|
رسالة المعتصمين بحبل الثورة الي النّخب السياسيّة المتكالبة على الكراسي
هدى حاجي
الحوار المتمدن-العدد: 3426 - 2011 / 7 / 14 - 22:28
المحور:
كتابات ساخرة
رأيت كل الأنهار تتفجّر من ينابيع الكرامة تعزف بأناملها السّكرية سوناتا بهجة على درج بيانو الدّهشة.. و شاهدتها تلحس خلاخل قدميك يا وطني و تمسّد كاحليك بزيت اكليل القمر و ترصعهما بالنّجوم..شاهدتها تلتقي ثملة و نشوى فجر حرية عند قدميك العاجيتين تلثمهما بشفاهها العسليّة
كان ليل ضيمك طويلا موحشا يرتدي معطف غيم ثقيل..غيم يطأ بأقدامه البنفسجيّة الفاقعة أحواض ياسمين البهجة ويخنق أنفاس براعم العزّة و يطبق بخطوه الثّقيل على أضمومات حبق الإباء البرّي..
مارد الاستبداد أفرد جناحيه الفولاذيين على السّماء الأجمل زرقة خمسة عقود و نيف و حطّ بكلكله على الأرض الخضراء مطلقا جراده حتّى لتكاد المواسم تضحي جرداء ..حتى لتضيق البلاد و تمسي زنزانة عازلة للصّوت نائمة في العتمة
أي ريح من سلالة النّار المقدسّة بعثت جنيّات البروق المتوهّجة يرقصن بمشاعل الرّفض رقصة زوربا و يكسرن نصال سيوف العزّة في عيون الطغاة و يمزّقن بهتافات المقاومة جبين الغيم فتهمي الكرامة مدرارا و أنهارا
لست أحلم و ليست أطياف الذّئاب التّي تراءت في كوابيس ليلي بعض أشجان جرحي القديم
انّما هذا دمي يتكوكب قمرا برتقاليا و يذهب بعيدا في الأغاني
دمي الذي استدار كقطرة ندى و أعار لحقول الزيتون رذاذ عشقها الأزليّ
لست واهمة و ليست مواكب الشّهداء دم وردة تفتّحت في طلقة قنّاص و نزفت في ملاءة عمرها القصير
انما أنا دم يتكوّر رصاصا يفجّر ذاكرتهم المزوّرة و يعيد كتابة التّاريخ بريشته المغموسة في محبرة دمائنا المراقة بجرم العقل المفكر و الفكر المدبّر و الذّهن المتآمر على القبيلة و العقيدة و المذهب و النّحلة و الطّائفة
هذا حرفي لا يتقن التزّوير و لم يحترف المدح في بلاطات الحاكمين و لم يُنحر كبرياؤه يوما على مذابح السّلاطين و لم يدبّج قصيدة رياء لكلب بتاج ملكيّ أو رئيس بنيشان عسكريّ
هذا جرحي المكابر حين لملمته في خزامى أمنياتي اندلق الشّجن جدولا بلا انتهاء ..جدول دم عربيّ نازف من جرح أوّل خليفة مغدور الى آخر شهيد انطفأ قبل لحظة في حماة أو دمشق أو مصراطة
أيّها الممسكون بجمرة الحلم المتوهّجة تستضيئون بها في عتمة الطريق الوعر اعتصموا بحبل الثورة و لا ترهبوا طريق الوحدة الوطنية لكثرة التجّار و قوافل الانتهازيّة.. كنا نريد وطنا عربيا من المحيط الى الخليج فأصبح السودان وطنين و اليمن يمنين و غدا يصبح بنغازي وطناو طرابلس ظل وطن و العراق أعراق و أوطان
.أيّها الثّوار لا تطرف احداقكم عن الشمس كي ترفرف على مرمى ابصاركم طيور الحرية
ايها العابرون على جرحنا لن تمرّوا الا كي نفقأ عيونكم الصّفيقة على نصل كرامتنا .قد توجعونا بخناجر غدركم ..قد تقتلونا لكنّكم لن تسرقوا رغيفنا مرتين و لن تريقوا زيت زيتوننا الذّهبي كي لا يظلّ ليلنا منطفئا و قناديلنا بلا زيت ..
لن تمرّوا و إن استنفرتم مخالب خسّتكم ..هذا عواء الذئب فيكم قد تتالى و تعالى و شحذتم كل خناجر غدركم لتنهشوا لحمنا المرّ ..
تتكاذبون في السرّ و في العلن و تغزلون من شرانق اللّغة مصائدكم العكرة و تتفنّنون في بيع أوهامكم البائرة للغافلين..لكن ما عاد في هذا المدى من غافلين
ألم يكن بعضكم من الغافلين في سنوات الجمر ؟؟..اأم يكن بعضكم في هبوب رياح الثّورة ذاهلين؟؟ ألم تترصّد بعض النّخب و الثقفوت لمن تكون الغلبة كي يميلوا مع الغالبين ؟؟
ألم تكن زمر منكم من المناشدين ؟؟ ألم يكن صحفيون و اعلاميون وشعراء منكم مدّاحين و لاعقي احذية؟؟ ألم يؤازر بعض السّاسة منكم البيان النوفمبري الانقلابي للجلاّد ؟؟ألم يهاديه بعضكم حكومة انقاذ وطنيّة ؟؟ ألم يبع بعضكم عرق الشّغالين و هو المؤتمن على رزق الكادحين
أليس من الأجدى اعتذار بحجم خطاياكم في حق رقابنا ..بحجم جحيم نار المحترقين ..بحجم وحشة ليل المعذبين في زنازين وزارة الارهاب الفاشستية..أليس من الأجدى حسابكم ؟؟ أليس من أضعف الإيمان انسحابكم؟؟
هذا حرفي عبوّة ناسفة لمسرحيتكم الهزليّة..هذه رسالتي لغم اخرق يمزّق ازار ضمائركم الميّتة و يفضح عادات تزلفكم المقيتة ..
هذا قلمي العاري لا يقدر ان يستر عورات دناءتكم و عطن انتهازيّتكم و جحافل اطماعكم القادمة
ارحلوا عن بيادر سنابلنا لم يبق من قمحنا ما تسرقون ..ارحلوا عن غاباتنا و واحاتنا ..ارحلوا عن بحرنا و برّنا ..ارحلوا عن أمسنا و يومنا وغدنا و دعونا نفتح نافذة على المستقبل..خذوا مآربكم و مذاهبكم و دعونا نحيا بسلام..خذوا أحزابكم و سبابكم و خرابكم و اقتتلوا بعيدا عن أرضنا
لا تشعلوا في سلام أرواحنا المتآخية أحقادكم القبلية و أهواءكم العقائدية و نحلكم التكفيرية فليس أحد منكم الفرقة الناجيّة كي يرسلنا لجحيم دكتاتوريّته ..خذوا كراسي من الشّوك و الصبّار حتى لا تجلسوا على رقابنا .فقد شاهدنا بقرف مؤامرتاكم و دسائسكم و مللنا مناوراتكم المفضوحة و قرفنا من بضاعتكم الموبوءة..
دعوا لنا أحلامنا الصّغيرة فلنا في بيتنا فوانيس تهمس بالفجر و لنا تنّور يطعم كلّ الجائعين و لنا سقف يظلّلنا في الحرّ و في القرّ من قرميد الحب و التسامح ..
خذوا حقائبكم و ارحلوا الى الدّول الغربية التي توظفكم و تحرككم لمصالحها كعرائس الحكواتي ..اغلبكم مورطون حتى النخاع و مالكم القذر الذي تشترون به ذمم الناس يشهد و يفضح أياديكم الملوثة..خذوا ايديولوجياتكم الحداثيّة و الماسونيّة و السّلفيّة و الاسلامية و الصّهيونيّة و الشّوفينيّة و توقفوا عن بيعنا في مزاداتكم العلنية ..توقفوا عن تحقيرنا و تصغيرنا و تخويننا و تكفيرنا باسم رؤاكم العبقريّة .فحتى الذّي منّا لم يفتح كتابا و لا يفكّ الأبجدية يستبطن من القرآن حكمته الأزلية و مقاصده الكونية ..لسنا نحتاج لدولة خلافة بل دولة مواطنة من اجلها كتبنا بدمنا و هتافاتنا ملحمة الحريّة . و اعلموا انّنا لم نثر من أجل افكاركم جميعها بل من أجل كرامتنا و رغيف الخبز كان هو أسمى قضية
أمّا إن شئتم أن لا ترحلوا فتعايشوا في تعدّد رؤاكم و دعونا نتوسّد سلام بلدنا الآمن
#هدى_حاجي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
رسالة لجرحنا المغدور بخنجر أخويّ : لو أحبّ إخوة يوسف يوسف
المزيد.....
-
وفاة الأديب الجنوب أفريقي بريتنباخ المناهض لنظام الفصل العنص
...
-
شاهد إضاءة شجرة عيد الميلاد العملاقة في لشبونة ومليونا مصباح
...
-
فيينا تضيف معرض مشترك للفنانين سعدون والعزاوي
-
قدّم -دقوا على الخشب- وعمل مع سيد مكاوي.. رحيل الفنان السوري
...
-
افتُتح بـ-شظية-.. ليبيا تنظم أول دورة لمهرجان الفيلم الأوروب
...
-
تونس.. التراث العثماني تاريخ مشترك في المغرب العربي
-
حبس المخرج عمر زهران احتياطيا بتهمة سرقة مجوهرات زوجة خالد ي
...
-
تيك توك تعقد ورشة عمل في العراق لتعزيز الوعي الرقمي والثقافة
...
-
تونس: أيام قرطاج المسرحية تفتتح دورتها الـ25 تحت شعار -المسر
...
-
سوريا.. رحيل المطرب عصمت رشيد عن عمر ناهز 76 عاما
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|