|
جمعية الشعراء الشباب ضرورة مكانية وزمانية
جوتيار تمر
كاتب وباحث
(Jotyar Tamur Sedeeq)
الحوار المتمدن-العدد: 3440 - 2011 / 7 / 28 - 11:16
المحور:
الادب والفن
ان وجود اية هيئة او جمعية شبابية هي في الاصل تجديد للروح، وديناميكية للحياة، باعتبارها ترفدها بمقومات جديدة، تعمل على دفق وضخ كمية اكبر من الطاقات الموجودة على الساحة لتبعث الروح من جديد وتسير بها الى افاق ابعد، وهذا ما يجعلنا نرى بأن وجود جمعية شبابية تعني بالشعر هي بدورها بمثابة تحريك لدفة الروح الشعرية التي اصبحت تنتمي بصيرورتها الى عوالم ثابتة لاتتغير الا بتغيير الظروف السياسية والاجتماعية والاقتصادية وحتى النفسية، بحيث لاحظنا ان الشعر الذي مر بمراحل كثيرة لحين وصوله الى ما هو عليه الان، عاش منذ اكثر من عقد في دوامة تبحث في مواضيع تكاد تكون متشابهة، وهذا ما كان يجعل من نص واحد ينوب عن عشرات النصوص الاخرى، تلك النصوص التي طورت نفسها لغوياً فقط، انما الصورة الشعرية والحالة والموقف والحدث الشعري كان متناصاً مع نصوص سابقة، تمس الواقع الحياتي اليومي دون تجديد في البنية او الاسلوبية او حتى الحراك الدلالي واللوني التشكيلي، وهذا ما جعل من وجود مؤسسات او هيئات او جمعيات شبابية واعية ضرورة ملحة، لتجديد روح الشعر واخراجه من دوامة الاشكالات النفسية والضغوطات الحياتية بالاخص السياسية والاجتماعية التي عصفت بشعرائنا منذ عقود سابقة، ولعل تأسيس جمعية الشعراء الشباب/دهوك، التي اجدها كوجهة نظر خاصة ضرورة ملحة يعد من النقلات والتحولات المهمة في مسيرة الشعر الكردي بالاخص في دهوك، لكونها جمعية تضم مجموعة من الشعراء الشباب الموهوبين الذي يلتحفون بادوات حداثية وفكرية مستجدة تتنامى مع تنامي الصيرورة الحياتية والواقعية فنجدها تتماشا مع العصرنة بكل اصعدتها، وتوجهاتها، فنجدها تخرج من دائرة التمجيد السياسي الى مواكبة الحدث على طرفي النقيض حيث التمجيد يكون من نصيب الملائم والنقد يصيب ما يدخل ضمن المصلحة الشخصية للافراد، وهذا الامر لايشمل فقط الصعيد السياسي انما تعداه الى الاصعدة الاجتماعية كافة وحتى الشخصية، مع تداعي امر التلامح النصي الذاتي مع الذات الشاعرة وحالته النفسية، بشكل نجد بأن الشاعر اصبح يتفاعل نفسياً وحسياً مع الكلمة ويوظفها بذلك الشكل الذي يتناسب قيمة الفكرة التي يريد ايصالها الى الاخرين، وهذا بلاشك ليس بعيداً عن توجيهات المنصفين من الشعراء الكبار، وكذلك من يمد لهم يد العون والتوجيه، فضلاً عن وجود الكثير من المختصين بالتوجهات الادبية كالنقد والشعر والادب بشكل عام ممن يساندهم ويتبع نشاطاتهم لتصبح جمعية الشعراء الشباب في دهوك نواة لحركة شعرية تجددية محافظة في سعيها على انتمائها القومي. وتقول ميسون الارياني مديرة صحيفة "رصيف" اليمنية عن ضرورة وجود مثل هذه الجمعيات:" إن وجود مثل هذه الجمعيات الخاصة للإهتمام بالأدباء والشعراء الشباب لهو أمر جميل للغاية خاصة في ظل القصور الواضح للهيئات الثقافية التي تساهم في تهميش تجارب الشباب وإهمال الكثير من المشاريع التي تستحق منح صاحبها فرصة قد تسهم في الإرتقاء الإنساني كما تشجع التنافس لكن على ألا تساهم مثل هذه المؤسسات في تقوقع التجارب ضمن رؤية واحده تحد من هدف المنافسة في خلق الجديد والمتجاوز فلا فائدة من وجود 6 شعراء يكتبون كبعض وفق رؤية واحدة إن استطاعت الجمعية خلق هذا المناخ فبالتأكيد سننتظر تجارب متجاوزة ستحقق يوما الريادة على المستوى العالمي وهذا ما يجب أن يهدف إليه كل أديب العالمية في ظل الحرص على تقديم ما يرتقي بمفهوم الإنسانية والسلام للبشرية جمعاء، أشجع هذه المؤسسة وأرجو لها ولشبابها التوفيق الذي يستحقون وأشيد بإنجازاتها حتى الان". ولعل من يتابع عمل جمعية الشعراء الشباب يلاحظ انها تسعى الى الخروج من دائرة المكانية الضقية الى افاق ابعد من خلال قيامها واهتمامها بترجمة اعمال اعضائها وبعض الشعراء الشباب الاخرين الى لغات اخرى بالاخص اللغة العربية، وتعمل على تقديم اصدارات شعرية ونقدية بهذا الشأن، وهذا ما جعل بالتالي صوتها مسموعا عند الشعراء في اماكن بعيدة كفلسطين وتونس والمغرب واليمن وسوريا ولبنان، باعتبارها اخرجت صوت الشعر الشبابي الى اقاصي بعيدة، وتقول الشاعرة الكردية پريزاد شعبان عن جمعية الشعراء الشباب في دهوك"في حقبة من الزمن القاسي حيث کان السوط يجلد القلم والکلمة تختنق في حناجر الشعراء وآثار القيود کانت واضحة على کل قصيدة، وحجرات کل بيت شعر کان يفتش الف مرة الى ان يرى النور ويخرج للضياء...حقبة من الزمن رحل مع ظلماته وحل نور القصيد والشعر والکلمة الحرة مکانه فمرحى للکلمة والقصيد وهما يتنفسان الحرية ويکسران اسلاك الصمت دهوك مدينة الشعراء ومدينة الجمال کل شئ فيها قصيد ونغم ويزداد جمالها بشبابها المثقفين وشعرائها المبدعين، ان جمعية الشباب الشعراء في دهوك تعتبر وجه حضاري في کوردستان، ولهذا الوجه مآقي تبصر ما يکتب ومسامع تستمع الى کل کلمة وفم يزن ويقدر کل ما هو حاضر في هذه الجمعية، وهذا ما يحتاجه الشباب الشعراء وجود من يصغي اليهم ، من يقدم اليهم النقد البناء وعلى اسس وقواعد علمية من خلالها تبنى الکتابة بصورة صحيحة وتسير نحو الافضل، ونتمنى من الجهات المختصة والمعنية الاهتمام بهكذا جمعيات وتقديم الدعم اللازم لها من اجل النهوض بالمتجمع الكردي نحو افاق ابعد، كما نتمنى ان تتبنى الجمعية انتاج الشباب والاهتمام بمواهبهم وتصقيل وقدراتهم الكتابية وفتح ابواب اخرى امامهم لكي يقدموا ما هو الافضل دائما ويعتبر ذلك بلاشك رقي اكبر وخطوة سامية من اجل مجتمعنا دمتم ودامت اقلامکم الشبابية. وعن الجميعة يقول الكاتب والاديب كفاح محمود كفاح : أي عملية نهوض لشعب او بلد تستدعي نهوضا في كل مجالات الحياة واهمها الجانب الثقافي والاجتماعي والعلمي، وتأتي شريحة الشباب في مقدمة من ينهض بتلك العملية ومن هنا كان الاهتمام بالشباب ثقافيا وتوعويا وعلميا واعداده بشكل يتناسب مع عملية النهوض الكبيرة التي تشهدها كوردستان منذ سنوات ان وجود منظمات او جمعيات تضم مبدعي الشباب في الشعر والاداب عامة تدل على رقي المجتمع وتحضره ، ومن هنا جاءت هذه الجمعية لكي تجمع مبدعي الشعر في واحة خضراء لتبادل المعرفة والتجربة وتشجيع اولئك المتميزين بالنشر والمهرجانات العامة لقد نجحت الجمعية في اصدار اعداد من مجلتها الادبية التي ضمت نتاجات متميزة للمبدعين في الشعر والادب عموما وكانت بحق نافذة للشعراء الشباب يلتقي فيها المبدعين، اتمنى حقيقة ان ارى مؤسسة ادبية تليق بالتراث الادبي الكوردي، يكون لها تقليدا اسبوعيا او شهريا لقراءات شعرية ونقدية وادبية، لتلقي فيها كل الطاقات، وتلحق فيها دار للطباعة والنشر تقوم بطباعة دواوين ومجاميع الشباب الادبية عموما، ثمة كلمة اخيرة معقبة بالشكر والاعجاب لكل القائمين على هذا المشروع يتقدمهم الناقد والاديب الرائع جوتيار تمر.
#جوتيار_تمر (هاشتاغ)
Jotyar_Tamur_Sedeeq#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
بدل رفو يعزل لحناً جديداً عبر مواويل الشتاء
-
من اسفار سندباد
-
منطق الغباء السياسي
-
قراءة في نص- التشكيك- للشاعر مسعود سرني
-
مشكلة الوعي
-
التقليد ركيزة سلبية في المجتمع الكردي
-
المكونات الخارجية المؤثرة في شعر عبد الرحمن المزوري
-
كلمة للتاريخ
-
رؤية نقدية في نص(هكذا أبدو أكثر تناقضا) للشاعرة الكبيرة ضحى
...
-
سيبل/ شعر
-
لماذا لا
-
عقدة الاضطهاد
-
تالا
المزيد.....
-
بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في
...
-
-الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
-
حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش
...
-
انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
-
-سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف
...
-
-مأساة خلف الكواليس- .. الكشف عن سبب وفاة -طرزان-
-
-موجز تاريخ الحرب- كما يسطره المؤرخ العسكري غوين داير
-
شاهد ما حدث للمثل الكوميدي جاي لينو بعد سقوطه من أعلى تلة
-
حرب الانتقام.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 171 مترجمة على موقع
...
-
تركيا.. اكتشاف تميمة تشير إلى قصة محظورة عن النبي سليمان وهو
...
المزيد.....
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
-
ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو
...
/ السيد حافظ
المزيد.....
|