أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رندا قسيس - الثورات العربية و الإسلام السياسي















المزيد.....

الثورات العربية و الإسلام السياسي


رندا قسيس

الحوار المتمدن-العدد: 3424 - 2011 / 7 / 12 - 13:38
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في ظل هذه الثورات الشعبية المنتفضة في وجه الاستبداد و خوفاً من صعود الحركات الإسلامية و ركوبها لهذا الحراك، و خصوصاً اننا أمام كتل جماعية ذات ميول ايمانية عقائدية. فان الاستيلاء على المجهود اللاواعي لدى الأفراد المتلخص بهذه الانتفاضات, من قبل الإسلام السياسي هو في الوارد وذلك لضبابية الرؤية السياسية عند هذه الشعوب و لعدم امتلاكها أية نظم سياسية واضحة المعالم.
من هنا أرى ان محاولة تعرية هذه الحركات التي تشكل خطراً على مجتمعاتنا خاصة و على الفكر الإنساني بوجه عام, هي لحاجة ملحة, فهي ( أي تلك الحركات) هادمة للحضارات الإنسانية و حارقة لكل منتوج علمي، رغم ادعائها الباطل بحماية العلم و الاختلاف و الفرد معاً.

محاولاتنا الهادفة لتعرية الوجه لحقيقي لهذه الحركات الإسلامية المتشددة ليس هجوماً على الإسلام نفسه، بل على العكس هي رغبة في تحرير الإسلام من جذوره و منابعه القبلية كي يستطيع التماشي مع حركة التاريخ و معطياته المتجددة.
ولربما وجب علينا أيضاً أن نقوم بدراسة للشخصية العربية_الإسلامية التي تحمل في طياتها إدراك معين و وعي لواقع تجاوزها. و مع أن هذه الشخصية العربية-الإسلامية موزعة على مجتمعات عدة، و أن الموروث الجماعي لهذه المجتمعات يختلف عن بعضه البعض و ذلك لاختلاف الهيكلة الإجتماعية بين مجتمع و آخر، إلا أن هذه المجتمعات جميعها أصيبت بعلل و أمراض متقاربة ومتماثلة أحيانا، فالمؤثرات هي واحدة تتمركز بشكل أساسي في عاملين موحدين، الدين و اللغة، و التي تحت سقفهما تجتمع كل المجتمعات العربية.

وقد يكون من الضروري قبل ذي بدء ان نقوم بتسليط الضوء على أثر اللغة عند أفراد الجماعات و آلية توحيد الإدراك فيما بينهم.
فنحن نعلم ان اللغة لها التأثير الفعال النافذ لتقارب الأفراد، فهي تحمل في طياتها تجارب و خبرات تتناقلها الأجيال عن طريق العبارات و المفردات المتداولة، و كما نعلم ان النماذج المختزنة في الذاكرة تأتي إما من مخزون بصري أو من مخزون شفهي و الممزوجة أحياناً بمشاعر و أحاسيس.
لقد استطاع الإنسان تدوين عباراته منذ اختراعه الكتابة و بذلك استطاع تدوين سلوكياته ليتم تسجيلها في الذاكرة الجماعية معلنة عن نفسها من خلال العادات التي نشأت من جراء آلية غربلة جماعية لتجارب و خبرات فردية، فيؤخذ منها ما يتماشى مع البيئة الخارجية و يطرح ما هو غير ملائم، و هكذا تتحول هذه التجارب الى قوانين و أخلاق جماعية تفرض على الأفراد.

ما يحاول الإسلام فعله أو بالأصح ما حاوله عبر قرون عديدة، (طبعاً لا يختلف الإسلام عن الأديان الأخرى في محاولته زرع أو غرس صوراً عقلية غير صحيحة، إلا اننا اليوم بصدد الحديث عن الإسلام تخصيصا كونه يشكل عاملاً اقصائيا للآخر المغاير, ما لا تشكله الأديان الأخرى في هذا العصر, حيث انها لعبت نفس الدور في وقت مضى قبل أن يتم اقصائها عن الهيكلة السياسية لتجبر على اخذ طابعاً أكثر روحانية يتلائم مع الطبيعة النفسية لكل فرد، أي ان الهدف هو إعادة الأديان و الآلهة الى منبعها الأول و هو المنبع النفس للإنسان) اذاً هو خلق تمثيلات عقلية تمنح الفرد الرضى النفسي في واقع مؤلم مليئ بالحرمان و عدم الاكتفاء.
لهذا يتوجب علينا النظر الى مادة التاريخ المقررة في مدارس البلدان العربية ذات الثقافة الإسلامية، مع الأخذ بعين الاعتبار نسبة التفاوت فيما بينها، حيث نجد ان مادة التاريخ قائمة بحد ذاتها على الاعتماد المقصود و الموجه لخلق تصورات لانتصارات إسلامية مع اضفاء شعور التفوق و التميز لدى المسلم على الآخر المختلف، و هذا يلخص بعبارة بسيطة يستخدمها كل مسلم " الحمد لله على نعمة الإسلام". هذه العبارة تحمل في طياتها صيغة تمييزية ضد الآخر و شوفينية واضحة.
لا شك ان معاناة المسلم من واقعه و شعوره بالإحباط المتكرر الناتج عن نقص القدرة على الانتاج و العطاء الإبداعي و الحضاري و مشاركة الآخرين من أبناء المجتمعات الأخرى المختلفة عنه، تجعله سجيناً لإدراك داخلي محدود.
أعيد و أكرر ان المشكلة ليست في الدين الإسلامي بالتحديد، بل نرى ان هذه الاشكالية هي نواة الأديان جميعها القائمة على حرمان الفرد من أبسط اكتفاءاته الجسدية, ليقوم الدين بتأطير الفرد داخل قوقعة يتمكن رجال الدين من خلالها في نشر نفوذهم على الجماعات و الأفراد.

ولا بد لي من التنويه ان أغلبية الأديان والعقائد تعتمد على الغاء ما سبقها، بعدما أن تبنت جميع الأفكار التي وجدت من قبلها, لتضفي على نفسها صفة المخلص أو النور أو المعرفة, و هذا ما نراه بشكل واضح و علني عند وصف الإسلام لكل ما سبقه بالجاهلية في شبه الجزيرة العربية ناسفاً بذلك كل معرفة تمت من قبله متجاهلاً انه نفسه صنيعة ذاك التراث.
ولا شك ان شعور الفخر لانتماءاتنا هو لناتج عن عملية التبجيل لنواتنا المركزية الأنوية، فنجد ان الفرد يميل للاعتراف الى كل ما يشابه تركيبته الثقافية و النفسية و يميل لمناقضة و نفي كل ما لا يشبهه أو يعرفه، و هذا ما نلقبه بالإدراك، فزيادة الإدراك و توسعه يعتمد على مبدأ الاكتساب لكل ما هو غريب عن الفرد، فتشنج الأفراد لمعارفهم و ثقافتهم و معتقداتهم متعلقة بما يسمى بالتلقين المشروط.

عودة الى التمثيلات العقلية المستمدة من تاريخ قد تم تحريفه و تم تلقينه الى الأطفال من خلال المناهج الدراسية, أو من خلال أماكن العبادة أو المتأتية من الثقافة العامة للمجتمعات المتأسلمة. فإننا نجد و حسب الدراسات العصبية الأخيرة التي تطرقت لتفسير آلية تخزين هذه التمثيلات التي تختزن في ذاكرتنا الطويلة الجماعية و ذلك من خلال تكرارها بشكل دائم حتى تصبح ركائزاً و أسساً مطلقة لا يجوز الجدال فيها، و لا يمكن التطرق لمجرد البحث عن صحتها، بل أكثر من ذلك تصبح أيضاً أعمدة سلوكياتنا.
ان التمثيلات العقلية المسجلة و المختزنة في الذاكرة الجماعية لها أثرا كبيرا في توجيه الإدراك و تبني سلوكيات معينة ضمن خطوط رسمت للأفراد، و هنا نجد ان الثقافة الإسلامية اعتمدت على تجريد الشعوب المتأسلمة من تاريخها، لتجعل نفسها نقطة البداية للمعرفة و العلوم نافية بذلك العطاء الإنساني السابق لها. محاولة بذلك ايجاد خط واحد لآلية التفكير وبالتالي تكون قدرة التحكم بالأفراد اكثر يسرا.
طبعاً هناك الكثير الذي يمكن أن يقال و يبحث به في هذا المجال، الا ان مساحة المقال لا يمكنها اعطاء كل مايجب اعطائه.



#رندا_قسيس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الذاكرة و الوعي_الجزء الثاني
- الذاكرة و الوعي_الجزء الأول
- النظام السوري و فلسفة الاستبداد
- الإسلام السياسي و الأيدلوجيات وجهان للاستبداد
- الشارع المنتفض: صانع مصائر الشعوب
- الإلهام السامورائي في مواجهة الإسلاميين
- تونس تحت الإنعاش
- تمرد -البوعزيزي- بداية لمشروع حياة جديدة
- و في البدء كان الحيوان الطوطمي_الجزء الثاني
- و في البدء كان الحيوان الطوطمي_الجزء الأول
- أين موقع الثقافة العربية من العلمانية؟
- حق الاختلاف في منهجية التفكير
- نحو يوم وطني لفض غشاء البكارة!
- العصاب لدى رجال الدين
- الدين: المسبب الأول للعجز الادراكي
- ذروة النشوة و انسجام الذات
- الدين و علاقته بالتعنيف اللفظي
- الدين...اسقاطات الغرائز الطفولية-2
- الدين...و اسقاطات الغرائز الطفولية-1
- احياء الاله من الصراعات الداخلية


المزيد.....




- مستوطنون يقتحمون مقبرة إسلامية في الضفة الغربية
- سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -أفيفيم- بصلية صا ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -ديشون- بصلية صار ...
- سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
- أسعد أولادك…. تردد قناة طيور الجنة التحديث الجديد 2025 على ج ...
- استقبلها الان.. تردد قناة طيور الجنة أطفال الجديد 2024
- “فرح أطفالك طول اليوم” استقبل حالا تردد قناة طيور الجنة بيبي ...
- كاتدرائية نوتردام في باريس.. الأجراس ستقرع من جديد
- “التحديث الاخير”.. تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah T ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رندا قسيس - الثورات العربية و الإسلام السياسي