|
ضلع الإسلام في مجزرة النرويج
صلاح يوسف
الحوار المتمدن-العدد: 3438 - 2011 / 7 / 26 - 19:05
المحور:
الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
قرأت معظم ما كتب حول المجزرة البشعة التي قام بها الأصولي المسيحي بريفيك بما في ذلك قيامه بنشر ملف مناهض للإسلام والماركسية التي تؤمن بتعدد الحضارات، وكذلك إفصاحه عن أهداف عمله القاضي بضرورة تطهير النرويج من المسلمين في حال وصلهم إلى السلطة. لا يمكن بالطبع تبرئة نصوص العهد القديم الذي يؤمن به الأصوليون المسيحيون وهي نصوص تحرض على قتل الأغيار والعنف والحرق بل وحتى بقر بطون الحوامل وتقطيع أثداء النساء، وبالتالي فإن المسيحيون المتعصبون القائلين ببراءة النصوص الدينية المسيحية من هذا الإرهاب البشع مخطئون. السؤال الذي لم يُسأل حتى الآن، هو لماذا قرر هذا الأصولي المتطرف تطهير النرويج من المسلمين بالذات ؟ في هذا المقال سأحاول الإجابة عن هذا السؤال. أغلب الظن أن الكراهية ضد المسلمين تصاعدت لدى القوميين في أوروبا وأمريكا بعد موجة الإرهاب القذرة التي ارتكبها تنظيم القاعدة وفروعه من جند الله إلى أنصار الله إلى تنظيم القاعدة في الصومال والعراق والمغرب العربي. القاعدة لا تقاتل أعداء مسلحين أو عسكريين بل أباحت لنفسها استخدام المفخخات وسط المدنيين الأبرياء في الشوارع والأسواق. هذه الأعمال الوحشية لا يقبلها إنسان عاقل على وجه الكوكب وهي التي سببت كراهية الشعوب الغربية للإسلام. قضية ثانية لا تقل أهمية، وهي تعاطف عموم المسلمين مع ضربة 11 سبتمبر التي ذهب ضحيتها آلاف الأبرياء مما أدخل المسلمين عامة إلى قلب حلبة الإرهاب الدولي. تنظيم القاعدة قتل من العراقيين زهاء المليون بدعوى مقاومة الاحتلال الأمريكي. لكن الضربات لم تقتصر على أبراج التجارة وشوارع بغداد بل امتدت لتشمل مدن الهند وباكستان ولندن ومدريد، ما يعني أن القاعدة قد أقحمت شعوب الكوكب في حلقة جهنمية من كراهية الإسلام، لاسيما وأن نصوص القرآن لا تخلو هي الأخرى من أوامر القتل والتنكيل بحق غير المسلمين. يمكن القول أن بريفيك يقلد الإرهاب الإسلامي ؟ كذلك فإن المسلمين في بلاد الغرب يمارسون عنصرية وتمييز داخل المجتمعات التي استضافتهم، فهم لا يسكنون إلا في تجمعات خاصة بهم، يحجبون نساءهم، ولا يعترفون بقيم وتقاليد وأخلاق المجتمع الذي قدم لهم يد العون بعد أن كانوا مضطهدين ملاحقين في بلادهم من أنظمة القمع والبطش، الأمر الذي يزيد من كراهية الشعوب الغربية للإسلام والمسلمين الذين يعتبرون أنفسهم خير أمة أخرجت للناس، تماماً كاليهود الذين يعتبرون أنفسهم شعب الله المختار. إنها عنصرية الإسلام عندما تتمدد كالأخطبوط وسط مجتمعات علمانية أخرجت الدين من قوانين الدولة ومن الحياة العامة منذ قرون. قبل أيام قابلت صديقاً قديماً وقد أتى من ألمانيا التي حصل على جنسيتها ويعمل فيها، وقد استغربت قوله بأنه ينوي القدوم إلى العراق للاستقرار فيها ولكن عدم الاستقرار الأمني والسياسي والاقتصادي هو ما يمنعه من ذلك. سألته وهل ستكون الحياة في العراق أفضل من الحياة في دولة عظمى تعد من أقوى الاقتصاديات في العالم مثل ألمانيا ؟! قال بكل صراحة أن بناته هن السبب ولا سبب غيرهن. المجتمع الألماني مجتمع مفتوح ويتمتع بحريات جنسية تخالف عقيدتنا الإسلامية وأعرافنا العربية. أي أن صديقي يعترف بأن الإسلام وعقيدة الإسلام هما سبب عدم قدرته على الاندماج والتكيف مع الحضارة الغربية حتى بعد ثلاثين سنة من الإقامة في كنفها. ثم أكد لي هذا الصديق على أن معظم المسلمين في القارة الأوروبية يعانون من مثل ما يعاني منه، وهي مشكلة زواج البنات. لاحظت أنه لا يعتبر الأولاد الذكور مشكلة في المجتمع الألماني المفتوح على اعتبار أن ممارسة الولد للجنس مع ألمانية شيء اعتيادي ويظل الشرف متعلقاً بالبنت التي تبقى حبيسة معتقدات الأسرة حيث تحيا في تناقض نفسي عنيف بين ما تراه أمام أعينها وبين ما يجبرها أبواها على اعتناقه. مما سبق يمكن فهم وتلمس الأسباب التي أدت إلى تطرف القوميين المسيحيين في الغرب ضد المسلمين الذين يصرون على العيش بقيم تخالف وتناقض القيم الغربية، ومع التكاثر المضطرد لأعداد المسلمين حيث الإفراط في الإنجاب، يتولد شعور لدى هؤلاء القوميين بأن خطراً محدقا سيتهدد القيم الغربية في المستقبل. قيم تناقض معاني الحرية الحقيقية ومكانة المرأة واحترام الفنون ووسائل الإبداع الإنساني من نحت وتمثيل ورسم ورقص وموسيقى وغناء. إن على المسلمين الذين يتمسكون بالقيم الدينية الإسلامية لدرجة تمنعهم من احترام وتفهم القيم والأخلاق الغربية ترك أوروبا ودول الغرب والعودة إلى بلادهم ليمارسون قمعهم للحريات ولحقوق الإنسان والمرأة وليجبرون أطفالهم بالقوة على حفظ القرآن وآيات النكاح وملك اليمين وقتل المشركين والكفار، لا أن يستمروا بتهديد السلم الاجتماعي في تلك البلدان المتحضرة التي آوتهم وقدمت لهم الأمان والعمل الشريف والرفاه الذي كانوا يفتقدونه في بلدانهم. إن المسلمين اليوم يساهمون بانحطاط وتراجع البشرية وجنوحها نحو جنون العنف الذي سبق تاريخياً العنف النازي في بشاعته بإعدام قبيلة بني قريضة وبيع نسائها وفرض الجزية والذل على أصحاب الديانات الأخرى.
سلامي للجميع
#صلاح_يوسف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
عودتي إلى الحوار المتمدن
-
هل ثمة تحقير للإسلام في الحوار المتمدن ؟؟!
-
متى يتوقف صلاح يوسف عن نقد الإسلام ؟!
-
ملاحظتان حول الزعرنة والزعران
-
تأملات في العقل الإسلامي
-
الخوف أهم عوامل الإيمان
-
اعبدوا الإنسان !
-
جولة في تشريعات الإسلام الغريبة
-
المدافعون عن الإجرام
-
رسالة مفتوحة إلى الأمم المتحدة والضمير الإنساني: أنقذونا من
...
-
لماذا تركت الإسلام ؟؟!
-
كرم الرمّان
-
تساؤلات ملحد من أصل إسلامي
-
مقترحات حول مخالفات النشر في الحوار المتمدن
-
لصوص النصوص في الحوار المتمدن
-
القبيلة العربية الإسلامية والإنسان الأول
-
دعوة إلى نبذ عقيدة الإسلام !
-
عن الأصل الجنسي للحجاب في الإسلام
-
نعم للجدار المصري !!
-
هل حقاً أن القناعة كنزٌ لا يفنى ؟؟!
المزيد.....
-
-عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
-
خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
-
الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
-
71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل
...
-
20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ
...
-
الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على
...
-
الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية
...
-
روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر
...
-
هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
-
عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز
...
المزيد.....
-
العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية
/ هاشم نعمة
-
من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية
/ مرزوق الحلالي
-
الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها
...
/ علي الجلولي
-
السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق
...
/ رشيد غويلب
-
المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور
...
/ كاظم حبيب
-
الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر
/ أيمن زهري
-
المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟
/ هوازن خداج
-
حتما ستشرق الشمس
/ عيد الماجد
-
تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017
/ الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
-
كارل ماركس: حول الهجرة
/ ديفد إل. ويلسون
المزيد.....
|