أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أسعد البصري - النفاق














المزيد.....

النفاق


أسعد البصري

الحوار المتمدن-العدد: 3419 - 2011 / 7 / 7 - 00:08
المحور: الادب والفن
    


القديم

~~~~~~~~~

العالم يبتعد أكاد لا أراه يسقط في هاوية عميقة ...دهور سحيقة تفصلني عن شاشة الكمبيوتر

التي أمامي .... وكل يوم أفك المعركة التي تحدث في بيتي . يكسران الصحون ويمزقان ثيابي . عزرائيل والشيطان

واحد يريد روحي والآخر يريد عقلي . أقرأ الكتاب بيوم فأتذكره كله كأنني رجل

مسكون. والشعر لا أكتبه بل أراه وأسمعه الشياطين تحدث...ني به

أنا قديم جداً وقد كنت هنا على هذه الأرض منذ زمن بعيد وأعرف ذلك بل متأكد منه وهذا سبب شعوري

بالغربة عن هذا الزمن الجديد ، وأعلم أن عمراً واحداً لا يكفي للتحدث بهذه الطريقة الواثقة تماماً ..سيتمزق هذا الجسد

وستلبسني الأرض مرة أخرى ...ولكن أعرف أنني سأعود مِن رحم سيدة غبية أخرى

وأرضع وتسقط أسناني اللبنية ، وترتفع عليَّ شمسٌ أخرى وسألعن البشر مرة أخرى .

لَم أُصب بالصّرع في هذه الحياة ، ولكني أُصِبتُ به في حياةٍ سابقة ، كانوا يقرأون على رأسي القرآن

لهذا وُلِدتُ هذه المرة حافظاً له . وبسبب الصرع كنتُ أتحاشى ركوب الجمال والخيل .

أنا ذاكرة لشيءٍ يتكرر ، لهذا لا داعي للإنجاب .

كُنتُ حارساً ، وكُنتُ محارباً مرات عديدة .

وأورثني ذلك عشقي لليل ، وكراهيتي للعُنف ....لأنني قُتلتُ قتلات بشعة فيما مضى . أشهرها تلك التي حدثت

في بداية العصر الروماني . لقد أحرقني الفرسان الرومان قرب الأناضول وباعو عائلتي في تدمر .

لا أنسجم مع الناس وأفضِّل العزلة والليل ، ودائماً أولدُ في الليل

وحيد لأن ماهو قديم لا ينسجم مع ما هو مُحدَث .



~~~~~~~~~~

الحُب

~~~~~~~~~~



الحُب يأكله الناس ، يتحول في حياتهم إلى أطفال و خضار و قمامة

وحده الشاعر يتذوقه قليلا ثمّ يبتعد ، ليتركه ينمو على جسده .

الحُب ليس أحلاماً وطموحاً أيها الكذابون

الحُب ذكريات تلبَّدت فيها سماء اللغة

الحُب ليس للإبتلاع ، بل للإسترجاع .

الحُب شيءٌ من النقصان ننفقه في سوق التكاثر

غُرفُ النوم الأنيقة أيها الأغبياء

هذه نعوش الحُب .

أنا أكرهُ الحُب لأنه لا يتمزّق .



~~~~~~~~~~~

المرضى

~~~~~~~~~~~~~



المرضى مَنْ هم المرضى؟

المرضى هُم هؤلاء الذين يرقصون

...بوجوه يتفجّرُ فيها الضحك

المرضى هُم هؤلاء الذين يحلمون بالعيش السعيد

مع عشيقاتهم .

المرضى هي هذه الأم البدينة التي حدثتني

في الحافلة عن ذكاء ابنتها الصغيرة جوان .

المرضى هؤلاء الذين يقرأون القرآن

ويسيلُ لعابهم عليه بسبب الطمع في الجنة .

المرضى هو هذا الصف الطويل في نهاية الأسبوع

أمام الملاهي الليلية .

المرضى هم هؤلاء الذين يتذكرون كل شيء

ويتحدثون كجهاز الراديو .

المرضى كُلّ الشعوب المصابة بروماتيز مزمن

في مفاصل الحضارة .

أنا حيوان انقرض أسلافي ، لَم أعُد نوعاً من الأنواع

أنظر من ثقب جدار صغير

إلى هذه الكائنات المنافقة

وهي تدبُّ بنشاط مزعج على الطرقات .

لَمْ ينقرضوا لأنهم يمتلكون هذه القدرة العجيبة :

النفاق .


[email protected]


http://youtu.be/Hg8Fa_EUQqY



#أسعد_البصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنا رافضي و ناصبي
- لوعة الشعراء
- لن أقبضك حتى أُفرّقك في الناس
- في ذمة المعري
- الحمد لله
- الماء الذي في فمي
- لا وقت للوقت
- العجز
- ألحاج تركي
- التأويل
- أنكيدو
- أسكبُ كلامي في قلبكِ المفطور
- كأنّ بنيهم عالمون بأنّني
- الكاتب من عزلته
- نساء البصرة
- حسن العلوي وأشياء أخرى -ألسعودية 3
- العراق الأمريكي لن يثور ولن يصبح عراقياً
- حسن العلوي و أشياء أخرى - 2
- حسن العلوي وأشياء أخرى
- دعاء خبيث


المزيد.....




- -البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
- مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
- أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش ...
- الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة ...
- المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
- بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
- من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي ...
- مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب ...
- بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
- تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أسعد البصري - النفاق