محمد خضير عباس
الحوار المتمدن-العدد: 3435 - 2011 / 7 / 23 - 18:55
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
يبدو ان تراجيديا تسفير او تهجير العراقيين اليهود من بلدهم عام 1950 لم تنتهي فصولها بعد طالما هناك من بقى من ابطالها حيا على قيد الحياة وعاش تلك الاحداث ففي لقاء صحفي اجرته مراسلة صحيفة النهار العربي اللبنانية مع الناشط والصحفي العراقي اليهودي نعيم جلعادي المقيم حاليا في الولايات المتحدة الامريكية قال اني من مواليد عام 1929 عشت وترعرعت في مدينة بغداد وكانت هذه الفتره من اجمل ايام عمري الذي شارف على العقد التاسع حيث تشربت بمنماذج متنوعه وغزيرة من صميم ثقافة وتراث الشعب العراقي حيث تم تهجيرنا قسرا عام 1950 الى اسرائيل بموجب المؤامرة والصفقة التي عقدها رئيس الوزراء العراقي انذاك نوري سعيد باشا مع رئيس الحكومة الاسرائيلية الفتية بن غوريون برعاية الوسيط البريطاني بعد اعلان تأسيس دولة اسرائيل عام 1948 وبعد وصولنا الى ارض الميعاد كما حلمنا صدمت بما رأيته من تعسف وتمييز من قبل الحكومة الاسرائيلية في معاملتها بين اليهود الشرقيين ( السفرديم ) واليهود الغربيين ( الاشكيناز ) لذا انضممت الى منظمة الفهود السود اليسارية التي تدافع عن حقوق اليهود الشرقيين في اسرائيل واصبحت امينها العام فيما بعد وممثلها في الاتحاد العمالي العام ولعدم توافقي وانسجامي مع نمط الحياة في اسرائيل قررت ان ارحل واسافر الى امريكا والتخلي عن جنسيتي الاسرائيلية التي احس انها غريبة عني والاستقرار نهائيا هناك واستطرد في حديثه قائلا اتمنى ان ارجع واعيش واقضي ما تبقى من عمري في العراق وان اختلط بالناس والتجوال في اسواق بغداد فثقافتي واخلاقي عربية . وانا اتابع قنوات التلفاز الفضائية العراقية لانني اريد ان اسمع لغتي واشاهد وقع الحياة الاجتماعية لان العراق وطني واشتاق اليه دوما طالما حييت واشتاق الى مياه نهر دجله الذي دائما ما كنت اسبح فيه في صباي . ويذكر ان جلعادي قد رفض التحدث باالغة الانكليزيه بعدما عرف ان المراسلة عربية الجنسية وقد اطلق حملة عالمية من اجل السلام العربي الاسرائيلي وهذا نموذج اخر من العراقيين اليهود الذين حرموا قسرا من بلدهم ومنعوا حتى من زيارته ليدل على مدى تعلق واعتزاز هؤلاء النجباء ببلدهم الذي يدفعهم حنينهم الى ترك بلاد الحرية والديمقراطية والامان والعودة الى موطنهم الاصلي حبا به .
#محمد_خضير_عباس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟