سعيد رمضان على
الحوار المتمدن-العدد: 3418 - 2011 / 7 / 6 - 15:30
المحور:
كتابات ساخرة
رأيت حسنى مبارك، يسير مبتهجا في شوارع القاهرة ، متجها للقصر الجمهوري لتسلم سدة الحكم .. ومن خلفه يسير 12 حمارا محملين بالذهب والمجوهرات والدولارات .. ومن بعدهم يسير مجموعة من الحرس المعممين حاملين المطاوي والسنج، ومن خلف الجميع تدوي الزغاريد وتدق الطبول وترتفع أصوات المزامير.
وكنت الوحيد الذي يظهر في هذا المشهد العجيب، بينما أختفي الجمهور.. ورغم شجاعتي كنت مرعوبا والعرق يتصبب من وجهي .. وظننت أنني احلم .. وأن الذي أراه أمامي ليس حسنى مبارك وإنما شبيه له .. أو أن الكوابيس هي التي جعلتني أتخيل ما أراه .. فاقتربت أكثر للفحص بدقة .. كان المشهد حقيقيا .. وعلى بردعة أحد الحمير قرار يتلألأ في الشمس بتبرئة حسنى مبارك من التهم المنسوبة إليه .. وانتهى القرار بملاحظة تقول :" انه طالما تم تبرئة المذكور من الاتهامات يكون قرار إسقاطه باطل .. وأن على الجهات المسئولة تسليمه الحكم فورا كرئيس للجمهورية "
ارتعدت .. وأسرعت إلى منزلي، وأنا أتخيل المصائب التي ستقع فوق رأسي، وأدوات التعذيب الجهنمية عندما يتم القبض على ووضعي في سرداب من سراديب أمن الدولة سنوات دون أن يعرف عنى أحد شيئا .. فمعروف عنى اننى عارضت علنا نظام حسنى مبارك .. ربنا يستر .. تخيلت نزع الأظافر والتجويع وتكسير العظام .. يارب سترك .. تخيلت الحارس الضخم وهو يجلس على صدري، ويطفئ سجائره في جسدي العاري .. ارتعشت وأنا أتخيل عمليات التعذيب بالكهرباء وجسدي مبلل ..
نهضت مذعورا من فراشي الممدّد على الأرض في بيتي المكوَّن من غرفة وحيدة محاطة بجدران من الصفيح المهترئ، كنت أتصبَّب عرقاً، وقد أفقت من كابوسي على أصوات مظاهرة يرتفع أصوات ناسها :
- براءة انس الفقى .. براءة يوسف غالى .. براءة .. براءة ..
تباعدت الأصوات مع اختلاطها بتدافعات وطلقات رصاص وكانت نظراتي الزائغة لا ترى ما حولي .
----------------------
هوامش وإحالات :
* فصل من كوابيسي
#سعيد_رمضان_على (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟