أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - أحمد عبد السادة - حوار مع سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي حميد مجيد موسى















المزيد.....



حوار مع سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي حميد مجيد موسى


أحمد عبد السادة

الحوار المتمدن-العدد: 3434 - 2011 / 7 / 22 - 14:56
المحور: مقابلات و حوارات
    


سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي حميد مجيد موسى: مقتل ثورة 14 تموز هو إن قادتها تخلّوا عمّا تبنته من شعارات وأهداف
حاوره – أحمد عبد السادة

لم يرتبط حزب سياسي عراقي ارتباطا شرطيا و"شرعيا" أيضا بثورة 14 تموز 1958 مثلما ارتبط الحزب الشيوعي بها، وهذا الارتباط الشرطي/ الشرعي لم يكن نابعا فقط من جذورالأهداف والتوجهات التي يشترك بها الحزب العراقي الأعرق مع قادة تلك الثورة التموزية المندلعة في أرض مأهولة بالترقب ومهيأة لاحتضان مخاض تاريخي كبير آخر واستقبال ولادة عاصفة ستغير كل الدروب القديمة للدولة العراقية وتحوّل بوصلة نهر التاريخ الرافديني نحو جغرافيات لم يألفها العراقيون من قبل، أقول أن هذا الارتباط – سالف الذكر – لم يكن نابعا فقط من تلك الأهداف والتوجهات – سالفة الذكر أيضا – وإنما كان نابعا بالدرجة الأساس من أرصدة التضحيات الشيوعية المضيئة والكبيرة والمنقوشة – كعلامة نضالية فارقة – على شوارع التظاهرات ولافتات الحرية والمساواة وجدران السجون وحبال المشانق في عهد الملوك الهاشميين الآفل تحت ظلال البيان العسكري رقم واحد، ولا شك أن هذا الارتباط المشفوع بالتضحية هو الذي جعل شيوعيي العراق يشعرون بأن صبيحة الرابع عشر من تموز هي إبنة نضالهم البارة، وسنبلة أحلامهم الحامل بالشموس الحمراء، والغيمة التي تبشر بمواسم سخية من المطر والخصوبة حتى وان كانت محفوفة بنزعات العسكر الفادحة وغير المضمونة، لذلك قدّم الشيوعيون العراقيون كل رأسمالهم الرمزي وكل إمكانياتهم لدعم هذه الثورة والإسهام بنسج أحلامها، وذلك قبل ان يستيقظوا في صبيحة انقلابية عسكرية في 8 شباط 1963، ليجدوا أن فوهة دبابة باغتت أحلامهم والتهمتها، وهيأت لهم صفا طويلا من المشانق الجديدة وحقلا آخر من الآمال القتيلة.
من أجل أن نفتح أفقا لمراجعة علاقة الحزب الشيوعي العراقي بثورة 14 تموز، ومن أجل إضاءة العديد من الأسئلة التي انتجتها إرهاصات وإشكالات تلك المرحلة الهادرة، طرحنا حفنة من الأسئلة على سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقيّ الأستاذ حميد مجيد موسى لكي يضيئها بأجوبته، فكان معه هذا الحوار.


*بعد كل الانقلابات الجذرية والعاصفة التي حدثت في تضاريس المفاهيم السياسية، وفي ضوء الملامح المدنية والسلمية للثورات الشعبية العربية الجديدة، وفي ضوء التحولات الكبرى التي شهدها العالم والشرق الأوسط والمنطقة العربية خصوصا، كيف يقرأ الاستاذ حميد مجيد موسى ثورة 14 تموز 1958 وبأي منظار سياسي ومجهر نقدي ينظر إليها الآن؟

ــ ثورة 14 تموز انعطافة سياسية كبرى في التاريخ العراقي المعاصر، ولكي نحدد بالضبط ما تعنيه وما انتجته من تأثيرات على الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية بالبلد، لا بد أن تقيّم – كأي حدث تاريخيّ كبير – بالارتباط مع ظروف وزمن حدوثها، وبما كان عليه توازن القوى في ذلك الوقت، وبما كانت عليه الأوضاع الاجتماعية والعلاقات السياسية بين الفاعلين في الساحة الداخلية والمحيطية والعالمية، وإلاّ لن يكون تقديرنا لأهمية هذا الحدث موضوعية ودقيقة.
إن ثورة تموز كانت وليدة تفاعلات أوضاع داخلية، وهي ليست حدثا مفتعلا مستورداً مقحما على الشعب العراقيّ، فمن يقرأ الحالة الاجتماعية والاقتصادية في العراق عموما يستطيع أن يتوصل إلى أن الشعب كان يعيش معاناة كبرى وتخلفا مدقعا ويعاني من أساليب إدارة للحكم قمعية متميزة حتى عن دول المنطقة بشدتها وعنفها، ولا يستطيع ما أشار له الدستور الملكيّ في ذلك الوقت من حريات نسبية ومجلس نيابي أن يغطي على عيوب النظام السياسي، وقد كان الشاعر على حق عندما قال: "علم ودستورٌ ومجلس أمة/ كلٌّ عن المعنى الصحيح محرّفُ"، فلا يكفي كلام بعض الباحثين – مع الاحترام لآرائهم – بأن يقولوا بأننا كنا نعيش بحبوحة النظام الديمقراطيّ في العصر الملكي وجئنا بانقلاب ديكتاتوري عسكري على نظام حريات وديمقراطية، اعتقد هذا الشيء مجافاة للواقع، فالواقع كان يقرأ خلاف ذلك، ومن يريد أن يقيّم ثورة تموز عليه أن يقرأ ما قبلها من أوضاع، وهي أيضا تعتبر امتدادا للموج التحرري الذي عمّ العالم، ففي ذلك الوقت تصاعدت حركة تحرر الشعوب واستقلالها بالارتباط مع قرارات الأمم المتحدة أو بالحاجة الملحة لحصول العديد من البلدان على استقلالها لكي تحترم موقعها الطبيعي بالسيادة في منظومة العلاقات الدولية، إذ ان من حقها أن تحظى بالحرية والموقع اللائق بين الأمم، هذان العاملان الداخلي والخارجي هما اللذان وفرا الحاجة الملحة لنشوء التغيير، أما كيف يحصل التغيير؟ فهذا يجب أن يحاكم وفق الثقافة السياسية السائدة في ذلك العصر، وليس في منظور أيامنا الحالية حيث تغيرت العلاقات الدولية وجرى ما جرى من تغيرات وتبدلات في الواقع المادي والمفاهيم السياسية، فلو نظرنا لذلك العهد لرأينا العنف المستشري الذي كانت تمارسه السلطة إزاء الحركات الشعبية والنشاطات السياسية المعارضة من عنف واستبداد يجعل من الرد العنيف مبررا ومنطقيا، فحينما تشهر الحكومة العنف ضد رغبات أغلبية الشعب ويعجز الشعب عن تحقيق طموحاته بالأساليب السلمية تصبح الحاجة الموضوعية لعمل مسلح واردة ومقبولة، أما وقد رافقت العمل المسلح ممارسات غير طبيعية، فهي تبقى مظاهر مدانة ومستنكرة، ولكن يبدو ان قدرة القوى السياسية المعارضة المنظمة كانت محدودة – وخصوصا في الأيام الأولى للثورة – في تحجيم وتقليص تلك الممارسات الانفعالية غير المدروسة والفوضوية في بعض الأحيان، والتي أثرت على المشهد الأساسي.
الآن ونحن نعاين تلك الأيام المجيدة التي هب فيها الشعب العراقي بأغلبيته الساحقة لاحتضانها والفرح بها ودعمها لا يمكن أن نقصر التقييم فقط على تلك المظاهر السلبية أو المنتج الثانوي الذي رافق الثورة وأيامها، نعم كانت الثورة مجيدة، والكل كان يتوقع أن تمضي قدما بتحقيق أهدافها الجذرية، لكن للأسف بسبب ما عانته من قصور فكري وثقافي، وبسبب مجافاتها للديمقراطية بل لعدم إيمانها بالحريات وتقصيرها باتاحة الفرصة للشعب وأحزابه بأن تمارس دورها المنظم في دفع الثورة بالاتجاه الصحيح، وبسبب بروز النزعات الفردية الاستبدادية، مهدت الثورة، شاءت أم أبت، للردة التي حصلت في 1963 والتي اجهضت كل معاني ثورة 14 تموز.


*لا يمكن طبعا أن ننكر الطابع الوطني للثورة أو المنجزات التي قامت بها مثل استقلال سلطة القرار السياسي العراقي وتحريره من الهيمنة الأجنبية، واصدار قانون الإصلاح الزراعي وانهاء النظام الإقطاعي القاسي، وقانون رقم 80 الذي الغى احتكار الشركات الاجنبية للنفط العراقي والذي تم في ضوئه تأسيس شركة النفط الوطنية، فضلا عن اصدار قانون الأحوال الشخصية، لكن بمقابل هذا يشير البعض إلى أن الثورة أخرجت العراق من سياق الحكم المدني الديمقراطي الدستوري رغم علاته العديدة وأدخلته في سياق الحكم العسكري الفردي المتمثل بشخصية الزعيم عبد الكريم قاسم، وهو أمر أسهم بتحطيم البناء المؤسساتي للدولة العراقية وتحويلها إلى "دولة شخصية" محكومة بمزاج وذائقة وإرادة فرد واحد كما يقول الباحث فالح عبد الجبار، ما هو ردك على هذا القول؟

ــ حقا لقد حققت ثورة تموز المزيد من المكاسب على الأصعدة التي أشرتم إليها، وستبقى هذه الانجازات خالدة، وقد كانت ستؤسس، لو أخذت مداها الطبيعي، لإمكانية تغيير جذرية في العلاقات الاجتماعية العراقية، ولأسست لمرحلة متقدمة في تطور العراق السياسي والثقافي، لكن مقتل الثورة ان قادتها – وهم أبناء المؤسسة العسكرية – تخلوا عما تبنته من شعارات وأهداف، فالثورة ليست عملا عسكريا محضا، صحيح أن الضربة القاضية كانت للعمل العسكري، ولكن تهيئة مستلزمات وشروط نجاح الثورة كانت حصيلة عمل سياسي جماهيري منظم لفترات سابقة، فلو رجعنا لبرنامج جبهة العمل الوطني لرأينا أنه كان يهدف إلى بناء الحرية والمؤسسات والديمقراطية، لكن للأسف، وبحكم سيطرة العسكر ذوي النزعة الفردية أو المحافظة إزاء الحريات والديمقراطية، نشأ صراع بعد الثورة حول مآلات ومستقبل العملية السياسية واستشرى هذا الصراع وتفاقم وأخذ أبعادا غير طبيعية بسبب التدخلات الإقليمية والدولية، فثورة تموز لم تسر في طريق معبد خالٍ من العثرات والمعوقات والمؤثرات السلبية والعدوانية، فكل النظام السابق المناصر للعصر البائد ناصب الثورة العداء وبأساليب مختلفة، مؤامرات، دسائس، تخريب اقتصادي، حملة فكرية، وهذه الأساليب كلها كانت تستهدف التشويش على مسار الثورة وعلى علاقات قوى الثورة مع بعضها البعض، وتشويه مفاهيم القادة العسكريين وبعث الغرور والاستبداد والعقلية الفردية في نشاطهم، وللأسف أدى مآل الصراع إلى هيمنة ذوي العقلية التآمرية الفردية غير المؤمنين بالديمقراطية على إدارة شؤون ما بعد الثورة، وهذا الأمر أدى إلى وضع قيادة الثورة الجديدة في تعارض مع كتلة بشرية واسعة تطالب بالديمقراطية.
لنرجع إلى تلك الحقبات ونفحص الشعارات التي كانت تطرح في الشارع وتطالب بإعادة تشكيل الحكومة وإشراك الأحزاب وإطلاق الحريات ومنها حرية التنظيم الحزبي، إذن كان الصراع بين النزعة الفردية وبين النزعة الديمقراطية ما أضعف قدرة القوى السياسية والجماهير بتحقيق اختراق لمنظومة وعقلية الفردية العسكرية، وذلك فضلا عن الصراعات المحزنة التي جرت بين القوى السياسية نفسها التي ناصرت الثورة والتي شاركت في عمل موحد في جبهة العمل الوطني قبل الثورة، وتلك أخطاء تتحمل مسؤوليتها كل تلك القوى بدرجات متفاوتة ولا يمكن نكران ذلك، وقد تمكنت قيادة الحكومة من توظيف هذه الصراعات لصالحها، حيث سعت إلى تفريق القوى ودفعها للتصادم مع بعضها ظنا منها بأن ذلك سيوفر لها جوا مريحا لإدارة شؤون البلد، لكن العكس هو الذي حصل.


*تحدثت عن الصراع بين القوى السياسية، وهو أمر صحيح، ولكن السلطة أيضا كانت طرفا أساسيا في مسلسل هذا الصراع الحاد الذي وصل الى النزاع المسلح مثل النزاع الذي حدث في كردستان في العام 1961 بين حكومة بغداد والحزب الديمقراطي الكردستاني بقيادة الملا مصطفى البارزاني، كما تعرض الحزب الشيوعي في وقتها إلى حملة قمعية معينة، عن هذه المرحلة بالذات هل يمكن ان تحدثنا؟

- أشرنا إلى سلوك السلطة ونزعتها الفردية، وترتيبا على هذا المنهج هناك شواهد عدة منها الحرب ضد الشعب الكردي في كردستان، وحملات الاعتقال الواسعة وما رافقها من سجون وقرارات إعدام وتعذيب وفصل ونفي وإلى آخره، هذه كلها حقائق تؤشر الفردية والموقف المعادي للديمقراطية ونزعة الاستبداد، فقد كانت مطالب الشعب الكردي الطامح إلى تجسيد ما ورد في الدستور الذي يقول بالشراكة بين العرب والكرد.. مطالب مشروعة، والقضية القومية عموما وفق تصوراتنا هي جزء من قضية الديمقراطية في بلد ما، فلا يمكن أن تتحدث عن حرية وديمقراطية من دون حل عادل للقضية القومية والعكس هو الصحيح، هذا الترابط العضوي الموضوعي بين القضيتين يجب أن يُفهم، وهو حقيقة قائمة قبل ثورة تموز وبعدها وإلى يومنا الحالي، فعندما تهتز المعادلة تؤشر استبدادا. أما الموقف من الحزب الشيوعي فهو يرتبط بضيق صدر الحكومة بمطالب الحزب الذي كان يطالب بالديمقراطية وبالحريات والانتخابات وأيضا يطالب بالحكم الذاتي والحرية للشعب الكردي، وهنا نقول أن الحكومة استمرأت في حينها استغلال الصراع بين الاحزاب السياسية، بين الشيوعيين والديمقراطيين وغيرهم من حلفائهم وبين القوميين والبعثيين الذين كان لهم منهج آخر، فهنا تجري الدعوة للاتحاد الفيدرالي وهناك مَن يدعو للوحدة الفورية والالتحاق بالجمهورية العربية المتحدة، والنظام بقدر ما كان له رأي في هذا الصراع وهو ليس مع الوحدة الفورية ومتردد في تبني اتحاد فيدرالي يعزز علاقات العراق مع البلدان العربية الأخرى، بقدر ما كان يرغب في تأجيج هذا الصراع لتشتيت وحدة القوى الوطنية.


*لماذا تفعل الحكومة ذلك؟ هل من أجل البقاء أطول فترة ممكنة في السلطة؟

ــ نعم، الحكومة كانت تريد إغراق القوى السياسية بقضايا من هذا النوع وغيره، حيث تطور الصراع باستخدام أساليب عنفية وصدامات في الشارع ووصلت لحد التآمر في 1963 وقتل عبد الكريم قاسم وقتل الآلاف من الشيوعيين، فعقاب سياسة التفرد هو ضياع مكاسب الثورة وانهيار الآمال في مسيرة الثورة وخسارة الشعب وخسارة الحزب الشيوعي بما عاناه على يد انقلابيي 8 شباط الأسود، وخسارة قاسم لنفسه ولنظام حكمه.

*استناداً إلى ما تقدم من كلامك نرى أن قادة ثورة تموز كانوا غير جادين بتأسيس نظام ديمقراطي، أي بمعنى انهم اسقطوا النظام الملكي ليس من أجل صناعة ديمقراطية حقيقية والعودة إلى الثكنات العسكرية بل من أجل البقاء في السلطة، والسؤال هنا هو: إذا كانت ثورة 14 تموز قد انهت نظاما ديمقراطيا عليلا وفاسدا، فما الذي فعلته الثورة وزعيمها على صعيد تكريس الديمقراطية في العراق؟ لماذا لم يقم عبد الكريم قاسم باجراء انتخابات مثلا أو التهيئة لها على الأقل؟ ماهي الاسباب التي دفعت "الزعيم" الى تأجيل أو ربما استبعاد هذا الخيار؟ وأخيرا ما هو دور الحزب الشيوعي العراقي وجماهيره في الضغط باتجاه هذا الخيار؟

ــ يجب القول ان قادة العمل العسكري كثر، إذ ليس هناك قائد واحد، بل هناك مجاميع، مجموعة كانت متهورة ومستعجلة لضم العراق إلى الجمهورية العربية المتحدة مثل مجموعة عبد السلام عارف، أما عبد الكريم قاسم فقد جاء بفكرة انجاز مهمة قلب الحكم وتسليمه إلى الشعب، ولكنه لم يفِ بهذا الوعد. هل استمرأ البقاء في السلطة؟ نعم، السلطة مغرية ومفسدة ان لم تتوفر لقادتها الحصانة، الحصانة الفكرية والسياسية والثقافية وتمنعهم من اغراءات الإيغال في الاستمرار على رأسها حتى لو تعارض الأمر مع ما يحتاجه البلد من عمليات إصلاح، وليس بالضرورة أن يكون هدف البقاء في السلطة كسبا ماديا، لأنني استطيع القول بأننا أمام شخصية نزيهة، وهو أمر يعد إحدى المميزات الكبرى التي تدفع الكثير من الوطنيين للاستمرار بالإشادة بقاسم كرجل وطني.





*السبب، إذن، هو لذة السلطة؟

ــ نعم، والاعتقاد الخاطىء بأنه لوحده يعرف مصلحة البلد، ولوحده يدير البلد ويحقق للشعب آماله، هذا خطأ، فالفرد لا يستطيع ذلك مهما كان عبقريا، لكن هناك قادة نزيهين كانوا ديمقراطيين بحق، صحيح انهم لم يتسلموا مناصب سياسية كبرى ولكنهم مارسوا دورا فعالا ومسعى نبيلا في توجيه الثورة الوجهة الصحيحة مثل فاضل عباس المهداوي، طه الشيخ احمد وغيرهم، ولكن لم تتح لهم الفرصة بسبب تمسك القائد الاول بزمام الحكم وتفرده بتقرير مصائر العلاقات السياسية للثورة مع القوى السياسية الاخرى والاحزاب ومع الخارج، فإذن التحول الى الحكم الفردي كان مشفوعا برغبة النظام وكان مرتبطا بما زينه له حتى اعدائه بما اثاروه من حساسيات وشكوك بالتعامل مع القوى الاخرى، بحيث ابعدوا قاسم عن اقرب حلفائه واكثر المخلصين للنظام الديمقراطي.
ملاحظة الحزب الشيوعي الاساسية ونقده الرئيس لادارة عبد الكريم قاسم هو موقفه من الديمقراطية وحرية الاحزاب، وقد اشرت ـ وهذا يمكن التوثق منه عبر الوثائق ـ ان مطالبات الحزب الشيوعي باطلاق الحريات الديمقراطية وحريات التنظيم الحزبي واجراء الانتخابات هي احدى المشاكل التي عمقت الخلاف مع قاسم، والحزب الشيوعي كانت له جريدة (اتحاد الشعب) واغلقت وما واصلتها بعد ذلك من جرائد باسم الحزب ايضا اغلقت لانها كانت تندد بالنزعة الفردية وتفضح التسلكات التي تنجم عن هذه النزعة. نعم من الصعب تجزئة الموضوع لأن هذا الامر يؤخذ بالعلاقة مع نشاط القوى السياسية الاخرى التي لم تكن الديمقراطية هدفها الاساسي بل كان هدفها الاندماج مع الجمهورية العربية المتحدة، ولقد اصبحت عنصر تبشير لتخريب منجزات ثورة 14 تموز الاقتصادية والاجتماعية وعلاقاتها الخارجية، وسعت فيما سعت الى إيغال صدر عبد الكريم قاسم على القوى السياسية المطالبة بالديمقراطية، لكن هذا لا يعني ان القوى الاخرى لا تتحمل المسؤولية في إدارة دفة الصراع وفي تحاشي بعض الكمائن السياسية.


*قلت بأن القائد الاول عبد الكريم قاسم قام بقمع الشيوعيين لأنهم طالبوا بالحرية والديمقراطية، لكن بالمقابل هنالك كلام كثير عن ان الشيوعيين في ذلك الوقت كانوا قاب قوسين أو أدنى من استلام زمام السلطة في العراق، وهنا لابد أن نسأل: هل ان قمع قاسم لهم كان بسبب إحساسه بأنهم كانوا على وشك إزاحته عن السلطة؟

ــ موقف عبد الكريم قاسم السلبي المتشنج من الحزب الشيوعي ومن الآخرين هو خوفه على سلطته، هو يخشى من الجميع، ولكنه يتعامل مع كل طرف بطريقته الخاصة، وهو للأسف أخطأ التقدير حين ركز في الاهتمام على الشيوعيين الذين كما اشرت ملكوا الشارع ولهم قوة كبيرة، ولكنهم لم يكونوا يؤمنون بالانقلاب العسكري، كان لهم وجود في القوات المسلحة وكانت هناك ضغوطات عليهم لاستلام السلطة من منطلق ما لديهم من قوى عسكرية وجماهير، لكنه فسح المجال وسهل مهمة من يؤمنون بالانقلاب العسكري من القوى الأخرى وذاق طعم نفاقهم وتزلفهم وما قاموا به من غش لكي يطيحوا به وبكل الثورة. الحزب كانت له امكانيات، ففي ذلك الوقت كان هنالك تقرير يقول بأنه كان على الحزب ان يستلم السلطة لكنه لم يرغب بذلك من منطلق ان الانقلاب ليس هو الطريق الصحيح.

*إذن كان لديكم أمل بإصلاح الأمور تدريجيا؟

ــ لم تعدم قيادة الحزب في حينها فكرة إمكانية إصلاح الوضع رغم أنها تعيش المزيد من تدهوره، لانها كانت محكومة بالخوف من ان تصعيد الصراع مع قاسم في تلك اللحظات قد يستفاد منه الانقلابيون للقيام بما قاموا به لاحقا، وهذا ما تحقق.




*الثورة متهمة من قبل البعض بأنها فتحت بوابة الانقلابات العسكرية في العراق، وبالتالي فانها مسؤولة – بشكل أو بآخر – عما آل اليه العراق من نتائج فادحة جراء حكم الجمهوريات العسكرية المتعاقبة؟ كيف تعلق على هذا الكلام؟

ــ الذي حصل في العراق ليس غريبا ومعزولا عما كان سائدا في كل العالم آنذاك، كان العمل العسكري مبررا لان النظام الذي أُسقط لم يكن ديمقراطيا ولا منفتحا ولا وديا مع المعارضة والحركات الجماهيرية، فقد كانت هناك حروب ضد الشعب الكردي في زمن العهد الملكي المباد، وكانت هناك اعدامات واعتقالات، الآن ننسى تلك الحقبة ونزينها عاطفيا أو رغبويا، وهذا خطأ تأريخي في التحليل والتقييم لان ذلك النظام وفر مستلزمات التغيير الذي لم يكن ممكنا إلا بتدخل القوات المسلحة، أما ان قادة العمل العسكري لم يسايروا مطالب القوى الوطنية فهذا امر ثان، فالعراق قام به العمل العسكري بالارتباط مع ما حصل في العديد من البلدان العربية كمصر والعديد من البلدان الاخرى.
العسكر بذاتهم هم حاملو مشروع تغيير، ولكنهم أسرى ثقافة وتقاليد وعادات معينة، فإن اتيحت لهم الفرصة وان استطاعت القوى السياسية وضعهم في الاطار الديمقراطي ساروا في الطريق الصحيح، ولكن إن تفردوا وتمترسوا على ثقافتهم لم يستطيعوا ان ينتجوا وطنا ديمقراطيا يتمتع فيه الشعب بالحريات وتقيد بالتالي صلاحياتهم بما هو دستوري وقانوني، نعم، عدم ادارة دفة الحكم بطريقة سليمة بعد التغيير اثمر مسلسل انقلابات لاحقة، لكن من الظلم بمكان وضع ثورة تموز بمساواة ما حصل في 1963 و 1968، فكل شيء يجب ان يحاكم بمقدماته ونتائجه.

*قلت ان ثورة تموز حدثت ضمن مناخ عام من الثورات المسلحة في العديد من البلدان كمصر مثلا، وهنا تجدر الاشارة الى ان ثورة مصر العسكرية في 1952 حدثت من دون اراقة اي دماء، وبالاخص الدماء الملكية، لكن ما يحسب ضد ثورة تموز انها كانت مشفوعة بالعديد من المظاهر العنفية وعمليات القتل غير المبررة مثل مقتل الملك والعائلة الملكية ومثل التمثيل بجثتي نوري السعيد والوصي عبد الإله وسحلهما في الشوارع، ما هو موقف الحزب الشيوعي العراقي من هذه الحوادث؟ ألا يرى انه كان من الأفضل اخضاع من كان مدانا في العهد الملكي للمحاكمة لتكريس سلطة القانون بدلا من ترك الأمر بيد الشارع المنفلت او بيد حفنة من الجنود الغاضبين؟

ــ أشرت سلفا الى استنكارنا وشجبنا لما رافق يوم ثورة 14 تموز من اعمال عنف، ومرد هذه الاعمال ـ دون تبريرها ـ يرجع الى ما كانت تعانيه الكثير من الناس من كبت وأساليب قمعية، واؤكد ان هذا لا يبرر، ولذلك سعى الشيوعيون إلى إيقاف هذه التداعيات، ولكن الشارع لم يكن ملكهم، فهم لم يتجاوزوا في ذلك اليوم كتنظيم أكثر من ألف شيوعي، والذي حصل ساهمت به الملايين، فلماذا يحمل الشيوعيون المسؤولية؟. اعتقد ان موقف الشيوعيين تأريخيا واضح، فما كنا نتمنى ولا نرغب ان تأخذ الثورة هذا المجرى، ومن يقولون ان مصر لم تحدث في ثورتها اراقة دماء يجافون الواقع، فإذا كانت الثورة المصرية في يوليو 1952 رحومة بالملك وسمحت له بالخروج فهذا لا يعني انه بعد ذلك حينما تمكنت واستقرت الثورة لم تحصل مجازر وقتول وسجون واعتقالات. ليكن المقيمون موضوعيين وليدرسوا الامور في حركتها وليس في لحظة سكون معينة. نعم اليوم الاول والثاني من الثورة شهدا حوادث قتل معينة وليس كل من استهدف كان بريئا من استفزاز الجماهير، فهناك من كان يمكن ان تحفظ حياته، ولكن هناك من ضرب وقاوم وقتل واستفز الناس وحصل ما حصل، وهذا الامر لم يكن مخططا له او عملا مدركا سلفا، ومع ذلك الكل يتحمل مسؤولية ما جرى في ذلك الوقت، كل من موقعه، ولكن يجب ان لا يرمي احد المسؤولية على غيره ويبرئ نفسه. الشيوعيون كانوا حريصين على نجاح الثورة بأقل الخسائر وبأقل الاحداث الدامية، وارادوا لها تطورا متصاعدا سلميا باتجاه ديمقراطي ولكن لم يحالفهم الحظ، وهم لم ينكروا بأنهم قد ارتكبوا اخطاء وتسلكات ما كان عليهم ان يرتكبوها، وهذا ما ثبتته وثائق الحزب التقريرية.

*صرح عبد الكريم قاسم مرة، بأنه غير شيوعي، ولكن كانت هناك العديد من الإشارات والمواقف التي تجعلنا نشعر بأنه كان التجسيد الأمثل لأحلام الشيوعيين الثورية. هل كان الأمر كذلك فعلا أم انه كان ـ أي قاسم ـ بالنسبة للشيوعيين قطارا عسكريا بإمكانه أن يوصلهم الى محطات السلطة وينتهي دوره؟ وهل شعر الشيوعيون في وقت ما بأن رهانهم على قطار قاسم العسكري كان في غير محله؟

ــ قاسم لم يكن شيوعيا، صحيح، ولكنه كان قريبا للشيوعيين في طموحاته وآماله في الخلاص من العهد الملكي البائد واقامة جمهورية يهنأ بها الشعب بالحرية وبدعة العيش والامان وبفرص الحياة الهانئة، هذا الهدف المشترك بيننا وبين قاسم لا يعني بأنه يستغلنا أو نحن نستغله، كلنا اعلنا هذا البرنامج وتبنيناه قبل الثورة وبعد ذلك في بيانات الثورة وبما اعلنه الزعيم في خطبه وتخلى عنه لاحقا. كل حزب سياسي وهو يناضل يسعى للسلطة والا لماذا يكون حزبا؟، فالبعض يتصور بأن الاحزاب (دراويش)، لكن في الحقيقة الاحزاب تنظم لتعبر عن مصالح فئات اجتماعية وتصل للسلطة كي تحقق آمال هذه الفئات، أما ان تنفرد بالسلطة فهذا خلل.
ما كنا نرغب به كحزب شيوعي هو أن نشارك في الحكومة انسجاما مع موقعنا في المجتمع ومع حضورنا السياسي، ولذلك رفعت الجماهير شعار (الحزب الشيوعي في الحكم) بصرف النظر ان كان هذا الشعار في وقته ام لا، ولكن لا يختلف الشيوعيون بأن من حقهم ومن مصلحة الثورة أن يساهموا في الوزارة وفي إدارة السلطة، كما ان من حق الاحزاب الاخرى ان تشترك، كنا ندعو لحكومة ائتلافية، أما القول بأننا تعاملنا مع قاسم كسلّم للتسلق الى السلطة فأعتقد أن هذا يحمل نوعا من الافتراء على سياسية الحزب، لانه لو كان الحزب يفكر بهذه الطريقة لما وصلنا الى ما وصلنا اليه في 1963، وانا قلت بأن الحزب لم يفكر بالتآمر على قاسم وكان يسعى لتقويم وإصلاح مسيرته وكان يرفض الانقلاب، وهذا خلق جدلا حتى داخل الحزب، فهناك من الشيوعيين من يقول لماذا لم يأخذ الحزب السلطة من عبد الكريم قاسم؟، وأعتقد ان التأريخ الآن يجيب على هذا السؤال، فالحزب لم يكن يفكر باعتبار قاسم سلما للصعود ومن ثم الغدر به.

*لو افترضنا حصول سيناريو استلام الشيوعيين للسلطة في العراق، ماذا كان يمكن ان يحدث من وجهة نظرك؟

ــ مع ان هذا السؤال يعد سؤالا افتراضيا، لكن دعني اجيب على هذا السؤال ليس بلساننا، بل بلسان من لم يكن يتمنى ذلك، فبالعودة الى الوثائق البريطانية والاميركية نرى مدى الذعر والخشية من وصول الحزب الشيوعي مساهما فاعلا او كاملا الى السلطة، وكم حرفوا وتآمروا وعملوا من اجل منع تحقيق ذلك، وهذا بحد ذاته يؤشر كم كان يعني وصول الشيوعيين ـ افتراضا ـ الى دست الحكم او التأثير على توجهات الحكم في العراق والمنطقة كلها، وبالتأكيد كان ذلك سيكون عملا كبيرا لما يحتله العراق من موقع جيوسياسي ومن تأثير ثقافي وتأريخي على كل دول المنطقة وعلى تركيبتها وآفاق تطورها، وكان ذلك سيعني الكثير في ذلك الوقت الذي يشهد صراعا محموما بين المعسكر الاشتراكي وبين المعسكر الغربي الامبريالي.




*هل يفسر هذا الكلام دعم الغرب للقوميين في العراق؟

ــ هذا الامر يمكن قراءته وليس استنتاجه ويمكن التأكد منه بالادلة، فأحد قادة انقلاب 1963 يقول (جئنا بقطار امريكي)، ويمكن العودة الى احدى المذكرات التي نقلت على لسان طالب شبيب ما اتفقوا عليه مع ممثلي المخابرات الامريكية لتهيئة مستلزمات انقلاب 8 شباط.

*إذن هل نستطيع القول بأن الشيوعيين العراقيين كانوا قد دفعوا ثمن الحرب الباردة بين أميركا والاتحاد السوفيتي، بسبب خشية الغرب من بزوغ موسكو أخرى في بغداد؟

ــ نعم، لقد دفع الشيوعيون ثمنا غاليا جراء ما جرى في تلك الحقبة، فحين نتكلم عن تلك الفترة لابد ان نقول ان القضية ليست فقط ان الغرب فقط كان يخشى التمدد السوفيتي في العراق، بل كان ضد رياح الحرية التي هبت على المنطقة، وكان ضد اي مفهوم للديمقراطية، ولم يكن متعاطفا مع اي نظام ديمقراطي ودستوري في ذلك الوقت في العراق، وقد كان الغرب مذعورا مما يحصل في العراق، وكان مستعدا للتعامل مع اي فريق يضع يده بيده من اجل الانقلاب على الثورة واسقاط حكم عبد الكريم قاسم وقتل واستباحة دم كل من يحسب على الحزب الشيوعي.



#أحمد_عبد_السادة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مثقفون مزيفون
- رهان بحجم الأمل


المزيد.....




- الأردن.. ماذا نعلم عن مطلق النار في منطقة الرابية بعمّان؟
- من هو الإسرائيلي الذي عثر عليه ميتا بالإمارات بجريمة؟
- الجيش الأردني يعلن تصفية متسلل والقبض على 6 آخرين في المنطقة ...
- إصابة إسرائيلي جراء سقوط صواريخ من جنوب لبنان باتجاه الجليل ...
- التغير المناخي.. اتفاق كوب 29 بين الإشادة وتحفظ الدول النامي ...
- هل تناول السمك يحد فعلاً من طنين الأذن؟
- مقتل مُسلح في إطلاق نار قرب سفارة إسرائيل في الأردن
- إسرائيل تحذر مواطنيها من السفر إلى الإمارات بعد مقتل الحاخام ...
- الأمن الأردني يكشف تفاصيل جديدة عن حادث إطلاق النار بالرابية ...
- الصفدي: حادث الاعتداء على رجال الأمن العام في الرابية عمل إر ...


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - أحمد عبد السادة - حوار مع سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي حميد مجيد موسى