|
ثوار الناتو..ثوار آخر زمن.
زياد صيدم
الحوار المتمدن-العدد: 3434 - 2011 / 7 / 22 - 03:28
المحور:
كتابات ساخرة
يعانى كثير من الكتاب مؤخرا نتيجة لوقوعهم في حيرة من أمرهم حول تصنيف المعارضة المسلحة في ليبيا والتي أفضت إلى حرب أهلية بين الشعب الواحد وهى الحرب الألعن والأقذر من حيث طبيعتها و التي عرفتها البشرية منذ الأزل..لكنها قد تفرض على الشعوب نتيجة اختلافات في المذاهب الدينية أو نزعات قومية وعرقية إلا أنها ليست مبررا بطبيعة الحال لحدوث الحرب الأهلية بكل بشاعتها وقذارتها الأخلاقية وتداعياتها السلبية بل والقاتلة على النسيج الاجتماعي والسياسي لاحقا ووحدة أراضى البلد... لكن ما يحدث في ليبيا الشقيقة من صراع على السلطة والرغبة في الاستحواذ (مقاسمة مع الغرب ولن تكون قسمة عادلة !) على خيرات البلاد ومقدراتها الطبيعية الغنية بالنفط قد أربك كثير من الكتاب للأسف الشديد.. حيث اختلطت عليهم المفاهيم في لجة من الانتفاضات والثورات الشرعية في مطالبها ومضامينها وآلية تحركها الشعبي الخالص القائمة في العالم العربي.. فقد استأنست برأي الكثيرين منهم عبر مراسلات الهت ميل فاتضح لي بأنهم قد وقعوا فعلا ما بين المطرقة والسنديان؟؟ فهم حائرون من اتهامات جاهزة لهم بالاصطفاف مع النظام الليبي الموصوف بالغير ديمقراطي والذي يلقى معارضة قطاع من الشعب ..وبالتالي خوفهم من التعرض لانتقاد فاضح من الشعوب التي قامت بثورات سلمية موفقة في كلا من مصر وتونس..والقادمة في اليمن وسوريا .. فالتزموا الصمت أو انحازوا إلى ما يسمونهم بثوار ليبيا حسب الوصف الدارج من الفضائيات العربية.. لكني أجد في صمتهم دليل على عدم مصداقية ..فالانحياز الفكري والثوري لابد وان يميز بين الثوار الحقيقيين وأوليائك المتشبهين بهم إلى حد الانغماس العلني والفاضح في العمالة والخيانة .. فالثوار لا يمكن باى حال من الأحوال أن يتلقوا الدعم المادي والمعنوي والمشاركة المسلحة من القوى الامبريالية العالمية وحلف الناتو والرجعية العربية التقليدية لضرب الجهات الأخرى من الشعب الليبي والذي يخرج بمئات الآلاف في عدة مدن (طرابلس وسبها مثالا ) رافضا العدوان الهمجي المدمر ومصمما على المجابهة والتصدي وان كانت غير متكافئة ضد طيران يصول ويجول في سماء مكشوفة وقنابل ذكية وهجمات من المرتزقة والأطياف متعددة الاتجاهات والنوايا والتي ستظهر لاحقا بعد انجلاء الدخان عن حضارة ومدنية بنيت في الصحراء بكد وتعب وعرق السنوات الماضية وقد احترقت رمادا تذريه رياح الصحراء ..لينجلي الغبار على حقيقة مرة كالعلقم يتجرعونها مع بقايا شعب منهك بفضل ضياع ثرواته التي تقاسمتها عصابات مسلحة متنافرة !! من ناحية، والغرب والقادمون على ظهور دبابات أمريكا والناتو من ناحية أخرى ...
" ثوار الناتو " هو أقل مسمى لفظيا بعيدا عن عبارات قد تخدش الحياء إلا أنهم قد خدشوا كل القيم الإنسانية والأعراف والمواثيق.. فمنذ مجازرهم وتمثيلهم بالجثث في مدينة بنغازي والتي رأيناها عبر مقاطع اليوتوب في الأيام الأولى للأحداث فقد تناقلت جريدة " الديلى تلجراف " البريطانية في عددها الصادر اليوم الخميس 21/7 : اكتشاف جثث في بلدة "القواليش" بالجبل الغربي، التي سيطر عليها ثوار الناتو مؤخرا مقطوعة الرأس حيث وجدت الجثث في قعر خزان مياه ..وكذلك تم الكشف عن قبور جماعية وعليها ملابس الزى الرسمي للجيش الليبي ، ولسنا ببعيدين عن تقرير ل " هيومن رايتس "، التي أفصحت عن سرقة محال ومنازل ومستشفيات وبنوك ،من قبل المعارضة المسلحة واعتدت بالضرب حتى الموت على أسرى الجيش الموالى للحكومة وذلك أثناء تقدمها واستيلائها على مدن وقرى بدعم مباشر من الناتو الغاشم وحلفائه...
عودة للكتاب الحائرين.. فأنى لا أجد لهم الأعذار أبدا فلابد من الفكر الحر أن يكون حاسما في قضايا تصب في صميم وجوهر القومية وتعاليم الإسلام وبان لا يتم الانهزام أمام الفكر المشوش والذي أفضى إلى خلق تشويه واضح وفاضح في القيم الثورية والحضارية والثقافية لمجتمعاتنا .. وهنا لابد من بلورة الرأي الحر بصراحة لا تقبل اللبس أو المحاباة في رفض وشجب هذا التحالف مع الاستعمار الغربي ( القديم الجديد) ضد الشعب الواحد.. فهذا لا يجيزه دين أو قانون أو أعراف.. بل لابد من المصارحة والمجاهرة بان دعم ومؤازرة ثوار الناتو لهو ضرب من ضروب الخيانة والعمالة وضرب الفكر القومي والعروبة في الصميم وإلغاء لتعاليم الإسلام الواضحة في مثل هذه القضايا المصيرية .. فحقا إننا في مواجهة ظاهرة غريبة وشاذة لثوار آخر زمن فهل استيقظ البعض من الكتاب الحائرين من غفوتهم " الغير مبررة" ليقولوا كلمة حق في وجه عدوان قائم.. سيترك تداعياته القاتلة لأكثر من نصف قرن قادم على الأقل ..فليقف العدوان الغاشم على تراب ليبيا الشقيقة وليفتح المجال لمصالحة وطنية شاملة واستفتاء الشعب لتقرير مصيره السياسي فان تمسك بقيادته كان له ذلك وان ارتأت الأغلبية تغيير نظامه السياسي كان له ذلك أيضا.. لكن هذا يتطلب أولا وقف العدوان الصليبي الغاشم.. ولجم الأحقاد القادمة عبر الغرب من خلال ثوار الناتو..ثوار آخر زمن.
إلى اللقاء.
#زياد_صيدم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
سيناريو متوقع للبيان رقم 10 للجيش المصري !!
-
عجز (قصص.ق.ج)
-
مذبحة الناتو لأسرة فلسطينية في طرابلس ليبيا.
-
يرموك الأحزان (قصة قصيرة)
-
حكايا شامية (ق.ق.ج)
-
ليبيا دروع بشرية لحماية باب العزيزية.
-
غُبر ومشانق. (ق.ق.ج)
-
أطلقوا سراح الناشط الايطالي فتوريو أريجونى.
-
مرايا في السرايا (قصص.ق.ج)
-
تطبيق السيناريو المعكوس في ليبيا ؟.
-
البرادعى وعمرو في سباق للهجن !
-
تسونامى (ق. ق. ج)
-
مسرح العرائس (قصص.ق.ج )
-
المصالحة الفلسطينية بين الاستجداء والترقب !
-
الأخ عمرو موسى انتبه المؤامرة .
-
ليبيا في كلمة مندوب فنزويلا ؟
-
فلسطين ما بحك جلدك غير ظفرك.
-
ثلاثة ردود عاجلة على الفيتو الأمريكي الأخير ؟
-
من انتفاضة إلى ثورة بيضاء فشكرا للجيش المصري.
-
السر الخطير فى شعارات ميدان التحرير؟
المزيد.....
-
انطلاق النسخة السابعة من معرض الكتاب الفني
-
مهرجان الأفلام الوثائقية لـRT -زمن أبطالنا- ينطلق في صربيا ب
...
-
فوز الشاعر اللبناني شربل داغر بجائزة أبو القاسم الشابي في تو
...
-
الموصل تحتضن مهرجان بابلون للأفلام الوثائقية للمرة الثانية
-
متى وكيف يبدأ تعليم أطفالك فنون الطهي؟
-
فنان أمريكي شهير يكشف عن مثليته الجنسية
-
موسكو.. انطلاق أيام الثقافة البحرينية
-
مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 84 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
-
إبراهيم نصر الله: عمر الرجال أطول من الإمبراطوريات
-
الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|