عبدالله العقيل
الحوار المتمدن-العدد: 1022 - 2004 / 11 / 19 - 12:02
المحور:
الادب والفن
هكذا قبل مجيئكِ الأول...
أتدرّبُ على نزع خجلي مِنيِّ
أصعدُ الدرجَ,
وأنزل الدرج..
ومرات كثيرة أنسى قدميَّ في المنتصف.
أُقلِّبُ الوقتَ,
امسكه بيديَّ ويبتل بالعرقْ!
أُصفِفُ شعري القليلَ أمام المرآة,
ثم أنزلُ امسح اللوحات,
أُشعِل الشموع كلها,
أرخي الستائر,
وارسم رائحة عطر خفيف خلف الباب.
هكذا قبل مجيئكِ الأول...
تتحول الدقائق قبل الثامنةِ إلى غبارٍ خشنٍ,
يلسعني فأميل إلى تعبٍ
وينتابني خوفْ!
أصعد الدرج,
وأنزل الدرج..
وأصفف شعري للمرة العاشرة,
أبلل رموش عينيَّ بلعابي وارفعهم قليلاً,
ألتفٌ يميناً, وأنحني شمالاً, أرتَّبُ شكل قميصي واشتمُ عطري.
ستقولين لن أشرب غير القهوة,
سأقول: لا بأس! سأطهو لكِ عشاءً بحرياً.
أظنكِ ابتسمتِ, واتفقنا!
قبل مجيئك بأعوام, نزلتُ السوقَ, واشتريت أصداف البحر الطازج, والزنجبيل والكرفس والكزبرة.. والسلطعون!
لا أعرف إن أنتِ تحبين حساء الصدف على الطريقة التايلندية (تم يم)!؟
أم تفضلين السلطعون بالنبيذ الأبيض على طريقتي الخاصة؟
لا تقلقي, سأعصر كل الحقول الشاسعة واطهيها على قلبي الساخن,
سأعد لك سلطة خضراء ابتكرتها وأنا أقرأ لشاعرٍ بوهيمي, ستكون غارقة بزيت الزيتون والليمون وخل التفاح الأحمر...
هكذا قبل مجيئك الأول...
أُلمِّعُ قنينة نبيذ معتيقة, وأضع بجوارها كأسين من الكريستال وخبز فرنسي مقرمش, وجبن وزيتون..وأغانٍ فاقعة الألوان!
#عبدالله_العقيل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟