أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - هانى جرجس عياد - الجنرالات يتألقون















المزيد.....

الجنرالات يتألقون


هانى جرجس عياد

الحوار المتمدن-العدد: 3440 - 2011 / 7 / 28 - 16:11
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


الأسبوع الفائت كان أسبوع الجنرالات بلا منازع.
أطل علينا اللواء حسن الروينى معلنا بقدر كبير من الفخر أنه كان يضلل الثوار فى الميدان ويروج إشاعات كاذبة من أجل تهدئتهم.
ثم حل علينا «الخبير الاستراتيجى» اللواء عبد المنعم كاطو (يعنى أيه خبير استراتيجى؟) ليقول لنا إن الجيش يريد أن يعلم الشعب الديمقراطية، رغم أن طبيعة عمل الجيوش فى أرجاء المعمورة لا تعرف الديمقراطية ولا تمارسها، وهو ما يعرفه المواطن العادى، لكن «اللواء الخبير الاسترتيجى» يعرف أكثر، ويحرص على أن يجعلنا أضحوكة بين الأمم.
ثم جاء الدور على سيادة المشير ليكشف لنا بعض معالم ديمقراطيته التى ترى الاختلاف فى الرأى مع الجنرالات نوعا من «التطاول» يتقبله سيادته بصدر رحب، وكأنه يمن علينا بتسامح مزعوم.
****
عندما سألته الرائعة دينا عبد الرحمن «يعنى الإشاعات اللى كانت بتنتشر فى الميدان كان مصدرها سيادتك؟» يجيب اللواء حسن الروينى بفخر «طبعا»، وبصرف النظر عن أنها المرة الأولى التى أرى فيها شخصا يكذب على الناس ثم لا يتوارى خجلا بل يتباهى بما فعل، فإن هذا الذى فعله سيادة اللواء (وقد حدث ذلك قبل سقوط قائده الأعلى فى 11 فبراير) مجرد نموذج مبكر لمحاولات دءوبة، لم تزل مستمرة، للالتفاف على الثورة بنشر الأكاذيب التى ساهمت فى ترويج الوهم الأعظم الذى ساد لفترة ليست قصيرة «القوات المسلحة حمت الثورة».
الأدهى من ذلك أن سيادة اللواء (الذى سعى جاهدا لتفريغ ميدان التحرير يوم 5 فبراير، بعد فشل بلطجية الجمل فى أداء المهمة) يريدنا الآن أن نصدق إشاعاته الجديدة عن حركتى كفاية و6 أبريل، التى لو صحت لاستوجبت محاكمة الجنرالات الذين يحكموننا الآن بتهمة التقصير فى حماية أمن البلاد، وهم من جلس وتفاوض مع قادة الحركتين، أكثر من مرة، والتزموا الصمت طويلا عن عمالة هؤلاء، ثم خرجوا علينا بكلام مرسل لا تدعمه أية وثائق اللهم إلا شعار (لوجو) الحركة، والترجمة الإنجليزية لكلمة كفاية!!!.
لا يكف الجنرالات عن ترويج الإشاعات، ثم لا يشعر أي منهم بأى قدر من الحرج فى الحديث عن «شائعات» تستهدف الوقيعة بين الجيش والشعب، (بالمناسبة يعنى أيه وقيعة بين الجيش والشعب؟) وكأن بقاء رموز مبارك فى السلطة ومحاكماتهم الهزلية، حتى يوم 8 يوليو، كان إشاعات، ومسرحيات «صحة مبارك» السخيفة كانت إشاعات، أو كأن المطلوب منا أن نرفع «تعظيم سلام» للجنرالات ونحن نرى الضباط القتلة مازالوا فى وظائفهم، وبعضهم حصل على ترقية، ومازالوا يتمتعون بسلطات تكفى لإرهاب أهالى الشهداء والضغط عليهم لتغيير أقوالهم. وكأن علينا أن نصدق أكاذيبهم، ونغمض أعيننا عن وقائع دامغة لا يقوى أى منهم على مواجهتها.
مأساة اللواء الروينى، وجنرالات المجلس العسكرى، أن أحدا منهم لم يسأل نفسه: وماذا عندما يكتشف الناس أننا روجنا إشاعات كاذبة؟ وأننا كنا نبيع الوهم للشعب الذى وثق فينا؟ وربما اعتقدوا أنهم ورثوا مصر وشعبها من قائدهم الأعلى المخلوع، وما على الشعب إلا أن يصفق لهم، دائما وأبدا.
***
فى اليوم التالى مباشرة جاء دور اللواء عبد المنعم كاطو «الخبير الاستراتيجى» ليتهم الكاتبة نجلاء بدير أنها مخربة، وينصح الإعلامية دينا عبد الرحمن أن تعرض فى برنامجها مقالات لأناس «محترمين»!!
مشكلة اللواء كاطو مع نجلاء بدير أنها تحمل رأيا مخالفا لما قاله اللواء الروينى، وهو ما يعنى أن «المحترم» فى رأى سيادة اللواء الخبير الاستراتيجى، هو من يبصم بالعشرة على ما يقوله الجنرالات حتى لو اعترفوا أنهم كاذبون ومروجو إشاعات مضللة، ولعل تلك هى الديمقراطية التى يريدنا سيادته أن نتعلمها من العسكر.
اللواء كاطو يعمل «مستشارا إعلاميا» فى إدارة الشئون المعنوية بالقوات المسلحة، ولأن أحدا لا يعرف الكلية أو حتى المعهد، الذى يتخرج فيه «المستشارون الإعلاميون» فقد كان طبيعيا أن سيادة «المستشار الخبير» لا يعرف من هى نجلاء بدير ولا من هى دينا عبد الرحمن، هو لا يعرف أكثر من ديمقراطية «نفذ ولا تناقش» التى يقول إن الجيش سوف يعلمها للمصريين.
مأساة اللواء كاطو أنه مبرمج على طاعة السلطان، وهى حالة تستدعى زيارة طبيب الأمراض النفسية، وليس إلقاء المواعظ عبر الفضائيات.
***
وعندما أطل علينا سيادة المشير بعد «غيبة طويلة» إذ به يؤكد «سننفذ مهمتنا لأخر نفس» ويتحدث طويلا عن أهمية وضرورة «الاستقرار» (الكلام ده بيفكركوا بحد تانى؟)، ثم يمن علينا بسعة صدر العسكر الذى يتحمل «التطاول».
لا يعرف سيادة المشير أن الاختلاف مع العسكر ليس تطاولا، وحتى شعار «الشعب يريد إسقاط المشير» هو موقف سياسى، قد يكون خاطئا أو صحيحا، متطرفا أو معتدلا، مرفوضا أو مقبولا، لكنه فى كل الأحوال ليس «تطاولا» على أحد، وعندما يتعامل سيادة المشير مع الرأى السياسى على أنه «تطاول» فإنه يقدم لنا نموذج الديمقراطية التى يعتزم الجيش تعليمها للمصريين، حسب اللواء الخبير الاستراتيجى والمستشار الإعلامى، ديمقراطية «كبير العيلة» و«بابا مبارك».
لا أعرف إن كان سيادة المشير يعرف أو لا يعرف أن التطاول الحقيقى هو انتهاك كرامة وآدمية أنبل وأطهر نساء مصر بكشف العذرية، وإشاعات المخدرات والجنس فى ميدان التحرير...، هل تريد المزيد يا سيادة المشير لتعرف –بالدليل الملموس وليس بكلام مرسل- من تطاول على من؟
يقول سيادة المشير –فى لقائه مع قادة وضباط الجيش الثالث الميدانى ودارسى الكليات والمعاهد العسكرية- كلاما كثيرا مرسلا دون دليل واحد، مثل «لولا القوات المسلحة ما نجحت ثورة 25 يناير» (بأمارة أيه سيادتك؟)، و«أن شعب العباسية هو الذى تصدى لمظاهرة ثوار التحرير» (طب وشعب غمرة والإسعاف كان فين؟) و«أن هناك أناس من الخارج تغذى وتعمل مشروعات محددة ينفذها بعض الأفراد من الداخل» (طب ومش بتقبض سيادتك على هؤلاء «الأفراد من الداخل» ليه؟)..الخ... كلام كثير لا يجب أن يصدر عمن يتمتع بسلطات رئيس الجمهورية والبرلمان معا، لكنه صدر بالفعل، ولست أعرف على وجه اليقين دلالة ذلك!!.
***
نعم أنا مختلف مع مجلس الجنرالات، وأرى أنهم يقودون الثورة المضادة، ولا يتحركون إلا تحت ضغط الشعب ومظاهراته، وإلا فليقل لنا أيا من السادة الجنرالات، ومؤيدوهم، هل تحتاج محاكمة قتلة الشهداء، على سبيل المثال، إلى مليونية (8 يوليو) واعتصام ثلاثة أسابيع بعدها؟ أما وقد احتاجت بالفعل فما هى دلالة ذلك؟، ولا يعنينى ما إذا كان الجنرالات يرون ذلك تطاولا عليهم، لكننى أعرف –بيقين- أن أحدا لا يستطيع أن يتحدى إرادة شعب قرر أن يأخذ مصيره بيده.



#هانى_جرجس_عياد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة مفتوحة إلى الإسلاميين: تعالوا إلى كلمة سواء
- رسالة مفتوحة إلى المشير طنطاوى
- هوامش على دفتر وطن ثائر
- الثورة غير قابلة للسرقة والشعب لن يعود إلى الوراء
- د. سليم العوا مرشحا للرئاسة: من الديمقراطية إلى أمن الدولة م ...
- على هامش «الثانوية العامة».. أسئلة الموسم والإجابات النموذجي ...
- قراءة فى خطاب المرشد العام
- عفوا.. لقد نفذ رصيدكم!!
- الدكتور رفيق حبيب بين «الشريعة» الإسلامية و«الحضارة» الإسلام ...
- فخاخ (اليوم السابع) ومسئولية التيار الإسلامى
- عن المؤسسة العسكرية والجيش ومهام قيادة ثورة 25 يناير
- المؤسسة العسكرية المصرية ومسئولية حماية الثورة
- ردا على رسالة (الرفيق) جاسم رسالة مفتوحة إلى الشيوعيين العرا ...


المزيد.....




- الجمهوريون يحذرون.. جلسات استماع مات غيتز قد تكون أسوأ من -ج ...
- روسيا تطلق أول صاروخ باليستي عابر للقارات على أوكرانيا منذ ب ...
- للمرة السابعة في عام.. ثوران بركان في شبه جزيرة ريكيانيس بآي ...
- ميقاتي: مصرّون رغم الظروف على إحياء ذكرى الاستقلال
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 150 عسكريا أوكرانيا في كورسك ...
- السيسي يوجه رسالة من مقر القيادة الاستراتجية للجيش
- موسكو تعلن انتهاء موسم الملاحة النهرية لهذا العام
- هنغاريا تنشر نظام دفاع جوي على الحدود مع أوكرانيا بعد قرار ب ...
- سوريا .. علماء الآثار يكتشفون أقدم أبجدية في مقبرة قديمة (صو ...
- إسرائيل.. إصدار لائحة اتهام ضد المتحدث باسم مكتب نتنياهو بتس ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - هانى جرجس عياد - الجنرالات يتألقون