أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سيمون خوري - مدن..تغرق في الصحراء..؟














المزيد.....

مدن..تغرق في الصحراء..؟


سيمون خوري

الحوار المتمدن-العدد: 3439 - 2011 / 7 / 27 - 08:06
المحور: الادب والفن
    



برونتو ... برونتو ..؟!
لا أحد على الخط ؟
فقد رفضت سحب الذرات، نقل همسي. و سيقت " زنوبيا " الى روما مكبلة بأصفاد من ذهب .
لم يرثيها سوى ديك الجن، وأنين ناعورة " العاصي “. حتى معلمها " لونجين " تخلى عنها .
برونتو ..برونتو ..؟
لا أحد على الخط ...
احتل الصمت ، ممالك الغربان .
وصل " رمسيس الثاني " الى " قادش "، كسر قارورة من ماء النيل . في نهر يعشق سومر وآراميا. امتزج الماء بالماء . عصي " العاصي " قانون السلطان ، ويمم شطر الشمال.
برونتو ...برونتو ..
هنا كهف الأزمنة السحيقة . زمن يؤرخ لزمن. وزمن يتلصص على زمن. فقد رفضت سحب الذرات نقل بقايا دمي، وحوارات المنفيين عبر الأثير.
هنا زمنا يتعامد مع كل الأزمنة. زمن عشتار وبعل وحورية بابل وأثيناس . هنا زمنا يهرول فيه الموت..حتى الموت. مما تخاف..؟ فأنت مشروع ميت.. في وطن تحول الى متحف للنصب التذكارية لجنود مجهولين. وسرق الحاكم، القضاء والقدر.
فقد سيقت زنوبيا الى روما مكبلة بأصفاد من ذهب.
برونتو ...برونتو ..
لا أحد على الخط ..؟
استيقظت الدهشة ،في منتصف طريق ..لا علامة تضئ القلب ، لا خارطة ..هل كل الطرق الأن تؤدي الى الصحراء ...؟!
اتكأت جمجمتي على راحة كفي . حدقت إذناي في ظلام الصمت ، تذكرت روايات الخوف في مقهى حكواتي قديم .
قال، ملوحاً بعصاه، وهكذا يا سادة، من كان منكم يعبد محمداً، فإن محمداً قد مات. ومن كان منكم يعبد معاوية أو علياً، فإنهم على صدر الصفحات الأولى أحياء يرزقون. يندبون حظهم العاثر ، بأمة ابتليت بجهلها. وعاد ت داحس والغبراء الى ساحة الوغى . أما الزير سالم، فقد قرر الانتحار حزناً على ما ألم بهذه الشعوب المنكوبة بتاريخها.
ضج الحضور بالصراخ.. وزنوبيا وعشتار ..؟
سيقت زنوبيا الى روما مكبلة بأصفاد من ذهب . لم تحزن سوى نواعير العاصي.
أما عشتار، فقد قصت شعرها حزنا على أدو نيس . وارتدت برقعاً ، نسجه الليل.
فنحن يا سادة، شعوب عنيدة، لا تعرف معنى التسامح، ولا التصالح مع الأخر، ولا الابتسامة.
مدن تعود الى الصحراء، ومدن تصعد الى الفضاء .
أفكك من جديد حبكة الرواية .. ماذا جرى ؟
لا شئ .. فقط ..
مدنٌ تغرق في الصحراء.. مدنٌ تصعد الى الفضاء.
تستيقظ الدهشة مرة أخرى ، نادراً ما يكتب شاعراً قصيدة في النهار..؟! لكن ناعورة العاصي.. تكتب أشعارها نهاراً وليلاً ..ترى هل سنرى الفجر أم زواره ..؟ أم عمائم قريش وقم..؟
المكان يدمر الزمان ، والزمان يفتك بالمكان ..
يامونيكا ..لم تعد النخلة تحمل رطباً، فقد دمر الزمان ، المكان.
و حمل أبو نواس متاعه ورحل. فلا مسكوف ، ولا خمر بعد الأمس .
مدن تغرق في الصحراء.
ومونيكا، على محراب بابل، توقد شمعة .
على روح دجلة، بعد أن أرتدي العراق عمامة الإخفاء.
فلا مطر ولا زرع ولا ضرع. فكل تاريخنا لآت ثلاث
لا صلح، لا اعتراف، لا مفاوضات..؟
والقدس، أرملة موائدهم...
مدن تغرق في الصحراء.
ومدن تصعد الى الفضاء... يامونيكا ..
وتاريخ حسب الطلب ، يضع الأصفاد في رؤوس البشر . فتناولي طعامك، ولا تقرئي الفصل الأخير من تاريخ تغريبه بابل. أو كيف سيقت زنوبيا الى روما . تفوح منها رائحة نفط وزفت.
برونتو ...برونتو ...
لا أحد على الخط الأخر..؟!
خسر الضوء جزءا من نهاره. فقد احتل الصمت ممالك الغربان. وتآلفت العين مع الخاء.
برونتو ..برونتو ..
لاشئ ، صوت أنين " العاصي والخابور وبردى " ودجلة يروى سيرة " هولاكو ".
برونتو .. برونتو ..
انقطع الخط ؟!

سيمون خوري
20 / 7 / 2011



#سيمون_خوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جار القمر..؟
- بكاء - كلييو أوسا - / مهداة الى الراحل رحيم الغالبي
- تعديل وزاري في اليونان / يوم خسوف القمر
- هل يُخلق من الطين الفاسد ...إنسان ؟!
- - يالطا - أمريكية - روسية جديدة / رحيل القذافي.. وبقاء الأسد ...
- - كرت أحمر - الى / الأخ فؤاد النمري
- سجناء ..المرحلة السابقة ؟!
- جدار عازل ...في العقل؟
- عاشت الإمبريالية ... وتسقط / أنظمة الإحتلال العائلية الحاكمة ...
- وردة الى دمشق .. الى زهرة الصبار
- الله ..والرئيس .. والقائد .. وبس ؟!
- شكراً وباقة ورد الى الأحبة .
- لا جامعة الدول العربية..ولا تشافيز يمثلان رأي وموقف شعوبنا
- ليبيا ... وخيار السيناريو الأسوء ..؟!
- لا للتدخل العسكري الأجنبي في ليبيا فقد تعلمنا كيف نحرر بلادن ...
- الأحزاب العربية يميناً ويساراً / هي التي صنعت القذافي ؟
- دكان - علي عبد الله صالح - وحده لا شريك له..؟
- مصر .. تولد من جديد
- هل يرحل - مبارك - الى الجبل الأسود ؟/ سيناريو أوربي - أمريكي ...
- مع مجئ سليمان / مصر تطوي صفحة مبارك


المزيد.....




- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...
- انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
- -سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف ...
- -مأساة خلف الكواليس- .. الكشف عن سبب وفاة -طرزان-
- -موجز تاريخ الحرب- كما يسطره المؤرخ العسكري غوين داير


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سيمون خوري - مدن..تغرق في الصحراء..؟