أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد المراكشي - مومياوات الفساد!














المزيد.....


مومياوات الفساد!


محمد المراكشي

الحوار المتمدن-العدد: 3424 - 2011 / 7 / 12 - 20:49
المحور: كتابات ساخرة
    


وجد الأثريون الأولون الذين نبشوا قبور الفراعنة في بدايات القرن الماضي عبارة مخيفة تتوعد الذين يمسسون مومياواتهم أو ما يوجد بجانبها من كنوز و معادن نفيسة.. كعادة أهل العلم لم يعبؤوا بتلك العبارة ،لكن الأمر الغريب هو أن الوعيد ربما نفذ في حق كل من شارك في العملية آجلا أم عاجلا..مات أغلبهم بمرض غريب و حمى قاتلة ،و مات آخرون انتحارا بدون سبب دافع !
صرخ الناس في بلاد الكنانة حينها و قالوا :هي لعنة الفراعنة !
لكني آخذ الأمر على محمل الجد من ناحية أخرى ،فاتساءل عن سبب وجود كل هذه الدفائن الثمينة مدفونة بعناية بقرب مومياء فرعون ما و كأنه يحرسها أو هي تحرسه ! أو كأنه استخسر أن يهنأ بها أحد بعده في الدنيا فأخذها معه ..فلم يترك للوارث ما يرث و لا حتى ما ينظف به اسنانه !
لا أدري إن كانوا يعتقدون ربما بوجود حفلات سمر و لهو ،وعوالم بطش جديدة بعد الموت حيث يلبسون حليهم و يراقصون جواريهم و غلمانهم..!
لو عدنا بالزمن إلى ذاك الزمن ،أو ما وصلنا منه أخبارا و أسفارا ،سنجد أن الشعب الفرعوني القديم كان يرزح تحت وطأة الفقر و القمع الشديدين..لتبقى الأهرامات شاهدة على العبقرية و النبوغ كما على السخرة و التسلط ! وفي نفس الوقت ،تجد ثلة الفراعنةالفاسدين المتسلطين تعيش في رغد و بذخ مليء بملذات الحياة التي لاتحصى،لا يكاد يفسد زهوها إلا دسائس الأسر و أتباعها..
هل يظن معتقد أنه كان بالامكان أن يخرج مصري عادي مهلوك برغيف السخرة ليصرخ في ذاك الفساد؟ ! لا أعتقد، فالفاسدون أحبوا ما استنزفوه إلى درجة اخذه إلى حياة اخرى !
وزيادة في الحرص ،استعملوا أساطيرهم و تمائمهم و كهنتهم في حماية تلك الكنوز إلى أن أتى بعد عصور طويلة من ينتزعها من بين ايديهم بل ويضعهم في متاحف يدرس من خلالها التاريخ !
في اعتقادي أن هؤلاء كانوا من الفاسدين سياسيا و اقتصاديا ،و اثروا على شعوبهم الفقيرة التي لم تستطع أن تنفك من براثن بطشهم ..لكن فسادهم الأزلي وجد في الأخير من يجعله درسا لكي يعتبر من اتى في زمن لا أهرامات فيه !
وضعت مومياواتهم في صناديق زجاجية ،يمر الناس عليها مشدوهين من أجسادها المهترئة التي تقاوم الزمن فقط لتدل على زمن مضى.. مجرد مومياوات بدون روح و لا أمعاء و لا ملذات و لا حلي و لا حياة ! قد تضطر للمرور عليها مرور الكرام حتى لا يقلق طفلك نومك من كابوس مزعج بما رآه من رعب التاريخ و العبر !
تأخذ له بوضة ،و تنسيه الأمر و تنسى معه..
هي نفس الصورة بعد كل هذي العصور ، فساد قوي قد لاتستطيع الأمم أن تنفك منه كما الشعوب القديمة ،هي اللعنات نفسها التي تصيب كل من امتد إلى الفساد حيا أو ميتا ..هي القوة ذاتها و الجبروت ذاته في عوالم الحقيقة و الأساطير..
لكن في نفس الوقت ،مومياوات الفساد في بلاداتنا بقدر جبروتها و قوتها على تحريف الثورات ،و قتل الأمل، و اشعال البلاد نارا، و البطش بقرويي الشام و الكنانة و الزيتونة و الزنتان و غيرها من محيط الفقر إلى خليج القهر ، بقدرما لا تستطيع أن تدرك أنها مجرد مومياوات ستدرس في دروس التاريخ على أنها رموز بطش وحرق و لعنة..
هي لا تعلم أن لعنة الفراعنة و إن أصابت أغلب من لمس كنوزها و أجساد فراعنتها فإنها لم تصل إلى العالم الأثري الذي جعلها درسا. !



#محمد_المراكشي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نحتاج للحماية ..
- الباك القديم..الباك الجديد !
- عادت حليمة..وعاد سيزيف !
- لهذا ساقاطع الإستفتاء !
- يشفي من كل داء !
- النبوغ المغربي الجديد !
- مناصرو الضوصطور و النموذج الاسباني !
- أحزاب وازنة فعلا !
- ساركوزي يقول نعم للدستور !
- تعددية دستورية !..
- سياسيو الهيدلاينز !
- حين يتأخر المثقفون.. !
- ضحك كالبكاء..(إلى من يتذكر السبت الأسود بسيدي إفني)
- إشهد يا حزيران !
- لا أحد يحب أن يموت !
- رأس نتنياهو لا تصلح لشيء !
- جحا الذي بيننا..!
- وزارة التعليم لا تحسن الحساب !!
- إنتلجنسيا البسوس !!
- ستراوس كان وسمراء من قوم عيسى !


المزيد.....




- دراسة تحليلية لتحديات -العمل الشعبي الفلسطيني في أوروبا- في ...
- مكانة اللغة العربية وفرص العمل بها في العالم..
- اختيار فيلم فلسطيني بالقائمة الطويلة لترشيحات جوائز الأوسكار ...
- كيف تحافظ العائلات المغتربة على اللغة العربية لأبنائها في بل ...
- -الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر- ...
- الإبداع القصصي بين كتابة الواقع، وواقع الكتابة، نماذج قصصية ...
- بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص ...
- عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
- بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر ...
- كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد المراكشي - مومياوات الفساد!