عزيز الخزرجي
الحوار المتمدن-العدد: 3419 - 2011 / 7 / 7 - 01:17
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
أسفارٌ في أسرار ألوجود ج3 – ح12 (ألأخيرة)
أسرار ألجمال و آلزمن
بيّنا أسس ألفكر و دور ألعقل و آلجوهر ألأنساني في آلوجود و كيفيّة إنماء ألحالة ألشّهودية و طرق ألأتصال بمنابع ألمعرفة و منهج ألكشف عن آلأسرار .. و لم يبق أمامنا سوى بيان أهمّ ألآفاق ألتي على صاحب ألضمير ألحيّ ألتّوجه نحوها و ألتّركيز عليها و آلتّبحر في معالمها و آلتّوطن فيها للوقوف على أبعاد آلجمال و سحرهِ في هذا آلوجود آلجميل, و إلّا فأنّ موجات الشّر و آلوجه آلكريه للمستكبرين ألمُستغلّين و حبائل ألشّياطين إنْ لم تُسيطر علينا فإنها ستمنعنا من آلتقدم في هذا آلمسير, في مُحاولةٍ لتحريف ألضّمير ألأنساني و آلتأثير عليه بآلأتجاه ألمُعاكس لتسخيره, لأنّ تلك آلقوى ألسلبية ألظّالمة عادةً ما لا تهجم على آلضمائرِ ألخربة .. لأنّها خرّبة و مُضطربة بآلأساس, بلْ تُريد آلتأثير على آلضمائر ألحيّة ألّتي تتطلّع نحو تفعيل ألخير و آلجّمال و آلمحبّة في مُحاولةٍ لِوأدها, و تلكَ حقيقية علميّة أثْبَتَتْها آلتجارب ألبشريّة, حيث أنّ آلقطب ألسّالب لا ينجذب للسالب, بل يحاول تعميم ألسّلبية و آلتعشق في آلأيجابيّة للتأثير عليها عبر آلمُحيط .. لِزرعِ ألتّنافر و آلفرقة بين آلناس, كي تسهل قيادتهم و آلسيطرة عليهم.
يقول صديقي ألعارف "ألأستاذ حميدي"*: [بأنّنا خُلقننا للعذابِ و مُواجهة ألمحن و آلمصائب ألّتي عَمّـتْ], و تلك حقيقة من آلمستحيل إنكارها .. حيث شاءتْ آلأقدارِ ألألهيّة بعد محنة أبينا آدم(ع) و إبتلاءَه بحبائل ألشيطان؛ أن نأتي إلى هذه آلدّنيا ألّتي تَحَكّم و ما يزال في مفاصلها قوى آلشّيطان, و أنا أوافقهُ تماماً على هذا آلرّأي لكوننا نحملُ مسؤوليّة ألهدايةِ في آلبّشرية و نواجه ألتّحدّيات ألكُبرى – كما هو أيضاً يُوافقني بأنّ هناك حقيقةٌ أخرى بجانب ذلك و هي:
[إنّ عدالة الله تعالى لا تَتَحقّقُ في آلوجود فيما لو عُذّبنا في هذه ألدّنيا ثم تُرِكنا و آلظّالمَ, ليكونَ آلحساب في آلنهاية مع آلمظلومِ بمستوىً واحد!؟ فلا بُد من وجود ما يُعادل آلموقف ألأنسانيّة من آلجزاء ألأوفى لما صَبَرَ عليه ألعاشقون ألمُحبّون ألرّحماء ألمُضحّون, و ما لاقوهُ من آلأذي و آلحيف و آلجفاء على أيدي آلظالمين ألذين إستأسدوا بعد ما تكالب ألبشر بسبب مناهجهم على شهوات و ملذّات ألدّنيا ألصغيرة و تركوا آلخير و أهل آلخير و آلجمال], لذا لا بُدَّ من جنّة للمُتّقين و نارٍ للمُتَكَبْرينَ.
و نحنُ مع علمنا بعدم قُدرتنا على إنْهاء أصل ألشّر ألمُتأصل في آلأنسان و آلوجود تماماً منذُ أنْ ولد .. إلّا أنّنا لا نتراجع و لن نستكين أبداً عن ألمواجهة, و سنُحاول بكلّ ما أُوتينا من آلعلم و آلمعرفة نشر ألمحبة و الجمال و آلخير و ألتّقليل من آلشّر و حصره في زاوية حرجة و تضيّق ألخناق عليه في أوساط الناس عبر منهج غائي جديد و واضح, حتى تكتمل ألسّنن آلكونيّة في مرحلةٍ تأريخية مُعيّنة تتهيأ معها آلأوضاع لظهور ألمنقذ(عج) لكونهِ وعد الله تعالى لعبادهِ ألمؤمنينَ(1).
إنّ مشكلة آلبّشر .. و عبر كلّ ألتّأريخ هي أنّهم لم يمتلكوا قوّةً روحيّةً إيجابيّةً لتحريك ألتأريخ بإتجاه ألحالة ألتي أشرنا لها, بسبب عدم سعيهم رؤية ما وراء آلأحساس أو حتّى آلمعقولات ألّتي هي أوضح من ذلك بدرجة لتخلّفهم و تدني مستواهم ألعلمي و آلعرفاني بشكلٍ أخصّ, فآلحواس ألظاهرّية و معها ألعقل ألظاهر ليستْ بمقدورها معرفة قوانين و طرق ألبحث من خلال ألمعقولات .. فكيف بها أن تبحث عنها في ألمحسوسات, أو فيما وراء ذلك؟ و لذلك نرى عند إنكشاف هذا آلأمر لدى فردٍ في مُجتمعٍ من آلمُجتمعات ألبشريّة عبر التأريخ فإنّ صاحبهُ يُستثنى من آلجمع و قد يعيش غريباً وحيداً لإرتقائهِ سُلّم آلعرفان و آلفلسفة, ليخلد إسمهُ من دون آلآخرين في سجل ألعظماء, هذا على آلرغم من وضوح ألحجّة ألتي ألقاها الله تعالى على آلبشر منذ أنْ خلقهُ عبر بيانهِ من خلال أكثر من 120 ألف نبي أرسلهم آلله تعالى لهم في فترات متفاوتة.
فآلناس لا يعرفون؛ أنّ كلّ ما يُحدث في هذا آلوجود لهُ معنىً و يرتبط بهم جميعاً .. و لهُ ما يُبرّرهُ, و آلغائيّة كانتْ في رسالات ألأنبياء هي آلجانب ألموضوعي ألواضح في كل ألأنباء و آلأصول ألتي نقلوها للبشر من آلغيب, حيث كانتْ تُمثل ألضّرورة في هذا آلمسار! لكنْ و هنا تكمن ألمشكلة - أنْ آلضرورة – ألجانب ألموضوعي؛ لا تعملْ وحدها, فهناك ألجانب ألذّاتي ألحُرّ للأفراد و آلتي إنْ لم تُقَوّم طبقاً للانباء و آلأصول .. فأنّها لا تتوائم مع تلك آلضرورة ألموضوعية و آلغية من خلق آلأنسان, و من ثمّ كان آلتأريخ ألأنساني إرتباطاً وثيقاً بين آلضرورة و آلحرية, أو بتعبير آخر بين آلأرادة ألألهية و إرادة ألأنسان ألحُرّة, و آلدافع لهذه ألحركة كان هو آلتناقض ألموجود بين ذلك آلواقع ألخارجي وبين ما تريدها آلروح!
فآلتأريخ كلّه عند آلفلاسفة كديكارت و هيجل هو: [عرضٌ للرّوح](2) و ماهيّة ألرّوح ألحريّة, و تقدّم ألوعي يتحقّق بآلحرّيّة, فكيف يُمكن لِروحٍ أسيرةٍ للمسائل ألصّغيرة و بعض ألشّهوات ألآنية و عن طريق ألحرام – و هو قاسم مشترك بين البشر - أنْ تُسجّلَ تأريخاً لامعاً؟ هذا بغض آلنظر عن مناهج ألمُستغلين ألكبار!؟
هنا تكمن محنة ألأنسان و سكونه و تقوقعه بسببِ مُستنقع ألنّفس و آلركون على أعتاب من نشروا الفساد بتحكّمهم بمصير آلأقتصاد, ألذي باتَ و كأنّه آلهمّ ألوحيد في حركة الأنسان, لذلك ليس أمامنا إلّا إنتخاب طريق ألمحبّة و عشق آلجمال و آلرّحمة و آلتواضع و آلتذرع لله تعالى كأقوى و أأمنْ طريق يرتبط بوجودنا ألمادي(ألجسمي) و ألرّوحي (ألمعنوي) من جهة, و يرتبط بآلغيب من آلجهة ألأخرى ليتحقّق ألتوافق بين آلأرادتين – إرادة آلله و إرادة آلأنسان, و هي من أقوى آلطرق ألّتي أشار لها آلباري في آلقران ألكريم و التي تُحقّق حريّتنا و كرامتنا, من حيث إمكانيّة سلوكه من قبل كلّ ألبشر فيما لو إستطاع فقط أن يكونَ حرّاً مُؤدّباً مُتواضعاً للّه في آلناس, بغضّ ألنّظر عن دينه و مُعتقدهِ, هذا بشرط صفاء ألجّو و خلوّه من آلمُتسلطين و آلظالمين و آلأرهابيين ألذين ينشرون آلرعب و القبح و الفساد, و إلّا فآلجهاد ضدّهم ما إستطعنا هو آلتواضع بعينه لكونه ألمقدمة ألواجبة للجهاد ألأكبر ألذي هو جهاد ألنفس بإتجاه ألحُريّة لتحقيق ألخلافة ألألهية في إطار ألقاعدة ألثلاثية ألمعرفية ألآتية!
أولاً: معرفة أسرار ألقوى ألكامنة فينا و قوانينها, و قد بيّنا طُرقها عبر عشرات ألحلقات في آلجزء 1و 2 و3.
ثانياً: معرفة ألعشق ألواعي للجمال في آلأنسان – خصوصاً ألمرأة - و آلطبيعة – خصوصاً ألأنعام - و آلكون – خصوصاً ألأقمار و آلنجوم - و أسرار بدء ألخلق و آلوجود – خصوصاً عالم الغيب و آلروح.
ثالثاً: معرفة ألزّمن – خصوصاً نظرية ألبك بنك(3) - و هي من أهمّ ألمسائل ألتي رافقتْ ألأنسان و بدء آلكون كأصلٍ لمعرفة قيم و كمال ألوجود و آلمصير.
حيث ستؤهلنا تلك آلمعرفة الثُلاثيّة؛ للتّطلع إلى حقائق و آفاق آلجمال في شخصية ألأنسان و مظهرة و جمال آلوجود و أسراره و كمال ألخالق تعالى بوضوحٍ و وعيّ كامل يتعدّى ألنّظرة ألحيوانيّة ألدُنيا ألتي إعتاد آلناس عليها!
و بناءاً على تلك آلقاعدة, فأنّ أهمّ آلآفاق ألّتي علينا آلتأمل و آلتّركيز عليها بعد ما عرفنا أصول و مناهج ألمعرفة و آلياتها في آلحلقات ألسّابقة هو:
ألجّمال.
و
ألزّمن.
لأنّهما – أي ألجمال و آلزمن - أهمّ نعمتان مجهولتان في وجودنا غُبن فيها آلأنسان على طول ألتأريخ فكان من آلخاسرين!
و علينا أن لا ننسى بأن معرفتهما لا تتمّ عن طريق ألعقل ألظاهر وحده, بل لا بُدّ من آلأعتماد على آلقلب ألّذي وحده يتقن لغة ألأدراك ألعميق و قوّة آلخيال ألخصب و بواطن آلأمور و غايتها .. و وحدهُ منْ يُقرّر ألقول ألفصل في تحديد أبعاد تلك آلمعرفة ألجمالية, لأنّ آلمعرفة ألتي تستقرّ في آلرّوح عن طريق آلسمع و آلعين و آلأشراق كيفما كانت ستخرج من عضلاتنا و تتجسّد في سلوكنا و مواقفنا في آلحياة مع آلأنسان و آلأشياء, كما أشرنا سابقاً.
فآلجّمال – عشق آلجمال و آلمحبة و مظاهر ألخير ألغير ألمُتناهية - تجعل آلعاشق لئن يُلملم قواهُ آلباطنية و يُركّزها بإتجاهِ ألمعشوق, و إذا كان آلجّمال هو آلغاية .. فإنّ صاحبهُ سيتحوّل إلى كتلةٍ من آلجمال – و لهذا سيكون آلجمال أصل مباحثنا في آلجزء ألرّابع بإذن الله تعالى, ذلك أنّنا نتعامل مع موضوعاتٍ حسّاسةٍ تمسّ أصلَ إنسانيّتنا و سعادتنا آلحقيقية و مصيرنا ألذي يرتبط بموضوعاتٍ تتعدّى حُدودَ آلدّنيا ألمُجَرّدَة إلى آلميتافيزيقيا و أسرارِ "ألعشق" نفسه.
و كذلك "آلزمن" ألذي أقسم به آلباري تعالى و أوجبّ معرفة قدره و ماهيتهِ هو آلآخر سيكون ألمحور ألثاني مع آلجمال في حلقات ألجّزء ألرّابع, فبمعرفتهما ستنتهي ألأسفار .. لأننا سنصل إلى آلسرّ ألأعظم بإذنه تعالى و هي آلمحطة ألنهائيّة!
و سنُحاول بيان كلّ ذلك إنْ شاء الله عبر منهج "ألأسفار" ألمُبين لتكون معلوماتاً عاديّةً و في مُتناول ألجميع(4) ألّذين يسعون للأسف عادةً ما نحو آلأهداف ألصّغيرة و آلحيوانيّة.
و بتعميمنا لهذا آلمنهج – أيّ ألأسفار - سَتَتَحقّق ألدّولة ألكريمة ألعالميّة ألّتي وعدنا بها الله تعالى في جميع آلكتب ألسّماويّة, و أيدتها ألمباحث ألفلسفية ألأساسيّة.
و مع نهاية هذه ألحلقة و آلتي هي ألأخيرة من آلجزء ألثالث أحْببتُ أنْ تكونَ ألخاتمة بهذا آلدّعاء:
"ألّلهمَ إنّ مَغفرتكَ أرجى مِنْ عملي, و إنّ رحمتكَ أوسعُ من ذنبي, ألّلهمَ إنْ كانَ ذنبي عندكَ عظمياً فعفوكَ أعظمُ منْ ذنبي, ألّلهمَ إنْ لمْ أكنْ أهلاً أنْ أبلغَ رَحمتكَ فرَحْمَتِكَ أهلاً أنْ تَبلغني و تَسعَني, لأنّها وسِعتْ كلّ شيئ بِرحمتكَ يا أرحمَ آلرّاحمين".
عزيز الخزرجي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* مفكرٌ إسلامي من إيران, نال درجة ألأجتهاد في الفقه على يد كبار أساتذة ألحوزة آلعلمية, و له مطالعات واسعة في مجال آلفكر و ألعرفان.
(1) قال تعالى في سورة ألقصص / 5 : [و نريد أنْ نَمُنّ على آلذين إستضعفوا في آلأرض و نجعلهم أئمةً و نجعلهم الوارثين].
(2) لا يعني ألفلاسفة هنا بآلحُرّية؛ ألحُرّية ألفرديّة ألسّلبية ألتّعسفيّة, بل يُريد آلفلاسفة أنْ يُبيّنوا بأنّ آلتأريخ هو غائيّ في حركته, سواءاً على مستوى حركة فردٍ أو أمّة. للمزيد إنظر في موضوع ألغائية في فلسفة ألتأريخ ألهيجلية – ألفصل ألثاني من كتاب:
Burleich Taylor Wilkins: Hegel’s Philosophy of History p. 84 – 142 Cornell University Press, 1974.
(3) The Big Bang Theory is an American sitcom created by Chuck Lorre and Bill Prady, both of whom serve as executive producers on the show, along with Lee Aronsohn and Steve Molaro, who are two of the head writers. It premiered on CBS on September 24, 2007
(4) كنتُ و لا زلتُ من آلدّاعين إلى نشر آلمعرفة و آلفكر عبر مناهج واضحة مُبسّطة ليكون بمقدور كلّ ألناس فهمها و إستيعابها بوضوح و يُسر, و قد أخطأ جميع آلفقهاء و آلمرجعيات و حتّى فلاسفة ألتأريخ سوى إستثناآت, عندما عبّروا عن أفكارهم و ما توصلوا إليها من آلنظريات ألمختلفة بصياغاتٍ و مُصطلحاتٍ مُعقّدة هم أحياناً لم يكونوا يفهموها حقّ آلفهم و آلوعي – لكونهم كانوا ينقلونها نصاً ممّن سبقهم من علماء ألقرون ألماضية بدون وعي و منهج و هدف يرتقي مع غايات ألرسالات ألسماوية, حيث لم يكن لها أيّة دواعي إنسانية عالية, ممّا أضاع على آلناس ذلك آلنهج و على مدى أكثرَ من عشرة قرونٍ متواصلة فرصاً كثيرةً, لعدم فهمهم و إعمالهم للحقّ في آلواقع, حيث سبّبتْ بآلنتيجة سيطرة ألمجرمين على آلأمم, حين إستخدموا مناهج و اضحة و إنْ كانت ذات غاياتٍ غير إنسانيّة بتزويرهم للحقائق كي يُحقّقوا منافعهم و إدامة تسلطهم!
و ممّا لا يُمكن أن أنساهُ, مناقشاتي ألجادة و آلمتكررة مع مرجعياتنا ألدينيّة في آلنجف آلأشرف و في غيرها .. حول آلإسلوب ألحجريّ ألمُعقّد بعض للتفاسير ألقرآنية و آلرسائل ألفقهية كـ (ألعبادات و آلمعاملات), حيث لم تكن ذات طابع منهجيّ علميّ واضح, بآلأضافة إلى غموض ألغاية من آلمصطلحات و آلأحكام ألعبادية ألتي كان يُفْترض أنْ تكون واضحة و عملية لزيادة وعي آلناس و تفعيل حركتهم بإتجاه ألحياة و آلحضارة و آلمدنية , و قد شذّ آلأمام الفيلسوف مُحمّد باقر الصدر(قدس) عن هذا آلمنحى عندما أطلعنا في وقتها برسالة جديدة مُبسّطة لكنها عميقة جداً و واضحة في فتاواه بإسم(ألفتاوى ألواضحة) كتعبير و إشارة إلى آلمنهج ألّذي غاب عن عقل جميع من سبقوهُ من آلفقهاء ألتقليديّين, ممّا سبّب غيض بقية آلمرجعيات القائمة أنذاك, بقولهم:" إن رسالة محمد باقر الصدر قد شوّه آلفقه و آلأصول ألتي ورثناها طويلاً و سبّب حصاراً على سوقنا, فلا أحد من الناس سوف يُراجعنا بعد اليوم ليسألنا عن معاني ألمُصطلحات و آلجمل ألمعقدة" و إتهموه بتدنّي مستواه الفقهي و الأصولي, ممّا إضطر إلى تأليف كتابه ألمعروف؛ "ألأسس ألمنطقيّة للأستقراء" ليتحدّى به عقول جميع فقهاء عصره, و يبدوا أنّ ذلك آلأسلوب ألّلامنهجي ألقديم ألذي كان مُتّبعاً لدى أؤلئك آلمراجع ألتقليديّين كان بقصدٍ واضحٍ من أجلِ كسب ألنّاس حولهم للحفاظ على كيانهم داخل الأطار ألحوزوي, لا من أجل بثّ ألعلم و آلوعي و إنتشاره بين جميع شرائحِ ألمجتمع, و لهذا تقدّم خطّ ألكُفر و إنفرجت زاوية آلمفسدين بين جميع الأمم في آلأرض للأسف, ليكون مصير ألأنسان أليوم بيد مجموعة رأسمالية مُجرمة إستخدمت سلاح الديمقراطية بتفنن من أجل إمتصاص دماء و قوت ألآخرين للتسلط عليهم بمنهج ألدّيمقراطية.
#عزيز_الخزرجي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟