أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غازي أبو ريا - مفكرو الممانعة كالغرب، يكيلون بمكيالين














المزيد.....

مفكرو الممانعة كالغرب، يكيلون بمكيالين


غازي أبو ريا

الحوار المتمدن-العدد: 3425 - 2011 / 7 / 13 - 20:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يحق لكل فرد أن يسمي نفسه بما شاء من أسماء، ومن واجب الآخرين مناداته وتعريفه بالاسم الذي اختاره لنفسه، ومن حق كل فرد أن يعطي نفسه الصفة التي يشاء، لكن، ليس من حقه أن يطالب الآخرين بأن يعرفوه بالصفة التي ارتداها على هواه، فهل أنا مضطر لوصف فرد بالمتسامح إذا اختار فرد ما هذه الصفة لنفسه رغم شهرته بين الناس بالحقد واللؤم والانتقام؟
وهل أنا مضطر لتعريف بعض الاشخاص والاحزاب والدول بصفة الممانعة والمقاومة بمجرد انهم اختاروا هذه الصفة وكتبوها بالخط العريض على صدورهم وظهورهم وأقفيتهم؟
هناك من قسّم العرب إلى عربين، ليس التقسيم القديم، بين قيس ويمن، بل التقسيم في زماننا بين ممانعة واعتدال، فإن شتمت الغرب والولايات المتحدة تصبح في صف الممانعة، أما معسكر الاعتدال فيشمل كل من لم يؤيد معسكر الممانعة، ولا توجد منطقة وسطى بين "نياشين الممانعة" وبين "عار الاعتدال"، وباختصار شديد جدا، كل اعتدال خيانة، وكل خيانة عقوبتها الاعدام بأيدي "بلطجية" الممانعة.
وللمانعة فلسفة خاصة، ولها مفكروها الذين حفظوا كل أنواع الشتائم، وحفظوا تعابير الممانعة من الحرف والكلمة إلى النقطة والفاصلة، ويكفي أن تستمع إلى ممانع سوري أو لبناني أو فلسطيني أو جزائري، يكفي أن تستمع إلى واحد، حتى تكون قد حفظت ما يقوله جميع الممانعين، وكل فلسفتهم تعتمد موقفا واحدا، رفض كل ما يصدر من الغرب بعد أن يمر جهاز غربلة قادة الممانعة، فالتعددية بدعة غربية بأفواه الممانعين ما دام هذا هو موقف الممانع رقم واحد، ولما يجد الممانع رقم واحد أن التعددية أصبحت واقعا لا مفر منه يتبناها، وفجأة يخرج فلاسفة الممانعة في مدائح التعددية التي اخترعها ولأول مرة في التاريخ زعيم الممانعة رقم واحد، ولو تناول رقم واحد وجبة بطيخ أصابته بالإسهال فإن فلاسفة الممانعة سيشتمون البطيخ ويتوعدون من زرعه وقطفه وباعه، ولما تعود العافية الى الرقم واحد، وتشتهي نفسه بطيخة، تنطلق أفواه فلاسفة الممانعة في مديح البطيخ، وتبشير من زرعه وقطفه وباعه واشتراه بالخير المستديم.
يأخذ الممانعون على الغرب أنه يكيل بمكيالين، وأنه يتخذ مواقفه من باب المصلحة لا النداء الانساني، وهذا كلام سليم ولا شك فيه، فالقانون الذي يجري على الفلسطينيين لا يجري على إسرائيل إن كان فيه نقد لإسرائيل، لكن، هل للمانعة مكيال آخر؟ ألا تكيل هي الأخرى بمعيارين؟ فلماذا تكون الثورات في مصر واليمن وتونس شرعية ولها مصداقية شعبية بينما الثورة في سوريا تكون من صنع الغرب وأمريكا وإسرائيل؟؟ لماذا يقف الممانعون مع شعوب عربية معينة ويناصبون العداء شعوبا أخرى؟ ألا تكيل هذه الممانعة بنفس مكيال الغرب وأمريكا؟
ومن الجمل الفلسفية الكاسحة التي يستعملها مفكرو الممانعة، تهمة "الاستقواء بالأجنبي"، وينجح هؤلاء المفكرون في إحراج محاوريهم من خلال هذا الاتهام، ومن العجب أن، بل من الوقاحة مجرد طرح هذا الاتهام، فبأي حق يسأل الجلاد الضحية عن خططها الدفاعية؟ هذا الجلاد الذي سرق الحكم، وسخّر خيرات الشعب لتمجيد نفسه وتمكين حكمه، هذا الجلاد يقتل، يعذب، ينشر الجوع والرعب، ويلوم كل مظلوم عنده إن استعان بمن يدوس نيابة عنه على عنق جلاده، فأي درجة وقاحة وصلافة بلغها من أعطوا أنفسهم لقب الممانعة زورا وبهتانا!
ومن غريب أمر الممانعين أنهم مثلا يقفون مع بشار ونظامه، ويزعموا أن الإخوان المسلمين هم الذين يثيرون الفتن في سوريا، وهم العصابات التي تقتل المدنيين ورجال الأمن وهم الذين يروعون المواطنين، وينسى الممانعون أن حماس هي حركة الاخوان المسلمين في فلسطين، وهم دعموها وناصروها وحرضوها على الانقلاب، وصنفوها في معسكرهم الممانع، فلماذا أيدوها إن كانت حركة مدمرة؟ ولماذا يحاربون شقيقتها في سوريا إن كانت حركة ممانعة؟؟؟ نريد تفسيرا ممانعا للمواقف المتناقضة من نفس الحزب، ونفس المبادئ ونفس الفكر؟؟؟
والعجيب الغريب أن مفكري الممانعة لا يسمعون إلا أصواتهم، فهم استغربوا من سكان مدينة حماة السورية لأنهم استقبلوا سفيري الولايات المتحدة وفرنسا، واعتبروا ذلك خيانة وتدنيسا لتراب حماة! فلماذا لم يدنسا تراب دمشق وهما في ضيافة بشار ونظامه؟ ولماذا لا أستقبل من يأتي ليعزيني ولو بكلمة بعد أن قتل أبنائي ابن شعبي الممانع؟ ثم، لماذا لا يسأل أخي نفسه عن اضطراري للبحث عن منقذ يخلصني من قيده ومن سيفه المسلط على عنقي؟؟؟
يا من سرقتم خيرات الشعب وزورتم إرادته، أنتم كاذبون وتعرفون أنكم كاذبون، أنتم تعرفون أن الممانعة هي الحصانة، والحصانة هي تجنيد الجبهة الداخلية وجعلها تلتف حول هدف معين وتدافع عنه خشية خطر خارجي، فأي تحصين وحصانة قمتم بها لتجنيد الشعب؟ كل الممانعين في كل الدول العربية احتكروا الحقيقة، أعطوا لأنفسهم صفات الممانعة والمقاومة ومعاداة الغرب، وعلى هذا المنتوج يقتاتون، يبيعون هذه الشعارات ويترزقون من هذا الكلام الفارغ حتى ينكشف خداعهم، وخداعهم يسير نحو زوال



#غازي_أبو_ريا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شبيحة إعلام آل الأسد
- حين تصبح العدالة نقيضا للاستقرار
- سلفيون مع وقف التنفيذ الإسلامي
- !!!يا انظمة العرب المرعوبة -في الصيف ضيعت اللبن
- صدَّرنا الروحانيات للغرب، ولم نترك شيئاً للاستهلاك المحلي
- قبيلة آل سعود الارهابية ضد الارهاب؟!!
- وحرّم الله العنصرية على الشعوب، وأباحها لليهود فقط
- القذافي والعمودي، ضلعان لمثلث نحن قاعدته
- كارثة فلسطين باسامة بن لادن.. ما زالت مستمرة
- المسلمون في اوروبا رهائن عند الغرب ام عند بن لادن؟
- الانتخابات في ايران بركان خمد ام زلزال قادم
- محاولة بائسة لإثبات ان الرئيس ليس هو الله
- جنيف - صرخة ضمير في زمن العهر القومي والديني
- جامعة العرب عِلة وعالة، وتفكيكها واجب وطني
- كوكاسراب- بالمجان في أسواق القومجيين والدينجيين


المزيد.....




- أوكرانيا تتابع توغلها عبر الدفاعات الروسية.. وتتقدم 35 كيلوم ...
- القبض على أردني بأمريكا -هدد بتدمير- شركات -تدعم إسرائيل- وإ ...
- -تزوير أمر ملكي- و-ادعاء الانتماء لعائلة خليجية حاكمة-.. نزا ...
- آمال الفلسطينيين في غزة تتجه نحو محادثات وقف إطلاق النار لإن ...
- بوليتيكو: بايدن -منفتح- على إرسال صواريخ كروز بعيدة المدى إل ...
- من هو عازف البيانو الشهير الذي ألغي حفله في أستراليا بعد معز ...
- ترامب يطالب محكمة أميركية بتأجيل النطق في قضيته إلى ما بعد ا ...
- ليلة في جامعة الصداقة بين الشعوب: رحلة مشوقة إلى عالم المعرف ...
- في شمال إسرائيل.. استعدادات لسيناريو اجتياح قوات -الرضوان- ...
- زاخاروفا: مولدوفا تواصل تنفيذ السيناريو الأوكراني الكارثي لل ...


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غازي أبو ريا - مفكرو الممانعة كالغرب، يكيلون بمكيالين