أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حمدان عليان - العلمانية و الالحاد














المزيد.....

العلمانية و الالحاد


حمدان عليان

الحوار المتمدن-العدد: 3440 - 2011 / 7 / 28 - 16:13
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


قراءة بعض ما كتب حول الاعتقاد الديني و الالحاد و ما أثير من اشكاليات من طرف المعلقين تدعو لاعادة النظر في بعض مكامن الغموض كما أنصورها .
فالقول بأن الالحاد شرط أساسي للتطور العقلاني الذي ينبغي أن يطبع ثقافة المجتمع لتتخلص من رواسب الفكر البائد..ما يفرض العمل على اقناع الناس بتخليهم عن الايمان بالروحانيات أولا لممارسة علمانية عقلانية بناءة بعد ذلك ..هذا القول لا أراه صائبا من حيث علاقة الغاية بالوسيلة ..فالغاية متفق عليها في تصوري حيث أن معظم المثقفين على اختلاف مشاربهم متفقون على ضرورة الخروج من التخلف بنشر الوعي المعرفي و الاخلاقي و المدني بالاسلوب العلمي العقلاني أسوة بما هو سائد في ثقافة المتقدمين ..لكن الوسيلة المقترحة من دعاة الاحاد لا أراها نافعة في تحقيق الهدف المنشود ..
فلا يمكن لدعاة الالحاد أن يقدموا بديلا فكريا يحظى باجماع يضع حدا لفكرة الايمان في المجتمع( أي مجتمع )، ذلك أن فكرة الايمان الممازجة لخلجات النفوس منذ آلاف السنين. و كل ما يمكن أن يقدمه الملحد الصادق في الحاده و النزيه في احترام غيره ، هو عرض انطباع شخصي وجده في نفسه نتيجة جملة عوامل مثله في ذلك مثل انطباع المؤمن .. فالملحد و المؤمن متساويان على الصعيد المعرفي. كلاهما ينطلق من وصف ما بنفسه من اقتناع في مسألة الوجود و الخلق و الطبيعة و كل ما تعذرت معرفته بواسطة العلوم التجريبية .. بهذا المعنى يعتبر الملحد و المؤمن متساويي ن بمعنى ما نظريا أو معرفيا كلاهما راجم بالغيب ؛ احدهما يقول خالق و مبدع الوجود هو "الطبيعة" و الآخر يقول مبدع الوجود هو "الله"..و كل ما يمكن أن يقال في تعليل هذا الموقف أو ذاك لا يخرج عن نطاق التفلسف ..
هذا بعض ما يبطل دعوة الملحد الذي يريد اتخاذ الالحاد مشروع ثقافة مجتمع جديد تتحقق فيه آمال المتعطشين لتحقيق القيم السامية التي تخلصهم من غبن التخلف.
هذا على المستوى المعرفي أو النظري ، أما على المستوى الواقعي و التاريخي فمن الصعب تصور زوال فكرة " الله" و مفهوم الألوهية عامة التي رافقت الانسانية منذ نشوئها..و الأديان مازالت و ستبقى يشكل أو بآخرمؤثرة في النفوس لما تمثله من دواعي الطمأنينة و مشاعر الولاء و الرجاء ..الخ.مما يعطي للفرد و الجماعة قيمة أرقى من الوجود البيولوجي..حتى صار لفظ "الله" حاجة ضرورية تتكرر في تعابير الناس بشكل عفوي في شتى مجالات الحياة..
و على سبيل التبسيط الطريف أذكر في هذا السياق طرفة كنت قرأتها عن ثلاثة أصدقاء من أدباء مصر في القرن الماضي حيث كان أحدهم ملحدا ..في يوم اجتمع الثلاثة ، و أصر الملحد على اقناع أحد الثلاثة بالتخلي عن ذكر "الله " في كل صغيرة و كبيرة مادام الوجود كله صنيعة "الطبيعة" لكن الصديق المؤمن تمسك بموقفه، فراح الملحد يستنجد بالصديق الثالث المعروف بالوسطية و حصافة الراي للتحكيم بينهما ..و بعد برهة التفت الأديب الحكم لصديقه الملحد قائلا؛ هل من المعقول حسب رأيك أن أهتف " طبيعة..طبيعة.." بدل " الله..الله.." كلما انتشيت لسماع أم كلثوم ؟؟
أخيرا أقول من الصعب الخوض في مثل هذه القضايا بغرض اصلاح اجتماعي رغم مشروعية الخوض فيها كتعبير صادق عما يجده الانسان في نفسه و يرغب في نشره مثل ما يفعل المؤمن في اطار حرية التفكير و التعبير كحق من حقوق الانسان..لذا أرجو من اخواني الملحدين المنتمين و المساهمين فيالحوار المتمدن ألا يعتبرو مقالتي هجوما عليهم كأشخاص محترمين .. كما أرجو من اخواني المؤمنين ألا يعتبروا كلامي دفاعا عن التوجه الديني بكل تداعياته..



#حمدان_عليان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- هكذا أعادت المقاومة الإسلامية الوحش الصهيوني الى حظيرته
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة-إيفن مناحم-بصلية ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تعلن استهداف مستوطنة كتسرين بصلية ...
- المواجهات الطائفية تتجدد في شمال غربي باكستان بعد انهيار اله ...
- الإمارات تشكر دولة ساعدتها على توقيف -قتلة الحاخام اليهودي- ...
- أحمد التوفيق: وزير الأوقاف المغربي يثير الجدل بتصريح حول الإ ...
- -حباد- حركة يهودية نشأت بروسيا البيضاء وتحولت إلى حركة عالمي ...
- شاهد.. جنود إسرائيليون يسخرون من تقاليد مسيحية داخل كنيسة بل ...
- -المغرب بلد علماني-.. تصريح لوزير الشؤون الإسلامية يثير جدلا ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف حيفا ومحيطها برشقة صاروخي ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حمدان عليان - العلمانية و الالحاد