جواد كاظم غلوم
الحوار المتمدن-العدد: 3428 - 2011 / 7 / 16 - 15:07
المحور:
الادب والفن
حين يجيءُ الحزنُ بعكّازيه المنخورين
تهللُ العناكبُ فرحاً
تغادرُ زواياها العالية
وتفرشُ شِباكَها
لاصطيادِ الأماني العريضة
**************
حين ينامُ الأسى جواري
يزاحمُني سريري
ويضيقُ بخناقي
تبكي الستائرُ وهي تودعُ الشمسَ
الوداعَ الأخير
*************
حين تعرِّشُ الوساوسُ في رأسي
ويطأطئ عُنُقي
أناديكِ بلسانٍ كسيرٍ أيتها الخيبة :
مدِّي بساطَك الأحمر مهابةً
دعي الوساوسَ تمرُّ مزهوّةً باحتفالها
تستأسدُ بين الجموع الهائجة بكرنفالِها
وهي تمدُّ رِقابَها فضولا
**************
تساؤل
مَن يستلُّ السيفَ مِن جوف الغِمْد
يغرزُه في أحشاء المعارك؟؟
من يرضعُ الجرذانَ الحبلى بالطاعون؟؟
من يغرزُ السيدا بدم الأطفال؟؟
مَن يجمعُ الرِقابَ المحنيةَ
وسط الملاعبِ الكبيرة؟؟
يدقُّ عُنُقَها بإسفينه
من يحرقُ اليانعَ واليابسَ
في مدينتي الصمّاء البكماء؟؟
سوى هذا " الكاليغولا " الأمرد .
أين تأوي العصافيرُ في المساءِ
إذا هُجِّرت أعشاشُها؟؟
كيف يتسامى الدُّعاءُ إلى السماء
إذا خُسِفتْ وكَبَتْ على وجهِها؟؟
متى يصيحُ الديكُ صادحاً
إذا امحتْ صباحاتنا واكفهرت؟؟
أنّى يكونُ للغناءِ صولتُه
إذا صُمَّتْ آذانُنا
وذُبِحت الحناجرُ من وريدِها؟
************
نداء
أنت يا أيها المدثِّر بغطائك الثقيل
الملتحف بالخمول
نم هانئاً ،مسترخيا بأحلامك الغائمة
ولْيحفّك الخدَرُ المكسوُ فيك
ابقَ رغيداً ،يحرسْك نداماك اليقظون
تلسعك رياشُك بالهواء الندِيّ
تحوطك الرعيةُ بالعناية والحنو
تغفو مع النسائم الملساء
اهجعْ، فوسادُك ضنكُ المكدودين
صدورُهم المترعةُ بالشجن
المرصَّعةُ بالهموم
عفوك أيها المدّثر لاتصْحُ
مازالت الأحلامُ لم تُسدلْ أستارُها
ما زالت الأراجيحُ تهزّكَ
ذات اليمين وذات الشمال
لم تبرح الإغفاءةُ جسدَك المعفَّر باللامبالاة
لايسعني إلاّ أن أقولَ لك:
نوماً هانئا
خدَرا آبِداً
سكينةً مزمنةً
بالاً طويلا
لتهنأْ في نعيمك
رائدُك كذّبَ أهله
نذيرُك أضاعَ مسراه
ما لنا سوى أن نهيمَ بوادٍ
غير ذي أثرٍ
غير ذي زرْعٍ
فأنت حارسُنا ،دليلُنا في التيه
سيّدُنا الغاطسُ في النسيان
جواد كاظم غلوم
#جواد_كاظم_غلوم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟