أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - حسين عبد المعبود - الالتفاف على الثورة .. والعزف على نغمة فلنعطه فرصة















المزيد.....


الالتفاف على الثورة .. والعزف على نغمة فلنعطه فرصة


حسين عبد المعبود

الحوار المتمدن-العدد: 3435 - 2011 / 7 / 23 - 22:33
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


الالتفاف على الثورة .. والعزف على نغمة فلنعطه فرصة
مع بداية ثورة 25 يناير ونحن نسمع نغمة ( فلنعطه فرصة ) التي زادت خاصة عندما أعلن المخلوع حسني مبارك أنه لم يكن ينتوي الترشح لفترة رئاسة جديدة ، ويكفيه ما قدم لمصر سلما وحربا . بدعوى أن الرجل لم يتبقى له في الحكم إلا ستة شهور ، أو تسعة . فلنصبر عليه ، ولنعطه الفرصة . لقد صبرنا ثلاثين عاما فلنصبر شهورا أخرى ، ولنرى ما يحدث . ولو تم ذلك ما تخلصنا منه ، ولا من الحزن الوطني ، ولا من صفوت الشريف ، ولا من فتحي سرور ، ولا من عز ، ولا عزمي ، ولا أنس الفقي ، ولا من كل الرموز الموجودة حاليا في ( طرة لاند ) ، ولظلت المجالس الشعبية المحلية جاسمة على صدورنا ، كاتمة لأنفاسنا ، معطلة لكل المصالح ، ولاستمر الفساد ينخر في عظامنا التي أصيبت باللين والهشاشة .. نتيجة السياسات الفاشلة التي كان ينتهجها نظام المخلوع حسني مبارك المسئول الأول عن كل ما نعانيه من أزمات : ( البطالة ، ارتفاع الأسعار ، العشوائيات ، البلطجة ، المياه ، الخبز ، انبوبة الغاز ، تخريب العقول ، تجريف الأوطان ) .
لو أعطينا مبارك الفرصة ما تخلصنا من نظامه الموجود إلى الآن ، حتى لو كات قد مات والأعمار بيد الله تعالى سوف ينصب علينا أحد أفراد العصابة باسم جديد ، وشكل جديد من أشكال النصب والاحتيال التي عشناها طوال السنوات الثلاثين الماضية ، وإلى ما شاء الله تعالى ، ولاستمر نظام الحكم بحزنه الوطني ورموزه الكئيبة . مع ملاحظة أن مصطلح ( لنعطه فرصة ) قد اخترعه مبارك ليواري سوءاته ، وسوءات فشل سياساته ، وتذكروا انه كان مع كل فشل ، وكل أزمة يخرج علينا بعبارة ( الظروف العالمية هي التي أدت إلى ما نحن فيه الآن ، ولنعط الحكومة الفرصة لتحقق ما قد حددته من أهداف ) .
لو اتبعنا نغمة ( لنعطه الفرصة ) لاستمرت حكومة ( أحمد شفيق ) وما قدم أحد للمحاكمة بدعوى إعطاء الفرصة لرجل مهذب ، عف اللسان ، حلو الكلام ، حريص على الاستقرار من أجل زيادة الإنتاج ، ولم يقولوا لنا أي إنتاج كان نظام مبارك حريص عليه . وتذكروا جيدا أن أحمد شفيق هذا الرجل المهذب ورئيس وزراء مصر : ادعى أنه لم يعلم شيئا عن موقعة الجمل إلا بعد أن تمت ، وانه لم يعلم شيئا عن البلطجية ورجال الأمن الذين نفذوها ، واعتذر للشعب ووعد بمعرفة الحقيقة وتقديم الجناة إلى المحاكمة خلال 48 ساعة ولم يفعل شيئا حتى بعد رحيله .
لو اتبعنا نغمة ( إعطاء الفرص ) لاستمر مسلسل الفساد ، ونهب الثروات ، وتخريب الأوطان . ألم نأخذ الدرس والعظة مما كشف حتى الآن ؟ فساد ، وسرقات ، واستغلال نفوذ ، ونهب للثروات ، واستيلاء على أراض وأوطان .
بالله عليكم نعط الفرصة لمن ؟ هل وجدتم مسئولا واحدا من رموز النظام السابق يمكن أن نبكي عليه ونقول عنه انه كان شريفا ، أو نزيها ، أو عفيفا أو رمزا للعطاء .
لو أعطيناهم الفرصة هل كان العادلي سيقدم إلى المحاكمة بتهمة قتل المتظاهرين ؟ علما بانه قدم للمحاكمة بتهمتي التربح واستغلال النفوذ ، وإهدار المال العام في قضية الألواح المعدنية ، ولم يقدم للمحاكمة بتهمة قتل المتظاهرين إلا بعد الاعتصام في ميدان التحرير .
كل محاكمات مبارك وأولاده كانت بتهم التربح واستغلال النفوذ ولم يقدم مبارك إلى المحاكمة بتهمة قتل المتظاهرين العزل إلا بعد الاعتصام في ميدان التحرير .
لم يتم التعديل الوزاري لحكومة شرف إلا بعد الاعتصام في ميدان التحرير ، وكذلك لم يتم الاستجابة لبعض المطالب التي نادت بها حماهير ثورة يناير إلا بالاعتصام في ميدان التحرير وكل ميادين التحرير في مصر .. كل هذا ليس سرا ولكن كلنا نعلم ذلك فكيف نعطيهم الفرصة وهم لا يفعلون شيئا إلا بالاعتصام في ميدان التحرير .
لو لم يكن هناك اعتصامات واتبعنا المضللين والمضللين عازفي نغمة ( فلنعطهم الفرصة ) هل كانت محاكمات رموز النظام السابق سوف تتم في العلانية وعبر شاشات عرض ؟ ليسمع الشعب بأذنه ، ويرى بعينه وقائع المحاكمة ، ويطمئن على العدالة ، ويتأكد بالفعل من أن رموز النظام البائد يحاكمون فعلا وأمام عينيه وبذلك نقضي على الإشاعات التي يروجها الفلول : ( بأن رموز النظام قد ذهبوا إلى بعض الدول العربية والأجنبية ولا صحة لما تسمعونه من أخبار المحاكمات ) في محاولة لتيئيس الشعب وفقدانه لثقته بنفسه وبثورته فتستعيد الفلول توازنها للعودة من جديد على أنقاض الثورة ، ورضوخ الشعب بعد أن يكون قد يأس ولم ير فائدة بعد كل التضحيات التي قدمها .
الخوف من هؤلاء العابثين الذين يرددون نغمة ( فلنعطهم فرصة ) ، لأنهم يريدون الالتفاف على الثورة وتحويلها من ثورة إلى حركة إصلاحية ، أنتم لا تريدون مبارك فقد أسقطناه ، أنتم لا تريدون فلانا أو علانا فقد استبعدناه وإذا لزم الأمر وضعناه في ( طرة لاند ) على زمة المحاكمة والأمر بعد ذلك تحدده الظروف ويبقى النظام كما هو بنفس السياسات ولكن بوجوه جديدة خلف أقنعة جديدة رافعة شعار المصالحة ، وعفى الله عما سلف خوفا من تغيير النظام والسياسات ، لأن التغيير معناه : الحرية ، والديمقراطية ، والشفافية التي ستكشف أخرين ، منهم من في الظل ، ومنهم من هو في سدة الحكم وحتما سيطاله القانون . وبالتالي فهو ضد الثورة ، ولا يريد التغيير ، ولكنه لا يجرؤ أن يعلن عن هويته فيلجأ إلى رفع الشعارات الكاذبة والتخفي خلف عبارات يقبلها البسطاء . ولكن هيهت هيهات .
يقولون كلمات جميلة ووجيهة : ( الثائر الحق هو الذي يثور لبهدم ثم يهدأ ليرفع الأنقاض ويتم البناء ) والشعب قد ثار وقامت الثورة ولكن هل تم هدم النظام فعلا ؟ هل قمنا برفع الأنقاض ؟ أشك كثيرا .. فقد تم الهدم لبعض أركان النظام والفلول مازالت موجودة وتأثيرها واضح على مسار الثورة والتشكيل الوزاري وحركة المحافظين خير دليل .
كل ما يحدث من احتجاجات غير محسوبة ، ومن استغلال لاعتصامات الشرفاء صانعي الثورة كغلق لمجمع التحرير ، وتشجيع معتصمي ماسبيرو ، ومحاولة الوقيعة بين الحركات والتيارات ، والعمل على الوقيعة بين الجيش والشعب ، هي من فلول النظام غير مدركين أن هناك فرق بين الجيش والمجلس العسكري ، فالجبش والشعب مسألة لا يمكن الخوض فيها ، أما المجلس العسكري والشعب فهناك كلام كثير ، كما أن رافعي شعار فلنعطهم فرصة يثيرون الاضطرابات كل ذلك لنبكي على النظام اليائد ونتمنى لو عشنا يوما من أيام مبارك .
إذا كانوا حقا صادقين فمطالب الجماهير واضحة ، وأهداف الثورة معروفة ومعلنة وما عليهم إلا أن يضعوها على رأس أجنداتهم وأول تكليفاتهم ولا يعطونا الفرصة للتظاهر أو الاعتصام .



#حسين_عبد_المعبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نظام مبارك ... وحرامي الحلة !!
- مصر 25 يناير إلى أين ؟!!
- هل فلول مبارك أقوى من نظامه ؟!!
- مرشحو مجلس الشعب القادم بين جنة الدنيا وجنة الآخرة
- ماذا لو وافق حكام العرب السادات ؟
- مبارك .. الدكتاتور المسكين
- أمراء البترول يدافعون عن كراسي الاستبداد
- سرقة الآثار المصرية .. وبروبجندا الحزب الوطني
- لماذا لا ترحل حكومة شفيق ؟!
- دم شهداء ثورة 25 يناير في رقاب المتفاوضين
- مبارك المخلوع .... يمارس الإرهاب ببجاحة وينشر الفوضى !!
- هل مات بو عزيزي .... كافرا ؟ !
- من تونس الخضراء .... انتهى الدرس !!.
- النظم الاستبدادية لاتنتج ... إلا الإرهاب !
- ولتكن بداية .... لرحيل الحزب الوطني
- ما الفرق بين نظام جباجبو والنظام المصري !!!
- السلفية الدينية والسلفية السياسية
- ليس دفاعا عن وزير التعليم .. ولكن حبا في مصر المحروسة
- جودة التعليم ...رؤية نقدية وكلام في الجودة
- التعليم ( المشكلة والحل) رؤية ليست متشائمة ولكنها تحتاج لمنا ...


المزيد.....




- الإدارة الأمريكية توضح جهودها لـ-تهدئة التوترات- بين تركيا و ...
- عائلات فلسطينية ترفع دعوى على الخارجية الأمريكية بسبب دعمها ...
- نهاية أسطورة الاستبداد في المنطقة
- -ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني ...
- -200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب ...
- وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا ...
- ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط ...
- خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد ...
- ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها ...
- طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - حسين عبد المعبود - الالتفاف على الثورة .. والعزف على نغمة فلنعطه فرصة