|
من ام المعارك الى ام المهازل
احمد عبد مراد
الحوار المتمدن-العدد: 3430 - 2011 / 7 / 18 - 04:44
المحور:
كتابات ساخرة
بثقل هموم الدنيا كلها تحمّل الشعب العراقي وعلى مدى سنين طويلة (موّال) ام المعارك سيئة الصيت والسمعة كما هم اصحابها ومروجيها من ارهاط البعث الدموي الفاشي مع ما صاحبها من ازهاق لارواح الناس الابرياء و افقار الشعب والسطوا على قوته اليومي من خلال اجبار الناس بالتبرع باموالهم وممتلكاتهم وماملكت ايديهم وارغام نساء العراق بالتخلي عن حليهن ومصوغاتهن ارضاءا للقائد (الضرورة ) الجرذ الاجرب صدام صبحة وجلاوزته من ايتام البعث العبثي ،لقد ادخلتنا ام المهالك وحروب النرجسي المعتوه المتواصلة الداخلية والخارجية في نفق مظلم يصعب الخروج منه برغم كل المستجدات التي حصلت وتحصل في حياة الشعب العراقي وآخر ماجرى للعراق انه يحتل من قبل اميركا وحلفائها في القرن الواحد والعشرين بعد ان نال العراق سيادته في صبيحة الرابع عشر من تموز في ثورته العارمة التي اطاحت في الحكم الملكي وطرد الاستعمار البريطاني والتحرر من ربقته المقيتة . لقد راهن البعث الفاشي في استمرار ديمومة حكمه للعراق من خلال جبروته وبطشه في الشعب العراقي واذلاله وافقاره وادخاله في دوامة مستمرة من المشاكل وعزله عن العالم الخارجي وحرمانه من الاستفادة من الثورة العالمية للاتصلات والمعلومات بغية تجهيله ومن ثم السيطرة عليه وقيادته نحو المجهول وجعله يئن تحت احكام الفصل السابع الجائرة وارتهانه وارادته لمن هب ودب ممن(يستحق ومن لا يستحق).. اي حزب عار هذا البعث العفلقي واي اناس ينتمون اليه ممن فقدوا كل القيم الخيرة والنبيلة وطلقوها بالثلال ليتزاوجوا ويتعاشروا مع كل انواع الرذيلة ويسلكوا طرق الظلام والاجرام الذي قل مثيله حتى في تشكيلات الغستابو وكل كتائبهم وتشكيلاتهم النازية،لقد امعن البعث في غيه وحقده على البشرية وتحول الى كلب مسعور ينهش كل من طالته انيابه في الداخل والخارج حتى اوصلنا لما نحن عليه من مهانة الاحتلال والهيمنة الاجنبية والارتهان للاجنبي وساق الشعب العراقي الذي اعياه الضرب والقهر والذل للقبول بالاحتلال ونظام حكم غير واضح المعالم يحمل الطائفية والجهوية والمذهبية والعشائرية والاثنية والمحاصصة المكروهة. لقد انتقلنا من ام المعارك والمهالك الى ام المهازل،،الحكم الطائفي الميليشيات المتحكمة في مصائر الناس وتهديدهم ولأتفه الاسباب بعودة هذه الميليشيا وصحوة تلك الخلايا الخامدة وفرض الارادات والزعامات الزائفة والتي لم نسمع عنها ولم تحرك ساكنا ايام حكم المقبور المجرم صدام حسين ،لقد بات العراق مرتعا لكل مجموعة مهما كانت صغيرة وتافهة وحقيرة وبمجرد استعدادها لحمل السلاح وقتل وخطف وسبي الابرياء ان تعيث في هذه الارض الطاهرة الفساد والدمار وتذيق اهله الطيبين المذلة والمهانة ناهيك عن سطوة وجبروت الحيتان الكبار التي وبمجرد الاختلاف على المناصب والمغانم وتقاسم الكراسي تشتعل ارض العراق وتلتهب تحت اقدام المعدمين الذين اصبحوا في حيرة من امرهم فهم بين خيارين احلاهما مرعلقم فمن جهة تتجه بعض القوى في استغلال مشاعر الشعب العراقي وحبه لدينه باغراقه في الاوهام والتبعية والانقياد وراء قوى تبث الجهل والتشويش والخرافة والخوف وتحرم وتحلل كيفما رأت وكيف ما شائت وبما يخدم مصالحها وتوجهاتها وعلى الجانب الاخر ابتلينا بقوى ظهرت بعد سقوط الصنم وهي خليط من الطائفية والجهوية والبعثية واذنابهم الكلبية التي لو ادخلتها في قصبة لمدة اربعين يوما لعادت لاعوجاجها وكما يقال(ذيل الكلب يظل اعوج) وهذا حال البعث النازي. نحن نعيش مهزلة حكم، وحكم المهزلة بعد ان انتشينا بالسقوط المذل لحزب العفالقة. اي حكم مشوه اعرج هذا الذي نراه ونعيشه ،لا لون له ورائحته تزكم الانوف وطعمه يسبب الحشرجة ،فمن الفساد الاداري والمالي وسرقة اموال الشعب وبيع املاكه باثمان بخسة والتفريط بسيادته وانعدام الخدمات على جميع المستويات وتهريب ثرواته وتزوير الشهادات واختلاس الاموال ،عصابات الخطف والسلب وفرض الاتاوات والتهريب تملئ المدن العراقية ولا تكتشف الا بعد تنفيذ عملياتها الاجرامية . والمهزلة الكبرى ان الحكومة العراقية تفردت عن مثيلاتها من الحكومات سواء على مستوى المحيط والعالم فمن المتعارف عليه ان هناك حكومة وهناك معارضة اوهناك حكومات وانظمة شمولية دكتاتورية اما نحن فلدينا حكومات ولدينا ليس برلمانا واحدا بل برلمانات وليس من يستطيع المزايدة علينا بكثرة التصريحات والمزايدات والاكاذيب والادهى من كل ذلك ان كل الدول منسجمة في مطالبها ومواقفها الخارجية عدى برلمانيينا ووزرائنا فأن تصريحاتهم متضاربة ومتعارضة ولا تخدم التوجهات والسياسات والمصالح العامة لدولة وشعب العراق وخير دليل على ذلك الموقف من ميناءمبارك الكبير الكويتي ففي الوقت الذي يصرح وزير النقل بأن الميناء يؤثر وبشكل كبير على الملاحة والسفن القادمة للعراق يطل علينا وزير الخارجية لينفي ذلك. الحكومة العراقية تتشكل من مجموعة قوى واحزاب ولكن هناك شذوذ عن القاعدة المتعارف عليها كما اسلفنا فنرى حزبا معينا اوتيارا سياسيا له ثمانية الى عشرة وزراء منها سيادية بالطبع ويعمل باتجاهين متعارضين ففي الوقت الذي يشكل ثقلا سياسيا في الحكومة ومجلس النواب ويمارس حقوقه الديمقراطية كاملة يجنح الى تشكيل جيشا والوية ويمتلك سلاحا ويحارب ويقصف القوات الامريكية التي تتواجد وفق اتفاقات بين الدولتين ومن الذى يستطيع تبرئة تلك القوى من القصف الذي يسقط على المنطقة الخضراء ،كما ان تلك (الحكومة التي هي داخل حكومة ) تستعرض جيوشها علنا وبأسماء وشارات وهذا مخالف للاعراف الدولية ،وعلى الطرف الاخر قوة سياسية رئيسية تمتلك احد عشر وزيرا بينها وزارات حساسة وسيادية وبنفس الوقت تتظاهر تلك القوى وتصف الحكومة بسرقة المال العام والفساد الاداري وتطالب باطلاق سراح المعتقلين وتصل الى حد تبييض السجون والتهديد بتقديم الطلب الى البرلمان بسحب الثقة من الحكومة والغريب في الامرهي نفسها تشكل نصف الحكومة،اليست هذه مهزلة من مهازل الحكم في العراق.
#احمد_عبد_مراد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
رعونة الحكام العرب جعلتنا لعبة بيد امريكا
-
مابني على باطل فهو باطل
-
ام عامرتقول(والله ملّينا)
-
لماذا لا نحتكم الى الديمقراطية بدلا من القنابل الموقوتة
-
هل هي لعبة امريكية خالصة
-
حكومتنا ولدت كسيحة ولا زالت كذلك
-
مساع محمومة لتخريب وحدة الطبقة العاملة العراقية
-
الطبقة العاملة العرافية عصية على اعدائها
-
مشاهدات وانطباعات سريعة
-
الحزب الشيوعي مدافع امين عن مصالح الشعب
-
ماهكذا ياسيدي النائب -حسن السنيد
-
تجري الرياح بما لا تشتهي السفن
-
اقطعو الطريق عليهم
-
نريدها انتفاضة سلمية تهتز لها عروش الفساد
-
ايها المواطن ماذا يقفز في ذهنك عندما تتذكر حكامنا العرب
-
العوامل المؤثرة في تردي الوضع الامني وتفشي الاعمال الارهابية
-
سلاما تونس الخضراء
-
كل شيء لكم ماذا تركتم للاخرين
-
بوادر ايجابية تلوح بالافق السياسي
-
العوائل العراقية المهجرة تناشد الحكومة انصافها
المزيد.....
-
بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في
...
-
-الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
-
حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش
...
-
انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
-
-سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف
...
-
-مأساة خلف الكواليس- .. الكشف عن سبب وفاة -طرزان-
-
-موجز تاريخ الحرب- كما يسطره المؤرخ العسكري غوين داير
-
شاهد ما حدث للمثل الكوميدي جاي لينو بعد سقوطه من أعلى تلة
-
حرب الانتقام.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 171 مترجمة على موقع
...
-
تركيا.. اكتشاف تميمة تشير إلى قصة محظورة عن النبي سليمان وهو
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|