|
الامبريالية والصهيونية تحضّران لحروب الابادة الجماعية الجينية ضد الشعوب العربية والاسلامية
جورج حداد
الحوار المتمدن-العدد: 3422 - 2011 / 7 / 10 - 13:21
المحور:
العولمة وتطورات العالم المعاصر
يعتمد المجتمع البشري في تقدمه على رافعتين رئيسيتين هما: ـ1ـ التقدم العلمي. ـ2ـ التطور الانتاجي، الكمي والنوعي. وبعد انتصار الثورة الدمقراطية البرجوازية في اوروبا في نهاية القرون الوسطى، وتحرير المجتمعات من الجمود الفكري والركود الانتاجي الذي كان ملازما للاقطاعية، اسهم النظام الرأسمالي الصاعد في تطوير العلوم ووسائل واساليب الانتاج وعملية الانتاج بمجملها بشكل لم تكن البشرية تحلم به من قبل. ولكن الرأسمالية التي يسيّـرها محفّـز رئيسي هو: السعي نحو الربح؛ جرّت البشرية الى الصراعات والنزاعات والحروب المدمرة، التي ذهب ضحيتها مئات الملايين من البشر. وفي مرحلتنا الراهنة، مرحلة الامبريالية المتعفنة، فإن الرأسمالية ـ في سعيها المريض نحو الربح، وفي رعبها القاتل من دنو أجلها ـ تعمل على: ـ1ـ تخريب الانتاج "الطبيعي"، وتحويله الى "الاقتصاد الرمادي" او "الاسود": المضاربات، والتهريب، والسوق السوداء، وتزوير العملات، والسرقات، والمخدرات، وتجارة الرقيق، والتجارة بالاعضاء البشرية، وتجارة السلاح، والقتل المأجور، واثارة النزاعات والحروب، وكل اشكال الجريمة المنظمة، الهادفة الي تحقيق ارباح ضخمة وسريعة لا يمكن ان يوفرها الانتاج "الطبيعي". ـ2ـ حرف العلم عن مساره وجوهره الانسانيين، وتحويله الى وسيلة لتدمير المجتمع والقضاء على الجنس البشري، حتى على الطريقة اليهودية "عليّ وعلى اعدائي...". وننقل فيما يلي ترجمة بتصرف لمقالة للكاتب تودور أندرييف، منشورة في 4 حزيران 2011 في جريدة "دوما" التابعة للحزب الاشتراكي البلغاري (الشيوعي سابقا)، وتلقي المقالة الضوء على "حروب الابادة الجماعية(genocide)" (المستندة الى الهندسة الجينية) التي اصبحت تتهدد البشرية في الوقت الراهن:
ان عملية الاصطفاء الجيني لم تعد وقفا على الطبيعة، بل بدأت تجري في المختبرات. ويقدر بعض العلماء ان الهندسة الجينية ستتوصل في حدود سنة 2015 الى نتائج تسمح بانتاج منتوجات مسمومة يمكن استخدامها كأسلحة. فالبكتيريا ـ القاتلة المعدّلة ، المسماة "اي.كولي"، التي اودت بحياة عشرات الضحايا، اثارت الشكوك حول احتمال اطلاق العنان لهجمات عسكرية ـ بيولوجية تجريبية سرية ضد البشرية. ويتساءل بعض المراقبين: لماذا لا ينطق احد بكلمة حول الطريقة السحرية التي اصبحت فيها "اي. كولي" فجأة عصيّـة على العشرات من مختلف مضادات الحيوية، بعد ان ظهرت في نظام التغذية. ويؤكد هؤلاء المراقبون ان هذا الصنف من البكتيريا ينتسب الى السلالة 0104، التي لم تكن في اي وقت عصيّة على مضادات الحيوية. وحسب رأي بعض الخبراء، فحتى يمكن تقوية هذه البكتيريا الى درجة اكتساب هذا الثبات بوجه مضادات الحيوية، ينبغي لاحدهم ان يخضع هذه البكتيريا على مراحل في احد المختبرات لتأثير مضادات الحيوية، من اجل تحقيق "الضغط التحولي" الذي يدفعها نحو اكتساب المناعة تجاه الادوية. وحينما قام العلماء الالمان من مؤسسة "روبرت كوخ" بفك شيفرة التركيبة الجينية لسلالة 0104، اكتشفوا انها بالاضافة الى كونها ثابتة ضد تأثير اكثر من 10 توليفات لمضادات الحيوية، فهي قادرة على ان تنتج أنزيمات خاصة، تعطي هذه البكتيريا ما يمكن تسميته "قوة بكتيرية خارقة" ضد العديد من مضادات الحيوية، المنتشرة على نطاق واسع في المستشفيات. وورد في جريدة "غارديان" البريطانية انه حسب توضيحات وكالة حماية الصحة العامة، فإن بكتيريا السلالة 0104 في بريطانيا تمتلك جينتين هما TEM-1 و CTX-M-15، اللتين "تجعلان الاطباء يرتعدون من الخوف".
ولماذا تخيف هاتان الجينتان الاطباء الى هذه الدرجة؟ لانهما مميتتان الى درجة ان الكثير من الاشخاص، المصابين بعدوى هذه البكتيريا، معرضون للموت لان اعضاءهم الداخلية تمتنع عن العمل. ويؤكد الخبراء انه، لاجل الحصول على سلالة بكتيرية بهذا الثبات، يوجد طريقة واحدة ووحيدة هي ان يتم اخضاعها بشكل متواصل لتأثير العدد المطابق من الوسائل المضادة للبكتيريا. ويضيف هؤلاء الخبراء ان هذه العملية للاصطفاء الجيني قد جرى القيام بها بالتأكيد في احد المختبرات. ومن المعلوم لدى الاختصاصيين ان هذا هو احد الاساليب التي يتم بواسطتها بشكل عام صنع السلاح البيولوجي. والعملية بالطبع هي اكثر تعقيدا. ولهذا يبرز السؤال: كيف امكن لهذه السلالة ان تكتسب الثبات حيال مضادات الحيوية في ظروف طبيعية، طالما ان مضادات الحيوية لا يتم استخدامها في زراعة الفواكه والخضار؟ بوجود الادلة الجينية التي تم العثور عليها، من الصعب ان نتصور كيف حصل ذلك في الطبيعة البرية. وهذا يعني ان السلالة وصلت من احد المختبرات، حيث تم صنعها واطلاقها. واذا افتكر بعضهم ان السلالة ظهرت من ذاتها في الطبيعة، فهذا اسوأ بكثير مما لو كان نتيجة لـ"هندسة جينية" مصطنعة. اما كيف "طارت" البكتيريا من المختبر السري، ومن "وجهها" الى حيث ينبغي، فهذا سؤال معقد، تلف الجواب عليه السرية والغموض. ولكي يلمحوا لنا بجواب محتمل، يذكرنا المراقبون بمن هو اول بلد كان الهدف الاول للمخاوف الاخيرة التي اثيرت بخصوص بكتيريا "إي. كولي"؟ لانه، كما يقول هؤلاء المراقبون، فإن هذا البلد كان يقاوم ادخال الجسيمات المعدلة جينيا في نظامه الزراعي، الى درجة ان قام بعضهم بتوجيه التهديدات بفرض العقوبات السياسية على هذا البلد بسبب عدم تعاونه. ويؤكد المراقبون ان الاتهام الكاذب باحداث حالات الوفيات بسبب "إي. كولي"، هو عقاب محتمل لاسبانيا بسبب عدم رغبتها بأن تنضم الى المسيرة المظفرة للجسيمات المعدلة جينيا في العالم.
مجانين يعلنون الحرب على البشرية يحدد الخبراء العسكريون حالات الوفيات بسبب بكتيريا "إي.كولي" بوصفها بداية لعصر جديد في تطور واستخدام السلاح البكتيري، الذي تم ادخاله في المنتوجات الزراعية الغذائية، من قبل مجموعة من العلماء المجانين، او من قبل بعض المنظمات، الذين اعلنوا شن الحرب على البشرية، تسيّرهم نوايا سرية. في السنوات الستين من القرن العشرين ضعف الاهتمام بالسلاح البكتيري، وتوجه الاهتمام نحو السلاح النووي. وفي سنة 1972 وقعت 110 دول اتفاقية منع واتلاف الاسلحة البكتيرية. ان تلك الوثيقة، المليئة بالتناقضات، لم تخفض خطر التسبب في وباء واسع النطاق. وطبيعة العمليات البيولوجية الدقيقة لا تسمح بكشف الاهداف الحقيقية للكثير من البرامج المعلن عنها عادة بوصفها برامج دفاعية. وخلافا للاتفاقيات حول السلاح النووي، فإن هذه الوثيقة لا تتضمن معايير كمية واضحة. وحتى اليوم يوجد شكوك بأن هذه الاتفاقية لا يتم احترامها. وتؤكد المخابرات الروسية ان الابحاث البيولوجية ذات الطابع العسكري تجري في بلدان عديدة. وخلال انعقاد كونفرانس "الطب الجزيئي والامن" في موسكو سنة 2009، ادلى احد منظمي الكونفرانس رئيس اكاديمية الطب الروسية الاكاديمي ميخائيل بالتسيف بتصريح قال فيه: "ان العالم بأسره يتوقع حدوث هجوم بيولوجي. ولكنه من غير المعلوم، من اين سيأتي هذا الهجوم".
التصنيف العسكري للموت ان بساطة تقنية الحصول على وسائل الهجوم البيولوجي تسمح بالحديث عما يمكن تسميته "الارهاب البيولوجي المطبخي". ومن اجل "التصنيف العسكري للموت" تتسابق انواع لا تعد ولا تحصى من الفيروسات والبكتيريات. وقد "ارتفع" الارهاب البيولوجي الى المستوى الجيني. ويقدر بعض الخبراء ان جميع الحروب القادمة سيتم خوضها استنادا الى قاعدة التقنيات البيولوجية. ويبدو ان السلاح البيولوجي هو ملائم بشكل خاص من اجل تحقيق ما يسمى "حروب الابادة الجماعية(genocide)". وحتى وقت قريب لم يكن هذا التعبير موجودا في المخططات والبرامج العسكرية للبلدان المتطورة. في سنة 2015 سيصبح عدد سكان الكوكب الارضي 7،2 مليار نسمة، وفي منتصف القرن 21 سيبلغ هذا الرقم 9 مليارات. وبمقتضى التوقعات، فإن 95% من النمو السكاني سيحدث في الاقاليم الفقيرة في العالم، وبخاصة في افريقيا، اميركا اللاتينية واسيا. والنمو السكاني يحمل معه مشكلات ومصاعب ضخمة ذات طابع اجتماعي ـ اقتصادي وسياسي. وحسب التوجيه الصادر عن الجيش الاميركي بعنوان FM-3، فإن حكومات العديد من البلدان النامية لا تستطيع بمفردها ان تحل مشكلة توفير الغذاء لسكانها. وتوجد اليوم 65 دولة مرتهنة كليا لاستيراد الاغذية. والحروب والاضطرابات القادمة سوف تندلع بسبب محدودية الحصول على موارد مثل المياه، الاراضي الصالحة للزراعة، الغابات، الاسماك، ومكامن النفط. ومن جهة ثانية، فإن العمليات المناخية المثيرة للقلق التي سجلها العلماء هي مرتبطة مباشرة بالنمو السكاني على الكوكب وبالتطور الصناعي العاصف، وليس بعمليات طبيعية كوكبية غير واضحة المعالم. وفي المؤتمر العلمي الدولي حول تبدل المناخ المنعقد في اذار 2009، جرى الاعلان انه في حال ارتفاع متوسط درجة حرارة الارض بمعدل 5 درجات ستبرز بكل جدية مسألة تخفيض عدد سكان الارض الى مستوى ما يسمى "الحد الادنى للإشغال" او "الاستيعاب". وصدرت آراء تقول انه ينبغي ان يعيش على كوكبنا لا اكثر من مليار واحد من البشر!
العلماء يخترقون اسرار الحياة بعد فك شيفرة الجينوم البشري سنة 2000، فإن متابعة علمية فريدة لـ 100 الف جينة تقريبا، تم بواسطتها تحديد مجمل اللوحة البيولوجية المعقدة للجسم البشري، توفرت للعلماء امكانية الولوج في اسرار الحياة. واصبح العلماء يدخلون بعمق متزايد في جزيئات ابجدية شيفرة "مورس" الطبيعية، "المطبوعة" في جزيئات الـDNK، في اسرار الجسم الموروث. و"رأوا" في المجهر كيف تعمل الجينات، واصبح لديهم تصور كيف يمكن "التحايل" على المادة الحية وكيف يمكن ان "تؤمر" من خلال شيفرتها الخاصة، كي يتم توليد الجينات واعادة انتاجها. ولكن في احد الايام دوى في الردهات الهادئة للمختبرات التحذير التالي: "ان الانسان اصبح يمكنه ان يصنع قنبلة جينية"! ويؤكد العلماء الاميركيون ان 90% من الابحاث في حقل علم الجينات والبيولوجيا الجزيئية يمكن في كل لحظة تكييفها لاجل صنع سلاح جيني! لقد حقق الانسان اكتشافات عبقرية في علم الجينات، كما فعل يوما في الحقل النووي، وهو يقف اليوم على عتبة اختراع طريقة جديدة للتدمير الذاتي. ان علم الجينات الجزيئية اصبح بامكانه ان يحصل على جينات بطريقة بيولوجية، وان يقوم بالتوليف بين الجينات المستحدثة، مستخدما كجينة اصلية النسخة العاملة في الخلية، ثم ان يفصل احدى الجينات عن المجموعة وان ينقلها. وهنا يظهر خطر جدي بأنه من خلال الهندسة الجينية يمكن تكوين جسيمات ميكروبية ذات خصائص وبائية جديدة تماما. ومتى اطلقت لها الحرية، فإن السلالات الجينية المعدلة يمكن ان تؤدي الى امراض وبائية او خبيثة، عصية على العلاج. ان البرنامج الدولي الجديد لفك شيفرة ودراسة وظيفة البروتينات والتأثير المتبادل لها، الذي هو ليس اقل تعقيدا من "جينوم الانسان"، والذي يشارك فيه خبراء من وزارة الدفاع الاميركية، يفتح الطريق نحو اختراع السلاح المطلق. وفي هذا الصدد ادلى عالم الجريمة الروسي المرموق ف. اوفتشينسكي بـ"التوقع الاسود" التالي: "لقد اصبح من الممكن، في فترة محددة ببضع ساعات او عشرات السنين، ان يتم بشكل مبرمج، وبناء على ميزات جينية اساسية محددة، القضاء على انواع معينة من البشر، بدون خطر تلقي ضربة مضادة". وللاسف لا يمكن اتخاذ اي اجرءات قانونوية دولية ضد الخطر البيولوجي المتنامي، وخصوصا الخطر المتأتي من جهة الاجهزة العسكرية والمخابراتية. وهناك احتمال كبير في السنوات القريبة القادمة ان تبدأ حروب ابادات جماعية بواسطة "هجمات بيولوجية متبادلة" بين مجموعات عنصرية واخرى. مثلا العرب ضد الاميركيين والاوروبيين، الصينيون ضد الروس والهنود، وبالعكس. وكنتيجة، فإن سكان الكرة الارضية حتى سنة 2025 يمكن ان ينخفض الى 1 ـ 1،5 مليار نسمة.
المفاهيم العلمية العسكرية "غير المألوفة" ان المفاهيم الخاصة بحروب الابادة الجماعية لا تزال ذات جاذبية خاصة وموضع اهتمام سري للغاية لدى السياسيين والعسكريين. ويلاحظ في العالم المعاصر نشوء مجموعات نخبوية جديدة، ذات ارصدة مليارية تعمل بمعزل عن ضبط السلطات لاجل صنع منتجات بيولوجية ولقاحات ذات فعالية هجومية. في اواسط اذار 2010 حدثت في وسائل الاعلام العالمية ضجة فضائحية كبيرة على اثر التصريح الذي ادلى به في شباط من السنة نفسها الملياردير الاميركي بيل غايتس الذي قال: "في هذه اللحظة اصبح يعيش في العالم 6،8 مليارات نسمة. وقريبا سوف يرتفع العدد الى 9 مليارات. فاذا قمنا بعمل ممتاز في اللقاحات الجديدة في نظام الصحة العامة في حقل الانجاب، فاننا يمكن ان نخفض عدد السكان بنسبة 10-15%". واقترح ان تقوم بتنفيذ هذه المهمة الشركات الاميركية الكبرى، المختصة بانتاج المواد الغذائية والادوية. ولهذه الغاية تم سنة 2006، تكوين صندوق شارك فيه المليارديرية غايتس، روكفلر وبوفيت، برأسمال قدره 60 مليار دولار، معفي من الضرائب. وهناك وقائع تدفع الى الافتراض بأن غايتس شخصيا قد وظف امواله في الصناعة السرية للقاحات والادوية الجديدة، القادرة على البدء في العملية السرية لاجل التخفيض الحاد للاعداد "غير الضرورية" لسكان الارض. وفي سنة 2008 تحدث الملياردير تيد تيرنر، مؤسس شركة تلفزيون سي ان ان، عن انه من الملائم تخفيض عدد سكان الارض الى 2 ملياري نسمة. وبتطوير الاسلحة الى قواعد فيزيائية جديدة، فإن سباق التسلح يبلغ مستوى مبدئيا جديدا. واستخدام السلاح يصبح سريا ومموها بالاسباب الطبيعية.
الحرب تصبح غير مرئية ويمكن هذا ان يؤدي الى التخلي عن الصدامات المسلحة للجيوش الكبيرة والقضاء جسديا على الناس في ميادين القتال. وانواع الاسلحة الموجودة حاليا يمكن ان تحل محلها وسائل فاعلة غير ملحوظة، قادرة على الاضرار بجسم الانسان، بحيث تدمر حيويته، ودفاعه حيال العوامل المناخية والعدوائية، وتقوده بهذه الطريقة نحو الهلاك. ويقدر العلماء انه حتى سنة 2015 فإن الهندسة الجينية سوف تتوصل الى نتائج، تسمح بانتاج مواد سامة، يمكن استخدامها كسلاح. وسيؤدي ذلك الى ظهور ستراتيجية جديدة، يكون معها الهدف الرئيسي لـ"الحرب الجينية" من قبل بعض الدول ليس تحطيم القوات المسلحة للعدو، بل القضاء على قسم كبير من سكانه، الذين يعتبرون "فائضين عن الحاجة" على خلفية انخفاض موارد الارض. ان دراسة الاختلافات الطبيعية والجينية بين الناس، وبنيتهم البيولوجية الدقيقة، والاختلافات في تركيبة الدم، وصبغية الجلد، تقود العلماء الى فكرة ان هذه الخصائص يمكن استخدامها لاجل صناعة ما يمكن تسميته: السلاح الاتني. وفي هذا الصدد، وفي مقالته "القنبلة الجينية المعدلة" قال الكاتب الاميركي توم هارتمان: "تصوروا قنبلة يمكنها ان تقتل فقط الاشخاص البيض، ذوي الشعر الاشقر. او الاشخاص قصار القامة. او العرب. او الصينيين. ثم تصوروا ان هذه القنبلة يمكن إلقاؤها، وأنه في غضون يوم، او اسبوع او سنة سوف تقتل في كوكبنا كل شخص، يطابق مواصفات القنبلة، في حين ان الآخرين سيبقون احياء". الا انه ليس من الضروري استخدام قنبلة. ويقول العلماء ان الحرب الجينية يمكن ان تبدأ بشكل غير ملحوظ بمجرد ان يدخل حامل الجينة المُمْرَضة بشكل غير ملحوظ الى اراضي العدو. مثلا بشكل بكتيريا مدمجة في بندورة (طماطم) معدلة جينيا. ومتى دخل في الجسم البشري، فإن حامل الجينة الممْرَضة يمكن ان "يندس" في الـДНК ويعطل انتاج الاحماض الامينية. ولهذا السبب فإن السلاح الجيني يمكن ان يكتشف فقط بعد ان يكون قد بدأ في قتل الناس. ولكن حتى لو تم اكتشافه، فإنه لن يعود في الامكان ايقافه! ويقدر النطاسي الاميركي المشهور هامرشلاغ ان السلاح الاتني يمكن ان يقضي على 25-30% من سكان البلد الذي يتم استهدافه بهذا السلاح. وعلينا ان نذكر انه في سيناريو الحرب النووية، فإن هذا المقدار من الخسائر في السكان يمكن اعتباره "غير محتمل"، وفي هذه الحالة يمكن اعتبار البلد المصاب مهزوما. هل ستتخذ البشرية اجراءات سريعة لاجل تقليص الشر الذي يحمله التقدم في بيولوجيا الجزيئيات والهندسة الجينية، او ان موضوع الاهتمام بخلاص الامم سيترك للامم ذاتها؟ (انتهى مقال تودور اندرييف) XXX من جهتنا نرى ما يلي: ـ1ـ ان هذا المقال، مع كل دقته العلمية، يحاول ان يكون "موضوعيا" و"محايدا" بالمطلق، ومن ثم وضع المسألة بطريقة يفهم منها ان ما يحدث هو نوع من الجنون، وان كل البشرية مسؤولة عن هذا الجنون، وكل البشرية مهددة بهذا الجنون. وهذا ما يناقض العلم الجنائي الفردي"البسيط" ذاته. فحينما تحدث جريمة ما، فإن الشرطة والمحققين يبحثون اولا، عن اصحاب السوابق، وثانيا، عن المستفيد من الجريمة، وثالثا واخيرا عن اي مشكوك فيه مجهول تدل عليه قرائن التحقيقات. ـ2ـ ان الامبريالية والصهيونية، وبالاخص الكتل المالية ذات الثروات الاسطورية، هي "صاحبة السوابق" في الجرائم ضد الانسانية، وهي "صاحبة المصلحة الاولى" في مواصلة ومفاقمة هذه الجرائم، واخيرا لا آخر هي "صاحبة الامكانيات المالية الكبرى" للانفاق على برامج ابادة الشعوب، كهذا البرنامج، دون ان يرف لها جفن، لا ماليا ولا معنويا. ـ3ـ ينبغي على المرء ان يكون كلي الغباء حتى يفترض ان الامبريالية والصهيونية هما غبيتان الى درجة "التلهي" بانفاق عشرات ومئات والوف مليارات الدولارات على "الابحاث" و"التصنيع" واخيرا التسلح الفعلي، فقط للفرجة ولعرض العضلات وللتسلية او لاطلاق التهديدات الفارغة والاستعراضية ضد "مجهول!!!". فالامبريالية والصهيونية لهما اعداء موصوفون ومحددون بدقة. ـ4ـ حتى الامس القريب كانت الامبريالية والصهيونية تضعان نصب اعينهما "محاربة الشيوعية" وكانتا تملآن الارض والسماء زعيقا هستيريا ضد الشيوعية. ولا تزالان الى اليوم تحقدان على الشعوب (وخاصة الشعب والدولة الروسيين) التي حاولت في السابق شق طريق الشيوعية في التاريخ والمجتمع الدوليين. ـ5ـ اما في الوقت الراهن فإن الامبريالية والصهيونية لهما عدو محدد هو: الشعوب العربية والاسلامية، التي تناضل لاجل التحرر والتقدم الانساني، والتي ـ لاسباب تاريخية ينبغي البحث فيها ومناقشتها علميا وموضوعيا ـ لا يمكنها ان تتحرر، او ان تحرر نفسها، الا بشرط القضاء التام على الامبريالية والصهيونية، وسحقهما في عقر دارهما، وتحرير العالم بأسره من وجودهما. ومن "الطبيعي" جدا ان تعمل الامبريالية والصهيونية، ولاجل انقاذ انفسهما، للقضاء على الشعوب العربية والاسلامية قضاء تاما، اذا استطاعتا الى ذلك سبيلا. ـ6ـ استنادا الى ذلك فإن جميع الشعوب والبلدان العربية والاسلامية هي في دائرة الخطر الداهم، في جميع علاقاتها الخارجية، التجارية الزراعية والغذائية والدوائية الخ. وهذا ما يجعل مواجهة الامبريالية والصهيونية "واجبا وجوديا" على الدول والشعوب والمجتمعات العربية والاسلامية بأسرها، وليس فقط على القوى الوطنية والقومية والتقدمية المعادية للامبريالية والصهيونية.
#جورج_حداد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
-الفوضى البناءة- الاميركية في البلقان: مرحلة التركيب الجديد
...
-
الامبريالية الاميركية و-الارهاب-
-
جرثومة رأسمالية (اميركية؟) جديدة تضرب موسما زراعيا آخر في او
...
-
الديماغوجية والمأزق الذاتي للبراغماتية الاميركية
-
شبح -الباشبوزوك العثماني- و-الفوضى البناءة- الاميركية يجول م
...
-
اميركا دولة استعمار ذاتي (ATOCOLONIALISM)
-
حركة التحرير العربية: سيرورة التحول وتحدي العالمية
-
الوجه البشع لاميركا
-
الازمة الاقتصادية العالمية والظلال القاتمة للحرب الباردة
-
اليوضاسية
-
-الدبلوماسية السرية- ...في العمل
-
الكارثة اليابانية: أبعد من حدث بيئوي
-
الصين الشعبية تحضر للرد بضربة عسكرية كاسحة للولايات المتحدة
...
-
الحرب الباردة، في طبعة جديدة ... صينية
-
التنين الصيني حينما يتحول الى يوان رخيص
-
الافلاس الفضيحة لليبيرالية الغربية وأذنابها في البلاد العرب
...
-
لبنان الوطني المقاوم في مواجهة مؤامرة التعريب والتدويل
-
أميركا و-عقدة فيتنام-!
-
ميلاد السيد المسيح: المنعطف التاريخي نحو تشكيل الامة العربية
-
كوريا الشمالية: العقدة العصيّة في المنشار الاميركي
المزيد.....
-
-عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
-
خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
-
الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
-
71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل
...
-
20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ
...
-
الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على
...
-
الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية
...
-
روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر
...
-
هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
-
عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز
...
المزيد.....
-
النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف
...
/ زهير الخويلدي
-
قضايا جيوستراتيجية
/ مرزوق الحلالي
-
ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال
...
/ حسين عجيب
-
الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر )
/ حسين عجيب
-
التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي
...
/ محمود الصباغ
-
هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل
/ حسين عجيب
-
الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر
/ أيمن زهري
-
المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع
/ عادل عبدالله
-
الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية
/ زهير الخويلدي
-
ما المقصود بفلسفة الذهن؟
/ زهير الخويلدي
المزيد.....
|