عبدالنبي فرج
الحوار المتمدن-العدد: 3430 - 2011 / 7 / 18 - 01:15
المحور:
الادب والفن
رسالة إلي الروائي المصري صنع الله إبراهيم
عبد النبي فرج : رسالة إلي صنع الله إبرا
لولا وجود اسم صنع الله إبراهيم وقليل من الأسماء في مؤتمر(( أدباء وفنانون للتغيير)) ما كنت بالمطلق متكبدا مشقة كتابة 140 حرف في تويتر و الاختلاف وارد بطبيعة الحال مع كاتب كبير بحجم صنع الله إبراهيم وأنا أختلف مع صنع الله في مسألتين واحدة مؤجلة من يوم مؤتمر الرواية الأول
والذي وقف فيه صلبا في مواجهة سلطة مبارك الغاشمة وأعلن إدانته لسلطة الفساد وتدمير مصر رافضا الجائزة وخرجنا منتشين واعتبرناه نصرنا في زمن الهزيمة الشامل ولكن بقت في نفسي غصة والغصة التي أقصدها هي هذه التحية التي لا تليق إلا بمجاهدين حقيقيين لجيل الستينيات واللجنة الموقرة التي منحته الجائزة وهنا نختلف مع صنع الله لهذه الأسباب
1- أن جيل الستينيات مفهوم غامض ولم يكن في يوم من الأيام كتلة واحدة أو مسار واحد بل إن هذا الجيل الغامض الذي نتعامل معه علي أنه الجيل الذي كتب في الستينيات يضم أسماء وسنين عمرية مختلفة من الخمسينيات والسبعينيات ولا يوجد هنا تناقض فالكتلة صنفت علي أساس مفهوم للكتابة أكثر من أي شيء آخر وكان يجب أن تظل كما هي حصريا في إطار الكتابة وليس النضال السياسي ولكن ماذا نفعل للعم صنع الذي سحب خيمة الجيل الكتابي وجعلها ترفرف علي أشتات من البشر لهم مواقف ومشارب مختلفة كثيرا منها مخز
2 التحية لم تكن موجهة للكتابة ولكن كانت موجهة للنضال والدفاع عن قيم الحرية والعدالة والكفاءة ودولة القانون وهنا وقفة أن من قام صنع الله بتحيتهم للأسف تخلوا عن النضال في مراحله الأولي بل باعوا كما اعترف كاتب أقل خبثا وهو أ/ يوسف القعيد علي قناة عربية من عشر سنوات تقريبا , لم يبيعوا فقط بل كانوا أداة تزيف وعي الشعب وشاركوا في جرائم بدون أن يرف جفن لهم جرائم معروفة ومفضوحة والأسماء لن تفيد ولكن حالة مشاعة ولا أعتقد أن صنع الله لا يعرف وهو السياسي العتيد والقارئ النهم للصحف والمرتبط بعلاقات إنسانية تجعله متابعا لما يجري من فضائح ومخاز حتي تحول المشهد الثقافي إلي ماجور , ماجور لا يزكم الأنوف فقط ولكن أصبحنا نخوض فيه ونشعر كالسكارى أننا نخوض في أنهار عسل الجنة , بل إن واحدا من أعضاء اللجنة الموقرة الذي أعطي لصنع الله الجائزة وهو محمود أمين العالم كان المهندس الأول للتسكين ليس في حظيرة “الوزير الفنان ” فاروق ولكن كان مهندسها منذ دولة ناصر وثروت عكاشة , في النهاية أنت أخطأت في تحية جيل الستينيات وعليك الاعتذار للشعب المصري الذي يثق فيك ويثق في كلامك ويتصور أن جيل الستينيات كتلة واحدة مجيدة علينا عندما نري كاتبا منهم بالصدفة ان نضرب تعظيم سلام
3 – اذا كان صنع الله قد عمم لا يمكن بأي حال من الأحوال أن نقع في الخطأ الذي وقع فيه ونعمم أن الكل باع في جيل الستينات فلم يبع كثير جدا من الكتاب والفنانين ودفعوا حياتهم وعانوا شظف العيش والإهمال والترك والحذف من الحياة المادية والرمزية ولم يبيعوا ولم يقايضوا علي حريتهم من أجل شيء أي كان
2 الاختلاف الثاني مع الروائي صنع الله إبراهيم هو قبوله التكريم من قبل كتاب وفنانون للتغيير لماذا
؟
1 إن التغير في كل المجالات السياسية والاقتصادية في مصر بعد الثورة كان متفاوتا ولكن حقل الثقافة هو الحقل الوحيد الذي لم يتغير فيه شيء علي الإطلاق حتى الآن وتظل منظومة فاروق فساد هي السارية ولم يحدث تغيير حتى في الأشخاص من خارج حلقة الفساد سوي د عز الدين شكري وعلينا الانتظار قليلا حتى نري ما هو فاعل وكان علي صنع الله ان يتمهل قليلا حتي يري منظومة الفساد تتغير قبل أن يقف علي بوابة المجلس عريسا محتفي به فمجرد دخول صنع الله هو مكسب لسلطة الاستقرار وبقاء الحال كما هو
2 – أن كثيرا جدا من منظمي حفلة الاستقلال الأولي كانوا جزءاُ من منظومة الفساد بل كانوا الذراع القوي لجابر عصفور وفاروق حسني وسمير سرحان وفوزي فهمي وهذا لا يمنع أن نقول ان هناك أيضا شرفاء
3 أن هناك علامات استفهام كثيرة حول دور هذا التجمع المحدود والذي انبثق من رحم حركة كفاية في عز ازدهارها . فقد بدأ التجمع مستقلا وكان يعول عليه الكثير وكنت واحدا من الحضور من أول يوم وانسحبت عندما تم السطو عليه من مهرجي السلطة وتم تحويله إلي حالة كرنفالية شارك فيها كتاب وفنانون وناشرون ووصل المشهد الي ذروة المسخرة عندما كان يتم تجميعهم في ميدان طلعت حرب وأحد الناشرين يرفع عصا عبدا لسلام النابلسي في فيلم شارع الحب ليقود الأهازيج والمساخر , ثم بعد ذلك تختفي لتظهر مرة أخري عندما يريد فاروق حسني ان يعقد مؤتمراً للمثقفين ثم يختفي مرة أخري لا نعلم لماذا
4 اذا كنت تشك لحظة في صدق روايتي عن تجمع ضد التغيير , اطلب من وزارة الثقافة كشف المنح والمكافآت التي أعطيت لرموز الاستقلال من خلال منح وزارة الثقافة و مهرجان القراءة للجميع
تعلم أكثر مني للمكان دلالة رمزية شديدة الأهمية واختيار المكان في هذه الحالة السائلة المرتبكة كاشف عن رؤية أي منتدى أو تجمع , أو جمعية , واختيار المجلس الاعلي من قبل المنظمين كبوابة وقبلة ومعبد لم يكن سقطة أو عفو الخاطر ولكن بناء هذا التجمع قائمة فكرته الأساسية علي قدم في السلطة وقدم علي القهوة وبذلك يكون ضرب عصفورين بحجر كسب ود الشارع باعتباره مندوبهم لدي السلطة وكسب السلطة باعتبارها مندوب السلطة لدي زهرة البستان أو التكعيبة وسهل إدماج من لا يذهب أو يحج إلي البستان طالما أنه في مكان فاعل مثل صفحة ثقافية , جريدة أدبية , منتدي , ندوة وهكذا فمساحة التجمع توسع وتضيق حسب مصالح ,
5 البعض يري أن باب المجلس مفتوح وده بيت المثقفين المهم الاستقلال ” أرجوا مراجعة تصريحات فاروق حسني “” بالكربون . ما الذي يجعل تجمع يري في نفسه الاستقلالية يختار المجلس , قلة أمكنة , ولماذا ؟ ؟ يوجد أماكن في مصر أكثر استقلالية ,مثل , نقابة الصحفيين , اتحاد الكتاب رغم كم الملاحظات علي دور اتحاد الكتاب يظل أكثر استقلالية , الاتيلية , التاون هاوس أو يتم تأجير مكان , خاصة أن أعضاء الفريق مرتاحين ماديا , اللهم لا حسد ,
6 لو نظرت في المحاور الذي تقدم بها النبهاء والتي تكشف عن هزال فكري وعقم وانعدام خيال مثل 1 الرقابة وأنواعها وهذا موضوع قديم تم استهلاكه عشرات المرات وكان مرحبا به من سلطة مبارك وسيتم الكلام فيه عن الظلاميين وهما طبعا الإخوان المسلمون , 2 مستقبل الثقافة، هيكلة المجلس الأعلى للثقافة وهذا المحور قام المجلس الاعلي بعمل مؤتمر خاص عن الهيكلة منذ أيام يعني حرث في البحر , أما المحور الأخير خطابات ما بعد الثورة , يعني إيه خطابات ما بعد الثورة مش فاهم , لكن هكذا إناؤهم ينضح بأفكارهم الشاحبة
أخيرا ان هناك أكثر من حلقة استقلال ووجودك في مجموعة محددة يعطيهم امتياز عن باق حركات الاستقلال الاخري وان ارجوا أن تكون المسافة واحدة تجاه كل الحركات باعتبارك رمز شريف في زمن عز فيه الشرفاء في مصر المحروسة
عبدالنبي فرج
روائي مصري له العديد من الإصدارات منهـــــــا:
· جسد في ظل (قصص)
· طرق ممتدة وقد تم تغيير الأسم لطفولة ضائعة
· الحروب الأحيرة للعبيد
· ريح فبراير
· مزرعة الجنرالات رواية
· سجن مفتوح رواية
ت 0193397060
[email protected]
[email protected]
[email protected]
#عبدالنبي_فرج (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟