أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسن إسماعيل - الحياة تسخر من الفرسان














المزيد.....

الحياة تسخر من الفرسان


حسن إسماعيل

الحوار المتمدن-العدد: 3437 - 2011 / 7 / 25 - 19:42
المحور: الادب والفن
    


الحياة تسخر من الفرسان
أكثر مما يتخيل البعض
وتملأ أحلامهم بكثير من ثقاب السراب
وهم كعادة رجال الحروب يبتسمون بعيون دامعة
وبأوطان ترحل معهم حيثما يذهبون
بتراتيل ملغومة بالأحزان
وبمرايا غير ناصعة البياض
وبإرادة ملعونة لا تفقه سر الخلف
لا تهوى غير المواجهة ولحظات القرار
وها أطفالك يلعبون أسفل نافذتك الملونة بقوس قزح عديم الفائدة
ويتهامسون فيما بينهم ليتقاسموا السر
وقطعة من قماش علم الوطن
ودندنات لمقاطع مبحوحه من النشيد الوطني
وسجادة سوداء بلون حداد أمهات الشهداء
ملائكة الوطن الشهداء
فراشات رجولتنا غير المنكسرة
ومهرتنا فائقة الجمال
وحلمنا المعجزي غير المروض
وغير القابل للبيع والشراء
آه يا أحزاننا الجماعية
يا وجع الغلابة يا برد الفقراء
يا أيها الجوع الكافر
والفقر الكافر
والذل الكافر
يا أيها الكافر الغشيم ذو الدم البارد
من أدراك بوجع الأطفال
بأحلام الأطفال
بتميمة عجزهم وشوقهم المستمر
بفارسهم الجالس على الحصان الخشبي
الماسك في يده سيفه الخشبي غير المدبب
المنتظر قدوم الفجر الوهمي
ولص الليل الحميمي
وعلامات الساعة
والإرتداد الأخير
الحياة تسخر من الفرسان
أكثر مما يتخيل البعض
فطوفان من الموج المتآمر يغرق مركبتهم الشراعية ..
الممتلئة باللألئ وببعض السرائر المتواضعة
واغتراب وجودي مصمم على وضع وجوههم البريئة
بين الحين والآخر في الحائط الأصم
وعبث تسريب اللحظات المهمه بكل قصد
و بكل استخفاف من بين أناملهم وأرواحهم الجادة جداً
ومحاولات العدم لتعرية كل معنى من كل معنى
في وضح النهار الواقعي جداً
ولعبة الشطرنج الحياتيه المخلوطة والممزوجة بلعبة الطاولة الصدفية
وإرتماء الزهر في أحضان السراب والتراب كل يوم
وها سواقي العادي والمألوف والروتيني والمبتذل
واللزج والتكراري والإجتراري .. تحاصرك
لتستسلم للمكتوب على جبينك
لتصبح لقمة مستساغة لقدرك الوراثي
لتقاليد وعادات القطيع
لثوابت الإجماع
لهزيمتك في هذا النوع من الصراع
وليصبح إبداعك بدعة
وقصيدتك ضلالة
وهرطقتك معبدك
فالحياة تسخر من الفرسان
أكثر مما يتخيل البعض
وتسحرك بنهايتهم لأنها كانت قاسية عليهم في بدايتهم
لأنها طردتهم واضطهدتهم وعذبتهم وسجنتهم
وصلبتهم وسخرت منهم الى حد النخاع
وبعد موتهم توجتهم فرسان
وعلقت صورهم على كل الحوائط والصدور
وأضاءت لهم الشموع
وشيدت لهم القبور
فالحياة تسخر من الفرسان أكثر مما يتخيل الجميع
والفرسان هم من قرروا الحماقة والمغامرة رغم معرفة النتائج
هم من لدغوا من نفس الجحر مئة مرة
من نزلوا نفس النهر المر مرتين وثلاثة ومئة والف
من اختاروا طريقة موتهم منذ ولادتهم
من حسبوا النفقة وقرروا حمل النير المستحيل
ودفعوا أثمان باهظة بكل حب من أجل أحلام الجميع
واعتبرهم الجميع متهورون ومجانين وثوار وفرسان وملاعين
فكل عصر له أحرار عشاق ثوار فرسان مجانين



#حسن_إسماعيل (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أحبك حُراً
- ما أجمل الإحباط
- أمة .. عادي !!!
- خيوط اللعبة
- طعم البُن .. وفيروز
- أنا ليه قرفان ؟!
- تراتيل الملائكة والشياطين قبل السقوط
- لمن قالوا “نعم” !!
- ثورة مع إيقاف التنفيذ
- اوعى يا ابو زيد تكون ما غزيت
- مولد سيدي الثورة
- رفاق ثورة 25 يناير
- خرج من الفيسبوك ولم يعد
- ثورة اللوتس .. استقراء مشارك وليس مشاهد
- الاستعمار الوطني .. والاستقواء بالداخل !!
- بح .. الفتنة الطائفية !!
- كتاب الجهل المقدس
- كيف ؟؟
- ايه البوليكا دي ؟!
- خطاب تنحي الأمة


المزيد.....




- -سلمى وقمر- و-عثمان في الفاتيكان- يتصدران جوائز مهرجان أفلام ...
- -تحيا فلسطين- نصف قرن من نشيد مناهضة الحرب بالسويد
- إدارة ترامب تسمي مبعوثها لقيادة المحادثات الفنية على مستوى ا ...
- من هو مايكل أنتون الذي كلّفه ترامب برئاسة وفد المحادثات الفن ...
- فنانة تشكيلية لا ترى في الريشة أداة رسم بل أداة للبوح والحكا ...
- سيمونيان تغالب دمعها وتقدم فيلم زوجها المخرج كيوسايان (فيديو ...
- تحوّل بفعل الناس.. طريق هيئة تحرير الشام إلى السلطة في سوريا ...
- -السِّت-.. ماذا تحمل الدورة الـ 9 من مهرجان -أسوان لسينما ال ...
- العراق.. مشاركة روسية في مهرجان -بابل- للثقافات والفنون العا ...
- بدايات القرن العشرين في المغرب بريشة الفنان الإسباني ماريانو ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسن إسماعيل - الحياة تسخر من الفرسان