|
حوار مع الشاعرة اللبنانية حنان بديع
سرى محمد خيري
الحوار المتمدن-العدد: 1021 - 2004 / 11 / 18 - 07:42
المحور:
مقابلات و حوارات
حوار مع الشاعرة اللبنانية حنان بديع حاورها عبر البريد الالكتروني:
سرى محمد خيري
" حنان بديع " .. شاعرة ذات لونِ مميز ، جمعت بين حروف كلماتها قطوفاً من الرومانسية و الرقة و الحلم و الدفء و الجرأة ، استطاعت عبر أعمالها الأدبية التعبير عن المرأة و مشاعرها و أحلامها و أفكارها بمقدرة فريدة .
هي ابنة الشاعر اللبناني الراحل "بديع يوسف" صاحب ديوان ( من البداية قصتي ) .
صدر لها حتى الآن :
- ديوان ( امرأة المتناقضات ) 1999م
- ديوان ( رجل لكل الاحتمالات)2000م
- ديوان ( قبل أن .....) 2002م
- ديوان (خطيئة عذراء) 2004م
كما نشرت قصائدها في العديد من الصحف والمجلات العربية ، و شاركت في العديد من الأمسيات الشعرية التي أقيمت في الخليج .
حاولنا الاقتراب من عالم حنان بديع ، فكان لنا معها هذا الحوار :
- كيف كانت بدايتك مع الشعر ؟ وما هي أهم المؤثرات التي أثرت في تكوين اتجاهاتك الأدبية ؟
لم تكن علاقتي بالقلم وليدة لحظة كما لم تكن صدفة لكني مارست الصحافة قبل أن أتجه الى كتابة الشعر.. لا يأتي الشاعر من عالم الترف لكنه الألم والمعاناة الذي يحوله البعض الى ابداع، لحظة الحلم والدهشة التي نلتقطها بشغف لنحولها الى لقطة تذكارية لا تذوي أبدا .
والمؤثرات لا توجز لكن الشاعر ابن بيئته ولا يمكن لكاتب أن يكون حقيقيا وصادقا ما لم يكن انعكاسا لكل المؤثرات التي تلقي بظلالها على اتجاهاته الأدبية بما فيها قراءاته وخبراته وتجاربه وواقعه الاجتماعي .
- لمن تقرأ حنان بديع ؟ وماذا تقرأ ؟
أقرأ لكثير من الشعراء لكني لا أكمل قراءة كتاب أو ديوان لا يشدني ولا أجبر نفسي على القراءة فالمتعة شرط أساسي للتذوق، أقرأ لأحمد مطر وشعراء الخليج وأحب الروايات المترجمه ولا أتقيد بموضوع .
- يرى البعض أن الشعر ضرورة والبعض يرى أنه ترف فكيف ترى حنان بديع الشعر؟
ليس الشعر ضرورة ولا ترفا لكنه أسلوب وطريقة في الحياة ، الشاعر يكتب الشعر لكي يتنفس الحياة بطريقته الخاصة لكي يصنع الفرح ويرسم الحزن ويصور اللوعة ، بالكتابة نتوغل ونتجول في عوالمنا الداخليه تصبح الكلمات مواني لأحزاننا ومشاعرنا نرسو عليها نحط رحالنا لنرحل من جديد كالفراشات نبحث عن نور جديد نحترق فيه .
- ماذا تمثل المفردات التاليه في شعر ووجدان حنان بديع ؟
الحب – الوطن – الأمل – الغربة – الحلم - الحياة
الحب : اذا لم نجده لاخترعناه
الوطن : حضن الأم
الأمل : ملح الحياة
الغربة : رفيقتي
الحلم : نافذة
الحياة : واقع نجمله بالأحلام والأوهام
- هل الموهبة وحدها كافية لصناعه شاعر دون امتلاكه لأدوات الشعر من لغة وتجربة ؟
لا تكفي الموهبة وحدها ، لكنها الأساس الذي بدونه لا يمكن للأدوات الأخرى أن تصنع شاعراً ، الشعر موهبة أولا ثم تكون التجربة ومفردات اللغة عوامل صقل للوصول الى تجربة شعرية ناضجة .
- ماذا تمثل الكتابة بالنسبة لك ؟ وهل لك طقوس معينه في الكتابة ؟
الكتابة الآن لم تعد تجربة أو هواية إنما أصبحت نافذة لأحلامي ومتنفساً لأوجاعي ؛ إنها مبرر لوجود ملموس أخاطب به العقول والأذواق لأكسر به طوق وحدتي .
ويمكن اختصار كل طقوسي في الكتابة في لحظة أغمض بها عيني واستسلم لرسم قصيدة على بياض خيالي .
- في حياة كل منا لحظات لا تنسى ، قد تكون لحظات سعيدة أو مؤلمة فما هي أهم اللحظات في حياة حنان بديع والتي لا تنساها؟
اللحظات السعيدة ولحظات الحب ننساها بحب جديد وكل حب يمحو بخطواته آثار أقدام حب مضى ، لكن اللحظات المؤلمة تبقى عالقة واللحظات الأكثر ألما هي اللحظات التي غيرت حياتي .. الألم هو الذي يفتح في داخلنا نوافذ جديدة للتحدي والنجاح ، حينما نتوقف عن حماقة البكاء تصبح اللحظات الموجعه لحظات بركانية
- أتخذتِ الرومانسية خطا ثابتا في أعمالك، فما هو مفهوم الحب في مجتمعاتنا الشرقية كما ترينه الآن؟
الواقع أننا نكتب الرومانسية لأننا نفتقدها بشده ومفهوم الحب في مجتمعاتنا كما مفهومنا وتعاطينا مع كل شيء على طريقة "آلتيك أوي" سريع الهضم وجاهز وسطحي وغير مكلف .. يدعم هذا المفهوم أن الحب غير عاقل فهو أعمى غبي ومتواطىء ووسط هذه المعاناة بين العقل والقلب نعيش الحب ناقصاً مشوهاً لا محالة
- أين يقع الرجل في الصورة الشعرية للشاعرة حنان بديع ؟ وأين يقع في حياة حنان بديع المرأة ؟
الرجل هو صديقي وعدوي في آن ، هو حلمي الصعب أحتضنه في كتاباتي كلغز يروقني غموضه ، إنما في الحياة احتاج الرجل لكني استطيع الحياة بدونه.
· قصائدك في معظمها تجيء في شكل حوار أو رسالة إلى الآخر " الرجل " ، ألا ترين أنكِ تقعين أسيرة لأنوثتك في كتاباتك ؟
نعم أكتب القصائد الوجدانية وغالبا ما أكون أسيرة أنوثتي لأنني امرأة ، إن فكر المرأة ومشاعرها لهما خاصية تبرز من خلال إنتاجها الأدبي ومن الصعب على الرجل أن يتقمص شخصية المرأة وإحساسها ليكتب عنها والعكس صحيح ، فالمرأة تدافع عن حقها في الاختلاف ويجب الاعتراف بأن هناك شكلا يميز كتابة المرأة بالرغم من أنني لا أؤيد كثيرا التقسيم الجنسي في الكتابة الأدبية ·
· الكثير من أعمالك تتميز بالجرأة في التناول ، فما هي الرسالة التي تريد حنان بديع أن تصل بها للقارئ عبر هذا التناول ؟
كثيرون يرون قصائدي جريئة لاننا لم نتعود تذوق ابداع المرأة بعيدا عن القيود الاجتماعية والثقافية وجرأتي ليسات الا تمردا على موروثات ثقافية ليست تقنعني .. هناك شعرة تفصل بين الجرأة والاباحية وأنا حين أدرك ذلك تماما استطيع استثمار عناصر الحرية التي انطوت عليها تجربة الشعر الحديث لتكون نقطة بدء لكسر القيود التي تحيط حياة الأنثى بالسرية والكتمان.
- متى يلوذ قلم حنان بديع بالصمت ويعجز عن الكتابة ؟
حتما عندما يصبح الحزن أكبر من الكلمات
- كيف ترين المشهد الأدبي الآن في ظل المتناقضات التي تشهدها الساحة الأدبية واختلاط المفاهيم وفي ظل الثقافات السطحية لمن اقتحموا المجال الأدبي عنوة أو في غفلة من الزمن ؟
إن ظهور مدارس شعرية جديدة فتح المجال أمام الكثير من الكتابات العبثية والمستعجلة لأدباء وأقلام سطحية أساءت إلى الشعر ، لكنها مسؤولية الشعراء والنقاد للنهوض بالنص وموضوعه وترك المجاملات .
- اتجاهك للتجديد واضح جدا في إبداعاتك فما مفهومك للتجديد ؟ وكيف تباينين بينه وبين الحداثة ؟
لا يتعارض التجديد مع الحداثة لكن البعض من شعراء أساءوا إلى مفهوم الحداثة كما أساءوا أيضاً إلى كل ما هو جديد والى كل الاعمال الجديدة باعتبارها نباتات شيطانية شاذة .
- العديد من الشعراء والأدباء يتجهون الى العمل الاعلامي وقد كنت أحدهم من خلال عملك الصحفي ، فما هو تقييمك لهذه الظاهرة وكيف ترين تأثرها على الابداع ؟
لقد سبق وأن عملت في المجال الإعلامي كصحفية ، و ما أزال أمارسه كمراسلةلبعض الصحف والمجلات لكن عملي في المجال الاعلامي لا يتجزأ عن عملي ككاتبة وشاعرة وعلاقتي بالقلم قديمة سابقة لعلاقتي بالشعر ، العمل الصحفي يأخذني من الكتابة الأدبية لأنه يحتاج الى وقت وطاقة لهذا لست صحفية ملتزمة وانقطع عن العمل الصحفي لفترات طويلة في معظم الأحيان .
- هل زرت العراق من قبل ؟ وهل تقبلين لو وجهت لك دعوة لزيارة العراق في الفترة الحالية ؟
لا لم أزر العراق لكني لا أمانع من زيارته عندما يصبح أكثر أمناً ، لينا دعم هذا البلد العربي العريق وليس محاربته بدعوى أنه محتل .
- كيف ترين الأدب العراقي حالياً ؟ ولمن تقرأين من أدباء العراق ؟
أقرأ لكثيرين.. لشاكر لعيبي، داود الحسيني، محمد الجوادي، سعيد لوائي .. الادب العراقي حالياً يعاني من التخبط تماما كالمجتمع العراقي والوجدان العربي لهذا لا تخلو قصيدة من الحزن والمعاناة الذي ميز هذا الأدب في العقود الثلاث الماضية.
- ما هي آخر نشاطاتك الأدبية ؟
أقوم حالياً بطباعة مجموعتي الشعرية التي تضم ثلاثة دواوين في كتاب واحد بهدف توزيعه في كل الدول العربية والمعارض .
- أحلامك على المستوى الشخصي ؟ وعلى المستوى الأدبي ؟
على المستوى الشخصي أحلامي خاصة جداً . أما على المستوى الأدبي فاحلم بقصيدة أختصر فيها كل ما كتبت حنان بديع
#سرى_محمد_خيري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تقرير عن اصابة العراقيين مرض السرطان
-
لقاء مع القاصة العراقية كليزار انور
-
لقاء مع القاصة الاردنية رقية كنعان
المزيد.....
-
هوت من السماء وانفجرت.. كاميرا مراقبة ترصد لحظة تحطم طائرة ش
...
-
القوات الروسية تعتقل جنديا بريطانيا سابقا أثناء قتاله لصالح
...
-
للمحافظة على سلامة التلامذة والهيئات التعليمية.. لبنان يعلق
...
-
لبنان ـ تجدد الغارات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت
...
-
مسؤول طبي: مستشفى -كمال عدوان- في غزة محاصر منذ 40 يوما وننا
...
-
رحالة روسي شهير يستعد لرحلة بحثية جديدة إلى الأنتاركتيكا
-
الإمارات تكشف هوية وصور قتلة الحاخام الإسرائيلي كوغان وتؤكد
...
-
بيسكوف تعليقا على القصف الإسرائيلي لجنوب لبنان: نطالب بوقف ق
...
-
فيديو مأسوي لطفل في مصر يثير ضجة واسعة
-
العثور على جثة حاخام إسرائيلي بالإمارات
المزيد.....
-
قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي
/ محمد الأزرقي
-
حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش.
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ
...
/ رزكار عقراوي
-
ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث
...
/ فاطمة الفلاحي
-
كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي
...
/ مجدى عبد الهادى
-
حوار مع ميشال سير
/ الحسن علاج
-
حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع
...
/ حسقيل قوجمان
-
المقدس متولي : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
«صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية
...
/ نايف حواتمة
-
الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي
/ جلبير الأشقر
المزيد.....
|