرة , وهذا من أغرب ما موجود في القصر , وبعد أتمام الرصف تم سحب الرمل النهري , ليقف شاخصاً هذا السقف , ومن المشاركين بهذا العمل الابداعي ابن الديوانية الأسطة عبد الكاظم ابراهيم حمادي,وقد استغل هذا البناء في الخمسينات من قبل محكمة الديوانية, وأصبح الآن مخازن ومكاتب وبقية البناية دون ترميم بالرغم من قدمها وقيمتها التراثية , الاهمال وتسرب المياه الجوفية التي أكلت سردابها وجدرانها.
كانت البيوتات الكبيرة في مركز الديوانية تمثل الطبقة الغنية أو الاقطاعية من أصحاب الاملاك الزراعية والتجار الذين تاجروا بالمحاصيل الزراعية , وما يتيسر من بضائع من الهند , كما في أي وقت تعبر عن مدى رفاهية الشخص وتمكنهُ مادياً.
أما بناية المحافظة القديمة تم بنائها, بناء فخم با لطابوق والاسمنت وتشكيل أبراج عالية في أركانها الأربعة,كأبراج القلاع القديمة وفيها فتحات تمكن الجنود من تصويب الرصاص من بنادقهم, ويطل هذا البناء على نهر الحلة وقد تم تشييدها عام1934 وقد شارك في بنائها الاسطة عبد الكاظم ابراهيم حمادي , ويذكر الكاتب ثامر الحاج أمين في أوراق من ذاكرة مدينة الديوانية للقاضي زهير كاظم عبود ص128: (بين أعوام 1802 -1830م , برزت الديوانية الشرقية كبلدة ذات سور يمتد من ضفة الفرات شمال البلدة في موضع هو موضع مديرية التربية في القادسية ليمتد شرقاً في نصف دائرة تتوسطها بوابة في وسطه في الجانب الشرقي هي باب الدغاره في موضع هو الآن في أواخر سوق التجار الكبير ومن ملك يعود الآن إلى ورثة الحاج صلال الفاضل ثم ينعطف نحو الجنوب الشرقي لينتهي عند النهر في موضع مستشفى الديوانية الجمهوري القديم)أي بمعنى أراضي السيد عباس الزاملي خارج السوري وحالياً هي حي العروبة الأولى والثانية , وقد توسعت الديوانية وأصبحت تصل إلى حدود ناحية سومر.
كما تم تشييد بناية محطة سكك الحديد على نفس الطراز المعماري لبناية المحافظة وما زالت قائمة لحد الآن إلا إنها مهملة وأصبحت مكب للنفايات, ودائرة البريد والبرق والهاتف قد تآكل بنائها وازيلت عام 1970 فاندثر هذا العمران بسبب الاهمال , وندعوا بدورنا للاهتمام بهذا العمران الذي يعتبر ميزة لمدينة الديوانية وصرح حضاري للزائرين لتعبر عن مدى حضارة هذه المدينة التي أهملت على مر العصور والحكومات المتعاقبة عليها .



#نبيل_عبد_الأمير_الربيعي (هاشتاغ)       Nabeel_Abd_Al-_Ameer_Alrubaiy#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من ذاكرة الديوانية....دور الرعيل الأول والثاني في نشأة الجيل ...
- من ذاكرة الديوانية.... أهل الشط(مدينة النضال والكفاح)
- كواكب تضيء سماء مدينة الديوانية..الشهيد وسام حسون صالح الكرو ...
- نجم آخر يتألق في سماء مدينة الديوانية...الشهيد رافد حنتوش
- من ذاكرة الديوانية.. ساعة القبض على الجاسوس الكولونيل لجمن(3 ...
- من ذاكرة الديوانية.. ساعة القبض على الجاسوس الكولونيل لجمن(2 ...
- من ذاكرة الديوانية..ساعة القبض على الجاسوس الكولونيل لجمن (1 ...
- كواكب تضيء سماء مدينتي الديوانية
- تارا الجاف....قيثارة سومر الدافئة
- الدستور العراقي بين الحكومة الذكوريه وإهمال المرأة
- فاجعة فرهود اليهود وحركة رشيد عالي الكيلاني عام1941 (2)
- الصحفي والإعلامي عدنان حسين للحديث عن الإعلام والحركات الشعب ...
- فيصل مشهد القيادي الفلاحي في حركة قسمة المناصفة في ريف الديو ...
- دور اليهود العراقيين في الحركة الوطنية العراقية
- كاظم فرهودالقائد الفلاحي ورحلة السجون
- سمير نقاش الروائي العراقي الحالم
- قصر الياهو ساسون خضوري في الديوانية
- الفنان التشكيلي أياد الزبيدي بين الحكاية الشعبية والنمنمات ا ...
- الأنصاري ناصر عواد( أبو سحر) مقاتل من مدينتي الديوانية
- فاجعة فرهود اليهود وحركة رشيد عالي الكيلاني عام 1941


المزيد.....




- دام شهرًا.. قوات مصرية وسعودية تختتم التدريب العسكري المشترك ...
- مستشار خامنئي: إيران تستعد للرد على ضربات إسرائيل
- بينهم سلمان رشدي.. كُتاب عالميون يطالبون الجزائر بالإفراج عن ...
- ما هي النرجسية؟ ولماذا تزداد انتشاراً؟ وهل أنت مصاب بها؟
- بوشيلين: القوات الروسية تواصل تقدمها وسط مدينة توريتسك
- لاريجاني: ايران تستعد للرد على الكيان الصهيوني
- المحكمة العليا الإسرائيلية تماطل بالنظر في التماس حول كارثة ...
- بحجم طابع بريدي.. رقعة مبتكرة لمراقبة ضغط الدم!
- مدخل إلى فهم الذات أو كيف نكتشف الانحيازات المعرفية في أنفسن ...
- إعلام عبري: عاموس هوكستين يهدد المسؤولين الإسرائيليين بترك ا ...


المزيد.....

- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - نبيل عبد الأمير الربيعي - فن العمارة في مدينةالديوانية