|
الإسلاميون في مصر يقولون أن القمني كان من أنصار النظام
سيد القمنى
الحوار المتمدن-العدد: 3441 - 2011 / 7 / 29 - 09:09
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
قطوف من كتابات سيد القمني قبل ثورة الغضب المصرية 25 /1/ 2011 المجيد ( عن كارثة كنيسة القديسين ) لست ممن ينتظرون وقوع الحدث ليتاجر به ويدلي بدلوه ، ولست ممن يظهرون فقط في المصائب لجني الفوائد ، ولا ممن يشقون الجيوب ويلطمون الخدود في لحظة بعينها لينصرف بعدها لعد مكاسبه والانصراف إلى منافع أخرى أو لشئونه وملاهيه ، فقد سبق وأمضيت العمر وقلت كل ما يمكن قوله تشخيصا وعلاجا ، وقدمت مئات الدراسات الموثقة التي لاتبغي سوى وجه الوطن ومواطنيه ، وقدمت عشرات التحذيرات وفي كل مرة كان الحدث يؤكدها ، وهاهي نبؤاتي التي سخر منها كتاب السلطان والمشيخة واقع ماثل أمامكم ، وليتها خابت وطاشت وليتني كنت من جلادي الذات وهما كما قالوا ،وليتني كنت مجرد متشائم أو كذوب كما قال آخرون ، حتى لايلطخ وجهي عار وطني . وكلما تابعت تعليقات السادة أهل الرأي من المتنفذين والسياسيين والمأجورين وصيادي الفرص والسفلة ازداد ألم الجسد العليل ، ولم تسعفني سوى معدتي بالقيئ الدموي ، وعندما رأيته اعتبرته مشاركة متواضعة في قذف الدم على وجوه السفلة والأوغاد وكانت خلاصة قول سادتنا أنه عمل إرهابي قادم من خارج البلاد قاصدا أمن مصر المستتب وسلامة كل مواطنيها الآمنين السعداء ، وأن البحث جار عن ستة أشخاص دخلوا البلاد ... فأي خطاب عبيط أهطل يرى الناس بقراً ليقول لهم قوله هذا ، وأي عُهر وكذب مقيت ، وأي قدرة على الرخص والابتذال ؟ ! ! . عار أن نترك مصر ست الحسن كله تُفتح مرة أخرى على يد الوهابية بدمويتها وعنصريتها وبدائيتها وجهلها وانحطاطها ، لتسود على مصر الجميلة الخلاقة المبدعة التي ظلت ماضيها على سماحة المذهب الحنفي . عار على كل مصري يحب وطنه أن يظل ساكتا ساكنا راضيا بالاستبداد السياسي المتحالف مع الاستبداد الديني مع فساد لانظير له ، وتركه يمتص دم الفريسة ومابقي في شرايينها دون أن يشبع . إن لم يبدأ التغيير الآن لرفض الفساد والاسبداد السياسي وسيطرة التطرف الإسلامي المنفلت ، وإقامة نظام مدني حقوقي يرعى حقوق الأقليات قبل الأكثرية ، ويعيد الدين إلى مكانه الطبيعي داخل المسجد والكنيسة لا يتعدى أبوابهما ، بعيدا عن المشترك الاجتماعي العام ، وإعادة صياغة دستور كامل المدنية يقوم على عقد اجتماعي يرعى الصالح العام لكافة المواطنين على التساوي ، فإن القوادم ستكون أفدح من السوالف . موضوع / العار خاص بجريمة كنيسة القديسين بالإسكندرية نشر في 4/1/2011
لقد كرًس صاحب هذا القلم عمره من أجل تقديم قراءة للدين الإسلامي تؤدي لتخلصه مما يكبل المسلمين عن اللحاق بالدول الحرة الكريمة، دون ان يؤدي ذلك إلى أي خسائر لما هو عزيز في الدين على نفوس المسلمين، و يُرضى كل الأطراف الدينية الأخرى تقريبا، فكان أن تلقى ردودا أسوأ من أي مواقف تقف ضد الإسلام صراحة و بوضوح وتبخسه وتسفهه ، فنحن إزاء تجار دين لن يتنازلوا عن فريستهم من شعوب بلادنا، و هي شعوب تم تزييف وعيها فلم تعد ترى سوى فكر واحد (إن كان يصح تسميته فكرا) و عداه هو باطل الأباطيل و قبض الريح، وتكلست مفاصل الفهم و تحجرت العقول و القلوب، و انتكسوا إلى المرحلة البدائية، إلى زمن التقرب للاّلهة بدم الأضاحي البشرية. تصورتُ لزمن طويل أهدرت فيه جهداً و عمراً من أجل إرساء مدخل لإصلاح الإسلام من داخله، لكن في ظل تغول السلطات الدينية و السلطات السياسية المتحالفة مع رأس المال، و استثمار السلطة السياسية لهذا المناخ الديني و تقويته و دعمه لمزيد من استمرار وجودها على رقبة الفريسة و كل منهم يريد نصيبا أكبر، و لم يبق مفصل في الوطن إلا و انيابهم مغروسة فيه بتحالف مطاط مع الانظمة السياسية الحاكمة وأصحاب رأس المال من كبار التجار وكبار المشايخ وكبار الراقصات مدا و جذرا بينهم، لو كان شعرة ماانقطعت. و نظل نحن الفريسة التي استساغت العبودية،أواستسلمت للضواري كل منها يمسك بعضو في جسدها ، و لم تعد تطمع سوى في مكان بالجنة أو بالنار، لافرق. المهم الخروج من هذا العالم الذي هوالجنة في بلاد الحريات وهوالأشد من الجحيم فى بلادنا المؤمنة . ولأني علماني لاأومن بحتميات ويقين لا يتغير، فإن التغير يظل احتمالا للاستمرار في الحياة ، ورغم هذا السواد والقتامة وتحول جهلاء السوقة الى علماء الأمة دون بصيص نورفي الأفق المنظور، فإن مثلي لايستطيع التوقف عن العمل والتخلي عن الحلم ، فبدون هذا الحلم لايكون هناك معنى للوجود أصلا، إضافة إلى الجانب الشخصي فإني لوتوقفت عن الاهتمام بقضية الأوطان والحقوق واستمرار الخوض في أوكار الثعابين بما أكتبه فإني ميت حتما كسيراً محسوراً.وهو مالا أرضاه لنفسي ولا لقرائي الذين هم سر الاستمرار أملا فيهم بعد رحلة العمر الطويلة . حتى نمهد الطريق لأتاتورك عربي ،أوبانتظارمتغيرات مفاجئة في مسار الأحداث العالمية ، متغيرات إعجازية غير متوقعة موضوع / أتاتورك عربي هو الحل الحوار المتمدن وشفاف الشرق الأوسط ودروب ..الخ في 30/12/2010
إن الدول المحترمة لا تترك تعليمها و إعلامها و مساجدها و زواياها لفكر طائفة واحدة من طوائف المجتمع و لا لأيدلوجيا جماعة بعينها لأن تلك هي الفاشية بعينها ، و لا تترك الشوارع و المواصلات العامة تحمل الملصقات الطائفية و التحريضية من كل لون و صنف. الدول المحترمة تضع من صنع هذه الشعارات و من طبع و من لصق و من وزع تحت الحاكمة الفورية لتهديدهم الأمن الوطني ، مع إزالة تلك الشعارات و الملصقات ، و العودة إلى نظام تعليم ينشئ عالما ومكتشفا و مخترعا لا يشغله أصول الاستنجاء و لا أحكام الحيض، و نظام إعلام محترم متوازن يراعي المساواة بين مواطنيه بل و يؤسس لهذا التوازن في وعي الناس ، حتى يعود حتى يعود الوطن للظهور مرة أخرى من تحت ركام الصحوة العشوائية. حتى لا نكون دولة بلا شكل و لا لون و لا مذاق ، دولة تزعم أنها حديثة ، و تعمل هي و شعبها وفق المنظومة الفتوية التي لا تملك سوى تشريعات القرون السوداء في تاريخ البشرية .دولة أصبح فيها رجل الدين صاحب حق في التدخل في كل شئ و في حياة الفرد و الجماعة و القانون ، بل و يتدخلون في الطب و الفيزياء و الكيمياء و علوم الوراثة والفضاء و البحار و الزراعة و الصناعة و الاقتصاد ، فمن مثلنا في العالمين؟ و هل لهذا يعضون علينا الأنامل حسدا من الغيظ و كمدا؟! هذا بينما لا يسمح تجار الدين لأحد طبيبا أو فيزيائيا أو فيلسوفا بالتدخل في الشأن الديني لأنه تخصص له قواعده و أصوله. اغلقوا مفارخ الإرهاب نشر بذات المواقع بتاريخ /7/12/2010
أرسى التيار العلمانى الليبرالى نفسه على الساحة الفكرية فى بلادنا ،و على الساحة السياسية و إن بدرجة أقل،و أصبح لهذا التيار وجوده و مواقفه،بحيث أصبح القول أنه لم يبق فى الساحة سوى سوى الحزب الوطنى أو الإخوان قولا فاسداً،فأنصار الدولة ذات المشترك المدنى يصرون على التواجد و إثبات هذا التواجد بالعمل على فحص كل ما يتعلق بحياة اناس،و إذا تدخل الدين فى حياة الناس تدخلوا هم فى الدين بالفحص و النقد و التحليل،للتأكد من صلاحية هذا المخزون الثقافى المستقدم من زمن بائد للاستهلاك الآدمى اليوم،و إجراء عمليات التحليل العقلى و اعتماد المنهج التاريخى المقارن و كذلك الاجتماعى بطبيعة الحال،للتأكد من صلاحية هذه الحلول التى كانت مطروحة لأسئلة لم تعد موجودة اليوم و حلت محلها أسئلة أخرى تجاوزتها بمسافات ضوئية،لم يعد الليبراليون المصريون و العرب بحاجة لدعوة و فيزا سماح بالمرور إذا ما مس الأمر حياتهم و أمنهم فى وطنهم و أمن هذا الوطن القومى. و يؤكد عموم السلفيين أن مجرد تطبيق الشريعة سيكون كفيلا بنصرة الله على غير المسلمين،و هؤلاء أنفسهم يعلمون أن الشريعة لم يسبق لها أن طبقت عبر التاريخ إلا فى حالات فرادى تعد على أصبع اليد الواحدة،و أن الدولة الدينية بالمفهوم الذى يعرضونه علينا لم يسبق لها أن وجدت قط. يعلمون أيضا أن نظام الحكم لا هو من أصول و لا هو من فروع الإسلام السنى، فالإسلام السنى يقول بفرقة واحدة ناجية من ثلاث و سبعين هى من سيحكم و الفرق الباقية هلكى، و لا معارضة هنا بالمرة،و تقوم رؤية الإسلام السنى الحنبلى على خلافة المتغلب ووجوب طاعته درء للفتنة،لذلك يرددون الحديث النبوى ( أطع الأمير و إن ضرب ظهرك و أخذ مالك) ،و إنه (إذا بويع لخليفتين فاقتلوا واحدا منهما) ،و أن أول من استخدم الدين فى العمل السياسى هم الشيعة الذين قعدوا ولاية الفقيه ،و أن ما شهدنا من تحولات على الحركات الإسلامية لا تحتاج كثير جهد للكشف أنه قد جرى تطعيمها بفكر شيعى ،فالسنة لا تعرف ولاية الفقيه و لا تقول بسلطة دينية،ودعوتهم لحاكمية الإسلام بمعنى الحكم السياسى،بينما كل آيات القرآن تقصد بالحاكمية هو تطبيق الجانب القضائى،بينما الحركات الإسلامية و على رأسها الإخوان قد أخذوا من مبدأ حاكمية الدين القضائية مركبا للوصول إلى كراسى الحكم السياسى على غير مقصد القرآن الكريم من الحاكمية. و خلال السنوات الماضية تمكنت الحركات الإسلامية من تقديم درسا مأساويا و دمويا و لا إنسانيا،كما كان لقرارات بعض الجكومات بتديين الدولة،فإن هذه الدول تحديداً هى التى نالها النصيب الأوفر من القهر و الإقصاء و التعذيب و الإبادة الجسدية النصيب الوافر،لذلك فإن من يضع لنا نظام الحزب الوطنى مقابل الإخوان،فإن فساد الوطنى وناره تظل أرحم من جنة الإخوان.و إذا كان المفترض أن تكون المعارضة فى العالم كله هى اداة التغيير نحو الأفضل،فإن الحركات الإسلامية رغم طابعها القتالى و الثورى و التعبوى والشعبوي هى فى النهاية ليست المعارضة المرتجاة،لأنها قوة أكثر تخلفا من الأنظمة القمعية القائمة وأنها أكثر دموية و فساداً من الأنظمة التى تطلب الثورة عليها. عندما تفجر البترول وجدت السعودية ذاتها تملك نهر مال و لديها جغرافيا الإسلام مكة و المدينة، و قد رأت نفسها المؤهلة لقيادة المنطقة و الإنقلاب على الأنظمة شبه العلمانية المحيطة ببها و تحويلها لتصبح تابعا وهابيا كامل الطاعة.و كى يتم ذلك مع بلد مثل مصر فقد كان يجب اولا هزيمتها لإضعافها وإهانة كرامتها ثم المن عليها بالمساعدات المشروطة بحزمة الوهابية المرافقة،و قد قام على تنفيذ هذه السياسة فى مصر الإخوان المسلمون والحكومة معا و أدوها كاحسن ما يكون الأداء ،و تسللوا بها على مؤسسات و هيئات و مفاصل الدولة الحساسة،و تمكنوا من عقل المواطن المصرى بعد أن تحول إلى تابع مطيع ذليل للشيخ والسلطان . بل و يذهب القرضاوى فى التنظير العسكرى لدولته المقبلة،انه يجوز فيها قتل المدنيين لتحقيق الدعوة و غرضها،فيقول :"فأخذناه و جنوده فنبذناهم فى اليم فانظر كيف كان عاقبة الظالمين/40/القصص،و( يشرح ) كلمة الجنود هنا تشمل كل أعوان الطاغية من عسكريين و مدنيين"و فى تاكيد للنازية و احترامها كنموذج يحتذى يقول:"كان الرايخ الألمانى يفرض نفسه حاميا لكل من يجرى فى عروقه دم الألمان،و العقيدة الإسلامية توجب على كل مسلم أن يعتبر نفسه حاميا لكل من تشربت نفسه تعاليم القرآن/كتابه الإخوان ص 80،76،65،131،87".ثم يعقب على دعوة البنا الإخوان للاستقواء بالسلاح قائلا:"إن الإخوان المسلمين سيستخدمون القوة العملية حيث لا يجدى غيرها،و حين يثقون أنهم قد استكملوا عدة الإيمان/نفس الكتاب ص 120،121".و يذكر أن نشيد هؤلاء الثوار البررة سيكون هو الحق يحشد أجناده و يعتد للموقف الفاصل فصفوا الكتائب آساده و دكوا به دولة الباطل و بعد التمكين للفرقة الناجية سيعمل الإخوان على إحياء معنى جهاد الطلب بجهاد قوى الاستعمار فى الخارج و تحرير الأراض الإسلامية أى كل أرض دخلها الإسلام و ارتفعت فيها مآذنه يجب أن تتحرر من كل سلطان أجنبى كافر و كل حكم طاغوتى فاجر و هذا فرض عين..(أى لابد من إخضاع دولة أمريكا و كل دول أوروبا التى ارتفعت فيها مآذن الإسلام) و ابتداء بقضايا الوطن الإسلامى الأكبر مثل قضايا أندونيسيا و باكستان و كشمير و الأقليات الإسلامية فى إريتريا و الجمهوريات الإسلامية السوفيتية،و تحرير فلسطين أرض النبوات من رجس الصهيونية،و أولكم (أى أول الإخوان) هم أبناء حركة المقاومة الإسلامية حماس/الكتاب نفس 215،216 الإرهاب نظريا وقدسيا نفس المواقع في / 3/9/2010
و لا ننسى أن الحكومات الإسلامية مع الحكومات الغربية هم من أشرف على عمليات تفريخ الإسلام السياسي إبان الحرب الباردة و الوجود السوفيتي في أفغانستان ، و أنهم من صنعوه في مختبراتهم و معاملهم و مخابراتهم حتى استوحش و انفلت هاربا من تلك المعامل ، ليتحول إلى كائن مدرع بأصول العسكرية عالية الجودة ، يعلم آخر شئون العلم لكنه يحمل عقلا ثقافته ليست ثقافة علم ، لأن العلم من أجل الحياة ، وثقافته ليست ثقافة حياة إنما هي ثقافة موت ، مع ممول بترو دولاري يطلب دينا أو دنيا ، فخلقوا لنا هجينا مفترسا يفترس أبناء وطنه و أبناء غير وطنه ،و يلغ في دماء المسلمين ودماء غير المسلمين ، ليدمر أينما طالت يده و يذبح صبرا بدم بارد ، و منتهى أمانيه أن يموت بحزام ناسف حتى يعيش الخلود منعما في احضان الحور العين . و عن علاقة الفقيه بالسلطان على المذهب السني الذي ساد طوال عصور الإمبراطورية ، حتى و لو كان هذا الخليفة من محبي العلم النادرين و الذين جعلوا بعض مجلسهم للشعر و المعرفة ، و ليس للشورى و مصالح العباد ، لأن السلطان هو صاحب القول الفصل ، وما هذا المجلس إلا لإضحاك الملوك وسمرهم ، و يشرح ذلك أبو الأعلى المودودي في كتاب بعنوان ( نظرية الإسلام السياسية ص 29 ) : " ولي الأمر مطاع في حكمه و لا يعصى له أمر و لا نهي، و يمتلك الحق أن يملي رأيه على الأغلبية ، فالإسلام لا يجعل من كثرة الأصوات ميزانا للحق و الباطل ، لأنه من الممكن في نظر الإسلام ان يكون الرجل الفرد / يقصد السلطان بالطبع !! / ، أصوب رأيا و أحد بصرا من سائر أعضاء المجلس " . و يزيدنا شيخ مشايخ العصر و الأوان الدكتور قرضاوي شرحا فيقول : " إن النظام السياسي الإسلامي يستمد شرعيته من تحكيم الإسلام .. أي أن يرضى بالشريعة حكما حتى لو لم يطبقها / حلقة الدستور و مرجعية الشريعة / قناة الجزيرة / !!؟؟ " . الأمر واضح ، ... ليس هناك مشكلة في تفعيل الشريعة من عدمه ، إنما المهم أن يكون الحاكم معترفا بالشريعة ، و هو ما يعني أن الحاكم باعترافه بالشريعة فهو إنما يعترف بوجود رجال الشريعة و أهلها ، و هو ما يعني ان لهم من السلطان نصيب و لهم من المال العام المنهوب حق ليس للسائل و المحروم ، و إن أهل الشريعة يعلنون أنهم بذلك سيكونون في تمام الرضا والسرور في ظل نظام يعترف بالشريعة لكنه لا يطبقها مادام يغدق على أهل الشريعة ويسلطهم على أرواح العباد . ورغم انتقال معظم الدول المستقله عن الخلافة إلى منظومة الدولة الحديثة ، فإن الحكومات الوطنية جعلت من مهامها الأولى الرقابة الصارمة على الإعلام ، مع دعمها و ترسيخها لثقافة مغلقة على ذاتها ، تحشر رأي الدين في أي شئ ، تحشره في ألوان الخطاب الإعلامي ، تحشره فيما وصل إليه فولتيير و مونتيسكيو ، تحشره في نظرية النسبية و تحدد رأيها و موقفها من العلاج بالخلايا الجذعية ، حشروا الدين حتى في الدراما و المسلسلات التي تدلك غرائز العوام الدينية ، بتعظيم الماضي المجيد الذي يقدمونه للناس عالما فردوسيا عاش العدل و الفضائل و التفوق ، و كله بسبب التزام الإسلام ، و ان ما وصل إليه حال المسلمين الآن ليس إلا نتيجة الابتعاد عن منهج زمن الخلافة الفردوسي . و عندما طال الدين مناهج التعليم في هذه الدول بدأت الانتكاسة الحقيقية و التامة و الماحقة ، فانحدرنا لزمن بتنا نتحسر فيه على زمن التعليم أيام الاحتلال الأجنبي ، لأن التعليم هو الأداة الانتاجية الحقيقية التي تصنف طاقات المجتمع و تضع البشر في اختصاصات وتفرز مواطنين أحرار قادرين على الابتكار و الإنتاج ، قادرين على الكشف و الاختراع . بدلا عن ذلك تحول التعليم في بلادنا إلى تلقين و حفظ كما نحفظ الموروث الديني ، و أصبحت جامعاتنا تتناقش و تقيم الندوات و ورش العمل حول الحيض و النفاس و النقاب و فائدة الحجاب والنقاب والصيام ، يجلس فيها الأساتذة الكبار فى ندوات متلفزة تلاميذا ، ليستمعوا الى كشوف زغلول النجار . هكذا حولنا العلم الى البحث في الماضي عن حلول لمشاكل اليوم ، هذا ناهيك عن أن العلوم التي يدرسها أبناؤنا أصبحت بمقاييس اليوم تاريخا ، و لم يسلم العلم الفيزيائي و الكيميائي من طرائقنا فأصبح محفوظات ينجح أو يرسب فيها الطالب بقدر ما يتذكر منها و ليس بما فهم منها، و بهذا تم تحويل الإنسان في الوطن منذ دخوله المدرسة إلى حافظ أي عبد تابع لا يملك لنفسه استطاعة ، رغم ما نراه بعيوننا ماثلا أمامنا في بلاد صنعت جنتها على أرضها ، بتفوق العقل العلمي الباحث المدقق المخبري ، إلى ثورة الاتصالات و الاستنساخ ، بل خلقوا الخلية الحية خلقا . مما أدى إلى تباعد بين عمل العقل الإنساني العلمي و مجاله المعرفي و بشريته ، و أنه يجرب ليكتشف أخطائه فلا يكررها من سوء حظي أنا و أبناء جيلي أننا ولدنا في زمن رأينا فيه الحكومات الوطنية بعد رحيل الاستعمار شيئا أسوأ من أي استعمار ، بعد أن كرست تلك الحكومات نفسها و شرعيتها ووجودها بتعميق ذلك المنهج العتيق ، بل و أضافت إلى قدسية الإسلام قدسية جديدة هي قدسية الأمة العربية الواحدة ذات الرسالة الخالدة ، حتى باتت العروبة معصومة عصمة الإسلام ونبي الإسلام ، و أصبح زعماء العروبة معصومين عصمة الإسلام و نبي الإسلام ، من ينتقد لهم فعل فهو فاجر زنديق عميل مارق يتعيش على أعطيات الصليبيين و اليهود ، و هكذا وصلنا لمكاننا الحالي عند محطة قاع مزبلة الأمم ، على حافة منزلق نحو ثقب التاريخ الأسود حيث المدفن الكونى للأمم والشعوب الاستبداد الشرقي فقيه نموذجي المواقع نفسها بتاريخ / 16/8/2010
إن المشكلة ليست في الدين ولا في أي دين. لكنها في كيفية استثمار هذا الدين ، فهناك من استثمره في التقدم ، ومنه من يستثمره في التخلف.
هناك من احترم الدين فصانه بعيدا عن آلاعيب السياسة ودسائس المشايخ والسلاطين ، وهناك من مازال يستثمره حفاظا على خط فكري نظري واحد ليظل سيد الموقف في كل شأن وكل أمر ، وهو موقف لا تشغله الأمة ولا الناس ولا الدين بقدر ما تشغله سيادته وسيطرته على العقل المسلم واستمرار هذه السيادة السلطوية المستمدة من تعبد الناس.
إنه الموقف الذي يمثله كل مشتغل بالإسلام مهنة ومصدرا للربح ، والذين يمكنهم تشكيل وعي الناس وفق الرغبات السلطانية والسلطوية. وهو الوعي الذي يتم وفق رؤية بعينها واحدة لا صح سواها ، يزعمون أنها هي صحيح الإسلام وغيرها كافر آثم ، مما لم يعط فرصة للرأي الآخر يوما بالظهور ، لذلك لم تظهر معارضة في تاريخ المسلمين ، وإن ظهرت فكانت وسيلتها الأيديولوجية قراءة أخرى لنفس الإسلام ، لكن هؤلاء غالبا ما انتهى أمرهم في التاريخ الإسلامي في مجتمع لا يعرف سوى فرقة واحدة هي الناجية. تعالوا نقارن : في الوقت الذي يتحدث فيه العالم عن الفصل بين السلطات ، يتحدث مشايخنا – أجلك الله – عن الدمج الكامل للسلطات الدينية والدنيوية في دولة مسلمة.
في الوقت الذي يتكلم في العالم عن الحرية وحق التفكير والإبداع والإعلان عن الرأي المخالف بحماية الدولة ، يتحدث مشايخنا عن الخطوط الحمراء للأمة وثوابتها التليدة.
في الوقت الذي يتكلم في العالم لغة العلم والمدنية والحضارة نتكلم نحن بفقه الأموات ولغة زمان مضى لا يريدون له أن يمضي.
في الوقت الذي يرفع فيه العالم كل القيود عن الحريات نتحدث نحن هنا حد الردة والخروج عن معلوم من الدين بالضرورة وعدم الاجتهاد مع نص.
في الوقت الذي يحكم فيه العالم على ما يكتب المفكر من منطق الحجة والبرهان ومدى المصلحة المتحققة من هذه الكتابة ، تحاكم مجامعنا المفكرين وتدينهم وتهدر دماءهم. وبالمناسبة أتذكر هنا أن المجمع المنوه عنه سبق وطالب مصادرة بعض أعمالي ، وتمت محاكمتي ، وتمت تبرئتي من تهمة الكفر (الازدراء بالأديان) والإفراج عن كتابي ، فإذا كانوا يؤكدون صحة الحديث النبوي : “من قال لأخيه يا كافر فقد باء بها احدهما” ، فهل مع براءتي يكون الأزهر قد باء بها؟
وفي الوقت الذي تتحرك فيه الدنيا في وثبات عملاقة علميا واقتصاديا يدعو مشايخنا إلى الثبات ، لا بل إلى العودة إلى الخلق ، إلى الزمن النبوي حيث خير القرون وهو ما أدى لاحتقار المسلم لزماننا ورفضه له بكل حضارته ومنجزاته.
في الوقت الذي يصبح فيه علم التاريخ علما مخبريا يقوم على التدقيق بأجهزة وأدوات ومركبات كيميائية وتساعده الجيولوجيا والطبوغرافيا والآلسنيات والأركبولوجيا والأنثروبولوجيا لكي نصل إلى صدق وثيقة واحدة فواحدة لنرى التاريخ كما كان في زمانه قدر الإمكان. فإن مشايخنا يمنعون مثل هذا العمل في التاريخ الإسلامي ، ويرفضون تدقيقه ، ويجرمون وصف الآشياء بأسمائها الحقيقية ، بعد أن تم تزييف هذا التاريخ على المسلمين لصالح مذهب بعينة وفئة بذاتها هي الحاكمة وهي المتفقهة.
وفي الوقت الذي تفتح الدنيا أبوابها للنقد لأنه باب المستقبل ونافذة النور لإصلاح الشأن باستمرار نحو الأفضل بجميع ألوان النقد لذلك هي تتقدم ، فإن المسألة عندنا تقوم على مبدأ الستر وتجميل التاريخ الإسلامي ، والذب عنه ، وإحدى وسائل هذا الذب هو عدم كشف عواره ، وإن أي نقد سوف يصب في خانة العداء للإسلام. إذن لا علاقة للدين ولا الإيمان بتقدم أو تخلف ، إنما هناك دائما في وجود الجريمة من هو صاحب مصلحة مستفيد ، وهي جريمة تاريخية في حق أمة بكاملها موضوع / هل الإسلام هو سر تخلف المسلمين ؟ روز اليوسف / المجلة / في / 2004 • وكتابه اهل الدين واديمقراطي في 2005 • والمواقع المذكورة / في /27/7/2010
وعبر ثلاثة وثلاثين عاما أو أكثر ساد خطاب حلف السلطان والكاهن في بلادنا بعد صحوة مؤقتة حدثت في مصر في عشرينيات القرن الماضي ، تم القضاء عليها بقفز عسكر يوليو على السلطة في 1952 ولم نعد بعدها حتى اليوم إلى ما حققناه في القرن الماضي ، عندما كان الناس يجدون في الدين الدعوة لطلب العلم ولو في الصين ومن المهد إلى اللحد لتكريم بني آدم الذي كرمه ربه بآيات واضحات ، عرف منها أن عصر النبوات قد انتهى وبدأ عصر العقل تدخل السماء في الأرض بقرار إلهي حتى يتمكن الإنسان من بلوغ رشده لإدارة الكون الذي خلقه له الله ، لكن الانتهازيين من فجر التاريخ دولتنا الإسلامية قرروا استلام الوصاية من الله على عباده بقرار شخصي مصلحي ليركبوا أعناقنا ومازالوا راكبين ينتهزون موجات المد والجذر السياسي ليركبوا الموجة في كل مرة باسم الله والدين هذا هو الأهم في كل ما سبق .. أن الجماهير لا تسمع إلا صوتا واحدا ، وكلهم في انتطار إشارة ساعة الصفر ، فماذا تتوقع من رد فعل سبعين مليون مصري استمر شحنهم طوال ثلاثة عقود بمثل هذا الفكر انتظارا لعودة صلاح الدين ؟ يبقى أن يبدأ الإصلاح بإصلاح لغتنا ومفاهيمنا قبل أن نفكر في الإصلاح ، أن يعود الوعي إلى بلادنا أولا ، أن تخرج هذه اللغة وتلك المفاهيم من بلادنا لتعيش مع بن لادن في مغارات الجبال ومفازات الصحاري ، لتعود مصر إلى مصر ، ويعود شعب مصر إلى مجده الحقيقي الذي سجله للعالم بإرادة وتحد مازال مفخرة كوكب الأرض موضوع / أولاد الأبالسه كتابه أهل الدين والديمقراطية في / 2005 روز اليوسف 2004
رغم أن كل فقهنا بل كل مدوننا وضعى عدا القرآن وحده. الغريب أن الإخوان المسلمين ظلوا على هذا المبدأ طويلا «الإسلام ديننا والقرآن دستورنا»؛ ثم تخلوا عنه بكل يسر وسهولة - وهم «المسلمون» - اتجاها نحو الديمقراطية الوضعية وقوانينها الوضعية؟ ألا يعنى ذلك أن هناك دسيسة تاريخية فى المسألة تم بموجبها استبدال «القرآن دستور ديننا» بـ«القرآن دستورنا». نعم القرآن دستور ديننا، لكنه لم يقل لنا يوما طريقة الحكم.. وهل بهذا المعنى الذى يسببه إرباك الإخوان وإخوانهم من مدعى الدعوة للناس البسطاء أن يكون القانون الديمقراطى الوضعى هو الإصلاح لقانون ربانى. ألا يعنى ذلك أن الوضعى أصبح الأرقى والقيم على الربانى؟ بينما عندما نعترف أن السماء قد تخلت عمدا عن وضع أى قوانين للسياسة أو الحكم أو الاقتصاد أو غيرها من شئون الحياة، وتأكد ذلك عندما لم يسم النبى خليفة له من بعده لأنه لو حدده ما حدث اجتماع السقيفة فقط لاختيار الحاكم دون اختيار حتى نظام بعينه للحكم. بدليل اختلاف الراشدين الأربعة فى طريقة تولى كل منهم للحكم، عندما نعترف بذلك نحترم أنفسنا وديننا ودنيانا. إن تجنيب القرآن مناطق المصالح والزلل السياسية وتفاصيل إدارة الدولة هو الإخلاص الحقيقى للقرآن للارتقاء به عن مناطق مزالق ملغومة تاريخيا وحاليا، كان الله يعلم أن الدنيا تتطور وأنه ستكون هناك أمريكا وأوروبا، ولم يضع لنا خططا بشأن ذلك ولم يحدثنا عنهما. ولا عن تلك الأحداث لأنه كان مستقبلنا، مستقبل البشرية الذى تركه لها الله لتصنعه حتى تكون مسئولة عنه، كما ترك لنا ذات الشئون بأيدينا وشئوننا تختلف يوما عن يوم وتتعقد يوما بعد يوم، وتظل كلمة ربك الثابتة الواحدة كريمة مصانة بعيدا عن عبث العابثين واستثمار الانتهازيين.
قانون روما روز اليوسف 2004 كتابه اهل الدين وايمقراطية 2005 المواقع نفسها 12/7/2010
بين المواد الأولى الصدر في الدستور المصري تقف مادة شديدة الأهمية وشديدة الخطورة والأثر في آن ، نعلن : أن الدين الرسمي للدولة هو الدين الإسلامي ، وتقفوها مادة داعمة مؤكدة تقول : إن الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع . وأن يعلن دستور الدولة ديناً بالعين و بالذات دينا رسمياً ، فهو ما يعني علم ولاة الأمر منا أن في الوطن أدياناً أخرى غير الإسلام يدين بها المواطنون ، لكنها أدياناً غير معترف بها لأنها ببساطة غير رسمية . وهو ما يعني أن في البلاد أدياناً منبوذة ، كما يعني أيضاً أن دستور الوطن يفرق ويميز ويصنف أبناء الوطن حسب اعتقاداتهم وليس حسب ولائهم الوطني . ويجعل من الدولة ولية على الإسلام الصحيح . ويصبح من لايدين بدين الدولة خارجا عليها ،وهو مايشكل جريمة فى حق الدولة . ولا تقف خطورة هذه المادة الدستورية عند حد إعلان الطائفية الرسمية العلنية في عالم وفي زمن أصبح يعتبر ذلك اعتداء على حقوق الناس الشخصية جداً وتماماً ، ولوناً من التخلف في الميدان الحقوقي الذي تقاس به حضارات الأمم ، ووصاية بغيضة ضاغطة على أرواح الناس، إنما يتعداها إلى التطبيق العملي لهذا النبذ عند الحاجة في الصراع الفكري أو الاختلاف في الرأي والقول ، أو عند أي لون من ألوان الحراك الاجتماعي ، مما يعني أن هذه المواد تصادر مقدماً حق الاعتقاد وحق القول والرأي معاً . وهو ما يعني أنه في ميدان العقيدة تقف الدولة حامياً وراعياً ومعبراً عن دين واحد من بين ما يعتقد الرعية ، وأنها تعلن انحيازها السافر العلني لهذا الدين في دستورها . وهو انحياز طائفي يفرز نفسه بعد ذلك في سياسات ومواقف مؤسسات الدولة من مواطنيها . ويستبطن هذا الإعلان عدم مساواة بين الرعية في الحقوق ستترتب بالضرورة على التصنيف بين الرسمي وغير الرسمي ، ومع عدم عدالة في ترك كل دين يعمل ويظهر بقواه الذاتية . وفي البداية والنهاية فإن هذه المواد الدستورية تنفي علناً من المواطنة مواطنين لا يدينون بدين الدولة الرسمي وتخلع عنهم رعايتها وخروجهم من دستورها بما يترتب على ذلك من حقوق . والملحظ الهام هنا أن جميع الدول العربية تضع هذه المادة في صدر دساتيرها فيما عدا لبنان ، وبالطبع السعودية لأنها بلد بلا دستور أصلاً كذلك ليبيا لأنها جماهيرية لا دستورية . ورغم الدقة المتناهية المفترضة في الدساتير بحيث تكون تعريفاتها ومفاهيمها مانعة جامعة تامة، فإن دستورياً وكذلك الدساتير المشابهة تنص على أن (الإسلام) هو الدين الرسمي ، دون تحديد أي إسلام بالضبط هو المقصود . كما لو كان الأمر يعني إسلاماً واحداً معلوماً لدى الجميع ، أو قل إن التحديد متروك للموقف المذهبى للدولة الذي لا يعترف بغير الإسلام السني بالذات ، كنتيجة لتصور وجود إسلام واحد تكفي الإشارة إليه ، هو وحده الصحيح عند ظهور أي اختلافات أو ألوان أخرى للإسلام ، إسلام واحد وحيد أحد هوا لصح المطلق تكفي الإشارة إليه بكلمة الإسلام . وهو بدوره ما يستبطن طائفية من لون آخر ، طائفية داخلية ، تستبعد أي إسلام آخر غير رسمي ، طائفية أنكى وأمر تنفي عن المواطن مواطنته إذا دان بغير إسلام الدولة ، وهو ما وجد صداه في المطاردة الأمنية للشيعة المصريين واعتقالهم في أكثر من مناسبة ، ناهيك عن تجريم ألوان أخرى كالبهائية أو القاديانية وإنكار إسلامها عليها رغم اعتقاد أصحابها أنهم على إيمان سليم ، وبينهم يمكنك أن تجد الحجة ونقيضها ، لأن الأمر في النهاية هو اختلاف في الفهم والتفسير لأن النصوص لا تنطبق بذاتها بل تحتاج لمن يفهمها ويطبقها من البشر ، وهنا لابد أن يظهر الخلاف ، وهو الأمر الطبيعي السهل البسيط المفهوم ، لكن مع مواد الدستور يصبح أي خلاف هو جريمة . ثم يعني في مقام آخر احتمال أكيد بفساد أي أحكام تصدر على أساس ديني ، ولا يبقي حسم أي دون آخر سوى لمن بيده سلطة القرار ، حيث يصعب التأكد واليقين أن رأياً أو فهماً أو حكماً بعينه قد أصاب كبد الحقيقة أو أنه حقق مراد الله من نصوصه أو أنه اطلع وحده دون الناس على المقصد الإلهي . هذا بالطبع إضافة إلى تناقض المواد الإسلامية بالدستور مع الشائعة التي تعلنها الدولة عن كونها دولة مؤسسات ديمقراطية ، لأن أساس المبدأ الديمقراطي هو المساواة التامة بين المواطنين فما بالك بحق المواطنة . والمضحك المبكي هنا أن تحوز إسرائيل شرف اعترافنا بدولتها والتطبيع معها بينما ملايين المواطنين المصريين تقف هذه المادة دون الاعتراف بهم مواطنين على سواء مع بقية المواطنين ، وتحول دون التطبيع بين عناصر المجتمع وبعضه . وخلال الفترة القريبة من متغيرات نصف قرن أو يزيد قليلاً,أ ثبت المشايخ علي طول الخط أنهم لا منشغلين بالناس ولا حتي بالدين, انما كانوا مع مصالحهم وحلفهم السلطاني, وهو الحلف الذي تدني بهم الي حد استخدام الدين بانتهازية ورخص وابتذال ، لتبرير كل المتناقضات للسلطان ، كي تدوم انعاماته ورضاه علي اهل حظوته من مشايخ. عندما كانت مصر ملكية كانوا يهتفون والاخوان امامهم " الله مع الملك" ، وعندما دارت الايام وجاء الزمن الناصري اكتشفوا ان الاسلام هو الذي أسس للاشتراكية, وخوطب النبي محمد " الاشتراكيون أنت امامهم" ، وفي الزمن الساداتي اكتشفوا انهم كانوا مخطئين في فهم الدين خطأ فادحا علي النقيض الكامل من مقاصده, لانه دين اقتصاد سوقي مفتوح حر, دين جعل الناس درجات وطبقات. كذلك كان موقفهم عندما كان السلطان يريد حربا, وكيف ان الله يحب الذين يقاتلون في سبيله كأنهم بنيان مرصوص, ومع توقيع كامب ديفيد بين مصر واسرائيل عادوا فاكتشفوا بالرسوخ في العلم ان رسوخهم الاول كان باطلا, لان الله قد امرنا أمرا واضحا ان نجنح للسلم ان هم جنحوا لها. وهكذا يكتشف المسلم أن منظومته المقدسة المطهرة ذات المصدر الالهي هي الاشد تعرضا للانتهازية والاستغلال من مشايخ يعلنون أنهم أهل هذا المقدس وحماته. وانهم بدلا من أن يصونوا دين الله بابعاده عن العبث والخطأ والطمع البشري, فاذا هم من يضيفون الي شرع الله ما ليس فيه, ثم يكتشفون خطأ اضافتهم في كل مرة, ليعودوا يصوبوا ويضيفوا المزيد, ان مثل هذا التدخل في المقدس هو تدنيس له, ويشير الي ان مشايخنا يشتهون النبوة, أو بعضها. ومع حضور فوضي الصحوة الاسلامية التبست المعارضة بالتشدد الذي لم يقف عند حد معاداة السلطة او المشايخ الرسميين, بل تجاوزه الي معاداة المواطنين والمجتمع كله. ولم يكن مشايخ المعارضة الاسلامية المسلحة أوفر حظا بالمبادئ والقيم المحترمة من مشايخ السلطان, فقتلونا ، وحاكمونا ، وكفرونا ، وهددونا ، ومزقوا الوطن ، ودمروا السياحة بوحشية فضحتنا أمام العالم. وقد فعلوا ما فعلوا بدورهم بادعاء الرسوخ فى العلم ومعرفتهم وحدهم بالمعاني الصحيحة للوحي الاسلامي, ليعودوا هم انفسهم وليس غيرهم ، ليكتشفوا ان رسوخهم الاول كان باطلا, وانهم قد اكتشفوا رسوخا جديدا, ليكتبوا سلسلة المراجعات التصحيحية التي تحولوا فيها عن العمل المسلح الي خوض العمل السياسي السلمي. ليوضحوا ان رسوخهم الثاني قد نسخ رسوخهم الاول بأمر الله؟!.. الاترونهم...؟.. انهم ينسخون ؟! انهم يقلدون السماء... انهم لا يشتهون النبوة فقط،.... انهم يشتهون الربوبية!! وكان اشتداد المنافسة عبر التاريخ وراء فتح الباب لفكرة (التكفير) والاقصاء كحل ناجح مع المعارضين, فقامت الفرق الاسلامية تكفر بعضها بعضا,وقام كل طامع الى السيادة يطرح تأويلة الخاص للدين وفهمة لة فى سوق الأطماع ، بتسوييق فكرة مع تبديع وتكفيركل الفرق الأخرى بحسبانة من يعرف وحدة الأسلام الصحيح . وعادة ما يبدأالتكفير المتبادل بين التأويل الجديد وبين سابقة ليصل الى صدام وقتال. وفى تاريخنا ما كان أكثر القتال للوصول الى السلطة بالدين ، بل ان تار يخنا ليس شيئا غير ذلك ، وما أشنع ما ارتكبوا من مجازر علنية حتى ابيد بعد أل البيت فرق بكاملها مع كل ما انتجت وقالت ، وبقى الفريق المنتصر وحدة سيدا . ولأنة انتصر فلا شك انة كان على الحق ، ولأنة من يملك الحق فهو يؤكد ان الحق واحد فقط لاغير ، ومن ثم فغيرة هو الباطل المطلق وهكذا انتصر القتلة وأصبحوا اسيادا لنا . لقد حاءنا القتلة ومشايخ المنسر بالحق بعد أن ابادوا الباطل ومحقوة وسحقوة ،العباسيون ابادوا الأمويين واخرجوا جثث من مات منهم حتى يجلدونهم ، ثم أين المعتزلة ؟ اين المرجئة ؟ اين الجهمية ؟ اين المعطلة ؟ اين مؤلفات ابن الراوندى والرازى ؟ كانت الاباده تمتد الى الفكرة . ان من يحكم المسلمين اليوم فكر قاتل وسلطات قاتلة وتشكيلات عصابية التكوين قبلية القوانين طائفية عنصرية ، ولو رددنا كلام مقتول سابق لأصبحنا المقتول اللاحق . وكان أكثر هذه الفرق ضراوة ، هو ما يسمي مذهب بن عبد الوهاب الذى تحالف مع ابن سعود للاستيلاء على حكم الجزيرة ، و الذي يتم تعريفه بحسبانه تجديدا لمذهب الامام أحمد بن حنبل . لذلك لا تجد مبدأ التكفير مرفوضاً في بلادنا او مستهجنا ممجوجا ، بل هو يسير فينا مسري الامراض المستوطنة, لانه لو لم يقم عبد الوهاب بتكفير بقية الفرق فلن يحصل على اتباع ... لن يحصل على زبائن مادامت الفرق الاخري سليمة صحيحة, فالتكفير هنا أداة اعلان ؛ وايضا ؛ وهو الاهم ؛ انها اداة ترويج و تسويق يعمل بها لنفسة زبائن ..... لانه لو قال ان الشيعة والمعتزله والاشاعرة علي صحيح الدين فأنة سيترك مجالا للاختيار, وربما ذهب الناس الى هؤلاء وتركوه ها هنا قاعداً, انها باختصار بلاغي ما قالة المثل الشعبي المصري : " ما يكرهك إلا ابن كارك" ، ومن ثم كانت الاختلافات الحادة حتي انهم لم يتفقوا علي الرب الذي يؤمنون به ،و بصفاته, وذاته ، وكلامه مخلوق أم أزلي ؟ والنتيجة التكفير والتقتيل . وهي موضوعات صراع نخبة المسلمين المتخصصين, فما بالك بالعوام منهم؟ وتظل الفرقة أو المذهب يردد ذات الكلام, ويكرر ذات القصص, ويؤكد ذات الاساطير ، كأنهم جميعا غير مصدقين لما بين أيديهم ويريدون التصديق بمزيد من التكرار والترديد دون أي جديد. و مع الصحوة أصبحت المدرسة والصحيفة والاذاعة والتليفزيون أماكن ووسائل مهمتها تعليم الناس الايمان, وبات لا يخلو خبر محايد ، أو برنامج حواري ، أو محاضرة ، أو حتي فنون درامية ، من مهمة دعوية, حتي أمسي الحكم علي الرأي حتي في أخطر الشئون ليس بمدي نفعه او ضرة ، أو صوابه من خطئه ، انما بقدر ما دعم نفسه بالايات والاحاديث أو أي حكاية من حكايات زمن التابعين وتابعي التابعين. والسبب الواضح هو أن الاستعانة بالمقدس والاستناد اليه في الخطاب الموجه للمسلمين, هو من أجل الارغام علي قبول القول والخضوع للأمر حتي يرضخ الجميع, فظهرت مع الصحوة أسوأ أنواع الديكتاتورية لانها الاستبداد بمساندة رب السماء. ان السبب الحقيقي وراء فوضي المشايخ والفتاوي والدعاة في بلادنا انه ليس لدينا مجلس تشريعي حقيقي ، ولا قانون مدنى حقيقي, وهو ما أدي الي تأكل الدولة المدنية ومؤسساتها وتراجعها, ليحل الشيخ في كل محال اتخاذ القرار والسيادة الممكنة, وأمسي يمارس حقوقا لا يملكها غيره من المسلمين دون مبرر واحد ديني أو دنيوي يمنحه تلك الحقوق, ويرفض ان يكون لغيره من المسلمين مثل هذا الحق ، ناهيك عن غير المسلمين من مواطنين . الشيخ يفكر .... اذن علي المسلم ألا يفكر. فقد قال الغزالي ، وقرر بن تيميه ، وحسم بن حنبل ، وانتهى ابن عبدالوهاب .. ، هذا هو مقياس الامور ، و بة حسمها أيضا ، أقوالهم هم ، فيلعبون في شغل الله ، ويعبثون بتخصصاته ليسلبوه بعضها, ويتهمون العلمانيين الضعاف من أمثالى بالعبث بدين الله مع تكفيرى بغرض قتلى. فمثل هذه المقالة التي بين يديك مثلا هي عندهم عبث بدين الله ، رغم انها لم تفتر فتوي ، ولم تضف ألى الأسلام ، ولم تحذف منة شيئا ، أنهم يلبسون علي المسلمين ان من مسهم اومس فتاواهم فقد مس الله ذاته ، الم اقل لكم انهم يشتهون الربوبية !!! الاستبداد بمساندة السماء روز اليوسف 2004 كتابه اهل الدين والديمقراطية 2005 المواقع المذكوره 3/7/2010
بعد هزيمة 1967 و تدفق نهر البترودولار ، بدأ عنصر الدين يأخذ مكانه الطبقي بين ثقافات المصريين ، و أصبح له دور يساوي دور بقية عناصر الثقافة من فن و إبداع و قيم . . . إلخ ، بينما قبل ذلك منذ الحملة الفرنسية و محمد على و حتى هزيمة 1967، إلتزم كل عنصر مكانه و دوره لا يتجاوزه ، لكن الدين كان العنصر الأكثر طموحاً بين بقية العناصر ، لذلك كان قبوله بالتساوي مع بقية عناصر الثقافة تقية مؤقتة و فترة كمون و بيات كبيات الحيوانات البرية الشتوى حتى لا تنقرض وسط هذا الزخم العظيم لعناصر الثقافة الأخرى ، و حتى تتحسن البيئة فيعود من بياته . و قد تحسنت هذه البيئة باستيلاء العسكري على حكم الأوطان و انتهى بهزيمة 1967 المروعة و سجود الشعراوي لله شكراًعلي هذه النعمة ، و بعدها جاءت الغزوة الوهابية و صحوتها الإسلامية ليتورم عنصر الدين على بقية عناصر الثقافة ( أتحدث هنا عن الحالة المصرية التي أعرفها ) ، و تورم الإسلام السني الحنبلي بلباسه الوهابي الجديد على حساب ألوان إسلام أخرى ، كذلك تورمت المسيحية الأرثوذكية كرد فعل اجتماعي موازي لما حدث بين المسلمين ، و هو ما أدى إلى زيادة الضغط على بقية عناصر الثقافة المصرية لتتراجع بل و تتلاشى ، و انتكس المجتمع من تقديس الفرد المواطن و حقوقه و سعادته إلى تقديس الطائفة الدينية أو الأمة ذات الدين المشترك ، بغض النظر عن حال أفرادها و مواطنيها ، و تقديس المكان بدلاً عن الإنسان ، تقديس المساجد و الكنائس و الأحجار و الكعبة و الأقصى و الصخرة حيث المعجزات و المبهرات ، و هي شئون لا علاقة لها بما يصون أخلاق المجتمع أو النظام القانوني أو القيم الأخلاقية ، فهي تتعامل مع الغيب و هو غير عالمنا . و لذلك وضع رجال الدين كل الخطوط الحمراء حول تفاصيله أو حتى عمومايته ، و لا تجد عندهم خارج ذلك أى خطوط حمراء كالمتعلقة بحقوق الإنسان و المرأة و الطفل و سائر شئون مجتمع القرن الحادي و العشرين ، و هنا بدأت الفجوة تظهر ، اختفت كل التماثيل الفنية الراقية من الشوارع تكفيراً للفن و حلّ بدلاً منها كلمة ( الله ) في شكل ( قُلّة ) أو ( زير ) كبير في الميادين ، التي أصبح اسمها جميعاً ( ميدان لفظ الجلالة ) ، و رغم كل مظاهر التقوى المنتشرة حجاباً و نقاباً و لحيّ و ميكروفانات تقصف الأذان و شعارات إسلامية تملأ الشوارع أينما وليت وجهك ، فإن المجتمع في انهيار قيمي حاد ، بعد أن فشلت ثقافته في حمايته حتى تفككت وحدته الأولية ( الأسرة ) ، و امتلأت شوارعنا أطفال بالملايين بلا أسر ، و بالجماعات السرية ، و العشوائيات و المهمشين ، و هو كله علامات مرض عضال بالثقافة التي لم تعد قادرة على القيام بوظائفها في حماية مجتمعها ، لأننا نعيش ثقافة زمن القرن السابع الميلاد في زمن القرن الحادي و العشرين ، و هو فارق لا يبعد كثير عن إنسان الكهوف بمقاييس الحضارة ، ناهيك عن كون هذه الثقافة في معظمها ليست حضارية المنشأ و التكوين ، لأنها صادرة من بيئة البداوة العربية و هي أقرب البيئات في زمنها السحيق إلى البدائية قياساً عما جاورها من حضارات ذلك الزمان ، فإذا كان الذين يعيشون في 1900 سبقهم التطور العلمي فتخلفوا أخلاقياً عن زمنهم نتيجة عدم التسارع القيمي مع التسارع العلمي ، فما بالك بمن يعيشون تطور العلم في القرن الواحد و العشرين بثقافة القرن السابع ، بل و بثقافة موغلة في البدائية لطبيعتها الصحراوية الوحشية قياساً على بقية ثقافات القرن السابع . فيكون طبيعياً أن نأخذ السفن و العبّارات و القطارات من الحضارة المعاصرة لكن دون العقل الذي أنتجها و قيمه الأخلاقية التي تتابع شروط السلامة ، فتغرق العبارات بالناس ، و تحترق القطارات و تشوى البشر بداخلها و تنهار معظم المشروعات انهياراً كارثياً ، و يستورد صاحب المصنع العمالة الماهرة من خارج البلاد رغم كارثة البطالة لمتعلمين و خريجي جامعات مواطنين على مختلف الصنوف لا يعرف أحدهم شكل المفتاح الذي يدير به الجهاز الذي تعلم عليه ، أو يفترض أنه كذلك . حتى اليوم نعيش مع مشايخنا مخيال البدوي الصحراوي في القرن السابع الميلادي ، يعلموننا كيف نحشد أكبر قدر ممكن من الحسنات ، و كيف نتوقى السيئات ، أو نستبدلها بحسنات ، يعلموننا كيف نحوز في الجنة على الراحة التامة و الكسل الأبدى في قصور مرمرية و أسرة ذهبية و إشباع غرائزي لا ينقطع ، لكنهم لم يعلموا الناس شيئاً واحداً يرفع عنهم معاناة دنياهم . رغم أنه عندما يتمتع المسلم بالأمان و الشبع و النوم الهادئ في مسكن آدمي مناسب ، فإنه سينهض نشيطاً متأهباً لأداء فروض ربه و فروض عمله و وطنه ، فالجوع كافر و البرد قارص و الاكتئاب مرض مستوطن و وبائي لعناء التفكير في رغيف خبز يوم الغد ، و عندما يصبح الدين طقوساً ظاهرية لإعلان الإيمان ، و يُعطل الموظف الحكومى أعمال خلق الله لأنه مشغول بالصلاة و تلاوة القرآن ، و يترك مُنسق القطارات عمله للصلاة الجامعة ، و يموت المئات في كوارث كبرى جامعة ، و عندما تهتم حكوماتنا برفاهية مشايخها وراقصاتها و لصوصها و تترك قرى و أحياء بكاملها محرومة من أبسط الخدمات ، و تقدم للسواحل الفخيمة والقرى الخمس نجوم خدمات سوبر ، فإنها تتعامل معنا بمنطق السوق السلعي ، لأن الخدمات التي تقدم للفقراء لا تعطي العائد الاقتصادي ( مش هايجيب همه ) !! أليست تلك يوجينيا وطنية بقرارات رسمية حكومية ؟ ! تعامل الفقير بحسبانه أقل درجة من الإنسان المتحضر لغياب ذكائه ، فهو آفة مجتمعية و عالة على المنجزين . نلقي بالملامة على الفقراء رغم أننا لم نعلمهم و لم نعالجهم و لم نؤمنهم و نلقى بمسئولية ما هم فيه على تكوينهم الخلقي ، و الصرف عليهم هو خسائر محققه ، لذلك نعملهم هولوكست ، نجعلهم يعيشون كالحيوانات في العشوائيات ، و على المستوى الديني نتعامل وفق يوجينيا إسلامية فنحدد الغير مرغوب وجودهم في المجتمع كالأقباط و البهائيين و الشيعة و العلمانيين ، أوروبا تخلصت في 1900 م من غير المرغوب فيهم بالتعقيم و نحن نتخلص منهم بالفقر و الجهل و الذبح و السلخ و الحرق و التفجير ، إن ضربنا لأبراج مانهاتن هو نوع من اليوجينيا يمارس هولوكست إبادة جماعية ، لدينا يوجينيا إسلامية تضع مواصفات المواطن الصالح و غير الصالح لتبقي على الأول و تتخلص من الثاني ، و أصبحت خير عبادة هي الإبادة . إن الثقافة التي تقدس ذاتها و مكوناتها و معارفها لن تقبل بالتعاطي مع أى ثقافة أخرى ، لذلك ستظل كما هي منذ يوم وجدت إلى يوم فنائها . و رقي الثقافة مرهون بالحرية المطلقة للفكر المبدع لمزيد من قيم الحرية و الارتقاء لينتقل من القديم إلى الجديد ، كما أن هذا الرقي مرهون بحرية الحركة بين طبقات المجتمع ، حيث تفرز الحرية ارتقاء العباقرة لقيادة التطور ، لكن الأمر عندنا ليس كذلك ، فعندنا طبقية دينية لا يصح فيها حرية الانتقال من الطرف الإسلامي إلى أى طرف آخر ، و تصح فيها حرية انتقال أى طرف غير مسلم إلى الطرف الإسلامي في إتجاه واحد فقط غير قابل للعودة . و عبر التاريخ الإسلامي واجه المسلمون هذه المشكلة عدة مرات ، عندما كانت تتقدم الثقافة الدنيوية و علومها و فنونها و تتطور ، كان الدين في هذه الحالة يحاول أن يتكييف مع الظروف الجديدة ، بخلق مذاهب جديدة تتواءم مع الجديد ، و هو بدوره ما فقدناه فلم يعد يظهر لدينا مذهب جديد منذ ألف سنة ، رغم أن السماح بظهور مذاهب جديدة حتى لو كانت متعارضة ، فإنه كفيل بإعطاء الدين و الثقافة معاً المرونة و الحيوية و يعيد إليهما الحياة للتواءم و التاغم . و هنا يدهشك إصرار الأطباء المسلمين على الحمل الكامن و حديث الذبابة و بول الناقة في زمن تجاوز هذه البدايات البدائية بأحقاب جيوزمنية ، مثله بالضبط ما تفعله الكنيسة الأرثوذكسية المصرية بإصرارها على ظاهر النص بنصوص مقيدة لطاقات المسيحيين و تسبب لهم كثيراً من المشاكل التي تسنفذ وقتهم و طاقاتهم حفاظاً على سخافات نصية ، رغم أن المسيح نفسه قد شدد و نبه على أن الوقوف عند ظاهر النص الناموسي يؤدي بأصحابه للفناء و الخروج من الوجود ، مؤكداً أن " الحرف يقتل " .
موضوع / اليوجينيا الوطنية المواقع المذكورة 22/3/2020
#سيد_القمنى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حوار مع المفكر المصري الكبير د. سيد القمني
-
مواد الدستور وفق الضوابط الشرعية الإسلامية
-
هدم الكنائس و اضطهاد المسيحيين أمر قانوني مُلزٍم حسب المادة
...
-
الآن لابد للقوات المسلحة من إثبات وجود مصر كقوة اقليمية كبرى
-
مصر بخير
-
المادة الثانية أو معضلة الثورة
-
برقية واحدة
-
الغوامض المرتبة تثير القلق (برقيات جديدة)
-
برقيات سريعة لكل من يهمه الأمر
-
ردا على رسائل القراء
-
يا شباب مصر لا تتوقّفوا!
-
العار
-
اما أتاتورك أو جودو
-
أغلقوا مفارخ الإرهاب
-
الفتوى آلية تقنين بدائية
-
اعلان من سيد القمني لكل من يهمه الأمر
-
الإرهاب نظريا وقدسيا
-
عقلهم .. ونقلنا
-
الاستبداد الشرقي فقيه نموذجي
-
هل عرف النبى والصحابة شعار الإسلام هو الحل ؟
المزيد.....
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
-
نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله
...
-
الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
-
إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
-
“ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في
...
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|