أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نبيل عبد الأمير الربيعي - تارا الجاف....قيثارة سومر الدافئة














المزيد.....

تارا الجاف....قيثارة سومر الدافئة


نبيل عبد الأمير الربيعي
كاتب. وباحث

(Nabeel Abd Al- Ameer Alrubaiy)


الحوار المتمدن-العدد: 3422 - 2011 / 7 / 10 - 10:03
المحور: الادب والفن
    



من معالم مدينة أور وآثارها ودولتها التي حكمت بلاد ما بين النهرين,قيثارتها السومرية, وهي من الرموز التراثية التي تمثل تراث العراق الفني,تلك الآلة الموسيقية التي لها إقاع جمالي فني رائع , من شكلها الهندسي وبراعة مقدمتها ورأس الثور ,تلك الأوتار التي تعني ما مرت بها سومر من ترف وبذخ اجتماعي وسعة اطلاع بالفنون الموسيقية والفنون الخزفية وصناعة التماثيل والأختام الاصطوانية ,آله لها رهبة عند إلقاء نظرنا عليها وهيبة في خيال الكائن الإنساني الرافديني,تضاف لها صناعة من مادة الذهب والفضة بأيدي ماهرة وذوق عالي ومرصعة بالصدف البحري,حيث تمتلك هذه القيثارة من12-15 وتر لشكلها المثلث القائم الزاوية,استخدمت في هياكل المعابد لنغمتها الصوفية الحزينة ,أول ما اكتشفت قبل أكثر من 5000 سنه في مقبرة ملكية في أور ,لعازفها الشعور مهابة لشكلها ونغماتها الدافئة ,من خشوع ومخاطبة الروح والعقل .
تعتبر الموسيقى غذاء الروح وقد اهتم بها العلماء في الدولة العباسية في سنوات ازدهارها ,لكن بعض المتخلفين قد حاربها واعتبرها رجس شيطاني, ولو نعود للماضي الزاهر نرى الفارابي من علماء المسلمين في القرون الماضية قد اهتم بالموسيقى لمعالجة الأمراض النفسية , في فترة الخمسينات من القرن الماضي كانت العوائل ذات الدخل العالي ومن الطبقات المثقفة تهتم بتعليم أبنائها اللغات إضافة لتعلم الموسيقى ليبقى الحس المرهف يصاحب الأبناء ذكوراً أو أناث ,ولو تتابع كل جرائم العالم لما اكتشفت إن بين نزلاء السجون الإجرامية فنان قام بجرم بجميع المجالات الفنية من تشكيل إلى موسيقى وخط ومسرح ونحت ..الخ. وفي فترة الستينات والسبعينات من القرن الماضي كانت وزارة المعارف سابقاً تهتم بدرس الموسيقى والفنون الأخرى إلا ا ناسفي الشديد قد أهملت هذه الفنون بسبب محاربتها من بعض المتعلمين الجهلة في مجال التعليم, واستغلال درس الفنية والتربية الرياضية لإكمال المناهج العلمية.
لقد اهتمت عائلة تارا الجاف ذات المستوى المعيشي والتعليمي العالي الذي هو جزء من ثقافتها بتعليم الأبناء الموسيقى واللغات الأجنبية, تنحدر تارا الجاف من أب عراقي كوردي وأم تركمانية تقول تارا الجاف للكاتبة أمل بورتر عند زيارتها بسفرة مدرسية للمتحف الوطني العراقي ومشاهدتها للقيثارة السومرية: (في رحلة مدرسية إلى المتحف العراقي فجأة التصقت عيناي وتسمرت وأنا صبية صغيرة بالقيثارة إذ سحرتني واستولت على مخيلتي , رحت أدور خلف القاعدة عرضها, وكأني أدور في عوالم سحرية لم أفهمها . كنت أعرف الموسيقى إذ تربيت على حب الموسيقى الكلاسيكسية الغربية بحكم عمل أبي في الخارجية العراقية وتجواله بين عواصم موسيقية أوروبية , حيث ألفت متاح ومباح وإصرار أمي وأبي على أن نتعلم الموسيقى كجزء أساسي من ثقافتنا العامة . منذ تلك اللحظة ظلت القيثارة في أعماق قلبي مختزنة في كياني).
تارا الجاف من مواليد بغداد , سافرت مع عائلتها للإقامة في لندن عام1976 حيث شغل والدها في السلك الدبلوماسي, لأب من حلبجة كردي القومية وأم تركمانية مما أعطاها إتقان اللغتين إضافة إلى اللغة الإنكليزية. تقدم تارا الجاف الخدمة بالعزف على القيثارة للمرضى بهدف تقليل الضغط النفسي ولترويحهم, فقد أصدرت أكثر من البوم موسيقي للعزف على آلة القيثارة السومرية , إذ تعتبر من القلائل من الفنانات والموسيقيات الذين يعزفن على هذه الآلة , مع صوتها الرقيق الدافيء لتشكل ألحاناً موسيقية رومانسية.
لقد جربت العزف على عدة آلات موسيقية , ومنها الماندولين والجرانكو الشيلية والكيتار والبزق الكردي و القيثارة السومرية ,اليكم موسيقاها حسب الرابط:
http://www.tarajaff.com
فقد ابتكرت أسلوباً خاصاً بها للعزف والمزج بين الشعر الهورماني والسوراني والأغاني الشعبية الكردية, كانت تعشق سمفونيات بحيرة البجع لجايكوفسكي وشهرزاد واليسكي لكورساكوف في العمر الخامسة وبداياتها الفنية في المدرسة الموسيقية في بغداد لطلاب بمختلف الديانات والقوميات , مما أتاح لها التواصل مع التراث العراقي ولكن البعث لم يترك هذه المدرسة تنموا بعيداً عن سمومة وأفكارة الشاذة مما اضطرت العائلة للهجرة إلى انكلترا , فما كان منها إلا احتضان الآلة الموسيقية لنسيان وضع العراق.
لنغمات القيثارة متعة صوفية من التشذيب وشد وإرخاء الوتر لخروج النغمات الأنيقة فقد كانت فكرتها من استخدام القوس في الصيد والحروب لتخرج النغمات بعد الضرب على وتر القوس وارخاءة لتولد انغام موسيقية أثناء استراحاتهم في الصيد والهروب أثناء الحروب, مما نتج عن صناعة الآلةالسومرية من عصور خلت.



#نبيل_عبد_الأمير_الربيعي (هاشتاغ)       Nabeel_Abd_Al-_Ameer_Alrubaiy#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدستور العراقي بين الحكومة الذكوريه وإهمال المرأة
- فاجعة فرهود اليهود وحركة رشيد عالي الكيلاني عام1941 (2)
- الصحفي والإعلامي عدنان حسين للحديث عن الإعلام والحركات الشعب ...
- فيصل مشهد القيادي الفلاحي في حركة قسمة المناصفة في ريف الديو ...
- دور اليهود العراقيين في الحركة الوطنية العراقية
- كاظم فرهودالقائد الفلاحي ورحلة السجون
- سمير نقاش الروائي العراقي الحالم
- قصر الياهو ساسون خضوري في الديوانية
- الفنان التشكيلي أياد الزبيدي بين الحكاية الشعبية والنمنمات ا ...
- الأنصاري ناصر عواد( أبو سحر) مقاتل من مدينتي الديوانية
- فاجعة فرهود اليهود وحركة رشيد عالي الكيلاني عام 1941
- القائد الفلاحي والرياضي كاظم فرهود ورحلة السجون
- أنور شاؤول ....... أديب وشاعر وصحفي
- يهود العراق بين قسوة التهجير وحنان العودة للوطن
- المؤسسة الأمنية ....... وظاهرة اختطاف شباب ساحة التحرير
- المؤسسة الدينية وظاهرة الزواج المبكر
- أهز رأسي ذبحاً ... وتهز رأسك صبراً على نوائب العراق
- أزمة الحكم والصراعات السياسية
- عبد الأمير الحصيري.. شيخ الصعاليك
- بابل تستضيف الاعلامي والشاعر احمد المظفر


المزيد.....




- عالم الثقافة.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك نايل سات وعرب سا ...
- مخرج مصري شهير يثير جدلا بتصريحاته حول عدم اعتراضه على مشارك ...
- وفاة مغني الراب التونسي أحمد العبيدي “كافون” إثر أزمة صحية م ...
- ترامب يعزل أمينة مكتبة الكونغرس من منصبها
- روائية نمساوية حائزة نوبل للآداب تدافع عن حق الفلسطينيين في ...
- ادباء ذي قار يحتفون بفوز أربعة من شبابهم بمسابقة الأدباء ال ...
- متحف أورسي بباريس يجري عملية ترميم مباشرة للوحة الفنان غوستا ...
-  فنانة مصرية تكشف تفاصيل -السحر والطلاق- في أزمة بوسي شلبي و ...
- المجمع اللغوي بالقاهرة يرقمن ملايين المصطلحات بالذكاء الاصطن ...
- كتاب -مقومات النظرية اللغوية العربية-.. قراءة تحليلية دقيقة ...


المزيد.....

- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نبيل عبد الأمير الربيعي - تارا الجاف....قيثارة سومر الدافئة