أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - نايف حواتمة - حواتمة في برنامج -رحلة في الذاكرة- (الحلقة الرابعة)















المزيد.....

حواتمة في برنامج -رحلة في الذاكرة- (الحلقة الرابعة)


نايف حواتمة

الحوار المتمدن-العدد: 3430 - 2011 / 7 / 18 - 13:29
المحور: مقابلات و حوارات
    


قضايا ثورات التحرر الوطني العربية

الحركات والأدوار في مسار النضال
ـــ الحلقة الرابعة ـــ
حاوره: خالد الرشد
فضائية "روسيا اليوم"
المذيع: مشاهدينا الكرام مرحباً بكم من جديد إلى حلقة هذا الأسبوع من برنامج "رحلة في الذاكرة" ...
في الحلقة الرابعة يتحدث الأستاذ نايف حواتمة الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين عن الانعطاف الفكري والمنهجي الذي حدث داخل الجبهة الديمقراطية فيما يخص النهج الذي ينبغي أن يتبع داخل حركات التحرر الوطنية وذلك بالنظر إلى الخصوصيات الإقليمية والفكرية والسياسية، ويتحدث السيد حواتمة عن مرحلة صياغة وطرح البرنامج الوطني المرحلي والصدامات التي نشبت مع الفصائل الفلسطينية الأخرى بعد طرحه. كما يدور الحديث عن مبادرة ملك الأردن إلى توحيد الضفتين تحت لواء المملكة المتحدة، حيث يكون ملك الأردن المفاوض والمدافع عن حقوق الشعبين الأردني والفلسطيني على حد سواء، وموقف الجبهة الديمقراطية من هذه المبادرة ...

أستاذ حواتمة مرحباً بكم من جديد في برنامجنا ...
حواتمة: أهلاً بكم

المذيع: في العام 69 عندما سيطرت فصائل المقاومة الفلسطينية على منظمة التحرير الفلسطينية؛ كان أهم وأبرز الشعارات هو إقامة دولة فلسطين على كامل الأراضي الفلسطينية، بعد فترة قصيرة نسبياً تاريخياً من عام 1969 إلى عام 1971 ـ 1972؛ بدأ على الأقل داخل الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين إعادة النظر لتطوير سياسي يدفع الحقوق الفلسطينية إلى الأمام في الميدان والمجتمع الدولي، وطرحتم فيما بعد البرنامج المرحلي الذي يقول بأنه يمكن إقامة دولة فلسطينية على جزء ولو جزء من الأراضي الفلسطينية، فطبعاً هذا تحول هام وكبير ... ما هي التطورات على الساحة الفلسطينية والساحة الدولية التي جعلتكم تعيدون النظر بعض الشيء من المبادئ الأساسية من عام 1969 ؟
نحن في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين انطلقنا وننطلق من القوانين الأساسية لحركة التحرر الوطني، وتسير باتجاه ظافر بخصوصيته الفلسطينية، ولا يمكن لحركة التحرر الوطني أن تنجح إذا اعتمدت فقط على معرفة ورؤية قوانين حركات التحرر الوطني في العالم، وعليه منذ البداية بعد شباط/ فبراير 1969 أطلقنا في عموم الحركة الوطنية والرأي العام أكثر من إشارة وأكثر من مقابلة بالصحافة المحلية في الشرق الأوسط و"الإسرائيلية" والعالمية بالدعوة إلى حلول سياسية، لأننا أدركنا في الجبهة الديمقراطية منذ البداية أن هناك مشكلتين تتطلب حلاً المشكلة الفلسطينية بما يخص الشعب الفلسطيني وحقه بتقرير المصير، والمشكلة الإسرائيلية، فالمسألة الإسرائيلية أصبحت أكثر تركيباً وتعقيداً ضد حقوق شعبنا الوطنية، وتتطلب أيضاً حلولاً في إطار فلسطين التاريخية، ولذا دعونا منذ البداية لحلول سياسية، "تعالوا لنحوّل السيوف إلى مناجل".
هذه الرؤية تطورت في مسار النضال بعد حرب أيلول/ سبتمبر الدامية بين أخوة السلاح، وبات واضحاً أن إمكانية عودة العلاقات بين الأردن والأراضي الفلسطينية إلى ما كانت عليه قبل عام 1967 لم تعد ممكنة، وأدركنا أن الخلل الإستراتيجي التاريخي الذي وقع عام 1948، والتداعيات والأخطاء في العلاقات المتعددة بعد عام 1948، يستوجب بالضرورة العودة إلى ضرورة طرح حق الشعب الفلسطيني بتقرير مصيره، شرطاً رئيسياً لمقاومة الاحتلال والتوسعية الإسرائيلية في القدس والأرض المحتلة عام 1967، ومن هنا بدأت الفكرة الأولى في كيفية التعاطي، وترجمنا هذه الفكرة بأوراق قدمناها للمجلس الوطني الفلسطيني في أيلول/ سبتمبر 1969 في أول مجلس وطني يتشكل من الجبهة الديمقراطية وفتح والصاعقة ومنظمات أخرى، النقابات والاتحادات الجماهيرية، والشخصيات المستقلة، قدمنا مشروع جبهة وطنية لتحويل منظمة التحرير لها، وقدمنا مشروع الحل الديمقراطي للمسألتين الفلسطينية والإسرائيلية، في إطار فلسطين ديمقراطية موحدة (راجع كتاب "حركة المقاومة الفلسطينية ـ نقد وتوقعات" ـ دار الطليعة/ بيروت 1969)، لأن المشروع اليهودي الاستيطاني في فلسطين تحول إلى دولة إسرائيلية بقرار من الأمم المتحدة 1947 ـ 1948، ودعونا في إطار هذا المشروع إلى دولة ديمقراطية موحدة بين الفلسطينيين والإسرائيليين اليهود؛ يتعايشان معاً في إطار هذه الدولة بقواعد وأسس ديمقراطية للجانبين، مع تطوير حق كل اثنية في قضاياها الثقافية والسيكولوجية والاجتماعية والتعليمية.
هذا كله تعرّض إلى اهتزاز عنيف على جانبين بعد أيلول/ سبتمبر 1970، وبعد موقف الرفض الكامل من كل الأحزاب الإسرائيلية لدعوتنا، وفقط في هذا السياق التاريخي، تجاوب معنا "حزب حركة مابام"، وكان لها 12 نائباً من أعضاء الكنيست؛ وهو حزب يتبنى سياسة يسارية بخصوصيات صهيونية، أي حزب صهيوني يتبنى أفكار يسارية؛ تجاوب جزئياً مع أطروحات دولة ديمقراطية موحدة، ولكن الإجماع الإسرائيلي الصهيوني رفض ما طرحناه على أساس المساواة في المواطنة الكاملة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وعند إذن بعد أيلول الأسود، وما وقع من الجانب الإسرائيلي ورفض كامل لمشروع دولة ديمقراطية موحدة، وفي الجانب الآخر الأردني مشكلات تضخمت بين الفلسطينيين والأردنيين، لذلك بدأنا بفكرة جديدة تقوم على حق تقرير المصير في إطار تجديد الوحدة بين ضفتي نهر الأردن على أسس ديمقراطية جديدة. للأردنيين حق تقرير المصير وللفلسطينيين حق تقرير المصير، ويرتبطان بصيغة سياسية وقانونية يتفقان عليها بعد إنجاز عملية حق تقرير المصير على الجانبين، وأيضاً هذه الفكرة اصطدمت بإصرار لا يستجيب لذلك، وبلور الملك حسين مشروع خاص به عام 1972 في آذار/ مارس، طرحه "مشروع المملكة العربية المتحدة"، أي مملكة متحدة؛ فأصبح هناك استعصاء جديد، "فإسرائيل" بأغلبية مكوناتها الساحقة لا زالت تطمح لمشروع التوسع الصهيوني بعد احتلال 1967، ولذلك تطمح بين مشروع " إيغال آلون" ومشروع "موشي ديان" للتوسع بالضفة وضم القدس.
على الجانب الآخر من نهر الأردن؛ الدولة الأردنية تطمح لحل إقليمي تحت عنوان "المملكة العربية المتحدة".
إذاً علينا أن نطوّر أفكارنا، لم يعد كافياً الدعوة إلى تجديد وحدة الضفتين على أساس حق تقرير المصير وإعادة صياغة العلاقات القانونية والإدارية والسياسية بين الشعبين، وعلى الجميع أن يلاحظ أن الملك حسين وصل عام 1988 إلى قرار "فك الارتباط الإداري والقانوني بالضفة الفلسطينية"، والدول العربية بقرار قمة الرباط أكتوبر 1974 وصلت إلى قرار مشترك بحق الشعب الفلسطيني بتقرير المصير والدولة والعودة، أي إلى البرنامج الوطني المرحلي الذي طرحته الجبهة الديمقراطية، وبالحوار مع كل فصائل المقاومة قرر المجلس الوطني الفلسطيني بالإجماع البرنامج السياسي الجديد في دورة حزيران/ يونيو 1974، والذي أجمع حوله الشعب الفلسطيني والعرب، واعترف بها أغلبية دول العالم، ودخلت فلسطين ومنظمة التحرير عضواً بالأمم المتحدة (تشرين الثاني/ نوفمبر 1974).
المذيع: ماذا كان موقفكم من إعلان المملكة المتحدة عام 1972 ؟
في ذلك الوقت نحن قدمنا في المجلس الوطني لمنظمة التحرير، واتخذ المجلس بالإجماع قراراً بحق تقرير المصير، موقفاً انتقادياً لهذا المشروع، ودعونا من جديد إلى إعادة بناء الجسور والعلاقات بين الشعبين الأردني والفلسطيني، بين فلسطين 1967 والأردن حتى تشمل قطاع غزة، لأن مشروع المملكة الأردنية الهاشمية ومشروع المملكة العربية المتحدة لا يشمل قطاع غزة. نحن نريد مشروعاً يشمل الضفة الفلسطينية والقدس الشرقية وقطاع غزة، ويقوم على أساس حق تقرير المصير وصياغة العلاقات اللاحقة مع الأردن شاملاً غزة بجانب الضفة الفلسطينية والقدس، وعندما طرح الملك حسين مشروعه في عام 1972؛ هذا المشروع يقول بأن الملك حسين هو المفاوض من أجل هذه الأراضي والملك على هذه المملكة، وبالتالي لا يلبي قرار المجلس الوطني بحق الشعب الفلسطيني بتقرير المصير، ولا يلبي حقه بأن يقرر صيغة العلاقة الفلسطينية ـ الأردنية بين ضفتي نهر الأردن مشمولاً بذلك أيضاً بقطاع غزة، ولا يلبي حق الفلسطينيين بأن يمثلوا أنفسهم بأنفسهم بشأن أراضيهم المحتلة ومصيرهم كما هي الحال بالنسبة للأردن، سوريا، مصر، أي بلد من البلدان العربية أو أي بلد من بلدان العالم حق الشعب بتقرير مصيره وفقاً لميثاق الأمم المتحدة، ووفقاً أيضاً للقانون الدولي، وكما تعلم فإن حق تقرير المصير قد شرع عالمياً منذ الحرب العالمية الأولى ولكن الدول الاستعمارية لم تحترم هذا الحق، وعليه بدأ التطوير باتجاه يؤمن فعلياً حلولاً للقضية الفلسطينية وللمسألة الإسرائيلية، للقضية الفلسطينية حق تقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية على أي جزء من الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، نتمكن من أن تكون بيدنا تحت عنوان "سلطة وطنية فلسطينية" تتطور السلطة الوطنية الفلسطينية إلى دولة مستقلة بحدود 4 حزيران/ يونيو عاصمتها القدس الشرقية والحل السياسي الشامل يكون في إطار تلبية هذه الحقوق ممثلة بالتفاوض عنها منظمة التحرير الفلسطينية، وإيجاد حل بشأن حق عودة اللاجئين وفقاً للقرار الأممي 194، ولذا في هذا الميدان طورنا مجموع هذه الأفكار التي بدأت منذ عام 1969 بالدعوة إلى حلول سياسية، وتطورت في هذا المجرى الذي ذكرت إلى النقاط العشر التي هي البرنامج الوطني المرحلي بإجماع المجلس الوطني لمنظمة التحرير بكل فصائل المقاومة والنقابات والاتحادات والشخصيات المستقلة، والبرنامج الوطني المرحلي يضمن الحقوق الوطنية الفلسطينية بموجب قرارات الشرعية الدولية، والتسوية السياسية المتوازنة؛ تضمن حلّ المسألة الإسرائيلية في إطار "دولة إسرائيل" في حدود 48 دون توسع إسرائيلي جديد، وهنا أقول تم بالنقاط العشر حل المشكلة والحقوق الفلسطينية في هذه المرحلة أساساً لمرحلة لاحقة جديدة نحو حل عادل وديمقراطي بدولة ديمقراطية موحدة على كامل أرض فلسطين التاريخية، ووقف التوسع الإسرائيلي في القدس والأرض المحتلة عام 1967.
وأما بشأن العلاقة الأردنية ـ الفلسطينية فهذه تأتي بعد تقرير المصير وبناء الدولة الفلسطينية المستقلة عاصمتها القدس الشرقية المحتلة، عندئذ على قواعد جديدة تضمن الشخصية والهوية الفلسطينية، والشخصية والهوية الأردنية، بكيان فلسطيني مستقل وكيان أردني مستقل بينهم علاقات مثل ما وقع مثلاً في تجارب كثيرة عربية ودولية، وهناك تجارب عديدة في العالم ومن بينها تجربة الاتحاد السوفييتي وروسيا الاتحادية وتجربة الصين وفيتنام، تجربة وتجارب أوروبا نفسها كالتجربة السويسرية والبلجيكية وتجارب عديدة في هذا العالم بما فيه تجربة الولايات المتحدة الأمريكية، يوجد أشكال وصيغ متعددة لكيفية إعادة بناء علاقات جديدة على قاعدة حق تقرير المصير والديمقراطية التعددية، حق حماية وصيانة وتطوير كل من الشخصية والهوية الوطنية الفلسطينية والأردنية ... هذا هو المسار. في إطار هذا المسار عندما طرحنا مشروعنا في آب/ أغسطس 1973 قبل حرب أكتوبر، وهذه مسألة هامة جداً جداً؛ لنؤكد بأن مسارنا هو مسار تطويري استقلالي وطني وقومي، قام بأفكارنا واستيعاباً تجارب شعبنا وتجارب قوى حركات التحرر الوطني في العالم، والتجارب التقدمية والمتقدمة بالعالم، لأنه أيضاً تجربة الولايات المتحدة الأمريكية على سبيل المثال هي تجربة متقدمة في سياقها التاريخي آنذاك، وتجربة بلدان في أوروبا الغربية والشرقية، وأمامنا أيضاً دروس تجارب أخرى فاشلة مثل تجربة باكستان على سبيل المثال وبنغلادش كانت هذه بلاد واحدة، باكستان الشرقية وباكستان الغربية انتهت إلى كوارث في باكستان ما زالت قائمة حتى يومنا، ولذلك أقول هذه التطورات وهذا الطرح الجديد مبدع مبني على الواقعية الثورية المستمدة من حق الشعوب بتقرير المصير، حق شعبنا بتقرير المصير، واصطدمنا فوراً بالحركة الفلسطينية ذات النزعات الوطنية الضيقة والانعزالية وذات النزعة القومية اللفظية العدمية،التي لا أفق عملي لها، ولذا اصطدمنا باتجاه داخل فتح وآخرين، وخاضوا صراعاً فكرياً وسياسياً معنا (راجع كتاب حواتمة "أوسلو والسلام الآخر المتوازن" وكتاب "البرنامج الوطني المرحلي ... وحدة ـ صراع ـ وحدة")، بينما هؤلاء أدركوا فيما بعد أن كل قوى المقاومة الفلسطينية وكل قوى حركة التحرر والتقدم العربية وكل الدول العربية والاتحاد السوفييتي والصين، وكل تجارب البلدان الاشتراكية الأخرى وقوى التحرر والتقدم في العالم؛ كلها ساندت البرنامج الوطني المرحلي من أجل حق الشعب الفلسطيني بتقرير المصير والاستقلال، والدليل على هذا ما وصلنا له بعد إقرار هذا البرنامج مباشرة بحزيران/ يونيو 1974 من منظمة التحرير بالإجماع في المجلس الوطني الفلسطيني؛ فوراً أجمعت الدول العربية على ذلك، وفوراً الاتحاد السوفييتي والصين وتجارب البلدان الاشتراكية اعترفت بذلك، ودول آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية اعترفت بذلك ودخلت منظمة التحرير عضواً مراقباً في الأمم المتحدة كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني، وتطور لاحقاً هذا الاعتراف، قصدت أن أقول اصطدمنا وسقط منا شهداء وجرحى، ومن الجانبين في المخيمات بلبنان، شكلوا جبهة الرفض بزعامة السلطة الحاكمة في العراق؛ رغم أن هؤلاء جميعاً وافقوا على هذا البرنامج بالإجماع في المجلس الوطني الفلسطيني الذي انعقد في حزيران/ يونيو بالقاهرة عام 1974، وظلّوا خارج إطار المؤسسات المنبثقة عن منظمة التحرير إلى عام 1979، وهذا أوردته بالتفصيل بكتاب "حواتمة يتحدث" وكتاب "البرنامج الوطني المرحلي"، وكتاب "أوسلو والسلام الآخر المتوازن"، عندما كان لدينا دورة مجلس وطني فلسطيني في دمشق في قاعة اتحاد نقابات عمال سورية، استضافونا شاكرين لهم ذلك، ووقع خلاف كبير فيما بيننا وبين جبهة الرفض في ذلك الوقت، وكذلك خلاف كبير ضد أن ينضموا إلى جبهة الصمود العربية، عندئذٍ استدعيت قوى جبهة الرفض جميعاً إلى مقر وزارة الخارجية السورية بحضور وزير الخارجية عبد الحليم خدام ووزير الخارجية العراقية حين ذلك طارق عزيز وأبلغوهم بأنه عليكم أن تعودوا إلى المجلس الوطني وتبايعوا ياسر عرفات، فلم يعد هناك خلافات سورية ـ عراقية بعد أن وقعنا الميثاق القومي العراقي ـ السوري، وفعلوا هذا فعلاً دخلوا إلى القاعة وزهير محسن زعيم الصاعقة في حينه شهيد له الرحمة ألقى خطاب بايع أبو عمار. أيضاً بهذا الميدان كان المجلس الوطني أقرّ بالإجماع البرنامج المرحلي كما ذكرنا في حزيران/ يونيو 1974 ... تمكنا وصمدنا وواصلنا نضالنا ووقع تفاهم بين قيادة الجبهة الديمقراطية وقيادة حركة فتح، وأدرنا حوار شامل في بيروت مع جميع الفصائل، بالنتيجة وافقوا على البرنامج الوطني المرحلي، وافقوا على ذلك وذهبنا إلى المجلس الوطني لمنظمة التحرير في القاهرة وأُقرّ بالإجماع فلسطينياً وثم بالإجماع من الدول العربية في قمة الرباط (تشرين أول/ أكتوبر 1974).
ولأول مرة نقيم معادلة متوازنة بين الوطني والقومي على قاعدة حق كل شعب من الشعوب العربية بتقرير المصير والاستقلال، وعلى قاعدة أن يمثل كل شعب نفسه بنفسه وعلى قاعدة القضايا المشتركة فيما بيننا بالشأن الفلسطيني أو بشؤون عربية هي في إطار التعاون في إطار القمم العربية وبعدها بأسابيع قليلة بعد قمة الرباط تتالت الاعترافات الكبرى بمنظمة التحرير ممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني بموجب البرنامج السياسي الجديد، ولولا ذلك وصلت منظمة التحرير إلى حالة "موت سريري"، لأنه بعد حرب أكتوبر 1973 مباشرة الذي وقع دعوة إلى عقد مؤتمر جنيف برعاية كل من الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفييتي والمدعو فقط "إسرائيل، مصر، سوريا، الأردن". الشعب الفلسطيني غير مدعو وغير موجود بأي صيغة من الصيغ، ومنظمة التحرير غير مدعوة ومشطوبة، والحضور الفلسطيني أصبح حضوراً فلسطينياً وعربياً ودولياً، أي دَوّلنا وعَرّبنا القضية الفلسطينية ولم نقف عند حدود "يا وحدنا"، لم نقف جميعاً عند حدود "انعزالية فئوية مغلقة"، بل أصبح الحق الفلسطيني حقاً عربياً وقومياً، أممياً بأغلبية دول العالم، دول الأمم المتحدة، وبالأمم المتحدة بدخولنا في عضويتها في ذلك الوقت ... هذا كله وقع تمردات عليه لاحقاً كما أشرتُ، وتشكيل جبهة الرفض، وانقسمت الدول العربية على نفسها على حساب التضامن العربي وقرارات القمم العربية، وأيضاً هذا تم حله عربياً بقمة الرباط وتم حله فيما بعد، بعد أن طلب طارق عزيز وعبد الحليم خدام من هذه القوى أن تعود إلى قاعة نقابات عمال سورية وتبايع من جديد عرفات، وفرطت جبهة الرفض بدون مراجعة نقدية ... بدون إعلان، وعادت قوى جبهة الرفض جميعها إلى مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية باعتبارها جبهة ائتلافية من القوى والفصائل والتجمعات النقابية والمهنية والشخصيات الوطنية، باعتبارها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني وعلى أساس البرنامج السياسي الجديد الذي أُقِرَّ منذ حزيران/ يونيو 1974.

أستاذ حواتمة شكراً جزيلاً لكم، ولنتوقف هنا اليوم ونتابع الأسبوع القادم ...



#نايف_حواتمة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حواتمة في برنامج -رحلة في الذاكرة- الحلقة (3)
- حواتمة في برنامج -رحلة في الذاكرة- الحلقة الثانية
- حواتمة في برنامج -رحلة في الذاكرة-
- حواتمة في حوار مع صحيفة -اليسار والتقدم- اليونانية
- الشعوب في الميادين ... واليسار من القيم والرؤيا إلى النهوض ا ...
- كلمة الرفيق نايف حواتمة في المهرجان السياسي المركزي في ملعب ...
- النهضة العربية الكبرى قادمة والتغيير قادم
- حواتمة في حوار مع فضائية -العالم- الإيرانية
- في حوار شامل مع أمين عام الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حواتمة: العودة إلى تجديد العلاقة بين منظمة التحرير والسلطة ا ...
- حواتمة: مكوك المفاوضات الموازية يدور بين أطراف التفاوض
- الضغط الإسرائيلي لا يواجه بضغط فلسطيني موحد متحد يلتزم بقرار ...
- حواتمة: الحوار بين فتح وحماس -احتكاري ولن ينتج مصالحة او وحد ...
- حواتمة: انتخابات 2006 تمت بقانون انقسامي لا ديمقراطي
- حواتمة: مخاطر ضياع إقامة دولة فلسطينية
- نايف حواتمة: ندعو لدورة استثنائية للجمعية العمومية للأمم الم ...
- حواتمة : رحل ابو عمار مناضلاً شجاعاً في سبيل حقوق شعبنا
- حواتمة العودة إلى الشرعية الدولية وإلى أصل القضية الفلسطينية
- الأمين العام نايف حواتمة في لقاء خاص عبر إذاعة صوت الوطن من ...
- حواتمة في حوار مباشر مع الجزيرة مباشر


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - نايف حواتمة - حواتمة في برنامج -رحلة في الذاكرة- (الحلقة الرابعة)