أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - الشاذ عن القاعدة















المزيد.....

الشاذ عن القاعدة


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3436 - 2011 / 7 / 24 - 11:57
المحور: كتابات ساخرة
    


أنا أعتبرُ نفسي بأنني أكثر إنسان عربي شاذ عن قواعد السلوك العام وأخلاقياته بكافة الاتجاهات الاجتماعية والسياسية والمذهبية وقبل أن أبدأ بالحديث عن الموضوع أريد أن أقول لكم بأنني شاذ عن القاعدة نظرا لأنني إنسان صادق وأمين وشريف ولا أكذب.

كلنا نعرف الصح ونعرف الخطأ, وكلنا يعرف الأساسات ويعرف الفروع ولكننا وللأسف جميعنا نترك الطريق الصح ونسلك الطريق الخطأ,ونعرف الأمانة والإخلاص ونسلك دروب الخيانة وعدم الوفاء والالتزام بما نتعهد به ,ونعرف الحب ونمشي مع الكراهية تاركين وراءنا الحب والشرف والصدق والأمانة والإخلاص حتى غدى كل ذلك عبارة عن شواذ عن القاعدة فإن رأينا في مجتمعنا العربي كله إنسانا مخلصا أو أمينا أو مثقفاً فورا نعتبره شاذ عن القاعدة الأساسية للكراهية وللخيانة التي أصبحت هي الأصل في سلوكياتنا ويا للعجب ويا للغرابة أليس من الواجب أن نعتبر الإنسان الخائن والجاهل هو الشاذ عن القاعدة؟ يا للعجب كيف أن الموازين كلها مقلوبة رأسا على عقب فلا يمكن أن نجد مخلصا إلا إنسانا شاذا عن القاعدة الأساسية للكراهية إن مجتمعنا يسلك الطريق الخطأ والدروب غير المستقيمة حتى في النهاية صرنا نعيش حياة بالمقلوب حيث الإنسان الصادق والأمين والمحترم شيء شاذ عن القاعدة ولا نمنحه احترامنا ولا ننحني أمامه تواضعا ولا نخلع له قبعاتنا تعبيرا منا على احترامنا له.

احكوا لي الصحيح, هل أنا شاذ عن القاعدة كإنسان صادق مع نفسه ومع الآخرين بكل ما تحمله الكلمة من معنى ؟ وهل أنا كمثقف وصادق شاذ عن القاعدة الأساسية للجهل وللتخلف إذا كان الجهلُ والكذب هما القاعدة التي تمشي عليها الناس وتتخذها شعارا لها والصدقُ هو الشاذ؟,إن الإنسان الكاذب هو القاعدة وإن الإنسان الصادق هو الشاذ عن القاعدة, نحن إذا صادفنا إنسانا صادقا فإننا فجأة نعتبره شاذا عن القاعدة أو مجنونا أو أهبلاً في رأسه(وشه) ,وهل أنا كصادق بمشاعري وأحاسيسي من الممكن أن تحسبوني مع الشاذين عن القاعدة حين يكون الأصل في القاعدة هو الكذب والرياء واللامبالاة والنفاق وانعدام الضمير؟ وهل أنا كمثقف شاذ عن القاعدة أم أن غير المثقف هو الشاذ عن القاعدة؟ طبعا العكس هو الصحيح ولكن التربية الأساسية التي نتربى عليها هي الكذب والغش وعدم الصراحة وخصوصاً إذا كان الجهل والتخلف يؤدي إلى انتفاخ الجيوب والكروش وزيادة المكانة في المركز الاجتماعي, فأعظم الناس مكانة ومركزا اجتماعيا مرموقا هم الدجالون والكذابون والنصابون والذين لا يملكون في قلوبهم لا ذمةً ولا ضميراً؟, وأنا بتقديري الشخصي بأنني شاذ عن القاعدة جدا في هذا المجتمع وفي هذا الحي السكني الذي أقطن به لأنني صادق في كل كلمة أقولها وأشعرُ بها وهي تخرج من قلبي كما تخرج روحي من جسدي, وبخصوص كل ما نسلكه في المجتمع من مسلكيات خاطئة يكاد أن يكون هو الصواب وهو القاعدة وما عدى ذلك نعتبره شاذا عن القاعدة وأنا أعتبرُ نفسي كناقد اجتماعي شاذ عن القاعدة التي أذمها وأحتقرها كثيرا في الوقت الذي تبين لي فيه بأنني شاذ ومكروه وألعب خارج قواعد اللعبة لأن كل ما أنتقده وأحتقره هو الذي تمشي عليه أمتنا العربية اللعينة.

وبالمثال على ذلك أنا رجل محترم احترم المرأة فهذا بالنسبة للناس شيء وسلوك وتصرف شاذ عن القاعدة الحقيقية وهي عدم احترام المرأة وعدم مساواتها بالرجل وعدم السماح لها بالخروج من المنزل لوحدها وكأنها قاصر تحت السن القانوني أو لأنها خائنة لا يؤتمنُ لها جانب, والمرأة التي تحب ولها صديق يعتبرها مجتمعنا عاهرة وأول من يعتبرها عاهرة هو عشيقها وصديقها الذي تحبه بل ويكاد أن ينشر عنها بين اصدقاءه كل الصفات السيئة في المرأة غير المحترمة ومن النادر أن نجد رجلا صادقا وإذا وجدناه صادقا في حبه فإننا فورا نعتبر سلوكه غريب وشاذ عن القاعدة, ولو كنت موظفا أعمل أمين صندوق ومن صفاتي أنني أمينٌ وحريصٌ على الصندوق لاعتبرني الناس بأنني شاذ عن القاعدة فالقاعدة الأساسية في هكذا موضوع هي أن أكون غير أمين وغير حريص على الصندوق, ولو افترضنا مرة أخرى بأنني أعمل موظفا حكوميا غير مرتشي فمن المؤكد جدا أن يصاب أي مواطن بالصدمة حين يعرض رشوته عليّ لأنني لن أقبل بها وسيقول عني بأنني رجل شاذ أو موظف حكومي شاذ عن القاعدة أو مجنون أو معتوه في رأسه وشّه.

الناس المحترمون في مجتمعنا هم أصلا قلة نادرة ولا يتمتعون بمركز اجتماعي مهم والكل يبتعد عنهم لأنهم يجلبون الحظ النِحس لمن يرافقهم,لأنهم شاذون عن القاعدة الطبيعية للناس غير المحترمة, والنساء العاهرات في المجتمع هن الأصل في القاعدة أما بخصوص الشريفات فهن بالأصل شاذات عن المجتمع وعن سلوكياته اليومية يعني بصريح العبارة الغلط هو القاعدة الصحيحة التي يجب أن نمشي عليها,والذي نعتبره صحيح هو الشاذ عن القاعدة.

واللصوص في المجتمع العربي والحرامية والزعران والبلطجية والشبيحة والجهلاء والرعاع والرويبضة هم القاعدة المثلى المحترمة أما بخصوص الأمناء والشرفاء والمحترمين فهؤلاء ليس لهم أي مكان بيننا وننبذهم ونحتقرهم من داخل أنفسنا مع أننا ظاهريا نبدي لهم احترامنا وإعجابنا بسلوكياتهم ولكن إذا جئنا للصحيح فإننا لا نعتبرهم ولا نقدر مكانتهم بيننا فهم شاذون جدا عن اللصوص حين تكون السرقة نظام حكم سياسي.

لقد كنا قبل ذلك نقول (لكل قاعدة شواذ) يعني أننا إذا وجدنا إنسانا سيئ الخُلق فهذا معناه أنه شاذ عن القاعدة وبأن المجتمع كله رفيع الخلق وهو وحده سيء الخلق والطبع, وهذا خطأ فادح جدا نقع فيه جميعنا لأن الصحيح هو أن لكل شيء شاذ قاعدة صحيحة, أما عن طريقة صياغة الجملة فهذه لوحدها مشكلة كبيرة عندي والمهم في الموضوع أن المجتمع بأكمله سيء الخلق ومن الممكن أن نجد شخصا خلقه رفيع المستوى وهذا الرفيع المستوى هو الشاذ عن القاعدة الشاذة أصلا, وكل الناس تصرفاتها شاذة ونحترم شذوذهم ونتمنى أن نكون بمستوى مكانة الشاذين في مجتمعنا العربي ,وكل الناس أخلاقهم شاذة أو لنقل بأن 90% من الناس أخلاقهم شاذة و فقط 10% من الناس طباعهم غير شاذة وهؤلاء هم اليوم الذين غدو شاذين عن القاعدة, فالناس المحترمون في المجتمع هم الشواذ.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحب الضائع
- جروح بلا دماء
- لماذا لم يعرف القرآن عقوبة السجن؟
- عقوبة المسلم لا تردع المسلم
- ساعدوني
- ليس كمثلي شيء
- أنا مخدوع
- أناس بلا قلوب
- مرارة الوقت
- استراحة في المقبرة
- جرحي الكبير
- أم محمد مع أبو أحمد
- الرجال لا يبكون
- الحقيقة مؤلمة
- المبالغات في القرآن والصحابة
- الجنس مقابل المياه والغذاء
- رسائل حُب بليغ حمدي لوردة الجزائرية
- صلاة الجماعة
- الاسلام سلاح تهديد للزوجة
- الانحدار الاجتماعي


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - الشاذ عن القاعدة