عدنان زيدان
الحوار المتمدن-العدد: 3433 - 2011 / 7 / 21 - 09:26
المحور:
الادب والفن
خَرّْبَشاتْ على الجِدارِيَّهْ: إلى مَحْمود دَرويشْ*
المَقطوعهْ الثانية
كَيّْفَ مَضَيّْتَ في الغارِ وَحّْدكْ
وكَيّْفَ طَلَّقتَ الشِرّْيانَ وأَوْقَفْتَ الآنَ قَلّبَكْ
وكَيّْفَ دَخَلتَ في فَضاءٍ جَديدٍ/ ثُمَّ وصَدّْتَ البابَ خَلْفَكْ
في أيِّ إتّجاهٍ ذهَبْتَ الآنَ/
وقَدْ عَبَدْنا الأصْنامَ قَبْلكْ/
ثمَّ عَبَدنا اللهَ/
ثُمَّ صِرّْنا نُرَتِّلُ شِعْرَكَ ونَثْرَكْ/
ثُمَّ صِرّْنا نُغَنّي إنْ كانَ اللحْنُ لَحّْنَكْ
فَمَنْ يَؤُمُّ الآنَ فينا/ كَيّْ يَكونَ الإمامَ بَعْدكْ
وهلْ خَلَقَ اللهُ فَحّْلاً/ كَيّْ يَكونَ في الشِعّرِ نِدَّكْ
نَحّْنُ ما زِلّنا نَسّكُنُ نَحّْوكَ وصَرّفكْ/ حُبّكَ وحَرّْبَكْ/ نَبضَكَ وقَلّْبكْ/
صَمْتَكَ وصَوّتكْ/ بُعْدَكَ وقٌرّبكْ/ جَنوبَكَ وغَرّْبَكْ/ شِمالَكَ وشَرّقَكْ/
أمامَكَ وخَلّْفَكْ/ فَوّْقَكَ وتَحّْتكْ/ قَلمَكَ وسَيّْفكْ/ حَرّفكَ ولَغّْوَكْ/
قَمْحَكَ وحَقلَكْ/ مِلّحَكَ وخُبْزَكْ/ عُرّسَكَ ومَوّْتكْ/ ظِلّكَ وشَمْسكْ/
مَطَركَ وغَيّمَكْ/ وجَعَكَ وحُزّنكْ/ شايِّكَ وبُنّكْ/ نَثّْرَكَ وشِعّرَكْ
فَيا مَحمودُ هَلْ ما زِلّْتَ وَحّْدكْ/
وأنتَ لا تُهادِنُ/ آهٍ لَوّْ هادَنتَ قليلاً/
لَكُنّا الآنَ [ بَيْنَكْ ]
فانْهَضْ/ فأنتَ لَمْ تَنَمْ إلاّ قليلاً
وأنْفُضْ عَنّْكَ هذا العَبثَ/
فهذا المَوتُ ليسَ مَوّْتكْ
[ إسّْتَطَعتَ تَرّتيبَ الطَبيعةِ/ هُنا صَفْصافَةٌ وهُنا البَحّرُ وهنا قَلْبكْ ]**
فأخّْرجْ لَنا وقَدْ كَسَرّْتَ الآنَ لَحّْدَكْ/
ثُمّ عَبرّتَ بَحّراً ليسَ بَحّْرَكْ
ثُمَّ ركِبتَ المَوْجَ مَرَّةً أخرى/
ومَرّة أخْرى مَضَيّتَ وحْدكْ
عدنان زيدان
*مِنْ ديوان [خَرّْبَشاتْ على الجِدارِيَّهْ: إلى مَحْمود دَرويشْ]، أغسطس ٢٠٠٨، لم يصدُر بعد.
** في مديحِ الظلّ العالي قال درويش [ لو إستطَعتُ تَرتيبَ الطبيعة هنا صَفصافةٌ وهنا البحّرُ وهنا قَلبي ]
#عدنان_زيدان (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟