أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - امين يونس - المصريون و - الإستكراد - !













المزيد.....

المصريون و - الإستكراد - !


امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 3418 - 2011 / 7 / 6 - 09:37
المحور: كتابات ساخرة
    


( كلمة " الإستكراد " التي خرجتْ من عند المصريين بالأصل ، كانَ يُراد بها المديح ، وهو لقبٌ كان يُطلَق على غير الأكراد ، تقديراً لهم ومُبالغةً في إحترامِهم .. والسبب في ذلك ، هو ان الأكراد حكموا مصر والمناطق المُجاورة لها ، أيام السُلطان صلاح الدين الأيوبي ..و [ إشتهروا بالعدل والمُعاملة الحَسنة مع الناس ، بعكس الحُكام الذين سبقوهم ..] ، فكان الناس البُسطاء في مصر ، يُجاملون الشرطة وحُراس السجون والضُباط الصغار من المصريين ، بإطلاق لقب (كردي) عليهم ، لتبجيلهم وتعظيمهم ، عبر تشبيههم بطبقة الحُكام والأشراف في الدولة ! ... والسبب في أغلب الأحيان ، من وراء التبجيل والمديح ، هو من أجل تجّنُب الأذى من الشرطة وحراس السجون ، او في سبيل الحصول على حاجات ... أي ان إطلاق لقب " الكردي " في ذلك العهد ، على أي شخص ، كان يعني بمثابة تشريفٍ للمقام وتعظيمٍ للشأن ... غير ان المصريين بعد ذلك أفرطوا في إستخدام المدح لرجالهم بوصفهم بالكُردي ، حتى ان السارق والمُحتال ومُرتكب الجريمة ، يتوسلون الى سجانيهم وشرطتهم ان لايُعّذبوهم ولا يُعاقبوهم ، بإطلاق اللقب الكردي عليهم ، والقول لهم : انتَ كُردي ، اي طيب ومُتسامِح . لكن الشرطة وحراس السجون كانوا يصّرون على ضربهم ومُعاقبتهم بالطبع ، قائلين : تستكردني ؟ انا لستُ كُردياً وسوف اُشبعكَ ضرباً !! . وبمرور الزمن ، تبَدَلَ المفهوم تدريجياً من مدحٍ الى قدح ! ) .
ان عادة إطلاق الأوصاف على شعوب أو جماعات ، بصورةٍ عامة ، موجودة في كُل مكانٍ وكُل زمان ، وتتراوح هذهِ الأوصاف ، بين الخفيفة والمَرِحة ، وبين القاسية والقبيحة .. وعادةً ما يتداولها العامة ، ولكن نتيجة التراكم والتعّود ، فأنها تدخل أحياناً في الأدب الشعبي ، والقصص والروايات والأغاني والمسرحيات ... كما يحدث مع كلمة " تستكردني " في مصر على الخصوص .. فكثير من الأفلام والمُسلسلات التلفزيونية المصرية ولِحَد اليوم ، لاتخلو من هذه العبارة ، التي يُراد بها ، معاني سلبية ، تنتقص من الكُرد ... غير انه يجب ان يُفهَم الموضوع ، على نطاقٍ أوسَع .. حيث ان " كمية " الأوصاف التي تُطلَق على " الصعايدة " المصريين أنفسهم ، أكثر كثيراً ، من تلك التي تُطلَق على الاكراد ، وكذلك " النوبيين " ، او اليهود .. ففي الحقيقة ، ان المصريين أكثر ميلاً من الشعوب الاخرى ، الى الفكاهة وإطلاق الأوصاف على الجميع ، وحتى على أنفسهم ، سُخريةً وتفريغاً لشحنات الغضب والإحباط ، الناتجة عن الأزمات المعيشية المتلاحقة ... ومن الطبيعي ، إنتقال هذا الوصف أي " تستكردني " بعد إكتسابهِ للمفاهيم السلبية ، من قبيل ، قِلة الفهم والغباء والعبط ، إنتقالها من مصر الى محيطها ، وبالذات الى البلدان التي يتواجد فيها الكُرد ، مثل سوريا ولبنان والعراق .
بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير ، في مصر .. ينبغي ان يلتفت السادة القائمون على الشأن الثقافي والفني وخصوصاً التلفزيون والمسرَح ، ولا سيما كُتاب السيناريو .. الى مُراعاة مشاعر الاكراد والصعايدة ! ، ولو على المُستوى الرسمي ، " حيث ان لا أحد يستطيع ان يُسكِت مُقّدمي البرامج الكوميدية والساخرة ، الخاصة بالإضحاك والنكتة ، حتى ولو كان بها بعض الإسفاف والسطحية ".. ولكن من المُفترَض ان تكون الافلام والمُسلسلات التلفزيونية الجديدة ، أي المُنتَجة بعد الثورة ، والمُقّدَمة الى جمهورٍ واسع ، خالية من هذه العبارات الجارحة ، لِمشاعِر الكثير من الكُرد ، الذين يعتبرون أنفسهُم قريبين من الشعب المصري .
تعالوا نستكرد قليلاً ...: فطالما " إستكرد " نظام مُبارك ، الجماهير المصرية طيلة ثلاثين عاماً.. وهنالك دلائل اليوم ، ان المجلس العسكري ، يُحاول ان " يستكرد " الثوار ، ويلتف على الثورة وطموحاتها المشروعة ... وفلول النظام والبلطجية ، يعملون على " إستكراد " شباب ميدان التحرير يوم الجمعة القادم ، والاخوان المسلمون وتحت اسمهم الجديد ، حزب العدالة والحرية " يستكردوا " الجميع ، ويطالبوا ان تجري الانتخابات قريباً قبلَ إستكمال التحضيرات الضرورية أملاً في الحصول على الأغلبية ... وبما ان الجميع يحاول ان يستكرد الجميع .. فأن الجماهير المصرية قد تَحّولَتْ عملياً الى أكراد ... فما المانع ان نقوم ب "إستكراد" الشعب المصري ، ودعوتهِ للإنظمام الى أقليم كردستان العراق ؟!.



#امين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصحفيون العراقيون .. وكِلاب التفتيش
- المُعّلِمون .. أمس واليوم
- المُؤمنُ يُلدَغ من جُحرٍ عشر مرات
- النُخَب المُهّمَشة
- - شالومكي - هو الذي يضرُبنا
- الحكومة ونقود الملا - سين -
- قائدنا .. زعيمنا المُفّدى
- العبرة ليستْ بِطول الخدمة
- انتخابات مجالس محافظات اقليم كردستان
- الطالباني والقفز من فوق المخّدة !
- من ستوكهولم الى أربيل
- الزَوجات الأربعة
- الحكومة .. وترقيم النكات !
- قوى أمنية ومُمارسات قمعية
- ألسفارة .. رمز السيادة المُنتهَكة
- بماذا تُفّكِر في هذهِ اللحظة ؟
- الإنتخابات التركية ..ملاحظات أولية
- عندما يخطأ الكِبار
- علاوي والمالكي ينشرونَ الغسيل القَذِر
- مُظاهرات الجُمعة في العراق


المزيد.....




- نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد ...
- مايكروسوفت تطلق تطبيقا جديدا للترجمة الفورية
- مصر.. اقتحام مكتب المخرج الشهير خالد يوسف ومطالبته بفيلم عن ...
- محامي -الطلياني- يؤكد القبض عليه في مصر بسبب أفلام إباحية
- فنان مصري ينفعل على منظمي مهرجان -القاهرة السينمائي- لمنعه م ...
- ختام فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي بتكريم الأفلام الفلسطي ...
- القاهرة السينمائي يختتم دورته الـ45.. إليكم الأفلام المتوجة ...
- صحفي إيرلندي: الصواريخ تحدثت بالفعل ولكن باللغة الروسية
- إرجاء محاكمة ترامب في تهم صمت الممثلة الإباحية إلى أجل غير م ...
- مصر.. حبس فنانة سابقة شهرين وتغريمها ألف جنيه


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - امين يونس - المصريون و - الإستكراد - !