أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - علي ماضي - هوامش اجتماعية















المزيد.....

هوامش اجتماعية


علي ماضي

الحوار المتمدن-العدد: 3432 - 2011 / 7 / 20 - 22:57
المحور: كتابات ساخرة
    


1. كواغد.*
فاجأتني زوجتني(ملاطفة اياي) بعد مضي شهر على زواجنا ، بقولها " بعد شهر عيد ميلادي ، مو تخلصها مثل ايام الخطوبة كواغد ، اريد هدية مادية ملموسة " وهي تقصد كارتات المعايدة ورسائل التهنئة والشوق التي كنت ابعثها إليها في كل مناسبة ، يبدو ان رومانسيتي انستني ان أُقدم لها هدية مادية ملموسة ، فنحن معاشر الكتاب نهيم بالكلمات اكثر من اي شيء اخر ، هذا هوتعليلي للامر للوهلة الاولى.
بعد مضي الايام اكتشفت ان الامر اوسع بكثير من الرومانسية وما شاكلها ، انها عادة تربوية راسخة الجذور، ربما لا ابالغ اذا قلت انها راسخة في شريحة واسعة من المجتمع العراقي ، وانا لا اعني الرومانسية ، بل الاكتفاء بالكواغد دون واقع مادي ملموس ، وعلى سبيل المثال لا الحصر اذكر اننا في السرب الثالث مواصلات قبل سقوط النظام ، قمنا بفتح اكثر من 100 سجل للتدريب غير الاختصاصي مثل : تسلق الاشجار والنخيل ، الكمياوي ، الهندسي ..... التدريب البدني ، اما على ارض الواقع فلا شيء مما ذكرت يطبق ، يعني كواغد .
في مجال عملي الحالي ، التعليمات تقول بفتح اكثر من 60 سجل ، احد المفتشين الذي زارني ، بادرته متفاخرا انني حولت جميع السجلات الى الحاسوب وقمت بتصميم قاعدة بيانات تفي بالغرض الذي من اجله استحدثت السجلات ، فاجابني قائلا" حبيبي يا حاسوب، يا بطيخ ، اني اريد السجلات المرسلة اليكم بموجب اسس التفتيش ، وجميع السجلات لا واقع لها في مجال التطبيق يعني كواغد.
اثناء دراستي في جامعة واسط قسم علوم تربوية ونفسية ، لم ادخل لحد الان اي مختبر ولم اجري اي تجربة ، ما عدا مدة شهرفي السنة الرابعة والاخيرة يتم ارسالك فيه الى مدرسة للتطبيق ، والتطبيق يعني اعطاء كتاب المباشرة لمدير المدرسة المنسب للتطبيق فيها(يعني كاغد) وتذهب الى البيت مقابل ان تتسلم كتاب بانتهاء التطبيق( يعني كاغد اخر) ، الامر محصور برمته بين كاغدين ،وللامانة هناك كاغدين اخرين ، كاغد الكتاب المنهجي ، وكاغد الامتحان الذي تكب فيه ما حفظته ، اما مسالة الابداع والجانب العملي التطبيقي فلا دور لهما في تقييم الطالب في نهاية المطاف ، يعني كواغد.
في مجال السياسة فالكواغد حدث ولا حرج ، فالقوانين التي يشرعها البرلمان ، والجلسات التي يعقدها مجلس الوزراء لمتابعة انجاز المائة يوم ، كواغد لاواقع لها في التطبيق ، استضافات البرلمان للوزراء ورؤساء الهيئات حبر على ورق ، يعني كواغد .
احيانا اسال نفسي كم طن من الكواغد نستهلك يوميا ، ولو وضعنا كاغدا فوق آخر فهل تبلغ هذه الكواغد القمر؟
واسال نفسي ما هو حجم التغير المطلوب وما هي ماهيته للانتقال من عالم الكواغد حسب تعبير زوجتي ، الى الواقع العملي الملموس ؟ وعلى عاتق من تقع هذه المسؤولية؟
2. عادل وعقيل.
هذان الشخصان لايرتبطان بعلاقة ، عادل من حاضري الذي اعيشه اليوم ، وعقيل من ماض يعود الى نهاية التسعينات، حينما كنت ضابطا في السرب الثالث ، ما يربطهما ذاكرتي ، ومقالي هذا ، انهما ملتصقان بي من جهة الذاكرة .
عادل شاب طموح تطوع الى سلك الشرطة ، وعمل بها بصفة شرطي ، ولكونه خريج علوم كمياء ، قُبِل للعمل في المعهد العالي ليتخرج بصفة ضابط ، صفاته العامة : ذكي ، مخلص ، يجيد العمل على الحاسوب ، يفهم الانكليزية ، قادر على الابداع ، عمل بجد وباخلاص خلال فترة عمله بالداخلية ، على الرغم انه كان يعمل مرغما في هذا المسلك ، من اجل توفير لقمة العيش .
تمكن من الحصول على وظيفة اخرى كمدرس كمياء ، حيث يستطيع ان يمارس اختصاصه ، قرر تقديم استقالته والالتحاق بوظيفته الجديدة ، استشار اصحاب الاختصاص القانوني فقالوا له بامكانه تقديم الاستقالة وفي حال عدم قبولها يستطيع ان يغيب 15 يوما ليفصل بعدها على اعتبار انه الحق ضررا بمفاصل الداخلية حسب المادة45 من قانون العقوبات رقم 14 للعام 2008 ، تاخرت الاستقالة ولم يُعلمه احد بقبولها او رفضها ، وحان موعد مباشرته في وظيفته الجديدة ، فاضطر الرجل الى ترك العمل في الداخلية ، متنازلا عن فرق الراتب والابهة التي تحملها رتبته العسكرية ، مقابل ان يكون مدرسا للكمياء في مدرسة نائية حيث لا ماء لا كهرباء ولا وسائل خدمية ، كان متفائلا جدا على اعتبار ان النظام الجديد يكفل الحريات الاساسية ، ومنها حرية العمل ، ليتفاجأ باشعار من محكمة وزارة الداخلية بانه سيحال غيابيا وستصادر حقوقه المدنية وامواله المنقولة وغير المنقولة و..و..الخ ، مما اضطره الى ان يعاود المباشرة في وزارة الداخلية، ليصبح تحت طائلة مخالفة جديدة الا وهي تقاضيه راتبين في ان واحد ، وربما سيصبح الرجل هو السبب الحقيقي وراء تدهور الوضع السياسي والامني والممول لجميع الحركات الارهابية ، والمشكلة ليس لديه عضو برلمان، لكي يشرع له قانون عفو كهذا الذي تسعى الاروقة البرلمانية اليوم لتشريعه للعفو عن المزورين .
ما يعجبني فيه انه لم يتنازل وقرر الدفاع عن حقوقه من خلال محكمة القضاء الاداري ، على الرغم من تعرضه للابتزاز من قبل المحامين ، وعلى الرغم من عدم تفهم مرؤسيه ، ونظرتهم الضيقة لمحاولته الدفاع عن حقوقه الاساسية .
تعسا لتلك القوانين التي تضع العراقيل امام حريات ابناءها ، وتعسا لتلك العقليات التي شرعت قوانين تجرم ابناءها لاتفه الامور.
عقيل شاب التقيته بين اروقة السرب الثالث ، مهندس ، مثابر ، مثقف كان يقرأ لسارتر ، ومنظري النظم التربوية الحديثة ، من امثال منتسكيو ، وروسو ، الساعية نظرياتهم الى خلق مجتمعات ديمقراطية ، يتمتع الانسان فيها بحقوقه الاساسية ، كنا معجبين بثقافته ، كان مفعما بالحياة ، ولكن عيناه كانتا تخبئان خوفا ما ، لا مشاكل لدينا في شخصيته ، إلا ان همس احدهم وبناءا على معلومات مسربة من فصيل الامن ، ان عقيل يزيدي الديانة ، وبين ليلة وضحاها تحول المسكين الى شخص ، غير مرحب به ، بل اصبحنا نعامله كانه نتانه، اخذنا نكرهه ، ونتفاخر بتحقيره ، ونلقي الاناء الذي يشرب منه الماء الى سلة المهملات ،لا شيء له علاقة بشخصه ، سوى اختلافه عنا في عقيدته ، لم يستغرب الرجل ، لملم اغراضه ونقل نفسه الى مكان لا نعرفه ، يبدو انه على رحيل دائم يعيش نفس دورة الحياة الاجتماعية ، الان ادركت سر الخوف في عينيه .
الا تعسا لتلك الفتاوى التي ادخلت الكراهية لقلبي .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*كواغد مفردها الكاغد :لفظ تستخدمه بعض المحافظات الجنوبية يعني الورقة .



#علي_ماضي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هوامش في التربية
- لا اريد ان اكون ملاكا
- وجهة نظر في جدل مظاهرة يوم الجمعة
- ملاحظات في مأزق تشكيل الحكومةالعراقية
- هم يبدعون ونحن نتعجب
- المنطق الثنائي وحملات الانتخابات الاعلامية.
- التاثيرات المحتملة لنتائج انتخابات مجالس المحافظات السابقة ع ...
- قراءة في خلاف مجلس النواب حول قانون الخدمة والتقاعد للعسكريي ...
- هل نجح المجتمع العراقي في تشكيل راي عام فاعل وموضوعي؟
- قراءة لدور المدرسة في منظومة التربية العراقية(1)
- رأي في جاهزية القوات العراقية بعد انسحاب القوات الامريكية ال ...
- تأملات في انتفاضة الشعب الايراني
- سيدي الناخب.....صوتك باق
- منتظر الزيدي بين ثقافة العنف والخوف
- توقيع الاتفاقية الأمنية مكسب سياسي وعلامة استفهام اجتماعية
- قضية....ورسائل
- اثر التعلم الشرطي في تكوين الاوهام
- لمحة من تجذر العنف في لا وعي المجتمع العراقي
- تساؤلات في رحاب عاشوراء
- السنا بحاجة الى مراجعة مناهجنا الدراسية؟


المزيد.....




- تونس.. التراث العثماني تاريخ مشترك في المغرب العربي
- حبس المخرج عمر زهران احتياطيا بتهمة سرقة مجوهرات زوجة خالد ي ...
- تيك توك تعقد ورشة عمل في العراق لتعزيز الوعي الرقمي والثقافة ...
- تونس: أيام قرطاج المسرحية تفتتح دورتها الـ25 تحت شعار -المسر ...
- سوريا.. رحيل المطرب عصمت رشيد عن عمر ناهز 76 عاما
- -المتبقي- من أهم وأبرز الأفلام السينمائية التي تناولت القضية ...
- أموريم -الشاعر- وقدرته على التواصل مع لاعبي مانشستر يونايتد ...
- الكتب عنوان معركة جديدة بين شركات الذكاء الاصطناعي والناشرين ...
- -لي يدان لأكتب-.. باكورة مشروع -غزة تكتب- بأقلام غزية
- انطلاق النسخة السابعة من معرض الكتاب الفني


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - علي ماضي - هوامش اجتماعية