أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الحداد - قراءة في طبائع الاستبداد ج 12














المزيد.....


قراءة في طبائع الاستبداد ج 12


محمد الحداد

الحوار المتمدن-العدد: 3422 - 2011 / 7 / 10 - 00:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الاستبداد والمال
يقول الكواكبي في هذا الفصل التالي:
الاستبداد لو كان رجلاً وأراد أن يحتسب وينتسب لقال: "أنا الشرُّ، وأبي الظلم، وأمّي الإساءة، وأخي الغدر، وأختي المسْكَنة، وعمي الضُّرّ، وخالي الذُّلّ، وابني الفقر، وبنتي البطالة، وعشيرتي الجهالة، ووطني الخراب، أما ديني وشرفي فالمال المال المال". انتهى النقل.
اي أن كل القبائح تنتج عن الاستبداد، وعائلته هي:
• الظلم أبو الاستبداد.
• الشر هو الاستبداد.
• الإساءة أم الاستبداد.
• الغدر أخوه.
• المسكنة أخته.
• الضر عم الاستبداد.
• الذل خاله.
• ويفرخ الاستبداد أولاده الفقر.
• وبناته البطالة.
• وعشيرة الاستبداد هي الجهالة.
• وأخيرا وطن الاستبداد هو الخراب.
• وطبعا دين الاستبداد وقيمه تتمحور حول المال، ولا شيء غير المال.

ثم يقول:
المال يصحُّ في وصفه أن يُقال: القوة مال، والوقت مال، والعقل مال، والعلم مال، والدِّين مال، والثّبات مال، والجاه مال، والجمال مال، والترتيب مال، والاقتصاد مال، والشُّهرة مال، والحاصل كلُّ ما يُنتَفَع به في الحياة هو مال. انتهى النقل.
أي أن المال ينقسم الى أشياء، هي:
• القوة.
• الوقت.
• العقل.
• العلم.
• الدين.
• الثبات.
• الجاه.
• الجمال.
• الترتيب.
• الاقتصاد.
• الشهرة.
• وأخيرا كل شيء ممكن أن يتحول الى مال.

ثم يقول:
وكلُّ ذلك يُباع ويُشترى؛ أي يستبدل بعضه ببعض، وموازين المعادلة هي: الحاجة والعزّة والوقت والتعب، ومحافظة اليد والفضة والذهب والذمة، وسوقه المجتمعات، وشيخ السوق السلطان... فانظر في سوق يتحكّم فيه مستبدٌّ؛ يأمر زيداً بالبيع، وينهى عمرواً عن الشراء، ويغصب بكراً ماله، ويحابي خالداً من مال الناس. انتهى النقل.
أي أنه تحت حكم الاستبداد كل شيء صالح للبيع والشراء، وكل شيء تحت أمرة المستبد، فهو من يتحكم بسوق البيع والشراء، ويتحكم بالبائع والمشتري، ويتحكم بنوع البضاعة المباعة أو المشترة، أي كل شيء تحت أمره وقيادته.

ثم يقول:
المال تعتوره الأحكام، فمنه الحلال ومنه الحرام وهما بيِّنان، ولَنِعْمَ الحاكم فيها الوجدان، فالحلال الطيب ما كان عوض أعيان، أو أجرة أعمال، أو بدل وقت، أو مقابل ضمان. والمال الخبيث الحرام هو ثمن الشّرف، ثمَّ المغصوب، ثمَّ المسروق، ثمَّ المأخوذ إلجاءً ثمَّ المحتال فيه. انتهى النقل.
أي أن أداة الفصل بين كون المال المحصل حلال أم حرام، هي الوجدان، فبه نفرق بين مال حلال وآخر حرام، ثم يفصل المال الحلال الذي يأتي من طرق، هي:
1. عوض أعيان، أي بيع.
2. أجرة أعمال، أي الاجرة نتيجة انجاز عمل لصاحب العمل.
3. بدل وقت، أي أن تبيع جهدك ووقتك لصاحب العمل ليستفيد منه، كالمعلم مثلا.
4. مقابل ضمان، أي أن ترهن شيئا ما.
ثم يفصل المال الحرام والذي ينعته بالخبيث أيضا:
1. ثمن الشرف، أي بدل الرشوة أو الجنس أو أي عملية متعلقة بشرف الانسان وأخلاقه.
2. المال المغصوب، كالمأخوذ تحت التهديد.
3. المال المسروق، من المال العام والخاص.
4. المال المأخوذ من مجبور على شيء يرفضه، كالرشوة مثلا.
5. المال عن طريق التحايل والخدع.

ثم يقول:
إنَّ النظام الطبيعي في كلِّ الحيوانات حتى في السّمك والهوام، إلا أنثى العنكبوت، إنَّ النوع الواحد منها لا يأكل بعضه بعضاً، والإنسان يأكل الإنسان. ومن غريزة سائر الحيوان أن يلتمس الرّزق من الله؛ أي من مورده الطبيعي، وهذا الإنسان الظّالم نفسه حريصٌ على اختطافه من يد أخيه، بل من فيه، بل كم أكل الإنسان الإنسان! انتهى النقل.
وهذا ما نجده في الطبيعة، حيث يندر أي يأكل الحيوان من فصيلته أو نوعه إلا ما ندر، كما قال الكواكبي، ففقط أنثى بعض العناكب تأكل الذكر الغير حريص، بينما لا نجد أسداً أو ثعلباً أو نمراً أكل من فصيلته، بل نادراً ما تأكل الوحوش بعضها حتى بزمن القحط، فهي ممكن أن تتعارك على فريسة، وتصل أن يقتل بعضها بعضاً، ولكن لا تصل لأن يأكل وحش مفترس وحشاً آخر.
عدا بني البشر، فقد أكل الإنسان أخيه الإنسان، أكله بلحمه، وشرب من دمه، وتمرغ في كبده، وأكل ماله، وانتهك عرضه، وقتل أطفاله، ولم توقفه عن فعلته، لا دين، ولا ضمير أو خلق.
وبهذا انتهى فصل الاستبداد والمال.

محمد الحداد
09 . 07 . 2011



#محمد_الحداد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في طبائع الاستبداد ج 11
- ثقافة الجواري والعبيد
- خطاب رئيس عربي
- قراءة في طبائع الاستبداد ج 10
- قراءة في طبائع الاستبداد ج 9
- قراءة في طبائع الاستبداد ج 8
- دعوة لخروج العراق من جامعة الدول العربية
- قراءة في طبائع الاستبداد ج 7
- قراءة في طبائع الاستبداد ج 6
- قراءة في طبائع الاستبداد ج 5
- قراءة في طبائع الاستبداد ج 4
- قراءة في طبائع الاستبداد ج 3
- ماذا قال مبارك لوزرائه في أعقاب يوم الغضب؟
- قراءة في طبائع الاستبداد ج 2
- قراءة في طبائع الاستبداد ج 1
- بحث مقارن ج 14
- قصيدة مجهولة النسب
- بحث مقارن ج 13
- بحث مقارن ج 12
- بحث مقارن ج 11


المزيد.....




- الجيش الإسرائيلي يوسع عملياته في الضفة الغربية و-يجبر- عائلا ...
- -ديب سيك- تطبيق صيني يغير معادلة الذكاء الاصطناعي العالمي.. ...
- الأزهر يعلن رفضه القاطع لمخططات تهجير الفلسطينيين
- إقالة 12 مدعيا شاركوا بمحاكمة ترامب
- أميركا تواصل ترحيل مهاجرين إلى غواتيمالا وتتجاوز الأزمة مع ك ...
- سوريا.. ضبط شحنة كبيرة من الحبوب المخدرة على معبر نصيب الحدو ...
- حرصا على كرامتهم.. كولومبيا تخصص طائرات لإعادة مواطنيها المر ...
- مجلس الشيوخ يصوت على تعيين سكوت بيسنت وزيرا للخزانة
- تاكر كارلسون: بلينكن بذل كل ما بوسعه لتسريع الحرب بين الولاي ...
- دراسة تتوقع ارتفاع الوفيات في أوروبا بسبب شدة الحر بنسبة 50% ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الحداد - قراءة في طبائع الاستبداد ج 12