|
أسئلة اللحظة
إبراهيم اليوسف
الحوار المتمدن-العدد: 3421 - 2011 / 7 / 9 - 04:23
المحور:
الادب والفن
اعتاد الدارسون لأيّة مرحلة زمنية، أن يستقرئوا ما دوّنه ووثّقه الأدباء والكتاب والفنانون، ليكون مرجعاً عن تلك المرحلة، في دراساتهم المختلفة، الاجتماعية منها، والتاريخية، وغيرها، على اعتبار أن المبدع ضمير الأمة، وخافقها، والشاهد على ما يدور من حوله عادة .
وحقيقة، فإن الدور الحقيق المنوط بالمثقف، في كل زمان ومكان، هو أن يكون لسان من حوله، وحاديهم، ورائيهم، فلا يكتفي بأن يكون الناطق بأسماء كل من حوله، بل يتعدّى دوره، ذلك، إلى أن يرسم لهم ملامح طريقهم التي ينبغي عليهم أن يسلكوها .
ومن هنا، فإننا إزاء أية قضية، سرعان ما نتوجه بأنظارنا إلى هؤلاء الكتّاب، الرّادة في مجتمعاتهم، نعاين كتاباتهم، ومواقفهم، ونتتبع الخطّ البياني لتفاعلهم معها، لنرى كيف يعكسون هذا الحدث أو ذاك، في مرايا أرواحهم، لتغدو كتاباتهم، وثائق لا بد منها للحصول على صورة متكاملة، لكلّ ذلك إضافة إلى الوظيفة الجمالية والإبداعية لها وإن كان هناك، في المقابل، بعض هؤلاء المبدعين، لا يتمكنون من اتخاذ القرار الصائب، والحاسم، في اللحظة المطلوبة، تحت سطوة غشاوة، أو منفعة ما، وإذا كانت الغشاوة لا تليق بالمبدع الحقيقي، فذلك لأن شرطه الإبداعي يتضادّ مع أي حجاب، يحول دون نفاذ رؤيته، ناهيك عن أنه لا يتأثر ببريق الأشكال التي تترى أمام عينيه، بل يغوص في أعماقها، وجواهرها، ليتوقف عند روح هذا الشكل، أو ذاك، ليبدي حكمه على أساس صائب، ودقيق .
إن اتّخاذ المثقف والمثقف هنا المبدع عموماً أي موقف متسطّح، ينمّ عن نقص في الرؤية لديه، هو ما يجعلنا نشكّ بمنظومة إبداعه الشخصي، لأن وجود ضحية وجلاد، يستدعي أن يتخذ هذا المثقف موقفه الفصل، ويحدّد خياره، إلى جانب الضحية، غير مكترث بأية مصلحة موقوتة، على حساب المصلحة الأبدية، المصلحة التي تكمن في التفكير بالضعفاء، والمقهورين، أياً كانت هوياتهم، حتى خارج رقعة الجغرافيا التي ينتمي إليها، لأن صورة طفل صغير، يتمّ ممارسة الاستبداد بحقه، بهذا الشكل أو ذاك، هو الآن، في عصر الثورة الرقمية، قضية عامة، لأن شاشة الرائي، أو الحاسوب، قد كسرتا بحق، أية مسافة، بين المتلقي، ومكان الحدث، وهناك دائماً، ثمة خياران: هل أنت مع ما يجري، أم أنت ضده، وليس هناك، من خيار ثالث البتة؟ ومؤكد أن أي صاحب ضمير نظيف، في المعمورة، يوازي بين رفض الاعتداء على نفسه وأسرته والآخرين، على اختلاف جنسياتهم، ومعتقداتهم وآرائهم .
#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حدود النقد
-
المعلّق من عرقوبه إلى الأهلين
-
بين جمعتين: جامعة وجامع ودماء-3-
-
المثقف الكردي والثورة السورية:
-
عقدة الأخ الأكبر
-
أُمثولة عامودا
-
التفاؤل في الأدب
-
دوار الشمس
-
أدب الظلّ
-
بين جمعتين: جامعة وجامع ودماء-2-
-
بين جمعتين: جامعة وجامع ودماء -1-
-
بين الكلمة والصورة
-
سوريا ليست بخير سيادة الرئيس*
-
ما الذي لدى الأسد ليقوله غداً؟
-
العنف في الأدب والفن
-
الكاتب والصمت
-
خريطة طريق أم خريطة قتل؟
-
سوريا: جرح نازف وضميرمتفرج معطوب
-
الشاعر و-عمى الألوان-
-
الرئيس -خارج التغطية-
المزيد.....
-
بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في
...
-
-الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
-
حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش
...
-
انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
-
-سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف
...
-
-مأساة خلف الكواليس- .. الكشف عن سبب وفاة -طرزان-
-
-موجز تاريخ الحرب- كما يسطره المؤرخ العسكري غوين داير
-
شاهد ما حدث للمثل الكوميدي جاي لينو بعد سقوطه من أعلى تلة
-
حرب الانتقام.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 171 مترجمة على موقع
...
-
تركيا.. اكتشاف تميمة تشير إلى قصة محظورة عن النبي سليمان وهو
...
المزيد.....
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
-
ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو
...
/ السيد حافظ
المزيد.....
|