أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - التيار اليساري الوطني العراقي - موقفنا : في الذكرى ال (53) لثورة 14 تموز 1958 الخالدة - انقلاب 8 شباط 1963 البعثي الفاشي الاسود هو الاساس لاحتلال العراقي في 9 نيسان 2003















المزيد.....



موقفنا : في الذكرى ال (53) لثورة 14 تموز 1958 الخالدة - انقلاب 8 شباط 1963 البعثي الفاشي الاسود هو الاساس لاحتلال العراقي في 9 نيسان 2003


التيار اليساري الوطني العراقي

الحوار المتمدن-العدد: 3425 - 2011 / 7 / 13 - 16:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


¨موقفنا : في الذكرى ال (53) لثورة 14 تموز 1958 الخالدة - انقلاب 8 شباط 1963 البعثي الفاشي الاسود هو الاساس لاحتلال العراقي في 9 نيسان 2003


ثورة 14 تموز نقطة تحول في المسيرة الثورية التاريخية للشعب العراقي. وكانت انتصارا هاما وكبيرا وان لم يكن نهائيا للثورة الوطنية الديمقراطية

كان قانون الإصلاح الزراعي من أعظم منجزات ثورة 14 تموز

واصلنا بثبات وأمانة مهمة الشرف في الحفاظ على وحدة الصفوف ومساندة الجمهورية ولف الجماهير حول زعامة عبد الكريم قاسم

أن خطة المستعمرين كانت تعتمد في البدء على محاولة تدخل أنكلو أمريكي مكشوف لا سقاط الحكم الجمهوري الوطني في العراق

مؤامرة الخائن الشواف كانت حلقة من سلسلة المؤامرات الاستعمارية

ان القوميين الاكراد ييتحملون مسؤولية خاصة من بين الحركة الوطنية في تهيئة الظروف المناسبة للانقلاب الرجعي الفاشي

حملة صليبية من قبل بض حكام الجمهورية العربية المتحدة ضد العراق وضد الشيوعية

رفضت السلطة البرجوازية بإصرار تسليح الشعب منذ اليوم الأول وحتى يوم (8) شباط 1963

أن انقلاب في 8 شباط قد بدا فكريا وسياسيا واقتصاديا منذ أواسط 1959

استمرار المقاومة وبخاصة الانتفاضة البطولية في معسكر الرشيد في 3 تموز 1963

فرض التبعية من جديد على العراق, "الحصان الجامح" الذي قوض حلف بغداد وتجرأ على الاحتكار النفطي الاستعماري الجبار, وانتزع منه بعض الاحتياطيات النفطية

ان الشعب لا يمكن افناؤه , أو فل ارادته , والمغامرون والخونة والذين يحاولون حكم الشعب رغم ارادته هم الذين دائما مصيرهم الفناء والدمار

مر العراق بمرحلة طويلة بين صورة ثورة 14 تموز 1958 وصورة اليوم في مرحلة سقوط النظام البعثي الفاشي الثاني واحتلال العراق

فما بين الانقلاب الفاشي الاول في 8 شباط 1963 واحتلال العراق في 9 نيسان 2003 ,اسُتخدم حزب البعث الفاشي كرأس حربة بيد القوى الامبريالية العالمية

كان العراق وشعبه في مطحنة الاستراتيجية الامبريالية الامريكية على مدى تلك العقود الاربعة , الممتدة من الانقلاب الامريكي الاول في 1963 , مرورا بالانقلاب الامريكي الثاني في 1968 حتى الاحتلال المباشر للبلاد في 2003.

ان صورة اليوم تعلن عن هويتها بالابادة الجارية للشعب العراقي

اننا نخوض اليوم المعركة التأريخية الكبرى , معركة وجود او عدم وجود بلادنا , معركة الحرية في مواجهة العبودية*


ان نظرة موضوعية للاهداف التي حددها المؤتمر الوطني الاول للحزب الشيوعي العراقي1944 , ومنجزات ثورة 14 تموز 1958 الوطنية التحررية , تبرهن على ان هذه المنجزات تعبر عن اهداف الشعب العراقي , التي خاض كفاحا طويلا من اجل انجازها , فقد لعب الحزب الشيوعي العراقي دورا تأريخيا في تعبئة الشعب العراقي في المعركة التأريخية من اجل اسقاط الحكم الملكي العميل وتحرير البلاد من الاستعمار البريطاني , وتوحيد طاقات القوى الوطنية العراقية في جبهة الاتحاد الوطني عام 1957 وتنسيق فعاليتها مع الضباط الاحرارفي الجيش العراقي بقيادة الزعيم الشهيد عبد الكريم قاسم قائد ومفجر ثورة 14 تموز فقد ( كانت ثورة 14 تموز 1958 تحولا عظيما في تاريخ العراق المعاصر,جرت إلى النضال الثوري أوسع جماهير الشعب وكانت تتويجا للنضال الشاق الذي خاضه العمال والفلاحون والمثقفون والحرفيون والكسبة وصغار التجار والبرجوازيون الوطنيون والملاكون الأحرار, من عرب وأكراد والأقليات القومية والطائفية. كما كانت ثمرة جسيمة قدمتها جماهير شعبنا وأحزابها الوطنية. وكانت المساهمة الفعالة من الملايين من جماهير شعبنا فور إعلان الثورة والمساندة الحازمة من قبل جميع الأحزاب والقوى الوطنية المؤتلفة في جبهة الاتحاد الوطني, للانتفاض المسلح الذي قامت به قطعات الجيش هي التي أدت إلى تحقيق الانتصار الخاطف على الملكية العميلة التي كانت تمثل مصالح الاستعمار والإقطاع والبرجوازية الكبيرة. وهي التي أذهلت قوى العدو وحرمتها فرصة الاستفاقة السريعة من الضربة الأولى لإعادة الكرة وإقامة قاعدة لثورة الردة وللتدخل الأجنبي على الفور, كما أن المساندة العربية والأممية لاسيما الموقف الحازم الذي أتخذه الاتحاد السوفياتي فورا من التهديد الاستعماري بالتدخل قد ثبط عزيمة الاستعمار وأحبط مسعاه من التدخل فورا.) الحزب الشيوعي العراقي - المؤتمر الوطني الثاني - ايلول 1970 النص الكامل


) كانت ثورة 14 تموز نقطة تحول في المسيرة الثورية التاريخية للشعب العراقي. وكانت انتصارا هاما وكبيرا وان لم يكن نهائيا للثورة الوطنية الديمقراطية. أنها انتزعت السلطة من أيدي الإقطاعيين وحلفائهم من كبار البرجوازيين والبيروقراطيين ووضعتها في أيدي البرجوازية الوطنية (الوسطى) والملاكين الأحرار وفئات من البرجوازية الصغيرة. وأسقطت النظام الملكي الرجعي العميل وأقامت جمهورية وطنية ديمقراطية مستقلة ذات سيادة. وقوضت الهيمنة العسكرية والسياسية للاستعمار بالانسحاب من منظمة حلف بغداد وإلغاء الاتفاقية الثنائية مع كل من بريطانيا وأمريكا, وتحرير العملة العراقية من قيود الإسترليني وإقامة علاقات التمثيل الدبلوماسي والصداقة والتعاون المتبادل في المجالات الاقتصادية والثقافية مع الاتحاد السوفياتي والدول الاشتراكية الأخرى, واتبعت سياسة التعاضد والتضامن مع حركة التحرر العربي والعالمي. وفيما بعد استرجعت 5,99 بالمئة من أراضي الامتيازات النفطية التي كانت تغطي كل مساحات العراق تقريبا وتحتكرها شركات النفط الاحتكارية أ. ب. سي. كما تحققت خطوة هامة كبرى بسن قانون الإصلاح الزراعي رغم نواقصه. وصفى نظام الأراضي الأميرية الإقطاعي في لواء العمارة في أيام معدودات بفضل مشاركة جماهير الفلاحين الفعالة في عملية الإصلاح. وفي الوقت نفسه فسحت الثورة المجال نسبيا أمام التطور الصناعي والاقتصادي في البلاد. وكان دور الجماهير ونضالاتها ملموسة في تحقيق الكثير من هذه الإنجازات. وبالإضافة لذلك فقد استطاعت الجماهير في الشارع بقيادة حزبنا. أن تنتزع من حكومة الثورة المترددة بعض المكاسب الثورية الهامة الأخرى. فتحت راية الدفاع عن الجمهورية ضد أعدائها وتطوير الثورة وتحقيق المطامح المشروعة للشغيلة والكادحين و كافة الفئات الشعبية, واصل حزبنا تنظيم الجماهير وتعبئتها سياسيا فانتصبت المنظمات الجماهيرية الجبارة وتحققت لها شرعيتها بعد أن كانت منظمات سرية لعدة سنوات. ومنها نقابات العمال وجمعيات الفلاحين واتحاد الطلبة واتحاد الشبيبة ورابطة الدفاع عن حقوق المرآة. كما تشكلت فرق المقاومة الشعبية, وظهرت إلى العلن الصحافة الديمقراطية الثورية والشيوعية. وانتزع العمال حقوقا اقتصادية مغتصبة من أرباب العمل منذ سنين طويلة وتحققت بعض المكتسبات الأولية بالنسبة للشعب الكردي والمرآة. وفوق كل شيء تمتع الكادحون لأول مرة بحرياتهم واسترجعوا كرامتهم الإنسانية التي سحقها الاستعماريون والإقطاعيون والبرجوازيون الرجعيون والموظفون البيروقراطيون دهرا طويلا تحت الأقدام. ورفعوا رؤوسهم عاليا على مضطهديهم ومستغليهم عاليا في أعراس الثورة تلك, بينما فضح خونة الشعب والجلادون والعملاء الرجعيون. فتذوق الشعب الكادح سعادة العهد الظافر, عيد الجماهير الحقيقي فلا عجب أن تذكر الرجعية مسيرات الشعب المهرجانية بهلع وجزع. لقد قاد حزبنا ملايين الكادحين ودربها في معارك وطنية وطبقية ونظم أعظم حركة سياسة ثورية في تاريخ العراق المعاصر خلال أشهر معدودات, ورفع الوعي الثوري في صفوف القوات المسلحة على نطاق واسع.) المصدر السابق

حدد الشهيد سلام عادل أهداف وقوى ودوافع مؤامرة الشواف 1959 ,وهي ذات القوى المتعاملة اليوم مع الاحتلال ضد حق الشعب العراقي في الحرية والتقدم - في 8 آذار " مارس " 1959أعلن عبد الوهاب الشواف قائد حامية الموصل في شمال العراق ( وهي محافظة حدودية مع سوريا) عن تمرده على السلطة المركزية في بغداد.عن أهداف وقوى ودوافع هذه المؤامرة تحدث سلام عادل في مقابلة صحفية أجرتها جريدة " أتحاد الشعب" الناطقة بأسم الحزب الشيوعي العراقي ونشرتها في 30/3/1959. جاء فيها:*

سؤال- من المعلوم أن مؤامرة الخائن الشواف كانت حلقة من سلسلة المؤامرات الاستعمارية التي حيكت ولسوف تحاك ضد جمهوريتنا . فما هو - برأيكم - المخطط العام لتلك المؤمرات؟

جواب- اذا استعرضنا الاحداث الماضية منذ 14 تموز الخالد , نرى أن خطة المستعمرين كانت تعتمد في البدء على محاولة تدخل أنكلو أمريكي مكشوف لا سقاط الحكم الجمهوري الوطني في العراق. وقد فشلت تلك المحاولات لأن ثورة 14 تموز جاءت محكمة خاطفة ساحقة رؤوس النظام البائد , وحازت مساندة ومشاركة أوسع جماهير الشعب منذ لحظاتها الأولى. وكان العامل المساعد الحاسم في احباط تلك المحاولات هو الموقف الحازم الصلب الذي وقفه صديق شعبنا العراقي والامة العربية الاتحاد السوفياتي وانذاره للمستعمرين , ومساندة سائر قوى الحرية والسلم في العالم.

وعلى اثر فشل خطة التدخل الخارجي , اتجه الاستعمار الى العمل من الداخل , ولذا فان القوى الرجعية الداخلية دابت على عرقلة سير الثورة الذي يستلزم تعبئة الشعب وتنظيمه وتسليحه , وتطهير أجهزة الدولة ( المدنية والعسكرية ...) بغية الحفاظ على مواقعها فيها. وعملت على تجميع قواها وتنظيم صفوفها , هي نفسها , تمهيدا للقيام بعمل تآمري موحد يستند الى الضغط الخارجي والتهديد الاستعماري , السياسي والعسكري , ولكن سياسة القوى الوطنية التي استهدفت تعبئة الشعب وتطهير أجهزة الدولة ومنع الرجعية من تنظيم نفسها , والمحافظة على يقظة الشعب والجيش , والمواقف الصائبة لسيادة الزعيم عبد الكريم قاسم , كل ذلك احبط سلسة من المؤامرات , دلت الوقائع بوضوح على أنها كانت بتدبير ومشاركة الامريكان وسائر المستعمرين وعملائهم وأيتام العهد البائد والاقطاعيين وبعض الاوساط الرجعية العربية, وبوجه خاص ,بعض حكام العربية المتحدة. فضلا عن الارتباطات الصهيونية بهذه الشبكات التآمرية , تلك التي وضعت عليها اليد في حينه , وكشفت عنها مؤخرا جلسات محكمة الشعب . ان تطور الأحداث , على هذا الشكل , أدى بأعداء الجمهورية مرة أخرى الى اعداد خطط التدخل السافر والعدوان الخارجي على أسس جديدة من التعاون الاوثق بين كل القوى المعادية للجمهورية العراقية ولسياستها التحررية الديمقراطية , واعطاء التآمر والعدوان صفة نزاع " عربي داخلي " أو " محلي اقليمي" على خلاف محاولات التدخل الاستعماري الانكلو أمريكي المكشوف التي حدثت غداة 14 تموز . وكان أعداء الجمهورية يأملون من هذا الاتجاه الجديد - الاتجاه الاستعماري " المستعرب" -أن يؤدي أولا : الى شق الصفوف الوطنية داخل العراق. وثانيا : التمويه على الشعوب العربية وعلى القوى " المحايدة ". ثالثا: كما كانوا يأملون أنهم بذلك يستطيعون أن يخلقوا ظروفا متلابسة تؤدي الى احراج الدول الصديقة وخاصة الاتحاد السوفييتي, ولوضع العقبات في طريق ابداء معونتها الحازمة للحفاظ على استقلال الجمهورية العراقية عندما تقتضي الضرورة مثل هذا العون.

ومن السهل أن يربط المرء بين نشاطات حلف بغداد العدواني ( في دورتي كراجي وأنقرة ) والتحشيدات العسكرية على الحدود الايرانية والتركية وحركة الاساطيل الامريكية والانكليزية وزيارات راونتري وغيره , والمعاهدات الثنائية الأمريكية , بين هذا كله من جهة , ومن الجهة الأخرى النشاط المحموم الذي جاء على شكل حملة صليبية من قبل بض حكام الجمهورية العربية المتحدة ضد العراق وضد الشيوعية وضد الاتحاد السوفييتي.

ولقد كانت مؤامرة الشواف حصيلة هذا المخطط . وتدل المعلومات الكثيرة المتوفرة -قبل وبعد حوادث التمرد - أن المؤامرة كانت واسعة وتمتد خيوطها ومجال تنفيذها الى مناطق أخرى غير الموصل . ولكن بفضل يقظة القوى الوطنية وتأهبها واتحادها تحت زعامة ابن الشعب البار عبد الكريم قاسم تم عزل المؤامرة واجهاضها واحباطها . وخرجت الجمهورية وهي أشد مراسا واقوى ساعدا في مقارعة المستعمرين والمعتدين.

ولا شك أن محاولات التخريب والتآمر الاستعماري والعدوان ستستمر ما دمت جمهوريتنا تواصل السير في نهجها الوطني المستقل , وما دامت تعتمد على اطلاق قوى الشعب الخلاقة . وكما كان في الماضي , فان وعي الشعب ويقظته وتضامنه التام مع الجيش والحكومة , والتدابير الحازمة والسريعة , كل ذلك سيؤدي دون شك الى تخطي العقبات مهما كانت والخروج منها برأس مرفوع وقدم ثابتة لا تتزعزع في طريق الحرية والتقدم والرفاه.

سؤال- كشفت مؤامرة الشواف الأخيرة عن أن بعض العنااصر المنضوية تحت لواء جبهة الاتحاد الوطني , قد اشتركت بالمؤامرة , فما هو الموقف من هذه العناصر؟

جواب - ان هذه المسالة تمتد جذورها الى الايام الأولى لثورة 14 تموز . فقد ظهر بجلاء منذ تلك الايام أن بعض القوى كانت سائرة في طريق تجاهل أهداف جبهة الاتحاد الوطني والتنكر لها ولمستلزمات التعاون مع القوى المؤتلفة فيها . فقد حاول البعثيون مثلا الاستئثار بالحكم وتوجيهه وجهة حزبية ضيقة والاستئثار بالحريات العامة وتضييقها على القوى الأخرى . وذلك بغية حرف اتجاه الثورة وعرقلة مسيرتها في الاعتماد على أوسع الجماهير وضمان مصالحها. ونظرا لعمق وسعة الوعي الشعبي الوطني الذي كشفت عنه ثورة 14 تموز , وقوة الحركة الديمقراطية , فانهم قدروا أن الاستعجال في ضم العراق للجمهورية العربية المتحدة يمكن أن يحقق لهم اغراضهم تلك . وعملوا بنشاط مفتعل محموم وفق هذا الاتجاه جاذبين حولهم , لا العناصر القومية اليمينية وحسب , بل ايضا مختلف فئات الرجعيين الذين نظروا بهلع الى مستقبل تطور الثورة في طريقها الوطني الديمقراطي.

وليس ببعيد عن الذاكرة الفعاليات والظواهر الرجعية التي مارسها وشجعها المرتد عبد السلام عارف ومن ورائه عملاء العهد البائد والاقطاعيون وغيرهم . ولما عجزوا عن تحقيق أهدافهم بأساليب العمل السياسي الصحيحة في ظل حكم وطني ديمقراطي وعجزوا عن كسب تأييد الجماهير لآرائهم وشعاراتهم - برغم أن كل الامكانيات كانت متوفرة لهم ,أكثر من توفرها لغيرهم - انزلقوا شيئا فشيئا في طريق التآمر والعنف لتحقيق اغراضهم ورغم ارادة الشعب ومن خلف ظهر جبهة الاتحاد الوطني وقيادة الزعيم عبد الكريم قاسم . وكان من نتيجة ذلك أنهم كلما أوغلوا في السير في هذا السبيل , انعزلوا عن الشعب أكثر فأكثر , وانحدروا الى درك العداء الصريح للجمهورية وخيانتها.

أما بالنسبة لنا , نحن الشيوعيين , فقد اكدنا منذ فجر 14 تموز على ضرورة تنشيط جبهة الاتحاد الوطني وتعزيز وحدة القوى الوطنية على اساس صيانة الجمهورية والسير بها قدما في طريق أهداف الثورة , وعملنا بكل ما كان في وسعنا لتعزيز هذه الوحدة برغم نظرة التمييز التي كنا ضحيتها , ونبهنا الى الأخطار الناجمة من السياسات والمواقف الانقسامية وأكدنا على ضرورة تآخي كل القوى المعادية للاستعمار والاقطاع استنادا الى ضمان تكافؤ الفرص أمام كل القوى الوطنية في ما يتعلق بحقها في التمتع بالحريات والمشاركة في مسؤولية الحكم , وكنا ولا نزال - نبني راينا هذا لا على اساس المغانم الحزبية الضيقة أو غير المشروعة , بل على أساس وعينا العميق لمستلزمات وحدة الصفوف الوطنية ومن أجل صيانة الجمهورية ضد جبهة أعدائها المتربصين . وبالرغم من تنكر هذه العناصر لميثاق جبهة الاتحاد الوطني وتجاهلها لهذه الأسس السليمة لوحدة الصفوف , فاننا واصلنا بثبات وأمانة مهمة الشرف في الحفاظ على وحدة الصفوف ومساندة الجمهورية ولف الجماهير حول زعامة عبد الكريم قاسم . ووضعنا كل امكانياتنا وطاقاتنا في هذا السبيل السليم. واليوم اذ تمر أكثر من ثمانية أشهر على ثورتنا الخالدة , يمكن لكل منصف مخلص أن يستعيد في ذاكرته الأحداث ليستخلص حقيقة أننا حافضنا بثبات على العهد الذي قطعناه حينئذ ولم ننحرف عنه قيد شعرة , ورغم الظروف المعقدة والاعاصير المتبدلة الاتجاهز وأكثر من ذلك اننا كنا نحذر تلك العناصر بالذات من مغبة الانزلاق في طريق التآمر ومعاداة الجمهورية , وننصحها بضرورة التمسك بالاساليب الديمقراطية السليمة في الدعاية لشعاراتها , وبأن الشعب العراقي الذي يتمتع بتجربة سياسية زاخرة ستكون له الكلمة الاخيرة في اختيار أو نبذ هذا أو ذاك. وقلنا , آنئذ لتلك العناصر بصراحة بأنها أمام مفترق طريق , أمام منزلق خطر قد يؤدي بها الى أن تتحول من قوى سياسية وطنية الى عصابات استفزازية لن يكون نشاطها نافعا لغير الاستعمار وعملاء الاستعمار.

ومع الاسف فان عددا كبيرا من تلك العناصر انساق وراء توجيهات المغامرة الصادرة من وراء الحدود من جهات لم تقدر مسؤولياتها ولم تبد الحرص اللازم على سمعتها الوطنية والقومية وانساقت وراء دوافعها الضيقة وخضعت لخداع المستعمرين وأضاليلهم. اقول مع الاسف ان تلك العناصر اندفعت أكثر فأكثر في طريق التآمر والتخريب والعداء للجمهورية , وبذلك وضعت نفسها خارج القوى الوطنية المخلصة , واستحقت غضب الشعب والجمهورية.

وبالطبع ينبغي أن لا يعني ذلك أن جميع المنتمين الى حزبي البعث والاستقلال أو سواهم من الأفراد الذين يصطلح على تسميتهم " القوميين" قد انزلقوا الى طريق التآمر والعداء للجمهورية . فهناك دون شك عدد من العناصر وخصوصا من الشباب الذين عملوا مع هذه الجماعات بدوافع الاخلاص التام للشعب والأمة العربية . منهم من كان لديه الوعي الكافي فلم ينسق أو يتلوث بأساليب التآمر والتخريب , ومنهم من سار شوطا أو ساهم الى حد ما في هذه الاساليب , ولكنه تنبه الى مخاطر هذا السبيل المعادي للجمهورية والضار بالتضامن العربي والقومية العربية , فأظهر استعداده المخلص للتراجع وتصحيح موقفه.

وعلى هذا ينبغي الا ينظر الى جميع القوميين والمدعين " القومية " نظرة واحدة , وأن بفسح المجال في صفوف القوى الوطنية , لأولئك الذين يستطيعون أن يبرهنوا عمليا للجماهير على اخلاصهم لنظامنا الجمهوري المتجاوب مع قضيتنا القومية على اساس تحرري ديمقراطي سليم وشجبهم كل متآمر على هذا النظام . وهؤلاء الأخوان مدعوون من جانبهم الى مساعدة الجمهورية في فعالياتها لكشف المتآمرين والمتربصين ومحاربتهم وانزال العقاب الصارم العادل بهم .كما أن الجماهير مدعوة لمساعدتهم وجذبهم ثانية الى صفوفها .اذ ليس في صالح الجمهورية التفريط بأولئك الصادقين في أخلاصهم , ومعاداتهم ومعاملتهم كغيرهم من المتآمريين والمخربين.

سؤال- كيف يمكن - في رايكم - تنشيط جبهة الاتحاد الوطني وزيادة فعالياتها الى مستوى ما يتطلبه الوضع الراهن؟

جواب - ان حزبنا انتهج على الدوام وبثبات سياسة الجبهة الوطنية ز وأن الشعب العراقي , نتيجة لتجربته الطويلة في الكفاح الوطني , قد ادرك جيدا اهمية وحدة القوى الوطنية في النضال ضد الاستعمار.

وكانت كل الاحزاب والقوى الوطنية مقتنعة , قبل ثورة 14 تموز , بأن ليس باستطاعة أ ي حزب بمفرده أو أ ي جهة وطنية أن تأخذ على عاتقها مهمة تحرير البلاد وتحقيق الاستقلال الوطني . وغداة 14 تموز , عندما اصبحت الحلقة المركزية في النضال الوطني , هي صيانة الجمهورية , أعلن حزبنا بصراحة أن هذه المهمة هي الأخرى , لا يمكن تحقيقها بجهود حزب معين أو قوة معينة , وأن السبيل الوحيد لصيانة الجمهورية واستقلالها الوطني هو سبيل تظافر جهود كل الأحزاب والقوى الوطنية . وقد استرشد حزبنا بأمانة تامة وتمسك بقوة بهذه السياسة الوطنية . ورغم التطورات التي حدثت منذ 14 تموز حنى الآن , فان هذا الاستنتاج ما يزال صائبا كل الصواب . ومن الواجب ان يتم الاقرار بصوابه والعمل بموجبه من جانب كل الاطراف وكل القوى الوطنية من الشعب والجيش على السواء.

ان جبهة الاتحاد الوطني مدعوة الآن الى اعادة النظر جدية في بنائها واسلوب عملها . فقد كانت جبهة الاتحاد الوطني - كما هو معلوم - قد تاسست في ظروف استعمارية قمعية بغيضة وانتهجت سبل العمل السري الضيق . واكتفت بارتباطات ممثلي القوى الوطنية من الاعلى دون أن يكون لها مجال الاعتماد على المنظمات الجماهيرية التي هي الأخرى تجابه ظروف القمع والتضييق.

ولكن الاوضاع الراهنة تختلف اختلافا جوهريا - وخصوصا بعد الانسحاب من حلف بغداد - في ظل جمهورية وطنية تعتمد على تنظيم الشعب وارادته الى حد بعيد . وهذا يستوجب أن تجري اعادة النظر في بناء الجبهة واسلوب عملها , على اساس السياسة الديمقراطية التي عبرت عنها الغالبية الساحقة من جماهير الشعب والتي تحدد المعالم العامة لسياسة جمهوريتنا البطلة تحت زعامة ابن الشعب البار عبد الكريم قاسم .)* ثمينة ناجي يوسف - سلام عادل سيرة مناضل , الجزء الاول , ص 266

الثورة تنحصر في إطارها
البرجوازي الضيق

(وعلى الرغم من الطابع الشعبي الواسع للثورة منذ ميلادها, ودور الأحزاب الوطنية المؤتلفة في جبهة الإتحاد الوطني التي مهدت لقيام الثورة, فأن قيام قطاعات من الجيش بانتفاض مسلح لإشعال فتيل الثورة بقيادة بعض الضباط الكبار وعلى رأسهم قاسم, وعدم تسلح الجماهير وبالأخص في المدن, وبالدرجة الأولى العمال, أفسح المجال لكبار الضباط أن مسكوا بزمام السلطة السياسية. وقد اشترك في حكومة الثورة ممثلو ثلاثة أحزاب فقط من أحزاب جبهة الإتحاد الوطني الأربعة. وبرز منذ الوهلة الأولى التناقض بين قاعدة الثورة, الجماهير, وقمة السلطة التي لم يكن فيها من يمثل الكادحين وبالأخص العمال والفلاحين, حيث استبعد الحزب الشيوعي العراقي من المشاركة في سلطة الثورة. أن هذا كان يعني في الحقيقة أن قادة الحكم الجدد وأقطابه رفضوا من اليوم الأول استمرار جبهة الاتحاد الوطني وتشكيل حكومة الائتلاف الوطني ومساهمة حزبنا في مسؤولية الحكم. لقد استطاعت البرجوازية الوطنية التي أصبحت الطبقة الحاكمة لأول مرة في تاريخ العراق, لأن تحد من تقدم الثورة وتحبسها ضمن أفق البرجوازية الطبقي الأناني وأن تحتكر السلطة السياسية مستغلة محولات الفئات القومية المبتسرة للاستيلاء على السلطة والاستئثار بها تحت شعار معاداة الشيوعية والوحدة الفورية, التي لم تحققها هذه الفئات بعد استيلائها على الحكم. وهكذا تقوت سلطة البرجوازية الوطنية ونجحت في وقف مسيرة الثورة وحالت دون تحقيق أهدافها كاملة, فهي :
أولا: حالت دون تمثيل الطبقة العاملة والفلاحين في الحكومة – أي اشتراك حزبنا-
ثانيا: لم تجر حكومة الثورة تطهيرا جذريا وواسعا لأجهزة الإدارة البيروقراطية والقمعية بل تركتها بأيدي موظفين مدنيين وعسكريين, العديد منهم رجعيون يحقدون على الشعب ويخافونه, بعد أن كانوا يحتقرونه.
ثالثا: حافظت على أهم القوانين الموروثة من الملكية والتي تتحدد بجرعات صغيرة " مأمونة" الحريات والحقوق الديمقراطية للعمال والفلاحين والمثقفين الثوريين والكادحين عموما. كما حافظت على الأجهزة القمعية والبيروقراطية التي تمارس تطبيق هذه القوانين على أيدي موظفين من أعلى لا يملك الشعب حق انتخابهم أو أقالتهم أو محاسبتهم. فبقين حرية الصحافة وحق التنظيم النقابي وتنظيم الأحزاب السياسة مقيدة بقوانين وليست مباحة للجماهير الكادحة التي انتزعت هذه الحقوق انتزاعا في المد الثوري العالي عام 1958.
رابعا: لقد كان قانون الإصلاح الزراعي من أعظم منجزات ثورة 14 تموز. ومع ذلك لم يكن قانونا للإصلاح الزراعي الجذري فلم يقض على الملكية الكبيرة, ملكية كبار الملاكين بل حددها بحد أعلى كان من شأنه أن يترك نصف الأراضي الزراعية المستثمرة بيد هؤلاء, ويبقى أكثر من نصف سكان الريف محروما من الأرض كقوة عاملة احتياطية تحت تصرف الاستغلال البرجوازي في المدينة والريف.
خامسا: رفضت السلطة البرجوازية بإصرار تسليح الشعب منذ اليوم الأول وحتى يوم (8) شباط 1963, وعندما رضخت تحت ضغط الجماهير لتدريب المقاومة الشعبية لم توزع السلاح, بل احتفظت به تحت حراسة الشرطة, فوضعت سلاح الثورة بحراسة ثروة الردة وأقدمت على حلها في أول فرصة مؤاتية وقبل أن يمر عام على الثورة.) الحزب الشيوعي العراقي - المؤتمر الوطني الثاني - ايلول 1970


الانتكاسة

(وتحت ضغط الاستعمار والقوى الرجعية في الداخل وفي بعض البلدان العربية والمجاورة وبدافع الأنانية الطبقية للبرجوازية والخوف من استمرار المد الثورية الجماهيري ارتد الحكم عن النهج الديمقراطي قبل انقضاء عام واحد من عمر الثورة. وبدأ مطاردة العناصر الديمقراطية والثورية في القوات المسلحة وأستبدلها باليمينيين والمتآمرين في المراكز الحساسة وحل المقاومة الشعبية, وأطلق العنان للنشاط الرجعي المتفاقم ليستثمره ضد الحركة الجماهيرية الثورية. وأمعن في شق الصف الوطني وضرب الأحزاب الوطنية الواحدة بالأخرى, وتركيز النار ضد الحزب الشيوعي العراقي. وهكذا بدأت الأفاعي البيروقراطية داخل أجهزة الدولة التي كانت تتحين الفرص ترفع رؤوسها, وبإشارة من قيادة السلطة راحت تصب من جديد وبحقد مضاعف نقمتها على جماهير الشعب وبالأخص على نقابات العمال وعلى الجمعيات الفلاحين والمنظمات الجماهيرية الأخرى وبدأت تطاولات الإقطاعيين من جديد. وانتهى الأمر بشن حرب عدوانية ضد الشعب الكردي ووضعت الألوف في المعتقلات وجرى اغتيال المئات من الشيوعيين والوطنيين. فتشجع أعداء الثورة لوضع المخطط لتصفية جميع إنجازات الثورة بما فيها الاستقلال الوطني, ولفرض التبعية من جديد على العراق, "الحصان الجامح" الذي قوض حلف بغداد وتجرأ على الاحتكار النفطي الاستعماري الجبار, وانتزع منه بعض الاحتياطيات النفطية(


ثورة الردة

( احتفظ الاستعمار واحتكاره النفطي منذ 14 تموز بموقعه المسيطر على حياة البلاد الاقتصادية وبالتالي بأدوات التأثير على حياتها السياسية وبالأخص شبكة عملائه المنتشرة في مختلف الأوساط في الدولة والمجتمع. وبدأ برسم المخططات التأمرية وهي تضم في إطارها الإقطاعيين والعملاء والرجعيين من أعداء الشيوعية والديمقراطية ودفع في شراكها مختلف أجنحة القوميين داخل العراق وفي البلدان العربية الأخرى هذه الفئات التي وضعت خصومتها مع الحكم القائم عهد ذاك ومع القوى الثورية التي يمثلها حزبنا فوق جميع الاعتبارات والمصالح الوطنية والقومية ومقتضيات النضال ضد الاستعمار. وواصل الإمبرياليون والرجعيون نشاطهم التآمري وفق هذا المخطط. والتقت نشاطاتهم هذه مع النشاطات التآمرية للفئات القومية سواءا بادراك من الأخيرة أو دون أدراك. وفي ظرف الصراع الدائر في كردستان تم انقلاب الردة في شباط 1963 بواجهة بعثية - قومية. وذلك بعد إصدار القانون رقم (80) الذي يقضي باسترجاع 99,5 بالمئة من أراضي العراق الخاضعة لامتياز شركات النفط الاحتكارية وأعداد لائحة قانون شركة النفط الوطنية. أن حكم الردة تمتع منذ اللحظات الأولى بعطف ومساندة القوى الإمبريالية والرجعية في العالم كله, وقد قبر لائحة قانون شركة النفط الوطنية في المهد. والغي قانون الأحوال الشخصية, وجمد قانون رقم (80), كما جمدت الاتفاقية الاقتصادية العراقية - السوفياتية وفتح الباب على مصراعيه أمام الرساميل الأجنبية الاحتكارية. ودشن عهده بالهجوم على الحركة الديمقراطية مركزا هجومه على الحزب الشيوعي العراقي. وأعلن البيان رقم (13) الذي يبيح قتل الشيوعيين وأبادتهم. فأطلق العنان للحرس القومي الفاشي بإباحة القتل والسلب والنهب وهتك الأعراض. وفتحت معسكرات الاعتقال التي ضمت عشرات الألوف من الوطنيين وجرت ممارسة سياسة التعذيب والتصفية الجسدية. واستشهد المئات من الكوادر الشيوعية والعسكريين الثوريين ومئات الأعضاء وقتل السكرتير الأول للجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي سلام عادل والعديد من أعضاء اللجنة المركزية والمكتب السياسي تحت التعذيب. وتم سلب المكتبات العمالية وجرى شن الغارات البوليسية "الزركات" على الفلاحين. وبعد أشهر من الهدنة مع قادة الثورة الكردية والتي استثمرت لتصفية أخر بقايا الديمقراطية شهدت البلاد أفضع حرب تدميرية ضد الشعب الكردي في العراق. وفي مثل هذه الظروف نهض حزبنا الشيوعي باندفاع إلى المساهمة الفعلية في الثورة الكردية المسلحة حيث خاض الأنصار الشيوعيون معارك بطولية حققوا فيها أروع الانتصارات, كما شهدت البلاد أعنف صراع ضد قوى التحرر على المسرح العربي. هذه هي ثمرة الانقلاب الفاشي في 8 شباط 1963, وبكلمة أخرى إرجاع مسيرة الثورة إلى الوراء سنوات عديدة. ولكن المقاومة الجماهيرية الواسعة منذ اللحظات الأولى بقيادة الحزب الشيوعي بهدف صيانة الجمهورية واستقلال البلاد ومكتسبات ثورة تموز, واستمرار المقاومة وبخاصة الانتفاضة البطولية في معسكر الرشيد في 3 تموز 1963 والحملة العالمية ضد الحكم الرجعي الجديد, ومقاومة الشعب الكردي البطولية, وتدهور الوضع السياسي والاقتصادي زاد في عزلة الحكم وحطم الحلف بين الرجعيين والقوميين والبعثيين على الصعيدين الداخلي و العربي, وأزيحت بعض الفئات ذات الانتماءات القومية من الحكم. وبالتالي أشتد التناقض الداخلي داخل أجنحة البعث نفسه وبين المدنيين والعسكريين حتى انتهت الواجهة البعثية على أثر انقلاب فوقاني في تشرين الثاني 1963) الحزب الشيوعي العراقي - المؤتمر الوطني الثاني - ايلول 1970

قدم الشهيد سلام عادل السكرتير العام للحزب الشيوعي العراقي تقييما لا نقلاب 8 شباط 1963 الاسود في آخر رسالة كتبها حملت عنوان(ملاحظات أولية الى لجان المناطق والالوية :
( أن انقلاب في 8 شباط قد بدا فكريا وسياسيا واقتصاديا منذ أواسط 1959 حينما تصرف قاسم بما يشبه الاستسلام للقوى السوداء التي اخذت تسترجع المواقع واحدا بعد آخر,في الجيش والدولة وفي الحياة الاقتصادية والمجتمع , ومنذ ذلك الحين فان الخط البياني لتفاقم التهديد الرجعي , وتفاقم أخطار الردة قد تموج فترات صعودا ونزولا, ولكن كخط عام بقى يتصاعد. وفي 8 شباط 1963 أسقطت الرجعية الفاشية السوداء حكم قاسم واستولت على الحكم.



ان قاسم الذي أعاد الروح للقوى الرجعية وغذاها , ودافع عنها , اتهم كل من ينبه للتآمر ولخطر الرجعية , بالخيانة , لذلك فان الكثير من قواها الخاصة قد فقد تدريجيا الامل في امكانية استمرار حكمه وفي جدوى الدفاع عن ذلك الحكم , بحكم عقليتها البرجوازية المتساومة. وفي اللحظات الحاسمة سلمت أجهزتها وسلمت نفسها لقوى التآمر السوداء متخاذلة جبانة واعلنت الولاء للمتآمرين.


وعندما انفجرت جماهير الشعب الكادح للوقوف بوجه المتآمرين بعزم واصرار ووعي عظيم , اصطدمت لا بالعناصر الرجعية المتآمرة من أجهزة الجيش والدولة فحسب , بل جابهت قمع عدد غير قليل من أعوان قاسم نفسه ممن كان يعتمد عليهم والذين فضلوا الركوع أمام الرجعية وتسهيل مهمتها في استلام الحكم والوقوف ضد المقاومة الشعبية الباسلة.

ان مشكلة قاسم واجهزته والقوى التي تدين له بالولاء هي مشكلة البرجوازية الوطنية كطبقة . ونقاط ضعفه المدمرة هي نقاط الضعف المدمرة في الطبقة التي ينتمي اليها ويمثلها,ولقد ظهرت هذه الصفات تبعا لوضع القوى الاجتماعية في بلادنا ولشروط النضال فيها . ونقصد بذلك بالضبط عمق واتساع الوعي الجماهيري الديمقراطي الثوري والقوى النسبية التي تتمتع بها الرجعية وضعف البرجوازية الوطنية.

ويتحمل المسؤولية بدرجات متفاوتة كل أولئك الذين ساندوا ردة قاسم منذ اواسط عام 1959 , وحملوا شعارات ضد" الفوضوية" و" الحزبية الضيقة ". ووقفوا موقف التاييد أو المساهمة أو تجاهلوا خطر النشاط الرجعي والعصابات الفاشية التي ذر قرنها منذ ذلك الحين.

ان القوميين الاكراد حاربوا قاسم بصورة عمياء وطلبوا العون والمساندة من أية جهة لاسقاطه, وغازلوا القوميين العرب اليمينيين وتعاونوا معهم وتصوروا بأن انقلاب 8 شباط 1963 كما لو أنه انتصار لهم .ان هذه السياسة تنم عن ضيق الأفق القومي وقصر النظر البرجوازي. انهم يجابهون عدوا اشرس من قاسم. ان مطامح الشعب الكردي تتعارض مع أهداف الانقلاب على خط مستقيم تماما. أن قادة الانقلاب أذاعوا بعض الاقوال التخديرية ولكن حتى الاطفال باستطاعتهم أن يدركوا أن هذه الاقوال لا هدف لها سوى التخدير ,وكسب الوقت لتركيز سلطتهم.

ان قادة الانقلاب وأعوانهم كانوا يضغطون على قاسم باعتباره لا يقمع الحركة القومية الكردية بالقسوة والشدة اللازمة . كانوا ولا يزالون يطمحون الى قمع عسكري أشد دموية وقسوة ضد الشعب الكردي . ان منشوراتهم حتى قبل انقلابهم بايام اعتبرت حركة القوميين الاكراد حركة أستعمارية مشبوهة.

ان القوميين الاكراد ييتحملون مسؤولية خاصة من بين الحركة الوطنية في تهيئة الظروف المناسبة للانقلاب الرجعي الفاشي رغم ان المسؤولية الأولى والاساسية تتحملها دكتاتورية قاسم.

لم ندافع عن الدكتاتورية , دافعنا عن مكتسبات الثورة ضد الردة , ضد دكتاتورية سوداء اشد فضاعة تجاه الشعب , تجاه العمال والمثقفين الثوريين وسائر القوى الديمقراطية.

انهم يهاجمون قاسم لا بسبب دكتاتوريته , بل ساندوا دكتاتوريته بكل قواهم طيلة ثلاث سنوات ونصف , أنهم يهاجمون وطنية قاسم وعدائه للاستعمار لصالح الاقطاع والرجعية وبالتالي لصالح الاستعمار
.
ان سياسة قاسم فرقت القوى الوطنية , والانقلابيون انتهجوا منذ 14 تموز سياسة تمزيق الوحدة الوطنية ,واتضح بعد انقلابهم بأنهم اشد عداء لوحدة القوى الوطنية من قاسم.

ان معاداة الشيوعية هي سياسة استعمارية , سياسة غلاة دعاة الحرب المستعمرين , هي السياسة الرسمية للأحلاف العسكرية, أنهم يطبقون الآن ذات السياسة وبحماس كبير , أنهم يعادون جميع الأحزاب الديمقراطية والوطنية , بما في ذلك الأحزاب البرجوازية , انهم لا يطبقون سياسة الاستعمار والرجعية وحسب , بل يطبقون سياسة غلاة الاستعماريين دعاة الحرب والعدوان و سياسة الاحلاف العسكرية العدوانية.
يقول المتآمرون بأن حركتهم هي امتداد لثورة 14 تموز , وأنها جاءت لتعديل الانحراف. وهذا بهتان واضح.ان أهداف ثورة 14 تموز يجسدها ميثاق جبهة الاتحاد الوطني , التي كانت تضم الاحزاب الاربعة والمستقلين , والتي ايدها والتف حولها العسكريون في العهد الملكي . ان اهداف الجبهة معروفة وهي اسقاط حكم عملاء الاستعمار والخروج من ميثاق بغداد وضد الاحلاف , أنتهاج سياسة وطنية مستقلة محبة للسلام والتضامن مع البلدان العربية المتحررة واعادة تقوية العلاقات مع البلدان الاشتراكية , التصنيع , الاصلاح الزراعي , حكم ديمقراطي و وحريات ديمقراطية لجميع القوى القوى الوطنية والشعبية . هذه هي أهداف الجبهة , أهداف ثورة 14 تموز . وبعد الثورة مباشرة عمل القوميون على الزوغان عن هذه الاهداف وادخال شعارات الوحدة وفرض الدكتاتورية ومعادة الشيوعية ... الخ . أين هذه الشعارات من أهداف ثورة 14 تموز , من أهداف الجبهة ؟.
يقولون بأننا ( الحزب الشيوعي) حاولنا الانفراد بالثورة وحرفها . ومعروف البهتان في هذا القول . ان الحزب الشيوعي هو الوحيد الذي لم يشارك في الحكومة من بين أحزاب الجبهة , فاين الانفراد وأية شعارات نحن رفعناها خارجة عن شعارات جبهة الاتحاد الوطني ؟ , شعارات ثورة 14 تموز . أن نضالنا لم يتجه الا بالضبط لتحقيق أهداف الجبهة , أهداف الثورة المتفق عليها من قبل الجميع . ويصح هذا القول طوال نضال الحزب حتى انقلاب 8 شباط الرجعي . تمسكا بالنضال بصورة ثابتة لتحقيق مهمات الثورة في صيانة وتعزيز الاستقلال الوطني وارسائه على اساس ديمقراطي , بما فيها الحقوق الديمقراطية للشعب الكردي , ومن أجل تقوية التضامن العربي ضد الاستعمار والرجعية والصهيوينة , وتقوية العلاقات مع البلدان الاشتراكية , وتنشيط التصنيع وحماية تطوير الاقتصاد الوطني وضد الاستعمار والشركات النفطية الاحتلكارية , وضد الاقطاع والرجعية وضد الدكتاتورية.
ومنذ ثورة 14 تموز فان الانقلابيين كانوا يمثلون حركة نكوص عن أهداف الثورة , أهداف جبهة الاتحاد الوطني التي صادقوا عليها وعملوا تحت لوائها في العهد الملكي . فقد حاولوا فرض دكتاتورية عسكرية منذ الايام الاولى للثورة , وحملوا راية العهد الملكي والاستعمار , راية مكافحة الشيوعية واستندوا في ذلك الى الاقطاعيين والرجعيين .وكان لا مناص لاية قوة وطنية مخاصة لأهداف ثورة 14 تموز أن تقف ضدهم . ومن كان أكثر اخلاصا من الحزب الشيوعي الذي رفع راية الكفاح ضد مؤمراتهم الرجعية القذرة؟ اننا عبأنا الشعب والقوى الوطنية ضد المؤامرات ولكن السياسة الرسمية لم نكن نحن مسؤولين عن تفاصيلها , فهي لم تكن من وضعنا باي حال, كحزب خارج الحكم . ونحن ايدنا وساندنا خطها العام الصحيح ضد الاستعمار وضد الاقطاع والرجعية وضد أية حركة ردة.

انهم يعارضون بالدرجة الاولى سير الامور في العام الاول من الثورة ويصبون سخطهم على تلك الفترة بينما الجماهير الشعبية الكادحة وسائر القوى الديمقراطية والوطنية هي اكثر اعتزازا بتلك الفترة بالذات التي كانت اكثر تجاوبا مع أهداف جبهة الاتحاد الوطني , أهداف ثورة 14 تموز المتفق عليها من قبل الجميع.

أنهم يتبجحون الان بمعارضة الدكتاتورية وهذا بهتان , ففي الاشهر الاولى من الثورة التي يعادونها بشكل خاص كانت الجماهير تمارس عمليا الكثير من حقوقها الديمقراطية وكانت المبادرة الشعبية ذات شأن سياسي في مسيرة الثورة . وليس عبثا أن تحققت في تلك الفترة خيرة منجزات الثورة , القضاء على الحكم الاستعماري وانتهاج سياسة مستقلة , صدور قانون الاصلاح الزراعي والعمل السريع لتطبيقه , الخروج من حلف بغداد ومن الاتفاقيات الثنائية مع بريطانيا , عقد اتفاقيات اقتصادية وثقافية متعددة مع البلدان الاشتراكية والبلدان المستقلة مما يعزز استقلالنا الوطني ويطور اقتصادنا الوطني , قيام نقابات وجمعيات مهنية واجتماعية ... الخ انهم يعادون هذه الفترة اكثر من غيرها يينما هم ساندوا دكتاتورية قاسم منذ اواسط 1959 وكانوا ادواته المنفذة ضد الشعب والقوى الديمقراطية في كل القطاعات . وهذا كان شانهم طوال أكثر من ثلاث سنوات ونصف خدما اذلاء للدكتاتورية .ان انقلاب 8 شباط لم يحصل الا لغرض دكتاتورية أشد وطأة على الشعب ومختلف قومياته وطبقاته الوطنية , وعلى كل القوى الديمقراطية. ان الذين كافحوا بعناد ووعي ضد دكتاتورية قاسم , وفي طليعتهم الشيوعيون , كافحوا ببسالة ضد الدكتاتورية في جميع قطاعات الحياة السياسية والمجتمع . ليس عبثا أن قدم الشيوعيون وسائر الديمقراطيين مئات الشهداء وسجن واوقف منهم عشرات الالوف من المناضلين من أجل صيانة الاستقلال الوطني وضد الدكتاتورية , وقدموا التضحيات التي لم تشهدها بلادنا حتى ابان الحكم الملكي الاستعماري , ان سجون قاسم ملئت بآلاف المناضلين الديمقراطيين ضد الدكتاتورية ولم تكن تحوي منهم سوى افراد قلائل وعشرات ممن يعتقلون لبضعة أيام ثم يطلق سراحهم على اساس قاعدة " عفا الله عما سلف "التي كان يحرص قاسم أن يتخذها أسلوبا في علاقاته معهم . ان لآلاف المناضلين ضد الدكتاتورية من الشيوعيين والتقدميين الشجعات قد قبعوا سنوات في سجون قاسم وجاء الاتقلاب الرجعي الفاشي ليضيف اليهم آلافا جديدة ومضاعفة وليغتالوا في الشوارع والبيوت والثكنات آلافا آخرين من المناضلين ضد الدكتاتورية السوداء الجديدة الأشد بشاعة ورجعية , خادمة الاستعمار والاقطاع

ان الدكتاتورية السوداء الجديدة لم تات للقضاء على الدكتاتورية كما تزعم , ولم تأت من أجل الوحدة والحرية والاشتراكية أو " العدالة الاجتماعية " ان طبيعة الدكتاتورية السوداء الجديدة لا يمكن أن تسترها بغربال من الديماغوجية والتهويش. انها طبيعة رجعية قومية يمينية شوفينية عنصرية طائفية.وبطبيعتها هذه تخدم بالدرجة الأولى الاستعمار والرجعية والاقطاع, انها تمثل حركة ردة سوداء للنكوص ببقايا مكتسبات ثورة 14 تموز انها تحمل راية مهادنة الاستعمار الامريكي والانكليزي وشركاتهما النفطية , انها تحمل راية تخريب الاصلاح الزراعي , تخريب علاقات التعاون النزيه المتبادل بين بلادنا وبين الاتحاد السوفييتي والبلدان الاشتراكية ,انها تحمل راية تخريب البقية الباقية من النزر اليسير من حريات الشعب ومنظماته ونقاباته وجمعياته المهنية والثقافية والاجتماعية , انها تحمل راية تخريب المقاييس الوطنية وتشويه أهداف الحركة الشعبية وحرفها لصالح الاستعمار والاقطاع , انها تحمل راية معاداة الشيوعية والديمقراطية والوطنية . راية ميثاق بغداد . غلاة دعاة الاستعمار والعدوان والحرب , وفرض ابشع اساليب الحكم البوليسية الفاشية على بلادنا , أنها تحمل راية تدمير جيشنا الوطني جيش 14 تموز وتصفية عناصره الوطنية الاشد اخلاصا للشعب والوطن. انها سلطة معادية للقوميات والأقليات التي يتألف منه شعبنا , تحمل راية العداء القومي والطائفي وضد الشعب الكردي وضد الاقليات القومية والدينية والطائفية , أنها تحمل راية معاداة العمال والفلاحين, معاداة المثقفين والثقافة والعلم.

ان السبب الرئيسي الذي أدى الى سيطرة الانقلابيين على الحكم هو العزلة التي أصابت تدريجيا دكتاتورية قاسم عن الشعب وعن القوى الوطنية. ولكن الانقلاب الرجعي الراهن يبدأ بعزلة اشد من تلك العزلة التي انتهت اليها دكتاتورية قاسم . ولا بد لمثل هذا الحكم المعزول أن يجابه نهايته السريعة جدا على يد شعبنا المجاهد الباسل. وبتضافر سائر طبقاته وقومياته وقواه الوطنية والديمقراطية وبالدرجة الأولى بتحالف العمال والفلاحين وسائر الكادحين والمثقفين والثوريين عربا وأكرادا وغيرهما وبالقيادة الحازمة الواعية للطبقة العاملة والحزب الشيوعي.

ان المتآمرين الخونة ينهجون الآن السبيل نفسه الذي انتهجه المغامرون أعداء الشعوب على مر التاريخ انهم يتصورون أن الارهاب والبطش يمكن أن يخيف الشعب , يمكن أن يرعب القوى الوطنية والديمقراطية الثابتة والمخلصة , يمكن أن يرهب الشيوعيين الأبناء البواسل لطبقتنا العاملة المكافحة ولشعبنا العظيم ولا يحتاج الى برهان جديد بأن من المستحيل فرض حكم غادر على الشعب بالنار والحديد وبأساليب الاعتقال والتشريد والتقتيل الجماعي.

ان الشعب لا يمكن افناؤه , أو فل ارادته , والمغامرون والخونة والذين يحاولون حكم الشعب رغم ارادته هم الذين دائما مصيرهم الفناء والدمار. والفاشست الانقلابيون الجدد المنعزلون كليا عن الشعب سيجدون مثل هذا المصير بصورة عاجلة وسريعة وبشكل استثنائي) المصدر السابق

تلكم هي الكلمات الاخيرة للشهيد الخالد سلام عادل السكرتير العام للحزب الشيوعي العراقي , التي أختتم بها تقييمه الثوري للانقلاب البعثي الفاشي في 8 شباط 1963 الاسود , كلمات مفعمة بالثقة بشعبنا العراقي , ولم تمر على ذلك التقييم الا شهورا معدودات وسقط حكم الفاشست هذا

تلكم هي كلماته الاخيرة , المؤمنة بقدر المناضل للسير حتى النهاية , حيث قدم حياته فداء للشعب والوطن ( ورغم خسائر الحزب الجسيمة خلال الايام الاولى من الانقلاب حيث اشارت التقديرات الى أن عدد شهدائه خلال تلك الأيام قد وصل الى حوالي 5000 شهيد واعتقل 29 ألفا من الشيوعيين واصدقاء الحزب . وقد تمكن سكرتير الحزب سلام عادل وثلاثة من أعضاء المكتب السياسي وهم جمال ومحمد صالح العبلي من الاختفا ء اضافة الى عدد من أعضاء اللجنة المركزية وقيادة منطقة بغداد وكوادرها من الاختفاء وتنظيم التراجع ولم شتات المنظمات الحزبية واعادة الصلة بها وبالتنظيمات في منطقة الفرات الأوسط والمنطقة الجنوبية واقليم كردستان كما سلمت مطبعة الحزب السرية وظلت تطبع البيانات والمنشورات في تلك الايام الصعبة , لذلك بدا سلام عادل في الرسالة التي كتبها " ملاحظات أولية " متفائلا بسرعة القضاء على الانقلاب) ثمينة ناجي يوسف:سلام عادل - سيرة مناضل-الجزء الثاني-ص 357

اذن هكذا كانت هي صورة البارحة, كما عبر عنها قائد وطني ثوري برؤية وطنية مسؤولة , زعيم ثوري قدم حياته جنبا الى جنب مع الشهيد الزعيم عبد الكريم قاسم ورفاقهما واخوتهما من قادة الحزب الشيوعي العراقي وقادة الجيش العراقي والالاف من الشهداء من الشيوعيين والديمقرطيين العراقيين دفاعا عن ثورة 14 تموز المجيدة, في مقاومة انقلاب 8 شباط 1963 الفاشي , هذا الانقلاب الذي اشرفت على رعايته وتنظيمه المخابرات الامريكية , ونفذته القوى القومية الشوفينية والعنصرية والقوى الدينية الرجعية المتحالفة مع بقايا الاقطاع.

ومر العراق بمرحلة طويلة بين صورة ثورة 14 تموز 1958 وصورة اليوم في مرحلة سقوط النظام البعثي الفاشي الثاني واحتلال العراق

فما بين الانقلاب الفاشي الاول في 8 شباط 1963 واحتلال العراق في 9 نيسان 2003 ,استخدم حزب البعث الفاشي كرأس حربة بيد القوى الامبريالية العالمية , اذ رفع الشعارات اليسارية المزيفة لمواجهة المد اليساري الثوري المتصاعد في فترة الستينيات والسبعينيات , ضمن استراتيجية امريكية لقطع الطريق على صعود اليسار الثوري الحقيقي من الوصول الى الحكم.

ولما بدا المد الديني في الصعود على حساب القوى القومية واليسارية معا , خصوصا بعد سقوط الشاه وخطف الثورة الشعبية الايرانية من يد الطبقة العاملة والقوى الثورية لصالح القوى الاسلاموية , شن نظام البعث الفاشي بدفع من السيد الامريكي ايضا, حربه على ايران وتبرقع زعيمه ببرقع الدين عبر حملته الايمانية سيئة الصيت , التي اضاع فيها المشيتين , فهو لم يعد يساريا " مزيفا" حسب المودة القديمة , ولا اسلامويا" مزيفا" وفق المودة الجديدة.

كان العراق وشعبه في مطحنة الاستراتيجية الامبريالية الامريكية على مدى تلك العقود الاربعة , الممتدة من الانقلاب الامريكي الاول في 1963 , مرورا بالانقلاب الامريكي الثاني في 1968 حتى الاحتلال المباشر للبلاد في 2003.

لقد امتطت الامبريالية الامريكية القوى القومية العربية ( البعث ) والقوى القومية الكردية ( البارزاني والطالباني) والقوى الاسلاموية الشيعية( ال الحكيم , بحر العلوم , والدعوة ) والسنية ( الحزب الاسلامي ) والقوى الاقطاعية ( على مستوى العراق كله) , امتطاء جماعيا كما في انقلاب 1963 أو امتطاء جزئيا كما في انقلاب 1968, وامتطاءا شاملا متعدد الاوجه , معقد, لكنه مكشوف في 9 نيسان 2003 .

ان صورة اليوم تعلن عن هويتها بالابادة الجارية للشعب العراقي , التطهير العرقي والطائفي , التهجير المليوني للسكان , التدمير الشامل للبنية التحتية للبلد , النهب الشامل للثروات, وصولا الى الهدف النهائي , تقطيع اوصال الوطن الى اقطاعيات طائفية عنصرية.

ان الطبقة العاملة العراقية المتحالفة مع الفلاحين وسائر الكادحين , ممثلة بحزبها الثوري , الحزب الشيوعي العراقي , هي القادرة بالتعاون مع كل القوى الوطنية المعادية للاستعمار والاحتلال , على مواجهة هذا المشروع الامبريالي الجهنمي , وبالتالي انقاذ الوطن من التقسيم وتحريره واقامة دولة القانون والعدالة الاجتماعية .

الجمهورية العراقية الحرة الديمقراطية هي الهدف الذي كافح من اجله بنات وابناء العراق الابرار جيل تلو الجيل الاخر, منذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة حتى يومنا هذا , مسيرة معمدة بدماء الشهداء الزكية من اجل وطن حر وشعب سعيد .

ان كلمات الشهيد سلام عادل التي نستعيدها اليوم بعد اربعة عقود من استشهاده , هي ذاتها التي صرخ بها بوجه الجلادين الذين اذاقوه اهوال العذاب حتى استشهاده مرفوع الهامة , مؤمن بالشعب العراقي واثق من النصر , اننا اذ نخوض المعركة التأريخية الكبرى , معركة وجود او عدم وجود بلادنا , معركة الحرية في مواجهة العبودية , نجدد العهد للشهداء بأن دمائهم لن تذهب هدرا , ويوم حرية الوطن والشعب لقريب , وعن الدرب الذي اختاروه لن نحيد , وما مصير الغزاة وعملائهم والخونة والانتهازيين الا مزبلة التأريخ

*مادة نشرت في شباط2009



#التيار_اليساري_الوطني_العراقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نحيي انتفاضة الشعب السوري الشقيق من اجل الخبز والحرية والعدا ...
- تنفيذاً لأوامر المحتل في إقامة اقليم سني : القائمة العراقية ...
- اليسار العراقي - موقفنا : البعثدعوجية وجهان لعملة واحدة والم ...
- نوري السعيد الثاني يطلق كلابه الدعوجية البعثية وحواسمه العشا ...
- موقفنا - كنا قد حذرنا شعبنا المستعبد من أكذوبة ال 100 يوم : ...
- اليسار يولد من جديد
- جريدة اليسار في بغداد : صوت الشعب العراقي في وجه الطغاة والل ...
- قوات نوري المالكي تداهم مقر منظمة اين حقي
- جريدة اليسار : صوت الشعب العراقي في وجه الطغاة واللصوص والقت ...
- الرحيل المفاجئ لنوري شهواز زنكنة : وداعاً نوري رفيقاً مبدئيا ...
- تصريح الناطق الرسمي - ميزانية حرامية بغداد : مخصصات الرئاسات ...
- موقفنا : الحزب الشيوعي العراقي بعد 70 عاما من الكفاح الوطني ...
- مليشيات نوري السعيد الثاني تقتحم جامعة بغداد بحثا عن نشطاء ا ...
- نداء انتفاضة 25 شباط رقم 4 : الشعب يريد إسقاط النظام .. الشع ...
- هل يٌصلح الشعب العراقي النظام الفاسد أم يسقطه؟
- مداخلة في اللقاء اليسار العربي الاستثنائي
- نداء الانتفاضة رقم 2: لا مرجعية تعلو على مرجعية الشعب العراق ...
- نداء رقم 1
- الحزب الشيوعي والتيار اليساري في اللقاء اليساري العربي الاست ...
- اللقاء اليساري العربي الاستثنائي-بيروت


المزيد.....




- بسبب الحرارة الشديدة.. ذوبان رأس تمثال شمعي لأبراهام لينكولن ...
- في جزر الفارو.. إماراتي يوثق جمال شاطئ أسود اللون يبدو من عا ...
- -قدها وقدود يا بو حمد-.. تفاعل على ذكرى تولي أمير قطر تميم ب ...
- النفس المطمئنة و-ادخلي في حب علي وادخلي جنتي-.. مقتدى الصدر ...
- مبان سويت بالأرض أو دمرت تمامًا.. مشاهد من البحر تظهر الدمار ...
- حرب غزة: قصف إسرائيلي عنيف على مختلف أنحاء القطاع وسط استمرا ...
- عملية إنقاذ ناجحة لثلاثة متسلقين بولنديين في جبال الألب
- تقليص مشاريع عملاقة بالسعودية.. هل رؤية 2030 في ورطة؟
- طهران: اتفاق التعاون الاستراتيجي الشامل مع روسيا ينتظر اللمس ...
- ستيلا أسانج تعلن نهاية -حملة قذرة- لاحقت زوجها لسنوات


المزيد.....

- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - التيار اليساري الوطني العراقي - موقفنا : في الذكرى ال (53) لثورة 14 تموز 1958 الخالدة - انقلاب 8 شباط 1963 البعثي الفاشي الاسود هو الاساس لاحتلال العراقي في 9 نيسان 2003