|
رسالة عبد الهادي الخواجة في السجن الى القاضي الكفراوي
احمد الزين
الحوار المتمدن-العدد: 1025 - 2004 / 11 / 22 - 08:01
المحور:
أوراق كتبت في وعن السجن
سعادة الفاضل / رئيس المحكمة الصغرى الثالثة الموقر تحية طيبة وبعد،،
الموضوع : قضية رقم 07/ 5079 لسنة 2004/9:
ارفع لسعادتكم هذا الخطاب بصفتي كمتهكم في القضية المذكورة، ولبيان موقفي بشكل رسمي من مجريات المحاكمة التي سيصدر الحكم بها يوم الأحد 21 نوفمبر 2004.
في البداية أود التأكيد على الاستمرار في عدم حضور جلسات المحاكمة، وليس هناك من سيمثلني أو ينوب عني منم المحاميين أو غيرهم ، كما أنني لن استأنف الحكم أو القرار الذي ستصدره محكمتكم الموقرة. كل ذلك للأسباب الذي ذكرتها سابقا وسوف أعيد ذكرها في ذيل هذا الخطاب.
كما أنني أود معرفة الطريقة التي سيتم التعامل معي بها في يوم انعقاد جلسة المحكمة ، وان كان سيتم إحضاري بالقوة كما حدث في الجلسة الأخيرة. في تلك الجلسة أوضحتهم سعادة القاضي بأنكم لم تصدروا قرار بإحضاري بالقوة، ونفيتم ادعاء رجال الأمن بذلك الشأن . ولكن من ناحية أخرى قبلتم بانعقاد جلسة المحكمة رغم الوضع المزري الذي كنت فيه كمتهم حيث تم حملي باستخدام العنف بالملابس الداخلية وحافي القدمين. وقد أبلغتكم احتجاجي على ذلك الوضع المهين وبأنني ارفض حضور الجلسة، ورغم ذلك فقد علمت بأنكم ليس فقط قبلتم بالأمر الواقع وإنما اعتبرتم كلامي الاحتجاجي وابدائى لأسباب عدم الحضور كمرافعة شفهية عن المتهم ، فهل يصح ذلك؟ وهل سيتم التعامل معي بنفس الطريقة في الجلسة القادمة؟ إن المرافعة الشفهية التي كنت سأقدمها و-المكتوبة – لو أنني لم افقد الأمل في سير العدالة – كان ستتطرق إلى أمور مهمة عديدة أبين هنا بعضها من باب الاحاطة واثبات الحجة و للحفظ في سجل القضية.
1. إن التهمة الأولى المتعلقة بالتحريض على كراهية نظام الحكم باطلة من حيث الشكل والمضمون. فجميع ما أدليت به من أراء وأقوال كان يتعلق بالحكومة وليس نظام الحكم بتعريفه العام والوارد في دستور البلاد . كذلك فان المادة القانونية التي تم على أساسها تشكيل التهمة مطعون في دستوريتها وتنتهك حقوق الإنسان.
2. أما التهمة الثانية وهي إذاعة أخبار كاذبة بنعت الحكومة ورئيسها بالفساد فان كل ما أدليت به من أمثلة وشواهد – أثناء الندوة- والذي تم اقتطاعها من الشريط المقدم من النيابة العامة – فهي حقائق امتلك الأدلة والإثباتات عليها بل إن الأدلة والإثباتات موجودة في سجلات الحكومة وخصوصا فيما يتعلق بتملك الأراضي العامة والاستحواذ عليها. وقد أوردت مثالين هما الأرض التي سيقام عليها المرفأ المالي التجاري ، والأرض التي سيقام عليها المدينة الشمالية .. فاطلبوا الوثائق والمعلومات عن تمليك هذه الأراضي وكيف تم له ذلك، وكيف سيتم التصرف بها في المستقبل.
3. بالنسبة لفساد الحكومة وإهدار الأموال العامة فقد أصبح موضوعا عاما، وكنت سأطلب من المحكمة الإطلاع على ملفات هيئتي التقاعد والتأمينات الاجتماعية التي بحثها مجلس النواب ، وكذلك يمكن الإطلاع على تقرير ديوان الرقابة المالية الذي كشف الفساد والإهدار في مؤسسات تابعة للحكومة ومنها إدارتي الأوقاف وإدارة أموال القاصرين وهي إدارة تابعة لوزارة العدل .. فكيف بالإدارات الحكومية الأخرى! أما الإثراء الفاحش والنشاطات المالية التي قام بها أعضاء الحكومة طوال العقود السابقة فهي أبدى من الشمس في وضح النهار رغم ان دستور البلاد الذي اقسم عليه هؤلاء يمنع أصحاب الوظائف العامة من ممارسة النشاط التجاري ، فهل كان بامكاني أثناء المحكمة استدعاء أعضاء الحكومة لسؤالهم : من أين لك هذا؟
4. العبث بدليل الاتهام الرئيسي في القضية وهو الشريط المسجل واقتطاع أجزاء منه بحجة عدم التسجيل، والتفريغ غير الواضح وتعمد لي الحقائق كانت الصفة البارزة في سلوك النيابة العامة ، ويمكن معرفة مستوى السلوك واللغة واغدارها نحو العاطفة والإسفاف من خلال مرافعة النيابة العامة الأساسية، و أورد هنا مثالا واضحا على تلاعب النيابة في ما جاء في دليل الاتهام.
فبرغم من ان ما ورد في الشريط والأوراق التي قدمتها النيابة يدل بوضوح على ان الدعاء الذي ورد على لساني في الندوة كان نقلا لما يدور في بعض المساجد الا ان الادعاء أورده في مرافعته باعتباره قول أصيل صادر عني ويعبر عن رأي
وقبل الختام.. أود ان الخص لكم الأسباب التي أجبرتني على مقاطعة جلسات المحكمة وعدم الاقتناع في سير العدالة في هذه القضية:-
1. لم يتم تحريك القضية من شخص او أشخاص متضررين لتأخذ القضية إجراءاتها بشكل اعتيادي، وإنما تم تحريكها من قبل النيابة العامة التي لا زالت من الناحية الإجرائية والعملية تتبع الحكومة، وجاءت الاتهامات لتستند على مواد امن الدولة من قانون العقوبات لتثبيت الطابع السياسي وليس الجنائي للقضية.
2. باعتبار إن التهم الموجهة تحصر الجنحة في نعت الحكومة بالفساد وإهدار الأموال فالحكومة اذا هي الخصم والطرف المقابل للمتهم. ولكن الذي اخل بمجريات العدالة بشكل فاحش هو استغلال الحكومة لنفوذها السياسي والاجتماعي والإعلامي للتحريض ضد المتهم وتجريمه أمام الرأي العام قبل ان تنعقد المحكمة.
3. كذلك فان الحكومة والتي هي خصم المتهم في هذه القضية هي من أصدر قانون العقوبات في عهد امن الدولة وغياب الديمقراطية ، وهي من أصدر قانون الإجراءات الجزائية قبل انتخاب البرلمان الحالي.. وهذه القوانيين تخالف الدستور ومعايير حقوق الانسان الدولية وتسمح للحكومة بممارسة نفوذها الحاسم وخصوصا في القضايا ذات الطابع السياسي او ما تسميه قضايا " امن الدولة".
4. إضافة الى ذلك فان الحكومة هي من عين القاضي ووقع معه عقد العمل وهي من ينهي العقد حيث تشاء، وان الحكومة تهيمن على القضاء اذا أخذنا بالاعتبار جميع التجارب السابقة وخصوصا المتعلقة بمن هم متهمون بالخصومة السياسية مع الحكومة.
5. ان إصرار المحكمة على الاستمرار في حبس المتهم (في كل جلسة) لمدة قاربت الشهرين ودون ضرورة قانونية او منطقية لهو ابرز الدلائل على هيمنة الحكومة على مجريات هذه القضية ونحن نجد يوميا كيف ان متهمين بالسرقة والاعتداءات والمخدرات يتم إطلاق سراحهم بكفالة خلال ايام قليلة.
6. أضف إلى ذلك مبادرة القاضي للدفاع عن قانون العقوبات الذي اعتبره سليما رغم صدوره وتعديله بمراسيم حكومية ومن دون حصوله على موافقة الجهة التشريعية كما ينص الدستور كذلك إصرار المحكمة على تأجيل البت في الطعن الدستوري ومواصلة إجراءات المحكمة رغم إن الإجراء الاعتيادي هو النظر في الطعن أولا.
بعد كل تلك الأمور ماذا بقى للمتهم ليقنع بسير العدالة وعدالة المحكمة ؟ وهل هناك أي أمل ان يكون الحكم قضائيا عادلا وليس سياسياً ؟ إنني برئ من أية جناية او جنحة، وإنني محتجز تعسفا وأحاكم بشكل غير عادل لقيامي بواجبي والتعبير عن رأي.
وفي الختام ،،، تفضلوا بقبول فائق التقدير و الاحترام .
عبدالهادي الخواجة ( الموقوف بمركز شرطة الحوض الجاف) 19 نوفمبر 2004
#احمد_الزين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
إعلام عراقي: صدور مذكرة اعتقال بحق الجولاني
-
عودة اللاجئين إلى حمص.. أمل جديد بين أنقاض الحرب
-
حملة دهم واعتقالات إسرائيلية جديدة في الضفة الغربية طالت 25
...
-
الخارجية الأميركية تلغي مكافأة بـ10 ملايين دولار لاعتقال الج
...
-
اعتقال خلية متطرفة تكفيرية في قضاء سربل ذهاب غرب ايران
-
تفاصيل اعتقال اثنين من النخبة الإيرانية في الخارج
-
قصة عازفة هارب سورية، رفضت مغادرة بلادها خلال الحرب رغم -الا
...
-
قوات الاحتلال تقتحم قرية برقة بنابلس وتداهم المنازل وتنفذ حم
...
-
ألمانيا: قتيلان على الأقل وعشرات الجرحى في عملية دهس بسوق عي
...
-
الأردن يأسف لقرار السويد وقف تمويل الأونروا ويدعو لإعادة الن
...
المزيد.....
-
١-;-٢-;- سنة أسيرا في ايران
/ جعفر الشمري
-
في الذكرى 103 لاستشهادها روزا لوكسمبورغ حول الثورة الروسية *
/ رشيد غويلب
-
الحياة الثقافية في السجن
/ ضرغام الدباغ
-
سجين الشعبة الخامسة
/ محمد السعدي
-
مذكراتي في السجن - ج 2
/ صلاح الدين محسن
-
سنابل العمر، بين القرية والمعتقل
/ محمد علي مقلد
-
مصريات في السجون و المعتقلات- المراة المصرية و اليسار
/ اعداد و تقديم رمسيس لبيب
-
الاقدام العارية - الشيوعيون المصريون- 5 سنوات في معسكرات الت
...
/ طاهر عبدالحكيم
-
قراءة في اضراب الطعام بالسجون الاسرائيلية ( 2012) / معركة ال
...
/ كفاح طافش
-
ذكرياتِي في سُجُون العراق السِّياسِيّة
/ حـسـقـيل قُوجـمَـان
المزيد.....
|