عبد الفتاح المطلبي
الحوار المتمدن-العدد: 3426 - 2011 / 7 / 14 - 22:32
المحور:
الادب والفن
طوقان – قصيدة
إلى شهداء مدينة المشرح*
عبد الفتاح المطلبي
طوقان في عُنُقي فحسبُهُـــمُ
طوق الحمامة ثم طوقهــمُ
طوق الحمامةِ شجوها بدمـي
وبطوقهم أُلحى و أتهــــمُ
لي من هديلك جارتي سبــبٌُ
يُغري المدامعَ فهي تنسجــمُ
إلفانِ نحنُ أنا بفاجعتــــي
والنوحُ منك لخافقي سهَــمُ
أوليس إن ناحتْ شريكتــه
إلفٌ يشاركْها ويقتســـمُ؟
مالي أراك إذن مفارقـــةً
وأسىً على عينيكِ يرتســمُ
ماذا دهاك ألست ِ من هتفتْ؟
إن المحبة َكلُها لهُـــــمُ
يا جارتي و النخلُ شاهدُنـا
وغدا إليه الكلُّ يُحتكــــمُ
ليت الذين بهـم عُذلتُ دروا
كِذْبَ العواذلِ كيفما زعمـوا
ما أجرأ العذال إذ عذلــوا
فبأي آلاء الهوى برمــوا
آليتُ صمتاً لن أعاتبهـــم
فالصمتُ أجمل إن همُ فهـوا
كيف استساغوا محنتي عسلا
وبأي أحكام الهوى حكمــوا؟
بالكاد كنت أسّفُ أجنحتــي
وإذا بهم حجَراً وقد رُجمـوا
كسروا جناحا رفّ فوقهــمُ
كسروهُ ظلماً ليتهم علمــوا
وكأن شكلي ليس شكلهـــمُ
وكأنني ماكنت بعضَهـــمُ
ليت الذين بمهجتي عبثــوا
علموا بما هشموا وما هدمـوا
ياجارتي نوحي علي فقـــد
بدأ الأسى بهمُ وههمْ ختمــوا
ياليت إني ما عرفتهــــمُ
يوما ولم أُهدى لبيتهــــمُ
وبقيت أجهل مايُرادُ بـــه
قلبي ولم أعلم بما رسمــوا
إني بشمتُ بهم أسىً وجـوىً
فاشهد على ما قلتُ يا قلــمُ
ووددتُ أن أشكو ولست أرى
لي قدرةً أو يُسعِف الكَلِــمُ
فانجد فؤادي يا حمام ونـحْ
نخل المشرحِ* هدّهُ الألــمُ
قتلوا بنيه لأنهم عشِقـــوا
وتجاهروا بالعشقِ ما كتموا
زعموا بأن نعالهم زحمــت
وجه الطغاة وحقّ ما زعمـوا
أزمعتَ قتلاُ بؤ إذا بـــدمٍ
ماضاع يوما للشهيــدِ دمُ
*المشرح: مدينه في أقصى الجنوب العراقي
قُتل أغلب شبابها في الثمانينات وبداية التسعينات
#عبد_الفتاح_المطلبي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟