أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - بكر أحمد - توكل كرمان في كونها ميدانية أكثر منها سياسية














المزيد.....

توكل كرمان في كونها ميدانية أكثر منها سياسية


بكر أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 3429 - 2011 / 7 / 17 - 18:34
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


تقف الثورة الشبابية الآن في مفترق الطرق، وتدار الدولة بواسطة الإشاعات، والمماطلة الحالية في إحداث نقلة تصعيدية يقف خلفها اللقاء المشترك الذي يبحث عن صفقات سياسية عن طريق التفاوض مع دوائر خارجية تبدوا وحتى اللحظة ترفض رفع الغطاء عن نظام صالح بالكامل.

هذا ما يحدث، ومن الطبيعي أن يسبب هذا العمل انشقاق بين الثوار أنفسهم في ساحات التغيير فهنالك شباب يرون في التفاوض هذا انقلاب على نقاء ثورتهم التي تطالب بدولة جديدة لا علاقة لها بالدولة التي أقامها صالح وأبناؤه، بينما المشترك يرى أنه بالحوار سيتمكن من تحقيق أهداف الثورة دون إراقة قطرة دماء،وانعكس هذا الخلاف على ساحات التغيير إذ أنقسم إلى قســـــــــــــــمين( ساحتين ومنصتين) أحدهما يمثل اللقاء المشترك والثاني يمثل المستقلين والحوثيين.

هذا الانقسام ساهم كثيرا في فرز القواعد عن بعضها كما أنه يحدد رؤية الطرف الخارجي المتابع لهذه الثورة في تقيم الوضع وترتيب أولوياته وخياراته في دعم الجهة المناسبة، وعلني اجزم بأن هذا الفرز أو الانقسام جاء وفي هذه الفترة الزمنية الحساسة لصالح اللقاء المشترك الذي يبدوا ورغم كثرة الأخطاء التي يرتكبها أكثر عقلانية من الطرف الآخر ألذي انشغل وتحت الضغط الحوثي في رفع الشعارات المعادية لأمريكا والسعودية لتصفية حسابات سياسية سابقة وفتح جبهات عداء في وقت هو في غنى عنها، وهذا تصرف غير حصيف و لا يليق بالمستقلين الانجرار فيه وخاصة أن أوراق اليمن الآن باتت في يد الخارج الإقليمي والدولي وأن تجاهلهم أو معداتهم قد يؤخر الحسم، أما بالنسبة للحوثيين فأتمنى هذه المرة تقديم مصلحة الوطن أولا على أي مصلحة إقليمية أخرى.

- توكل كرمان في كونها ميدانية أكثر منها سياسية.

السيدة توكل كرمان تعتبر علامة فارقة في هذه المرحلة التاريخية في اليمن، ولها بصمتها المؤثرة وأيضا لديها أتباع لا يكلون أبدا عن الدفاع عنها ووصفها بالقائدة العظيمة ولا يتوقفون عن مقارنتها بألف رجل بسبب النظرة الذكورية السائدة في المجتمع اليمني الذي يعتبر أي جنس آخر غير الرجل هو جنس ناقص ومعتل الفكر وأيضا بسبب المرجعية الدينية التي تنتمي إليها توكل والتي لديها موقفها المعلن والمعروف تجاه عمل المرأة القيادي .

سبق وأن قامت توكل كرمان بعملية زحف متسرعة تسببت في إزهاق أرواح العشرات من الشباب، وكان ذاك العمل فاشل بكل المقاييس كونه حدث بدون أية تنسيق أو تنظيم أو عمل جاد له، بل كان الهدف واضحا بأنها محاولة إعلان واستعراض عضلات أمام جهات معينة بمقدرتها على تحريك ولو جزء يسير من الشارع وتقديم نفسها كورقة يجب التعامل معها، هنالك من وصف هذا العمل بالانتهازي والمستهتر،والبعض ذهب بطلب محاكمة توكل عما سببته في إزهاق تلك الأرواح الشابة، لكن شيء من هذا لم يحدث، وأصبح الدم اليمني ارخص ما يكون وتسابق على إهداره الثوار الجدد والمستبد القديم.

بعد تلك الحادثة الحزينة خفت دور توكل، واعتقدت أنها في طور المراجعة الذاتية وتأنيب الضمير الشديد وخاصة أنه تسربت إشاعات بفصلها عن العمل القيادي ومحاسبتها على ذلك العمل الدموي، إلا أنها ظهرت لنا فجأة بمجلس انتقالي لم يسمع أو يعرف عنه أحد بمن فيهم الأعضاء التي هي قامت بتعينهم مما سبب حالة من الارتباك الشديد ورفض الكثير من التيارات السياسية له، كما أنه بدا لنا كمجلس معاق ومشلول قبل أن يبدأ كون أن رئيس هذا المجلس الانتقالي رفض الزج باسمه ورفض هذا المنصب بذريعة كونه قاضي ويجب أن يبقى محايدا وقيادات تعيش في الخارج ولا تستطيع أن تعود لذا لن تتمكن من مزاولة مهامها وتجاهل تيار سياسي قوي وفاعل وهو الحراك الجنوبي السلمي الذي يقود النضال منذ أكثر من أربعة سنوات لتحقيق مطالبه وتنحية اللقاء المشترك الذي شئنا أو أبينا يشكل تيار قوي وفاعل ومعترف به محليا ودوليا، ناهيك عن اتخاذ قرار بتشكيل مجلس انتقالي يمثل اليمن بشكل منفرد دون التنسيق مع باقي المحافظات اليمنية الأخرى إذ وضعت نفسها ومن معها قادة يحق لهم تشكيل المجالس وتعيين الشخصيات دون حتى الرجوع حتى إلي من يتم تعينهم.

هذا ليس فشل عادي، بل هو فشل نوعي لا يقع به أي إنسان يتمتع ولو بالحد الأدنى من الحصافة والديناميكية والوعي السياسي، ويكمن جوهر وعظمة هذا الفشل في أنه سيشق الصف الشعبي بشكل أكثر ضراوة عما هو عليه الآن، كما أنه أحرق ورقة تشكيل أي مجلس انتقالي أو وطني في المستقبل يكن معترف به ويمكن التعامل معه على المستوى الداخلي والخارجي.

أثبتت السيدة توكل كرمان أنها امرأة قيادية ميدانية أكثر منها سياسية، وهي وأن كانت تستطيع أن تقود مجموعة من الشباب المتحمس لها ولفكرة الثورة، إلا أنها لا تستطيع أن تجلس على طاولة الحوار والمفاوضات وقبلها لا تستطيع أن تضع الخطوات الفعلية لإنجاح أي عمل تود القيام به، لذا آمل منها ومن يعمل في محيطها أن يترك التخطيط ووضع الآليات السياسية والفكرية لذوي الاختصاص وأن تكتفي هي بالعمل الميداني المعد لها سلفا، فلا مجال أكثر لمزيد من الفشل والتهور خاصة أن عواقب أعمالها خطيرة وغير محتملة.



#بكر_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نحو فرز ليبرالي عاجل في اليمن
- لقاء بروكسل ......بداية جيدة
- اليمن في غرفة الوصاية المركزة
- ما أوسخه
- أنسنة علي صالح ...واللجوء إلى المجتمع الدولي
- الجندي ...هل هو مواطن يمني ؟
- احتلال عدن مرة ثانية
- ماذا تعلم ساركوزي من الرئيس اليمني !
- عمر البشير والرئيس اليمني ....قواسم شتى .
- ماذا تفعل القاعدة في مدن جنوب اليمن .
- مسلسل همي همك ، لماذا أغضب السلطة ؟
- إرهاب دولة .
- فهل نكن بشرا ..لمرة واحدة فقط .
- ماذا تبقى من الحزب الحزب الإشتراكي اليمني
- العرب ما بين الساسان وآل عثمان
- وتمزقت اعضائها التناسلية
- المانحون لا يثقون بالحكومة اليمنية
- يمن ما بعد الحوثية
- العالم يكتشف اليمن في اسوء صوره
- أسلمة الجدار الفولاذي مع غزة


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - بكر أحمد - توكل كرمان في كونها ميدانية أكثر منها سياسية