أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - علي جرادات - الهجمة على الأسرى الفلسطينيين سياسية بامتياز















المزيد.....

الهجمة على الأسرى الفلسطينيين سياسية بامتياز


علي جرادات

الحوار المتمدن-العدد: 3418 - 2011 / 7 / 6 - 09:56
المحور: القضية الفلسطينية
    


ليس رداً على خطوات نضالية طالما خاضها الأسرى الفلسطينيون، بل، بمبادرة، وبقرار سياسي معلن، من نتنياهو وائتلافه الحكومي، (الذي يصفه حتى بعض الإسرائيليين بالفاشي)، باشرت " مديرية مصلحة السجون العامة" في إسرائيل تنفيذ جملة من الإجراءات القمعية بحق الأسرى الفلسطينيين، بدعوى الضغط الهادف لاستعادة الجندي الإسرائيلي، جلعاد شاليط، بأقل ثمن ممكن، تماشياً مع شروط الحكومة الإسرائيلية لصفقة التبادل، بل، تماشياً مع شروط أكثر أجنحتها تشدداً، الذي يلجأ، وإن بزيادة كمية ونوعية، لذات الوسيلة الفاشلة التي كانت قد جربتها الحكومة الإسرائيلية السابقة، ما يثير السؤال: هل الضغط لتحسين شروط صفقة تبادل الأسرى هو الدافع الوحيد لهجمة حكومة نتنياهو ضد الأسرى الفلسطينيين، أم أن هنالك دوافع أخرى، وإن كان الأمر كذلك، فما هي هذه الدوافع، وما هي أسبابها؟؟؟؟
لا ريب في أن الضغط الهادف إلى تخفيض عدد ونوعية الأسرى الفلسطينيين المطلوب الإفراج عنهم مقابل استعادة الجندي "شاليط"، هو أحد دوافع الهجمة الجارية ضد الأسرى الفلسطينيين، غير أن استخدام هذا الضغط كوسيلة ثبت فشلها سابقاً، يشي بأن هنالك استهدافات أخرى، فقسوة إجراءات هذه الهجمة واتساع نطاقها، ينطويان على روح انتقامية، تفوح منها رائحة عنصرية فجة، مثلت السمة الأبرز لجناح نتنياهو-ليبرمان- يشاي السائد في الائتلاف الحكومي، الذي ينتهج قواعد أكثر تشدداً، لإدارة الصراع على كافة الجبهات، ويبدو أن هذا الجناح قد اختار معضلة الجندي "شاليط"، التي فشل في حلها بالوسائل الأمنية أو بالتفاوض وفقاً لشروطه، مدخلاً وغطاء، للهجوم على الأسرى الفلسطينيين، في محاولة لرسم قواعد جديدة في التعامل معهم، عبر تجريدهم من بعض مكتسبات شروط عيشهم، سبق انتزعوها بنضالات مديدة، وبطولات عظيمة، وتضحيات غالية وجسيمة، تعمدت بدماء قافلة طويلة من الشهداء، إن كان في معارك الإضرابات المفتوحة عن الطعام، أو في ما لا يحصى من أشكال المواجهة اليومية مع السجان على مدار عقود، أو في معارك المجابهة في أقبية التحقيق.
لقد اشتملت هجمة حكومة نتنياهو على توسيعٍ لإجراءات التفتيشات الليلية العارية الإذلالية، فضلا عن تحويل الحرمان من التعليم من إجراء عقابي لحالات بعينها إلى قرار شامل لكل الأسرى، إضافة إلى توسيع نطاق الحرمان من الزيارة والكتب والصحف، علاوة على جملة من التضييقات المتعلقة بالاستقرار والعلاج والرياضة والتغذية والتنقل وإقتناء مستلزمات الطهي والإنارة والتسلية و...الخ، من التضييقات التي لا يعرف مدى انعكاساتها السلبية على الحياة اليومية للأسير غير من عاش السجن لسنوات، ناهيك عن زيادة غير مسبوقة في عدد الأسرى المعزولين في الحبس الانفرادي، الذي يساوي قرار زج المناضلين فيه لسنوات، (وبلا أدنى مبالغة)، الحكم عليهم بالإعدام وبالموت البطيء غير المعلن.
في السياق يجدر التذكير بأن سياسة "مديرية مصلحة السجون العامة" في إسرائيل قامت على قاعدة عدم الإعتراف بأن للأسرى الفلسطينيين حقوقاً، وأنها، كذراع تنفيذية للسياسة الرسمية الإسرائيلية تجاهم، ليست على استعداد للنقاش في مطالبهم إلا بوصفها احتياجات قابلة للتغير، في الكم والنوع، تبعاً لتحولات الصراع معهم. وتحيل هذه القاعدة في التعامل مع الأسرى الفلسطينيين إلى منهج الغائي شامل، انتهجته إسرائيل وطبقته منذ قيامها في التعامل مع الفلسطينيين عموماً، وعلى كافة المستويات، فهم، وفقاً لهذا المنهج، ليسوا شعباً له أرض جرى إبتلاعها، وحقوق وطنية وتاريخية جرى اغتصابها، بل، هم مجرد "مجموعات سكانية غير يهودية تعيش على أرض إسرائيل"، يكفي لحل قضيتهم تلبية احتياجاتهم المعيشية، القابلة للزيادة والنقصان، تبعا لمجريات الصراع وتحولاته.
هنا، ورغم أن هذا المنهج ظل منهجاً إسرائيلياً ثابتاً في التعامل مع الفلسطينيين، وبضمنه التعامل مع الأسرى، إلا أن فجاجة التطبيقات العملية لهذا المنهج، قد شهدت قفزات نوعية منذ تولي تحالف نتنياهو-ليبرمان-يشاي سدة الحكم، مع معارضة يقودها حزب "كاديما" الليكودي الأصول، الذي لا يختلف مع هذا التحالف فيما هو جوهري وأساسي. وهذا ما يستدعي التنبه إلى أن الهجمة الجارية ضد الأسرى، إنما هي حلقة في ترجمات سياسة إسرائيلية متطرفة شاملة غير مسبوقة، يقودها نتنياهو، ولا ينفع لتفسيرها، ذرائع من قبيل امتلاك الأسرى لهواتف نقالة، يعلم القائمون على إدارة السجون، ويعلم نتنياهو من بعدهم، أن بعض السجون، وخاصة المعتقلات المفتوحة، لم تخلُ منها منذ أواسط تسعينيات القرن المنصرم، وأن الأسرى الفلسطينيين لم يضطروا لتهريبها إلا لأن إدارات السجون تحرمهم منها كحق، فيما تتيحه وتسمح به للأسرى اليهود، وللأسرى الجنائيين عموماً، بل، ولا يخلو الأمر من غضٍ للنظر عن تهريب هذه الهواتف أحياناً، بهدف الاستفادة الأمنية عبر التنصت على المكالمات، التي يعرف الأسرى أنها مراقبة ومُسيطَر عليها من الألف إلى الياء، ما يجعلهم يقتصرون استخدام هذه الهواتف على الشؤون الإنسانية.
بلى، إن هجمة حكومة نتنياهو على الأسرى الفلسطينيين، ليست فقط مجرد وسيلة للضغط في موضوع صفقة تبادل الأسرى، ولا يمكن تفسيرها بذريعة الهواتف النقالة أو ما شابه من ذرائع، ما يتطلب من الأخوة الأسرى، ومن عموم أبناء الشعب الفلسطيني، وحركته الوطنية، وطيفه القيادي، الرسمي منه والشعبي، التعامل مع هذه الهجمة بجدية أعلى، وبما تحتاجه من خطوات نضالية نوعية مفروضة، لم يعد بالإمكان تفاديها، كما تشير المعلومات الواردة من السجون.
عليه، فإنه، وإن كان للأخوة الأسرى تقدير خطواتهم النضالية لصد ما يتعرضون له من إجراءات تستهدف إذلالهم وتجريدهم من مكتسبات جوهرية حققها نضالهم المديد على مدار عقود، فإن على كل فلسطينية وفلسطيني القيام بما يمليه الواجب الوطني في التصدي لهذه الهجمة المسعورة، عبر تنظيم أوسع حملة شعبية تضامنية اسنادية منظمة ومتصلة، من شأن إطلاقها وتكاتف الجهود إزاءها، أن يحوِّل قضية الأسرى الفلسطينيين وما يتعرضون له من إجراءات قمعية، إلى قضية رأي عام محلي وإقليمي ودولي، إذ لا يعقل استمرار رؤية العالم لقضية معاناة آلاف الأسرى الفلسطينيين إرتباطا بقضية الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، الذي يتحمل تشدد القادة الإسرائيليين مسؤولية عدم إتمام صفقة تبادل استعادته، والتي مضى على التفاوض حولها خمس سنوات. قصارى القول، إن خلف الهجمة على الأسرى الفلسطينيين قرار سياسي مبيت، ولا ينفع لصدها إلا التعامل معها بوصفها كذلك، سواء من الأسرى أنفسهم أو من المعنيين بإسنادهم، على الأقل لتخفيف معاناتهم.



#علي_جرادات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إلى متى يتواصل تجريب المجرَّب؟؟!!
- هل ولَّى زمن الحروب الإسرائيلية الخاطفة؟؟!!
- -فذكِّر، إن نفعت الذكرى-
- وتتواصل المجازر الإسرائيلية
- إسرائيل -الدولة القلعة- إلى أين؟؟!!
- استحقاق مفروض قبل ما قبل خطاب أوباما
- أحلام شبيبة بلا حدود
- اضاءات على إنهاء الانقسام
- ابن لادن: صنعوه فاستعملوه فقتلوه
- الحراك العربي: تخصيب للمجتمع السياسي والمدني
- محاكمة مبارك سابقة عربية تاريخية
- الأسرى الفلسطينيون في يومهم: ما أضيق السجن لولا فسحة الأمل
- نعم، وسوريا بحاجة للديموقراطية والحريات
- الأرض في يومها الفلسطيني
- خصوصية فلسطين في الوطن العربي
- ديمومة الحالة الانتقالية
- السياسة الإسرائيلية بين الواقع والوهم
- التكفيريون الجدد والمحافظون الجدد
- عودٌ على بدء
- جبهة الجولان إلى أين؟!!!


المزيد.....




- كيف يمكن إقناع بوتين بقضية أوكرانيا؟.. قائد الناتو الأسبق يب ...
- شاهد ما رصدته طائرة عندما حلقت فوق بركان أيسلندا لحظة ثورانه ...
- الأردن: إطلاق نار على دورية أمنية في منطقة الرابية والأمن يع ...
- حولته لحفرة عملاقة.. شاهد ما حدث لمبنى في وسط بيروت قصفته مق ...
- بعد 23 عاما.. الولايات المتحدة تعيد زمردة -ملعونة- إلى البرا ...
- وسط احتجاجات عنيفة في مسقط رأسه.. رقص جاستين ترودو خلال حفل ...
- الأمن الأردني: تصفية مسلح أطلق النار على رجال الأمن بمنطقة ا ...
- وصول طائرة شحن روسية إلى ميانمار تحمل 33 طنا من المساعدات
- مقتل مسلح وإصابة ثلاثة رجال أمن بعد إطلاق نار على دورية أمني ...
- تأثير الشخير على سلوك المراهقين


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - علي جرادات - الهجمة على الأسرى الفلسطينيين سياسية بامتياز