خالد العلوي
الحوار المتمدن-العدد: 3440 - 2011 / 7 / 28 - 02:13
المحور:
الادب والفن
القدماء قالوا " زمار الحي لا يطرب" أي والله أنه لا يطرب خصوصا إذا كان مزماره لا يبعث ألحانا تجعل "الحي" يسلطن ويهتف قائلا : " أحسنت يا زمّار" .
هذه هي القصة ببساطة فهناك صنف من الزمارين لا تنبعث من مزاميرهم إلا الألحان الفاسدة التي تجعل كثير من سكان الحي حين يسمعوها يبحثون عن أي شيء (بيض- طماطم – كرسي-أكياس قمامة" ليلقوه على المزمار وصاحبه ليصمت . ليس لأن ألحان "الزمار" ستفسد ذائقتهم أو ستلوث آذانهم فحسب وإنما لأن مثل هذه الألحان قد تؤثر على أصالة "الحي" وعلى مكانته.
اسمه "فهد" لكنه ليس فهدا في الغابة ولا خارجها هو "زمار" يشبه المثل القائل" ما يأتي بسرعة يذهب بسرعة" وعلى عكس فهد الغابة فهدنا هذا لا يتسم حتى بالسرعة فسرعته الوحيدة أيضا تشبه من يقول" اسمع جعجعة ولا أرى طحينا" .
إذا ماذا سيمنحنا من ألحان تطرب لها الذائقة مثل هذا "الزمار" وماذا سيمنح "الحي" خصوصا وكلنا يعرف أن ألقاب مملكة في غير موضعها كالهر يحكي انتفاخا صولة الأسد.
القدماء أيضا قالوا "العنزة ترعى بمرعاها" وما أشبه الزمار الفاسد هو وألحانه بثغاء "العنزة" و"الحي" حتما لن يسمح لمثل هذه"العنزة" أن تطلق ثغائها الفاسد في أرجائه وستدفعها شاءت أم أبت أن ترعى في مراعيها بعيدا عن السكان وبعيدا عن الطرب وبعيدا عن "السرج المذهب لا يجعل من الحمار حصانا" .
#خالد_العلوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟