أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - أمجد الشعفاطي - حوار مع عضو اللجنة المركزية للتجمع الوطني الحر المعارض تيسير الفارس العجارمة















المزيد.....


حوار مع عضو اللجنة المركزية للتجمع الوطني الحر المعارض تيسير الفارس العجارمة


أمجد الشعفاطي

الحوار المتمدن-العدد: 3441 - 2011 / 7 / 29 - 19:41
المحور: مقابلات و حوارات
    


حاوره أمجد الشعفاطي

في سابقة هي الأولى من نوعها أصدرت المعارضة الأردنية في الخارج بيانها الأول وهو البيان الذي أحدث ضجة كبيرة في الأردن على مختلف وكافة الصعد بسبب ما طرحه البيان الذي طالب صراحة بإسقاط النظام الملكي والدعوة الى قيام جمهورية أردنية وهو الذي اعتبر بحسب المراقبين للشأن الأردني تجاوزا الكافة الخطوط الأمر الذي اثار ردود فعل بالغة القسوة على هذا البيان وعلى الذين أصدروه طالت اتهامهم بالخيانة والعمالة حينا والتآمر لاشاعة الفوضى وتهديد السلم والأمن الاجتماعيين في الأردن حينا آخر .. وبعد كل هذااللغط الذي أثير حول بيان المعارضة أرتينا أن نلتقي أحد مؤسسي هذا التجمع الكاتب تيسير الفارس العجارمة المقيم في نيوزلندا لنلقي مزيدا من الضؤ على هذا البيان وما أثير حوله وعن حقيقية وما هية المعارضة الأردنية في الخارج وعن ظروف ولادتها في هذا الوقت ومخططها المستقبلي .

سؤال : ـ دعنا نبدأ هذا الحوار من لحظة تشكيل التجمع الوطني الأحرار الأردن ...او ما اطلقتم عليه المعارضة الأردنية في الخارج كيف ولدت فكرة هذا التجمع ؟

جاء هذا التجمع في خضم تداعيات كبيرة وخطيرة تجري على الساحة الأردنية .. وكان لازاما علينا أن نتخذ هذه الخطوة وهي تشكيل نواة للمعارضة الأردنية في الخارج
تذهب بهدفها المعلن والصريح الى أقصاه، وهو العمل على اسقاط النظام الملكي في الأردن ، ومحاكمته محاكمة عادلة ونزيه على كل الجرائم التي اقترفها بحق الأردن واسترداد الأموال المنهوبة وأراضي ومؤسسات الدولة التي تم بيعها بل دعني أقول سرقتها .. هذا هو هدفنا الأول ثم تأسيس الجمهورية العربية الأردنية التي ستقوم على مبادئ العدل والمساوة وبناء روح وطنية تسترد كرامة الوطن وتعيده الى أخذ دوره العروبي والإنساني .. اذن جاء هذا التجمع وفق هذا المعادل التاريخي والسياسي الكبير هذا المعادل الذي شكل وثبة الى العمق اي أنتقل الى جوهر الأزمة ...المشكلة الأساسية في الأردن هي مشكلة هذا النظام وهي مشكلة تاريخة اي منذ تلك اللحظة التي وطئت فيها أقدام هذه العائلة الحجازية الغريبة أرض الأردن .
لقد بدأت الفكرة عندما أطلقها الأخ الدكتور نهار العبيثا السرحان وهو أحد الرجال الوطنيين الأحرار وهو الذي تولى منذ البداية مهمة الأتصال مع العديد من الأخوة الذين بالفعل أيدوا هذا الفكرة ورحبوا بها كيما ينتقل العمل الفردي في الخارج الى عمل جماعي مؤسسي، تُجند في سبيله كافة الطاقات لإنجاحه، ثم ليأخذ دوره الريادي والقيادي لإنهاء معناة الأردنيين التي استمرت طويلا على يد هذه العائلة التي حكمت الأردن طيلة ما يقرب من قرن كامل ..

سؤال ـ إذن أنتم تذهبون الى أن أزمة الأردن تتمثل في النظام الحاكم .

نعم وهي أزمة تشكلت من البداية اقصد من اللحظة التي بدأت بها المؤامرة على فلسطين وتمزيق سوريا الطبيعية التي كانت تتكون من سوريا والأردن وفلسطين ولبنان من قبل الدول الاستعمارية آنذاك .. حيث دخل الهاشميون في هذا المشروع التآمري بكل ثقلهم وصاروا جزء منه، ثم راحت تناط بهم مهام خطرة أخذت تتسع شيئا فشيئا عبر تطورات الأحداث السياسية اللاحقة .. منها على سبيل المثال ، الحفاظ على مصالح بريطانيا الكبرى وتبني ودعم المشروع الصهيوني الذي أدى الى قيام الدولة الصهيونية على الأرض العربية الفلسطينية، وضرب أي مشروع قومي وحدوي الخ.. بطبيعة الحال ونتيجة لذلك تعزز دور الهاشمين وازداد خطورة أثناء وبعد ذلك اي منذ عام 48 وما قبله الى الوحدة المزعومة التي أدت الى افراغ أرض فلسطين من أهلها وتوطينهم في الأردن الى حرب 67 التي لعب فيها هذا النظام دور العراب وتلك قصة باتت معروفة لكثرة ما أنجز حولها من أبحاث ومؤلفات وتقارير دولية صدرت من مراكز البحث في الغرب والشرق بل ومن داخل دولة الكيان الإسرائيلي . الى أحداث ايلول الأسود الذي أدي الى شرخ الذات الأردنية ومأسسة نوع من الصراع سيلوي عنق المستقبل فيما بعد . حتى وصلوا بنا الى وادي عربة واتفاقية السلام المزعوم سلام الهاشميين الذين أكتشفوا أن اليهود الآشكناز والسفرديم أبناء عمومتهم على حين غرة . في اثناء ذلك كله راحت تتعاظم أزمة إجتماعية واقتصادية وسياسية وثقافية داخل المجتمع الأردني، كان على المواطن أن يخضع طواعية لهذا النظام الذي رأى فيه دور المنقذ (الشريف الهاشمي) هذا الذي نهض من أدغال التاريخ واثبا الى قعر الخيانة والعمالة حتى صار لعنة لئيمة لهذا المجتمع بل صارهزيمته وحزنه وجوعه وألمه، صار آلهة لا تسجدي العبادة وإنما جعلتها طقسا لقطيع من العبيد يؤدونها في كل حين .
لقد تحول هذا الشعب الى جسد استوطنه الوجع ، متعب مثل صخرة تحمل جبلا، شعب عانى البطش والتهميش والذل والخوف والقهر والجوع .. وكلما حاول أن يعتدل أعادوه الى غفوته لكن ستنهره ريح الأعالى في المنعطف الأخير وسيصحو ليخلع كل الأقفال وسيوقف تدفق الدم الهاطل من جسد النصوص التاريخية الكاذبة لهذه العائلة( المقدسة) بمتياز عزّ نظيره، و سيدمر هذا البيت الواهن الذي هندسه الخلد الأعظم بمكر الثعالب ، وسيقتحم الشعب الأردني إليه الممرالأخير في اللحظة الأخيرة ... ليس ثمة فرصة أمامه من شعب انتظر طويلا ، وصبر طويلا حتى فقد الأمل، وفقد مع الأمل كرامته ..شعب أدخلوه في دوائر الخوف والصمت وصاروا يعاقبوه حتى على أحلامه .. دعني يا عزيزي أخرج وتخرج معي من تاريخ هذه العائلة الذي كلما استعدته اصاب بالدهشة لصبر الأردنيين عليه طيلة ما يقرب من قرن كامل..

سؤال : ـ ولكن أنت ترى هذا الحراك الشعبي الآن من مسيرات واعتصامات كلها تنادي بإصلاح النظام .. والثورة على الفساد يعني لم تتطور حركة الشارع الأردني لتنادي بإسقاط النظام فما الذي يعنيه هذا برأيك ؟

يا سيدي.. هذا يعني أن النظام فاسد..اي أنه اصبحت لدى الأردنيين قناعة بفساد هذا النظام وأن رأس النظام هو وراء الفساد السياسي والأخلاقي والمالي والاجتماعي .. الخ الدعوة الى إصلاح النظام هي دعوة مواربة، هي مقدمة لابد منها لإطلاق شعار الشعب يريد اسقاط النظام .. لذلك فإن شعار الشعب يريد اصلاح النظام، هو في الحقيقة لا يعني شيئا لأنه خال من المعنى.. إذ ما الذي يعنيه اصلاح النظام؟ وكيف يمكن أصلاحه ؟وهل النظام لديه استعداد مثلا لتقديم تنازلات في العمق .. ؟ بالقطع لا .. لا توجد احتمالات ممكنة لاصلاح النظام الذي فقد شرعيته، وهي مقدمة لفقد مشروعيته، وهنا تكمن الخطورة . هو يدرك أن هذا التحرك الغير مسبوق الذي سيأخذ أقصى أبعاده .. في وقت قصيرجدا سينهي حكمه ، ومع ذلك ثمة مؤشرين لهما دلالة غاية في الأهمية لطبيعة ردة الفعل المحتملة للنظام .. رسالة التطمين الأمريكية التي أعلنها أوباما صراحة في زياره هذا الأخير له قبل فترة . والتي تناقلتها وسائل الأعلام الأجنبية حيث جاءت عبر الثنائية التقليدية الدعم السياسي وزيادة سقف المعونات ،ما يهمنا هنا هو الدعم السياسي ..كيف يفهمه النظام وكيف يوظفه .. باعتقادي سيكون توظيف كارثي ..قاسي جدا سيطلق يد الأمن بشكل مرعب لذبح الشعب ووئد حركته في مهدها .. أو هكذا يظن .. سيعيد تجربة الأسد المحفوفة بالمخاطر .. وهنا ستبلغ أوجها عندما تبدأ تحولاتها الدارماتيكية مع أول قطرة دم تسقط على الأرض .
والمؤشر الآخر هو إنظمام الأردن الى مجلس التعاون الخليجي .. هذه الدول بالطبع ستقدم دعمها المطلق والغير محدود للنظام ، ونحن نعرف أن انظمام الأردن لهذا المجلس جاء وفق مخطط مدروس يتعلق بعملية السلام مع اسرائيل واحياء مبادرة قمة لبنان الشهيرة كما يتعلق بسياسة الأحتواء للحركة الناهضة في مصر وسوريا . الى آخر هذه السيناريوهات المعقدة .. وهذا النظام يشكل لاعبا أساسيا في قلب المعادلة لهذا المخطط الجهنمي القادم ..

سؤال ـ هل هذا هو ما أجل انطلاقة الثورة في الأردن وما هي احتمالات فشلها ؟

بالطبع لا الثورة في الأردن تسير وفق نسق واضح سيبدأ من الجنوب و الشمال والوسط ذي الكثافة السكانية في وقت واحد لكن اللحظة لم تحن بعد نحن نشهد مقدماتها المثيرة والبالغة الحساسية ، وعندما يأخذ التحرك الشعبي زخمه الكبير ستتساقط كل هذه المخططات وستفشل كل السيناريوهات المعدة سلفا فيما أطلق عليه بسياسية الأحتواء .

سؤال : لكن لدينا مثال البحرين وهو مثال جدير بالملاحظة ؟

لا مسألة الثورة وإخفاقها في البحرين تختلف تماما هناك تشابكت الخيوط على نحو معقد جدا وهذا ما سمح للنظام أن ينجو بشكل مؤقت من مصيره المحتوم .. لقد تم اللعب بورقة المذهبية .. كما تم تصوير الثورة على أنها ثورة الشيعة التي ستسمح لإيران بأن تضع قدمها في الجزيرة العربية لأول مرة في التاريخ.. وهنا راح يتم استدعاء تاريخ الصراع المدمر بين السنة والشيعة اقصد الصراع المذهبي العقائدي من بعيد ليوظف كأداة جهنمية في وأد هذه الثورة الوطنية .. أما في الأردن فالأمر يختلف تماما ..

سؤال : ـ ولكن هناك من يرى أن الجيش والأجهزة الأمنية وكل ما يتعلق بهذه المنظومة هو من ابناء العشائر مما يعني أننا أمام مشكلة أخرى تربك الموقف وتنقل أي تحليل سياسي الى سياق التنظير فقط ؟

أنا أتفق معك في الجزء الأخير لكن دعني أحلل هذه المسألة من زاوية مختلفة .. صحيح أن النظام اتخذ هذه الاستراتيجية منذ ما بعد حرب 67 ولذلك اسباب كثيرة لا أود التطرق لها، وهي على العموم معروفة .. ثم أن علاقة النظام بالقبيلة هي ليست كما يحلو للبعض أن يصفها بالزواج الكاثولوكي بين الشيخ والملك علينا أن نفهم في البداية لماذا كان على الملك أن يحتمي بالقبيلة أو الشيخ، وبنفس الوقت يحتمي به الشيخ أي يحتمي بالملك من هو العدو المشترك، او المفترض أنه عدو مشترك؟ هذه هي المسألة الحساسة .. ثم من الذي أقنع الشيخ بأن هذا عدو؟ طبعا أنا أتحدث هنا عن الأخوة الفلسطنيين . الملك هو الذي كان جزأمن مأساة فلسطين كما تعلم ، وكان عراب هذه المأساة وهذا حديث يطول، وهو الذي ذبح الفلسطينين في أحداث أيلول ثم أقنع الأردني بأن الفلسطيني إنما يريد أحتلال الأردن وإقامة دولة فلسطينية على أرضه وطرد الاردنيين الى عمق الصحراء ، وأقنع الفلسطيني بأن الأردني هو عدوه اللدود الذي لا يتواني عن إراقة دمه تحت أية ذريعة مهما كانت ولأي سبب ، ثم ظهر هو بمثابة الضامن لكلا الطرفين و تحول الى حجر الزاوية، وهكذا أمن البقاء لنفسه ولحكمه ثم عمل الملك على سياسة التوطين السكاني للفلسطنيين وليس التوطين بمفهومه السياسي وهو ما جعلهم مواطنين من الدرجة الثانية الأمر الذي أدى بهم الى فقدان الشعوربروح المواطنة الحقيقية وهم الذين اقتلعوا من أرضهم من خلال مؤامرة كان اللاعب الرئيس فيها النظام الهاشمي .. ولا سبيل أمامهم للعودة ..وهم أهل واخوة قدموا الكثير الكثير لهذا البلد لا ينكر فضلهم إلا جاحد .
.. وهو يعرف تماما أن التقاء الطرفين هو نهاية مدوية وسريعة لحكمه .. لذا راح يستخدم هذه الاستراتيجية الماكرة الخبيثة الى غاية هذه اللحظة .. هذا من جهة
ومن جهة أخرى إن ما يجعل القبيلة قبيلة وليست جماعة هو ذوبان الأفراد فيها وهم بهذا لا يعبرون عن إرادتهم بل عن إرادتها، الفرد يصدر في أفعاله عن مخيال القبيلة .. وهذا صحيح ، فهو عندما يفعل لا يفعل لنفسه بل لقبيلته وهذا يسمى عادة القهر الاجتماعي السياسي الصادر عن جبرية القبيلة، ونجاحه نجاح للقبيلة وفشله فشلا لها .. وظلت القبيلة هي الحامية للفرد .. هذا هو القانون الذي حكم علاقة الفرد بالقبيلة .... صحيح أن الجيش والأجهزة الأمنية أغلب افرادها هم من أبناء القبائل وهذا يصب في صالح التغيير.. القبائل في الأردن تم تهميشها وسحبها من ساحة العمل السياسي، تم تحيدها لصالح طبقة اقتصادية فاسدة أحاطت بالملك نشأت وفق مصالح معينة ولغايات معينة هذه الطبقة أرتبطت مصالحها مع النظام وهي التي تدير الدولة اليوم وصارت اشبه ماتكون بدولة داخل الدوله تمسك بالأقتصاد من جميع أطرافه وتدير دفة الحكم وتوجه السياسات العليا ... ولأنها لا يهمها سوى مصالحها الاقتصادية والمالية وزيادة نفوذها .. لذلك عم الفساد المالي والأخلاقي والفكري والسياسي .. الخ لقد اختلت المعادلة التي كانت تحافظ على التوازن القديم بين الشيخ والملك .. وهؤلاء الأفراد الذين يتشكل منهم الجيش هم أبناء قبائل يعني بتصوري الأمر سيأخذ مع تصاعد الأمور منحنى غير هذا الذي يتصوره النظام .

سؤال ـ هل الملك في زيارته الأخيرة الى القبائل الأردنية كان يسعى لتجديد الولاء معها أو لأخذ بيعة جديدة منها ؟

نعم ولكني أعتقد أن الأمور لا يمكن أصلاحها ابدا، لقد جاءت هذه الزيارات المكوكية متأخرة جدا هذا مع العلم أن.. الملك الذي ورث شعب وورث حالة ثم ورث تقليدا سياسيا لم يتغير قيد أنمله لا بل زاد الأمر سؤا لأنه لا يملك الدهاء بل الخبث السياسي الذي كان يملكه والده ..

ثم لاحظ كيف يجري العمل الآن على تغيير قانون الانتخابات وهو القانون سيء الصيت، والتغير ذهب الى قانون أسوأ يسمح بصعود طبقة ذوي المصالح والأغنياء والفاسدين ويهمش طبقات الشعب كل الشعب .. في محاولة الى إعادة تركيب معادل سياسي مختلف للخروج من المأزق .. هذا يأتي مع حالة يقضة للوعي وصحوة للعقل عند مختلف شرائح المجتمع وعند القبائل الأردنية على وجه الخصوص .. فرهانه سيخسر في محاولة استجداءه هذا للقبائل وتجديد عقد البيعة لمقامه السامي كما يحلوا للإعلام الرسمي أن يقول ..
وستخرج هذه القبائل كالفيض السماوي لتطأ باقدامها هذا التاج المهترئ الذي أمعن في فجيعتها سيخرجون من ثغر أحلامهم ويتزاحمون أفواجاعند باب الغموض وعند مضايق منفاهم بلا سجادة ولا مشكاة سيسلكون تلك دروب التي ضاعت علاماتها، لكن جدائها ستضيء على شرفات مستقبلها ، وستبصرها المآذن التي تمد نحوها آذان الفجر الجديد سيخرجون من نفق النوم ليدخلوا الى فضاء تاريخ مختلف، سيجتازون هذا الغبار التائه في افقهم ،عندما يرتج صدر الصحراء ستخرج هذه القبائل من التيه وسيكونون هودجا الى الريح.. فالعشائر والقبائل الأردنية بل والشعب الأردني بكل مكوناته بات أكثر وعيا وإدراكا .

سوال : يعني أنت ترى سقوط النظام سيبدأ بثورة للقبائل الأردنية ثم يتبعه حراك شعبي عام يتوجه لاسقاط النظام ؟

لا أنا اتحدث عن جزء مهم جدا من مكونات الشعب الأردني وأتحدث عن هذه الزيارات التي تتالت يوميا للملك خلال الاربعة اشهر الماضية وشملت أغلب القبائل الأردنية، من شمال الأردن الى جنوبه مرورا بوسطه ، حتى وصل به الأمر أن يذهب الى عمق الصحراء والمناطق النائية ، والمفارقة المدهشة أن هذا الملك طيلة مدة حكمه منذ 11 عام مضت لم يقم بزيارة واحدة الى أي من هذه القبائل واكتفى بالمسرحيات الهزيلة التي صارت موضع تندر لدى الأردنيين مسرحية التخفي وزيارة مؤسسة هنا أو هناك ليتكفل الأعلام الرسمي بعد ذلك بالباقي وليظهره بصورة عمر بن الخطاب في عدله وحزمه وجرأته على الباطل وحرصه على تلمس معاناة المواطن ..الى آخر هذه المهازل .. وهويريد أن يستجدي هذه القبائل أن يعقد معها ميثاقا جديدا من خلال تجديد الولاء والبيعة هذه نقطة كما ذكرت لك سابقا مهمه ليس فقط لأن الجيش هو من ابناء هذه القبائل. ولأن ولاء القبائل يعني ولاء الجيش وهذا صحيح الى حد كبير .. لكن المسألة تتعدى ذلك في لعبة التوازن الخلاّق الذي يتنازعه تياران على المستوى الأجتماعي والسياسي.. مع امتداد الأفق نحو المجهول ...
..وأرجوك أن لا تنسى هنا إلى أين تتجه الإرادة الأمريكية والإسرائيلية التي يلوح بعصاها هذا النظام العميل من خلال رسائل يقرؤها الأردنيون جيدا ..

سؤال: لننتقل استاذ تيسير الى بيان المعارضة الذي صدر قبل عدة أيام وحقيقة ما اثير حوله من جدل .. من أصدر هذا البيان من كان وراءه ولماذا صدر في هذا الوقت بالذات وأن ثمة أسماء لم توقع على البيان شاركت في صياغتة .. الخ ؟

يا عزيزي المشكلة أن الذين آثاروا هذا الجدل أو هذا اللغط نحن نعرفهم ونعرف أن جهاز الأمن وراءهم لم يفجؤنا بهذا الرد العنيف هذه اقلام مأجورة استمرأت الذل والخنوع والهوان .. ونحن نعرف أن مساحة الأرض التي يحرثونها واسعة جدا وكلما حاولنا التعدي عليها برأيهم فنحن لاشك ننازعهم نتعدى على مساحة المعنى نأخذ حيزا منها وهذا ما لا يقبلوه أبدا وهنا يحدث الصدام .. الصدام من قبلهم بالطبع وشن المعارك المجانية بكل أنواع ومختلف الأسلحة والتهم جاهزة بطبيعة الحال .. لن ننجر الى هذا الصدام أبدا وبالتالي نحن لم نرد على كل ما نسبوه لنا من تهم وخيانة لله والوطن ولهذا العلج سيدهم وكبيرهم الذي علمهم الكفر والنفاق والدجل ..والواقع أنني كلما قرأت ما كتب أصاب بالدهشة .. فالخطاب هو ذاته لم يتغير قيد أنمله . .. وكأن الشمس لم تشرق على تلك الكهوف المظلمة، وكأن ذاتها هي الكوابيس التي لازالت تذرع الطريق وتغمر كل أفق، وتسد كل نافذة قد ينهال منها بصيص أمل، أستمرؤا حزن شعب فارع الطول، وهم يتبادلون أنخاب الليل على عري جسده وفقره الذي طال روحه وهدم كيانه.. هذا في الواقع يقودنا الى الحديث عن دور المثقف الأردني الذي يفترض به أن يقود حركة الشارع في مواجهة النظام المستبد .. و المفارقة تبدو عجيبة في هذا السياق للأسف الشديد ، مع ملاحظة أن المثقف الأردني - بمختلف أصنافه وأشكاله - مثقف هشّ التكوين لأنه في الأصل ليس مثقف حقيقي و مشروع بل هو مثقف تقني،يبني ثقافته للحصول على وظيفة، وإن كان هذا يحدد طبيعة الوظيفة يعني أنه " مثقف تقني فقط " ليس مطلوباً منه أن يملك ثقافة واسعة شاملة تمكّنه من تشكيل رؤية يدعو إليها ويبشربها ، بحيث يصبح مثقفاً حقيقيا يسعى وراء الحقيقة لأنها حقيقة وبالتالي يصدر بخطابه من هذه الحقيقة التي توصل لها وإن تقاطعت مع خطاب السلطة القائمة ..هؤلاء مثقفين موظفين في الدولة فما الذي يمكن أن ننتظره منهم ؟ وبألم وفجيعة السؤال أقول :
أما آن لكتبة القصر أشباه المثقفين ، بعد كل فشلهم المدوي ، أن يركنوا الى موتهم المعلن أمام جلال الآتي أمام ثورة شعب قادمة من رحم المستحيل الى جلال الواقع والغد الآتي ؟ أمام يقضة شعب طال ليله واستطال ثم صحا على هذا الخراب الذي أحدثة النظام في الأردن على مدى ما يقرب من قرن من الوجع والحزن والجوع والخوف .. قرن من العمالة والخيانة والظلم والطغيان .؟ أما آن لهؤلاء الكتبة أنصاف المثقفين أن يكفوا عن توزيع خطابهم المجاني الذي سئمناه والذي لم يعدي ينطلي على أحد ولم يعد له مسوغ أدبي أو أخلاقي أو سياسي ، وهم يرددون بغير احترام لأنفسهم مزايا وحسنات النظام وضرورته التاريخية والوطنية والقومية والإنسانية ؟ … ألم يئن لهم أن يعلموا هذا الشعب المظلوم كفر بكل آلهة الكتبة مذ راحوا يجرحون وعيه ويزرعون الخرافة في راسه كنبت شيطاني فاسد ؟ وهم يلقون عليه بذاءاتهم المقدسة في كل صباح ومساء ؟ وكلما نزعنا غطاء عن عورات أقزامهم، وهم أمام سؤة المشهد يتشظى الحرف لديهم ويشط ويشطح خارجا عن صوته وصورته بما لا يقاس من الكآبة .. أوشكنا على القرف، وآن لنا أن نهدم هذا الصرح الذي أخذ يناله البلى والفساد لفرط عهره وخيانته .. منذ طفولة الأشياء الجميلة التي ما لمسناها في هذا البلد الطيب ولا سُمح لنا بأن نلمسها، و سدنة هياكل الوهم هؤلاء في معبد البؤس والخيانة يلعنون كل صوت وطني حر شريف ، .. هم صاروا حراس الوثن المقدس وكل من يكفر بهذا الطوطم ستناله لعنة التحريم والخيانه وسيكون عرضة للنفي والإقصاء والنبذ . فلا بأس علينا.. ولا نأسى على مثل هذه الكائنات المسخ
أتسال والتساؤل مشروع لأنه بحجم المصيبة عن أي وطن صار على شفير الهاوية يتحدثون . وهم .يتراقصون بغير احترام على أشلاءه الممزقة.. عن أية امكانيات حاضرة ومستقبلة لوطن سلبوه كل امكانياته المحتملة وغير المحتملة يتحدثون ؟
نحن في الواقع لا نلتفت اليهم ولا يدخل دائرة اهتمامنا كل هذا الذي قالوه وما سوف يقولوه في المستقبل . وبالعودة الى سؤالك

يا سيدي قاعدة المعارضة في الخارج تتسع يوما اثر يوم .. في كل يوم ينضم العشرات الى هذا التجمع .. ونحن بصدد انشاء قاعدة بيانات عريضة وواسعة لغاية التنظيم وتوحيد الجهد ثم نحن على اتصال وتواصل دائم مع كافة الأخوة ،والغاية التي نسعى إليها والهدف الذي ننشده واضح تماما وقد أعلنا عنه بصراحة في البيان الأول الصادر عن التجمع الوطني الحر وهو اسقاط هذا النظام ومحاكمته وقيام الجمهورية الأردنية التي ستتأسس على قيم العدل والمساواة والحرية لكافة أبناء الأردن .. وسنبتغي الى هدفنا هذا كل الوسائل الممكنة والمتاحة .
و بناء على اتصالات عديدة بين أعضاء هذا التجمع استقر الرأي على اصدار هذا البيان ليؤكد من حيث المبدأ على ولادة المعارضة الأردنية في الخارج ثم عن عن هدفها ولذلك تم تكليفي مع الأستاذ الدكتور نهار العبيثا لصياغة هذا البيان وبالفعل قمنا بصياغته على النحو الذي صدر. والبيان جاء مقتضبا ولم يذهب الى التفاصيل .. التي سنعلن عنها لاحقا ونحن نعمل الآن على اعدادها لتكون مدار نقاش مستفيض في مؤتمر المعارضة الأول الذي سيعقد في لندن في قريبا ..

سؤال : ـ إذن الخطوة لكم القادمة هي عقد مؤتمر المعارضة الأردنية في الخارج ؟

نعم نحن نعمل الآن ونكثف جهودنا كلها حتى يعقد هذا المؤتمر الذي سيكون بداية التحول الحقيقي في عمل المعارضة الأردنية في الخارج.. وسيحضر هذا المؤتمر رموز المعارضة الأردنية في الداخل والعديد من الشخصيات الوطنية ذات التأثير والثقل في الشارع الأردني . بالإضافة الى مؤسسات المجتمع المدني وجمعيات حقوق الانسان في الإتحاد الأوروبي وممثلين عن حكومات هذا الاتحاد بالاضافة الى حضور ممثل عن حكومة الولايات المتحدة وكندا واستراليا وفي الجهة العربية سيحضر وفد عن الحكومة القطرية والمصرية ..
هذا وسناقش المؤتمرون مسودة ميثاق الجمهورية الأردنية الذي سوف يصدربصيغته النهائية حال الأتفاق عليه .

سؤال: هل لديكم إتصال مع المعارضة في الداخل ..؟

نعم نحن نتواصل مع كافة رموز المعارضة الوطنية الموجودة في الأردن وقد أرسلنا إليهم البيان قبل صدوره .. كما وسوف تحضر كافة هذه الرموز مؤتمرنا القادم وهم أخوة وأعزاء ورفاق كفاح للخلاص من حكم الهاشميين...

سؤال: هل لك أن أن تذكر بعض الأسماء ...

لا ... ولكنها شخصيات وطنية كبيرة ومعروفة ولها قدم السبق في الجهاد ضد الإحتلال الهاشمي .

سؤال أخير : لماذا لم يوقع خالد الكساسبة على البيان وهل ترى أن السبب الذي ساقه كان مبرر منطقي لعدم توقيعه؟

أنا شخصيا أعتقد أن السبب الذي ذكره لا يصلح أن يكون مبررا أبدا .. ولا أريد أن أدخل في تحليل رسالته أو تعليقه على البيان فهذا يحتاج الى وقفة تأمل ... لكن خالد بلا شك هو رجل وطني ومعارض شريف نكن له كل الأحترام والتقدير.



#أمجد_الشعفاطي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسئلة تريد أجوبة ... للنصارى فقط
- زكريا بطرس وتبيان اسلوب طرحه وكذبه


المزيد.....




- تعهدات مكتوبة بخط اليد.. شاهد ما وجده جنود أوكرانيون مع كوري ...
- إيمي سمير غانم وحسن الرداد بمسلسل -عقبال عندكوا- في رمضان
- سوريا.. أمير قطر يصل دمشق وباستقباله أحمد الشرع
- روسيا ترفض تغيير اسم خليج المكسيك
- عائلات الرهائن الإسرائيليين يدعون حكومتهم إلى تمديد وقف إطلا ...
- أثر إعلان قطع المساعدات الخارجية الأمريكية، يصل مخيم الهول ف ...
- ما الذي نعرفه حتى الآن عن تحطم طائرة في العاصمة واشنطن؟
- العشرات من السياح يشهدون إطلاق 400 سلحفاة بحرية صغيرة في ساو ...
- مقتل اللاجئ العراقي سلوان موميكا حارق القرآن في السويد
- من بين الركام بمخيم جباليا.. -القسام- تفرج عن الأسيرة الإسرا ...


المزيد.....

- تساؤلات فلسفية حول عام 2024 / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - أمجد الشعفاطي - حوار مع عضو اللجنة المركزية للتجمع الوطني الحر المعارض تيسير الفارس العجارمة