|
الصراع الداخلى والخارجى على مصر بعد ثورة 25 يناير
حمدى السعيد سالم
الحوار المتمدن-العدد: 3436 - 2011 / 7 / 24 - 17:27
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
من وجهة نظرى لكى ينجح اى اتفاق بين القوى المتصارعة على كعكة الثورة المصرية على اى مستوى ليس فقط بنصوصه وليس بنوايا اطرافه الاصليين وليس برغبتهم حتى وان صدقت فى حسن تنفيذه , فكل هذه الاشياء عوامل مساعدة ...... فالاختبار الحقيقى لاى اتفاق هو : (1) طبيعة المشكلة : التى يتعرض لها الاتفاق وما اذا كانت واضحة لدى جميع الاطراف قبل غيرهم .... بحيث يتأكد لهم انهم يتحدثون عن نفس الشىء على اساس توصيف مشترك يتحققون بواسطته مما اذا كانوا يملكون بالفعل عقد اتفاق نافذ بينهم .... لذلك ارى ان اطراف الصراع الثلاثة ( المجلس العسكرى - الثوار - الاخوان والتيار الدينى ) التى تسيطر على الامور فى مصر لايدركون طبيعة المشكلة المراد حلها ... على سبيل المثال الثوار يريدون دولة مدنية والاخوان يريدون دولة دينية والعسكر يريدون ان يحكموا من خلف ستار .... لذلك ترى المجلس العسكرى فى واد والثوار فى واد اخر والاخوان يمارسون الدعارة السياسية من اجل تحقيق المكاسب لذلك نراهم مرة يغازلون المجلس العسكرى بمعاداة ثوار التحرير ... ومرة اخرى يرتمون فى احضان الثوار .... كما تفعل العاهرة تماما فالمهم تحقيق ماتريد !!! (2) نوعية العناصر : المؤثرة فى المشكلة وتركيبة هذه العناصر وقوتها وقدرتها على الحركة المستقلة بعيدا عن الاطراف الاخرى ...بما فى ذلك تحدى رغبات هؤلاء الاطراف الاصليين ان وجدت ..... وابلغ مثال على ذلك قوة المجلس العسكرى المصرى ممثلة فى مؤسسته العسكرية جعل أحد مصادر الإحباط الكبيرة هو ميل المجلس العسكرى لتقديم تنازلات إلى جماعة الإخوان بينما يتركون الفتات للثوار ....فالمجلس العسكرى يظن انه هو الطرف الاقوى الذى سيفرض مايريد لو تأزمت الامور .... (3) رؤية هذه العناصر : المؤثرة لمطالبها ...سواء من ناحية الامن او من ناحية المصلحة .... وهل تتحقق هذه المصالح او لاتتحقق بالاتفاق ..... (4) حقائق وتفاعلات المرحلة التاريخية : التى يجرى فيها عقد الاتفاق .... فليس هناك حدث يستطيع ان يعيش خارج البيئة العامة لزمانه منفصلا عنها .... (5) المواريث السياسية والفكرية : والقناعات المسبقة للجميع ...سواء فى ذلك اطراف الاتفاق الاصليين او غيرهم من العناصر المؤثرة فيه .... فالاتفاقات والقرارات القادرة على الحياة لاتولد بين يوم وليلة ...واى صفحة جديدة من كتاب ليست قصته عند سطرها الاول !!!!
الغريب فى المشكلة المصرية بعد ثورة 25 يناير وجود ثلاث قوى مؤثرة فى مصر حاليا ليس من بينه حكومة مدنية، وهم : المجلس العسكرى والإخوان والمتظاهرون فى الشوراع.....وما يزيد الامر غرابة ان الصراع بين تلك القوى يهدد الثورة المصرية.....والغرابة ترجع الى ان الصراع بين القوى الثلاث يتخذ شكل تحالف ثنائى متغير ضد واحد منهم فى مواقف مختلفة للحصول على مكاسب سياسية.......فالجيش والإخوان اتحدا ضد المتظاهرين فى مسألة «الانتخابات أولا» وليس الدستور........ومن جهة أخرى، تحالف الإخوان مع المتظاهرين ضد المجلس العسكرى فى 8 يوليو فى جمعة الإصرار، مطالبين بمحاكمات علنية لقادة النظام السابق....ورأى المجلس العسكرى المظاهرات التى قادها الطرفان ضده تبعث بنبرة تهديد وأقدم على تنازلات تافهة تتعلق بتغيير معظم الطاقم الوزارى......ولم يستخدم الجيش القمع لأنه تفهم موقف الإخوان الذين يريدون إعطاء انطباع باتحادهم مع المتظاهرين وليس بسبب تجاهل المجلس العسكرى للمطالب.....
وفى موقف آخر يتوافق المجلس العسكرى مع المتظاهرين حول المبادئ فوق الدستورية فمنذ تخليهم عن مطلبهم بوضع الدستور أولا، دعا المتظاهرون إلى وضع معايير ثابتة لكتابة دستور جديد...... ومن وجهة نظرهم فإن تلك الخطوة أساسية من أجل منع الإخوان من فرض حكم إسلامى على البلاد...... المجلس العسكرى نظر إلى هذه المعايير على أنها واحدة من الوسائل التى تحمى استقلال المؤسسة العسكرية ضد أهواء أى رئيس مقبل.......... بينما يعتبر الإخوان ذلك تحايلا على إرادة الشعب وأعلنوا انضمامهم للقوى الاسلامية الاخرى فى مظاهرات يوم 29 يوليو الجارى ضد هذه المبادئ.....
هذا التوتر الثلاثى لا يعطى أملا كبيرا فى نتيجة متساوية ومرضية لكل من المجلس العسكرى والإخوان والمتظاهرين...مما لاشك فيه أن أحد مصادر الإحباط الكبيرة هو ميل المجلس العسكرى لتقديم تنازلات إلى جماعة الإخوان بينما يتركون الفتات للمتظاهرين...وفى سياق ذى صلة بنفس الموضوع ، دعت صحيفة الجارديان البريطانية إلى تقليص دور المؤسسة العسكرية السياسى والاجتماعى فى مصر..... وذكرت الصحيفة ان الجيش تدخل فى الحياة السياسية وخدم الثورة بتسهيل الإطاحة بالرئيس المخلوع حسنى مبارك لكن ذلك قد يعطيه الحق فى التدخل مرة أخرى فى المستقبل....
كما اود ان اشير انه يجب على واشنطن أن تتحرك بحذر شديد فى الشأن المصرى ..... فالتدخل الأمريكى الذى سينظر له على أنه فى صالح أحد الأطراف سيؤدى إلى اتحاد الطرفين الآخرين ضد واشنطن ....فالهدف الحقيقى والغير معلن للسياسة الامريكية تجاه العرب عامة ومصر بصفة خاصة هو : تحويل الانظار عن الخطر الاسرائيلى .... واختراع اخطار اخرى غيره ينشغل بها اهتمام العر ب .... لقد كان الاجماع العربى ان اسرائيل هى الخطر الحقيقى على الامة العربية ... وحاولت امريكا بشتى الوسائل ان تجر العرب الى صلح جماعى مع اسرائيل .... فلما فشلت هذه الوسائل جاء دور الوسيلة الجديدة عن طريق خلق اخطار بديلة حتى ولو كانت اخطارا صناعية او عن طريق الفوضى الخلاقة حتى يتفتت الاجماع العربى وتتفرق قواه ....
فالسياسة الامريكية تجاه العرب تسعى الى تحقيق ثلاثة اهداف هى : (1) تصفية الصراع العربى الاسرائيلى على اساس فرض سياسة الامر الواقع ..... (2) فرض تنظيم عسكرى يخدم المصالح الامريكية وحدها ... ومن هذه المصالح ضمان تدفق النفط .... ( وامريكا فى تلك النقطة لاتستعمل عقلها .... ماذا سيفعل العرب ببترولهم غير ان يبيعوه لهم .... فروسيا وغيرها تنتج من البترول والغاز اكثر من حاجتهم .... فروسيا اذا ليست طامعة وليست مشتريه لبترول الشرق الاوسط ... انما امريكا ومعها الغرب الاوربى هم المشترى الوحيد .... ولكن المشترى غير اللص .... هم لايريدون شراء البترول انما يريدون سرقته .... لذلك يفتعلون المشاكل فى المنطقة ... واسرائيل مجرد اداة لسياسة امريكا والغرب يستعملها اذا احس بالخطر ) ... (3) ان تتحول الدول العربية جميعها الى منطقة نفوذ سياسى دولى للولايات المتحدة الامريكية ......
حمدى السعيد سالم
#حمدى_السعيد_سالم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ماهى حقيقة جريمة حلبجة
-
العلاقات التركية الاسرائيلية
-
اثيوبيا ليست خنجرا فى ظهر مصر كما نظن
-
الاوزون دواء الفقراء الذى تحاربه شركات الادوية الكبرى
-
هى كورة ولا بيزنس وسياسة
-
ما أهمله التاريخ فى واقعة حاتم الطائى عندما ذبح ناقته لضيفه
-
هل مستقبل مصر السياسى والاقليمى والدولى مرهونا بطائفية البرل
...
-
الضمير العربى بحاجة لصعقة كهربية
-
زغلول النجار .. من الاعجاز فى القرآن الى الاعجاز فى تكفير ال
...
-
نهاية شهر العسل بين المجلس العسكرى وحكومة شرف
-
الاخوة كرامازوف ... وكل من يتاجر بالدين
-
بلاد الحرمين ... المسماة زورا باسم آل سعود ( السعودية)
-
حرية الاعتقاد الحائرة بين الدستور القائم والدستور القادم
-
زاهى حواس اضر على اثار مصر من الرطوبة والحرارة والعوامل الجو
...
-
ماكيافيللى ... أنى للمديح ان يفى هذا الاسم حقه
-
امنعوا زواج القاصرات لان زواج النبى من عائشة وهى بنت 9 سنين
...
المزيد.....
-
الجيش الأوكراني يتهم روسيا بشن هجوم بصاروخ باليستي عابر للقا
...
-
شاهد.. رجل يربط مئات العناكب والحشرات حول جسده لتهريبها
-
استبعاد نجم منتخب فرنسا ستالوارت ألدرت من الاختبار أمام الأر
...
-
لبنان يريد -دولة عربية-.. لماذا تشكّل -آلية المراقبة- عقبة أ
...
-
ملك وملكة إسبانيا يعودان إلى تشيفا: من الغضب إلى الترحيب
-
قصف إسرائيلي في شمال غزة يسفر عن عشرات القتلى بينهم نساء وأط
...
-
رشوة بملايين الدولارات.. ماذا تكشف الاتهامات الأمريكية ضد مج
...
-
-حزب الله- يعلن استهداف تجمعات للجيش الإسرائيلي
-
قائد الجيش اللبناني: لا نزال منتشرين في الجنوب ولن نتركه
-
استخبارات كييف وأجهزتها العسكرية تتدرب على جمع -أدلة الهجوم
...
المزيد.....
-
كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل
...
/ حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
-
ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان
/ سيد صديق
-
تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ
...
/ عبد الله ميرغني محمد أحمد
-
المثقف العضوي و الثورة
/ عبد الله ميرغني محمد أحمد
-
الناصرية فى الثورة المضادة
/ عادل العمري
-
العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967
/ عادل العمري
-
المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال
...
/ منى أباظة
-
لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية
/ مزن النّيل
-
عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر
/ مجموعة النداء بالتغيير
-
قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال
...
/ إلهامي الميرغني
المزيد.....
|