نوال السعداوى
الحوار المتمدن-العدد: 3439 - 2011 / 7 / 27 - 20:43
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
قرأت ما نشر عن مشروع جديد لقانون للأحوال الشخصية تقدم به رئيس محكمة استئناف الأسرة لمجلس الوزراء يتضمن المطالب الأبوية السلطوية الجديدة التى تقدم بها بعض الآباء الذين اعترضوا على بعض بنود قانون الأسرة الحالى، الذى تم وضعه لحماية الأطفال من سطوة الآباء، وكنت أتصور أنه بعد ثورة ٢٥ يناير العظيمة التى خلعت رأس النظام السابق الفاسد منادية بالكرامة والحرية والعدالة للجميع سوف تمتد هذه المطالب الثورية الإنسانية إلى قانون الأسرة الذى يمنح الرجل السلطة المطلقة لتطليق زوجته بإرادته المنفردة والجمع بأربع زوجات فى وقت واحد، تصورت أن التغيير الثورى سيشمل هذا القانون الذى يسبب التعاسة والتشرد للأطفال وأمهاتهم، الأمهات اللائى تحت أقدامهن الجنة، تصبح الأم منهن فى الشارع مع أطفالها حين يستسلم الزوج لشهوته تجاه فتاة صغيرة غضة،
يطلق زوجته كما يفرقع أصابعه دون الذهاب إلى المحكمة أو القاضى، مجرد أن يقول لها أنت طالق أو يرسل إليها ورقة الطلاق بالبريد، تخرج الأم بأطفالها إلى الشارع، تدوخ فى المحاكم لتحصل على النفقة، يستغلها المحامون، تصبح وأطفالها ضحية قانون أبوى طبقى جائر غير إنسانى، والآن بدلا من تغيير هذا القانون ليتمشى مع مبادئ الثورة نفاجأ بمشروع قانون جديد يزيد من السلطة الأبوية ولا يقلل منها، يسحب من الأمهات والأطفال بعض الحقوق الصغيرة التى حصلوا عليها بالعرق والدم والنضال على مدى السنين والقرون، يحاول بعض الرجال بحكم القوة الأبوية الذكورية أن يزيدوا من سطوتهم على الأم بعد طلاقها وعلى الأطفال تحت اسم رعاية مصلحة الطفل، لفرض ولايتهم وسلطتهم المطلقة، بل يحاولون من خلال هذا المشروع الجديد إعادة حكم الطاعة على الزوجة، وإبقائها بالقوة الجبرية تحت سلطة زوجها حتى تتنازل عن حقوقها وحقوق أطفالها. نحن فى حاجة للوقوف صفا واحدا نساء ورجالا وأطفالا ضد هذا المشروع الجديد للأحوال الشخصية الذى يعيد الأسرة والمجتمع المصرى إلى الوراء ويسعى إلى إجهاض مبادئ الثورة المصرية.
#نوال_السعداوى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟