أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - سامي فريدي - 14 يوليو 1958.. حاجة محلية أم ضرورة دولية (4)














المزيد.....

14 يوليو 1958.. حاجة محلية أم ضرورة دولية (4)


سامي فريدي

الحوار المتمدن-العدد: 3436 - 2011 / 7 / 24 - 01:56
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


إذا سأل سائل: ما يمنع ظهور دراسات موضوعية تحليلية محايدة لحدث ولادة الجمهورية في العراق؟..
فأن أحد احتمالات الجواب ستكون.. وهل سبق دراسة أحداث سواها وفق هذا المنهج؟.
- ولكن المعروف ان المجتمع العراقي مشهور بالثقافة والابداع؟..
- ثقافة العراق شعرية.. والشعر رديف العفوية والتلقائية وليس الدراسة والتفكر..
- ولكن الثقافة...؟
- ثقافة تتعلق بالحاكم..

أول شرط للموضوعية هي انكار الذات. أول شرط لقبول الآخر هو الاستعداد لتخطئة الذات. وهذه الشروط السهلة لفظا شبه المستحيلة تطبيقا، ليس حالة فردية أو شخصية، بقدر ما هي نتاج بيئة ثقافية متزنة والاتزان هو العقلانية وهذه ترتبط بالواقعية.
وبيئتنا الاجتماعية الثقافية مازالت بيئة الثأر والغيرة والمفاخرة*. الغريب أن هاته الشخصية رغم مرور قرون على مغادرتها الصحراء وعيشة الشظف، ما زالت مسكونة بالخوف من الآخر، الخوف من كل شيء. هذا الخوف لا يكتفي برفض الشيء وانما تحطيمه وتحويله إلى تابع. مطلوب التوقف مليا عند ظاهرة التمثيل بالجثث الميتة أو تقطيع الجثة والتمثيل بها في طريقها إلى الموت. من السهل استخدام لفظة (الانتقام) أو (الثأر) ولكن الموضوع أكبر في معناه من مجرد كلمة أو كلمتين. الموضوع يعكس حجم الحقد الكامن، وهذا لا ينتهي أو يتسوّى بالموت أو التمثيل أو التعليق أو الحرق وما إليه، لكنه يبقى نابضا (الحقد) سنوات وسنوات ويورث عبر أجيال. ويوجد اليوم أشخاص لديهم مواقف انفعالية متشنجة من أحداث ما عاشوها وليس لها أثر مباشر أو حتى غير مباشر على حياتهم، لكن ردود أفعالهم المتوفزة تخرج عن المعقول بمجرد ذكر اسم أو كلمة تدلّ على أمر قديم وميت. (لماذا؟؟..).
حوادث كثيرة وقليلة الأهمية في التاريخ الاسلامي ما زالت تستثير البعض ويمكن أن تقودهم للاجرام بعد مئات السنين. لقد ترتب على فكرة الخوف والحقد والعنف والثأر منظومة كاملة محاطة بهالة مقدسة دينيا أو عرفيا أو أيديولوجيا، ليست في أصلها غير ظاهرة واحدة. وبالتالي فأن ظاهرة البداوة التي شكّلت نفسها في أطر العشيرة والقبيلة والدين والمذهب والطائفة عبر التاريخ، دخلت في العصر الحديث في منظومة الأيديولوجيا والحزب التي لم تعد (/تكن) غير أطر خارجية مهلهلة مشبعة بمضمون اجتماعي متوارث ومتخلف. وهو ما يمكن أن توصف جملة الحركات السياسية العربية التي لا تمثل في أفضل حالاتها سوى أطار عصري للقبيلة أو العشيرة أو الطائفة (الدينية) في جانب العقلية (mentality) والمضمون الاجتماعي. فالحديث عن العراق الحديث ليس مرتبطا بالحداثة والعصرية، بقدر ما هو اجترار. وكان أولى بالحركات السياسية والثقافة العراقية الاهتمام ببناء الانسان وعصرنة العقلية واحداث نقلة حضارية تاريخية للانسان من عقلية الصحراء إلى عقلية المدينة. لقد انطلقت الدولة الحديثة في العشرينيات والثلاثينيات من هذا المنطلق، بينما عملت القوى السياسية على تسخير العراق لحرب باردة للقوى الدولية (بين موسكو ولندن وواشنطن)، وهو ما تجلى في أبهى صوره في انقلاب عسكري يخدم أغراض السياسة الدولية لعالم الحرب الباردة عقب الحرب العالمية الثانية. ويلحظ أن موسكو وواشنطن كانت أول من يعترف بالجمهورية الوليدة، لشق المجتمع والوطن إلى خندقين (شيوعي/ قومي) رفض كلّ منهما مهادنة الآخر أو قبوله والتعايش معه. وفي ظلّ هاته العقلية (التي هي واحدة عند الفئتين)، وعدم امكانية التعايش، كان لا بدّ من حسم الصراع إلى غالب ومغلوب، وهذا ما حدث في فبراير 1963. ولم يستنكف الطرف القومي من الاعتراف بالدعم الأميركي. فالواقع انه الصراع الحقيقي كان بين الروس والأميركان على أرض العراق، صراعا بالنيابة.
لماذا لم يفكر الضباط بالحركة قبل الحرب العالمية الثانية؟.. لماذا فشلت حركة مارس 1941 وتم تصفيتها بصورة وحشية من قبل الانجليز الذين استخدموا نفوذهم العسكري والسياسي لضرب الحركة، ليس لأنها عراقية، وانما كساحة خلفية للحرب ضد ألمانيا الهتلرية. فالعراق، حكوماته وحركاته السياسية كانوا ضحية لصراع الخنادق الدولية.
وما يؤسَف له، عدم ارتفاع أو تيقظ ساسة العراق لهذا الأمر، فجعلوا أنفسهم وشعبهم وبلدهم تحت رحمة المصالح الدولية. وهذا ما يكشف عن مسألة جوهرية مهمة، هي عدم ظهور أحزاب محلية عراقية لها من النضج والقوة بحيث تلبي تطلعات الشخصية العراقية وحاجتها للاستقرار والاستقلال. هذا لا يعني تجاهل الاحزاب العراقية يومذاك، وانما يؤشر ضعفها وضياعها بين قوتين كبيرتين نسبيا، ولاء كلّ منهما في الخارج.
انعدام الدراسات الموضوعية والمراجعات الذاتية والسياسية للماضي، منح ظاهرة التكرار والاجترار قوة استثنائية، سواء في وقوع البلد تحت هيمنة الحكم الشمولي البعثي أو الحكم الشمولي الديني، فكلّ ما يتغير هو اسم الفئة أو صنفها، أما العقلية فهي واحدة. أما التبعية فهي للخارج، مع تغييب تام للعراق.
لندن
ـــــــــــــــــــــــــ
• د. علي الوردي- لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث.



#سامي_فريدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 14 يوليو 1958ن حاجة محلية أم ضرورة دولية /3
- 14 يوليو 1958 حاجة محلية أم ضرورة دولية.. (2)
- 14 يوليو 1958.. حاجة محلية أم ضرورة دولية (1)
- في ذكرى أنطون سعادة
- المركزية السورية أيضا..
- المركزية السورية ومشروع انطوان سعادة
- العراق في كتابات انطون سعادة
- القوي يكتب التاريخ
- هوامش على -قميص قلقميش-
- انحطاط القيم.. ظاهرة خاصة أم عامة؟..
- ماركس والعولمة
- حكومة كاميرون تبعد لاجئين عراقيين قسرا
- ثقافة الاعتذار والتسامح في العرف السياسي
- الانتخابات البريطانية والانسان العربي
- كنائس مصر والبلدوزر.. والانتخابات!
- لماذا لا يوجد لوبي عربي في بريطانيا؟!..
- في اركيولوجيا الثقافة
- يا عشاق الجمال والخير والمحبة تضامنوا
- من يثرب إلى العراق..
- العمال والعولمة


المزيد.....




- الجيش الأوكراني يتهم روسيا بشن هجوم بصاروخ باليستي عابر للقا ...
- شاهد.. رجل يربط مئات العناكب والحشرات حول جسده لتهريبها
- استبعاد نجم منتخب فرنسا ستالوارت ألدرت من الاختبار أمام الأر ...
- لبنان يريد -دولة عربية-.. لماذا تشكّل -آلية المراقبة- عقبة أ ...
- ملك وملكة إسبانيا يعودان إلى تشيفا: من الغضب إلى الترحيب
- قصف إسرائيلي في شمال غزة يسفر عن عشرات القتلى بينهم نساء وأط ...
- رشوة بملايين الدولارات.. ماذا تكشف الاتهامات الأمريكية ضد مج ...
- -حزب الله- يعلن استهداف تجمعات للجيش الإسرائيلي
- قائد الجيش اللبناني: لا نزال منتشرين في الجنوب ولن نتركه
- استخبارات كييف وأجهزتها العسكرية تتدرب على جمع -أدلة الهجوم ...


المزيد.....

- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - سامي فريدي - 14 يوليو 1958.. حاجة محلية أم ضرورة دولية (4)