أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد البدري - السلفيون والعفو عن قتلة الشهداء















المزيد.....

السلفيون والعفو عن قتلة الشهداء


محمد البدري

الحوار المتمدن-العدد: 3421 - 2011 / 7 / 9 - 09:22
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في ضوء احداث الثورة المصرية ومن قبلها التونسية تحركت فصائل الاسلام السياسي بكل تنوعياته لا لتكون مع الثورة إنما كعامل احباط لها. فلم نجد تصريحا لجماعة الاخوان المسلمين او باقي الجماعات السلفية يؤيد الخروج يوم 25 يناير، لكنهم كلهم وبشكل مفاجئ انقلبوا ليصبحوا ثوارا علي حين فجاة لان الثورة نجحت في تحقيق اول اهدافها وهو خلع رأس النظام. بقي وعلي مدي الستة اشهر التالية الكثير مما تطلب تحركات أخري لا تقل في مشهدها عن مشهد الـ 18 يوما هي عمر الثورة في رحم الميدان. وكان سلوك الاخوان وجماعات السلف طوال هذه الفترة المتقلبة والمليئة بالحراك يشي بانهم قلقين لان هناك ثورة وانهم مرتبكون لان هناك من يطالب بحقوق ليست من افكار الاسلام السياسي كالحرية والديموقراطية والمواطنة وحق التعبير ... الخ مفردات مطالب الثورات العظيمة التي نقلت البشرية من عصور الظلام الي رحابة النور والعلم والمعرفة والحرية. نجاح الثورة في تحقيق مطلب رحيل مبارك عن السلطة كان فاتحا لشهية كل فصائل الاسلام السياسي للاشتراك لعلهم يفوزن بمكسب من مكاسب الثورة او علي الاقل البقاء داخل خياشيم الثوار والتحوصل في رئة المتظاهرين انتظارا للحظة الانقضاض اما لسرقة الثورة بالكامل واما لاستعادة النظام الذي ترعرعوا فيه وانتشروا بشكل وبائي داخل حواري وازقة المجتمع المصري.

يتزلف الاسلاميون كما تزلف حسني مبارك وكل انظمة الفساد العربية والاسلامية بالشهيد والشهداء ورددوا الاقوال الاسلامية عنهم وصوروا حسن مقامهم مع الصديقين والانبياء في مقعد صدق عن مليك مقتدر. فما تعريف الشهيد عندهم؟ يقول كبيرهم إبن باز: " جاء في الحديث الصحيح أن الشهيد يغفر له كل شيء إلا الدين، فالشهيد الذي قتل في سبيل الله صابراً محتسباً مقبلاً غير مدبر، يغفر له كل شيء، وإن جبرائيل أخبر النبي بذلك. والشهيد الذي لم يستشهد في المعركة ما دام قد مات بسبب الجراح فهو شهيد ، سواء مات في المعركة أو تأخر موته أياماً وليالي بسبب الجراح التي أصابته". وهذا ليس قول ابن باز من عندياته انما هو مجرد ناقل يردد قول المسلمين الذين اسسوا مبادئ الاسلام في عصورة القديمة، فلو اننا اعتمدنا كل ما يقوله الرجل من عندياته لاصبح السفة وقلة العقل من نصيبنا.

فلنأخذ إذن اقوال السلف التاسيسية ونطبقها علي افعال الجماعة. ذهبت عناصر من الجماعات السلفية الي بيوت الشهداء لمقابلة الاهل لاقناعهم بقبول الدية والتي تعرف في الارث الشعبي المصري بالعوض. فالدية هي ارث قبلي انتهجته القبائل العربية ويتم دفعها كتعويض عن خسارة المت بطرف جراء خطأ او جريمة حدثت من طرف آخر. الدية تدفع عند عرب الصحراء في ناقة او بهيمة وفي البشر ايضا. ويقال في المثل الشعبي "اللي تعرف ديته اقتله". اي إذا كنت مجرما وقادرا علي دفع دية ولا تحترم الدولة والقانون والمجتمع فما عليك سوي الشروع في القتل، فلن تخسر شيئا سوي الدية. في مثل هذه البيئة فان الهروب او التخفي وعدم كشف المذنب خاطئا او عامدا هو امر ستكون محصلتها مضاعفة حيث يتم التخلص من المنافس او المطلوب قتله وفي نفس الوقت الافلات من دفع الدية لعدم الامساك بالمخطئ.

ولن اخوض في امر القرآن إذا ما كان قد نفي الدية ام اعتمدها، فلو انها ضمن تشريعاته لاصبح السلوك السلفي مشينا وغير اسلامي رغم تشدقهم بالاسلام، ولو انها غير موجوده فان السلوك السلفي يصبح اكثر انحطاطا لان الحق المدني والقانوني للدولة وللمجتمع قد اكمل ما لم تاتي به شريعة الاسلام بينما تمارس الجماعة السلفية الاطاحة به في الحالتين. الافدح من كلا الامرين ان السلفية المرتكزة علي الاسلام باتت ترتد بنا الي ما قبل الاسلام وهو نظام القبيلة وتشريعاتها وتضرب في نفس الوقت اسس المجتمع الحديث الذي يسعي للحق وقصاصه والقانون وفلسفاته. بهذا لم تعد السلفية سلفية دينية او اسلامية انما سلفية تنتمي الي بربريات ما قبل الاديان.
ولندع الجماعة ونبحث من وراء الجماعة وصاحب المصلحة في دفع ما يسمي ديه، انه نظام مبارك الفاسد المهموم بان تعود الامور علي ماكانت عليه من امتهان للكرامة المصرية وتحقيرا لشخصية المصريين. فالنظام وفلوله سيدفع ديه مما تم نهبه من المصريين لكنه يسعي لتقويض حق كل من مات وجعله كالدابة او الناقة او القتل الخطا في حادثة هي ليست بحادثة انما قتل متعمد من افراد يعرفون تماما اهدافهم السياسية في مقابل ثوار يدافعون عن الكرامة الانسانية ويرفضوا ان يعامل المواطن معاملة القطيع كما فعل ويفعل العرب قبل وبعد الاسلام.

لم تدرك الجماعات السلفية ومن والاهم في هذه القضية، لعدم قدرتهم علي الادراك، أن اهالي الشهداء لا يملكون العفو او قبول الدية حتي ولو عفوا و قبلوها. فكثير من الاهل من الاجيال القديمة التي تربت في كنف ثالوث مصر الفاسد بدءا من عبد الناصر نهاية بمبارك مرورا بالسادات. فالتربية السياسية طوال عمر هذه النظم كانت خارج التاريخ والعصر والخطاب المعرفي والحقوقي كان شبه منعدم فالثلاثة روجوا للعروبة والاسلام بدرجات متصاعدة ادت الي نهايات حزينة للمصريين ودموية لهم. فالقتلة الذين تسعي الجماعة السلفية لاخراجهم كالشعرة من العجين بطرق كثيرة آخرها دفع دية هم من كبار رجال الداخلية المصرية الذين تصدوا لشباب الثورة العزل من السلاح والتي اعلنوها ثورة سلمية من اليوم الاول لها. وهناك ايضا بلطجية قاموا بالقتل ستقوم جماعات السلف باعفائهم من المسؤولية الجنائية، وهنا يقفز الي الذهن السؤال التالي، هل ترد الجماعة السلفية الجميل للداخلية ولضباط نظام مبارك الفاسد متطوعة بمحاولة تخليصهم من محاكمة عادلة؟ السؤال الاخطر ما هو العدل وما هو شكل الدولة إذا ما تولت السلفية ومعها الاخوان المسلمين امور السلطة في البلاد، وما هو العدل في نظرهم الذي صدعوا به رؤوسنا بانه احد اسماء الله الحسني؟ فلو ان الدية غير موجوده بالاسلام فلماذا لا يقفون مع الدولة العلمانية بقوانيها الوضعية التي اتت بما لم يأت به الاسلام رغم القول " وما فرطنا في الكتاب من شئ". بل الاهم لماذا يتطوعوا دفاعا عن المجرمين والفاسدين بينما العالم يشكل محاكم دولية لاقامة الحق والعدل وبات مطلوب علي ذمتها رؤساء عرب روجوا للعروبة وللاسلام في السودان وليبيا والباقي علي الجرار؟



#محمد_البدري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشريعة الاسلامية في خدمة اسرائيل والفساد
- السلفية والوهابية واسرائيل
- حتي لا تتكرر كارثة يوليو
- أضغاث احلام بالخلافة القديمة
- دستور آل سعود المطبق عمليا على بلاد نجد والحجاز
- رسالة الي المصريين
- الوصايا العشر للسلطة الفاسدة
- حديث الذكريات المبكر
- إحذروا هؤلاء
- الوكر
- وسقطت الابوه السياسية
- عندما يصاب المفتي بالهلع
- جلد الحية... وقبل ان يرحل الدكتاتور
- تونس وخرائط النوايا والاولويات
- الفتنة الطائفية صناعة محلية
- علي ماذا اقسم البشير؟
- العمرانية ونهاية عصر الشهداء
- كيف نفهم الجرائم الاصولية الاخيرة
- اغلاق مؤقت باذن الله وباذن السلطة
- تحالف الاصولية الاسلامية مع الصهيونية اليهودية


المزيد.....




- إلى جانب الكنائس..مساجد ومقاهٍ وغيرها تفتح أبوابها لطلاب الث ...
- بعد قرار المحكمة العليا تجنيد الحريديم .. يهودي متشدد: إذا س ...
- أمين سر الفاتيكان: لبنان يجب أن يبقى نموذج تعايش ووحدة في ظل ...
- الكنائس المصرية تفتح أبوابها للطلاب بسبب انقطاع الكهرباء
- صورة جديدة لسيف الإسلام معمر القذافي تثير ضجة في ليبيا
- إسرائيل: المحكمة العليا تلزم الحكومة بتجنيد طلبة المدارس الي ...
- في -ضربة- لنتنياهو وائتلافه.. المحكمة العليا الإسرائيلية تأم ...
- ما هو تردد قناة طيور الجنة على النايل سات ؟ والعرب سات وأهم ...
- موسم الهروب من الشمال.. المسلمون المتعلمون يفرِّون من فرنسا ...
- لماذا يتخوف المسلمون والمهاجرون في فرنسا من وصول أقصى اليمين ...


المزيد.....

- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد البدري - السلفيون والعفو عن قتلة الشهداء