الروح والرياضيات والطبيعة

يوسف السعدي

الحوار المتمدن-العدد: 3427 - 2011 / 7 / 15 - 00:23
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع

عندما يجلس الرياضي والمنطقي في مكتبه مغمضا عينيه وياخذ ورقة وقلم ويقوم باستنتاج قوانيين رياضية جديدة مشتقة من المبادئ القبلية او تلك المبادئ التي تكون في مخيلتنا ولا نمتلك لها اي اثبات بل هي مجرد تطبيق للافاهيم القبلية على الحدس ومنها نترنح في عالم الرياضيات وناخذ في استنتاج قوانيين جديدة والتي ليست الا مجرد امتداد للمبادئ الرياضية الاساسية الغير مثبتة بل هي ترسندالية وحسب , وناتجة عن وعي المفكر-الانسان- ومخيلته ومنطقه وذلك كله مرتبط بالروح فطبعا الروح تجعله واعي وتجعله مفكرا وما ان يكتسب درب المنطق حتى يبدا بالرياضيات .
وكما نعلم بان لغة الكون هي الرياضيات فكل نظرية فيزيائية تكون ذات صيغة رياضية , ولكن لماذا نكون دائما واثقيين بان كل ظاهرة سوف تخضع للرياضيات, او بمعنى اخر ما الذي يجعل كل من معارفنا القبلية و مخيلتنا الرياضية بان تكون متفقة مع الطبيعة -لن اقول العكس طبعا- ؟ وما الذي جعل الكون قائما على مبادئ رياضية معينة دون الاخرى ؟

انا هنا سوف اتحدث عن علاقة ذلك بفلسفة سبينوزا-العلة المحايثة
يبدو ان الروح البشرية بحد ذاتها مرتبطة ارتباطا مع القوانين الطبيعية ذلك ان الروح اولا تصنع الوعي لصاحبها وما ان يمتلك هاذا الشخص العقل المفكر حتى تراه دون اي سبب امتلك قواعد الرياضيات الاساسية من مجرد ذهنه فقط والتي تتفق مع الكون ولكن كيف ؟
ان الكون او قوانين الكون وقوانين الروح والوعي ذات مصدر واحد بل هي اشكال مختلفة للجوهر نفسه - قوانيين الطبيعة/اله سبينوزا- فالعقل والروح مثل الجاذبية والكهروطيسية , فمثلا وجود كتلة يعني وجود امتداد لها , وانا اقول وجود القوانين يعني وجود....يعني وجود ...يعني وجود الروح ....يعني وجود العقل والحدس
ولكن ما هاذا المجهول الذي يربط الطبيعة بالروح ؟ لا احد يعلم حتى الان
والان ما الذي يجعل الطبيعة تخضع لاسلوب معين دون الاخر ؟
يبدو ان الطبيعة مسرح لكل اشكال الرياضيات بلا استثناء , بل ويبدو ان نظرية الاكوان الامتناهية تحقق ذلك بوجود صيغ مختلفة - مجهولة - لكل كون ويبدو ان حل مشكلة الوجود والعدم والله يتحقق من حيث الوجود الامتناهي للكون والطبيعة بحد ذاتها

#يوسف_السعدي (هاشتاغ)

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات