أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فيروز أمين - رنين الأجراس الحلقة الأولى














المزيد.....

رنين الأجراس الحلقة الأولى


فيروز أمين

الحوار المتمدن-العدد: 3418 - 2011 / 7 / 6 - 07:11
المحور: الادب والفن
    


منذ سنوات والأستاذ خالد يستيقظ على صوت تلك المرأة التي لا يهدأ لها بال ، الست مريم هي ببساطة إمرأة لا تعرف الراحة ولا تدع المحيطين بها بسلام ، كثيراً ما كان خالد يسأل نفسه أمن الممكن أن يعيش إنسان ويموت وهو بهذا الطبع ؟ وكيف أن مرضها لم تجعلها أكثر رقة ولم يغير من طبعها الحاد بل إزداد من سُخطها وعصبيتها ؟ وكيف صمد زوجها معها كل هذه السنين ؟ في يوم أجابه العم زكريا عن سؤاله الذي لم يطرحه عليه يوماً :
لاحظ العم خجل خالد عندما غض بصره عنه ليخفي فضوله أو بالأحرى ليتظاهربعدم لامبالاته فيما يحصل في بيت جاره ، لا تخجل يا بني أعلم أنك دوماً تطرح في نفسك هذا السؤال :
في حياة كل شخصين شريكين هنالك رابط خفي لا يراه غيرهما ، ومهما إختلف أي إثنين في الظاهر أووصلوا لمفترق طرق في حياتهما معاً تجد أن هناك لحظات حلوة ستكون كفيلة بمحو كل الذكريات السيئة ويجعل الآخر يغفرإساءة الطرف المقابل له ، لا أحد منا مكتمل وكلنا نكتمل عندما يضع القدر نصفنا الآخر في طريقنا عندها تتغير نظرتنا للحياة ، تجد نفسك أقوى من ذي قبل وحتى أجمل مع أنك تحمل نفس الملامح السابقة إلا أن بريقاً سيضفي على عينيك سيلاحظه المحيطين بك ، وكلما يسألك أحدهم عن سر إشراقك تُجيبهم بإبتسامة خجولة ، سيجد الحب طريقه لقلبك عندها سيتوضح لك معنى كلامي .
مضى سنتان على كلام العم زكريا وما زال خالد ذا الأربعون عاماً خاليا لا يشغل حياته غير عمله في الجامعة كأستاذ في الأقتصاد حتى أصدقائه قلة وبات في الآونة الأخيرة لا يتردد عليهم كثيرا خصوصا بعد إرتباطهم وإنشغالهم بحياتهم الزوجية أو بالأحرى بمشاكلهم الحياتية والتي لا تنتهي .
اليوم لم يكن ينوي لقاء صديقه حسام ولولا إصرار حسام على دعوته لما تواجد اليوم معه في موعد للغذاء ذلك أنه مل من سماع مشاكله مع زوجته أميرة وعليه أن يفهم أنه في النهاية كل ما يحصل بينهما يخصهما وحدهما ولا يحق لأحد التدخل بينهما حتى أقرب أصدقائه .
تأخرت عليك قال حسام بعد سلم على خالد .
خالد : لا أبدا وصلت توا كيف حالك وحال أميرة ؟
أميرة أحوالها جيدة بل ممتازة ولكن أنا الذي ليس على ما يرام قال حسام .
ها قد بدأنا من جديد قال خالد في نفسه ووضع يده على خده مُتظاهرا بإصغائه له ، ألا يمل هذا الرجل من التشكي والعطف على حاله ؟ في الماضي كان يشتكي من والدته التي كانت ماسكة زمام حياته والآن من زوجته هذا الرجل لن يتغير أبداً .
ما رأيك هل أنا غلطان هذه المرة قل لي ؟ قال حسام .
أغمض خالد عينيه لبرهة تمنى لو يستطيع قلب الطاولة ومغادرة المكان إلا أنه تراجع عن قراره في آخر لحظة وأكتفى بالصمت .
ما زال حسام ينتظر الإجابة فيما يلتهم طبق السلطة أمامه بشراهة ، حسناً قال خالد صراحة لا أعرف ما أقول فأنا لا أعيش معكم ولا أتصور أن حياتك مع أميرة جحيم لهذه الدرجة يعني ليس من المعقول أن تكون هي على الدوام على خطأ .
بل أكثر مما تتصور ، في الآونة الأخيرة باتت تحاصرني بأسئلتها التي لا تنتهي ، أنها تستجوبني يارجل في أوقات خروجي ومواعيدي وكأني أمام لجنة إستجوابية ، الى أين تذهب ؟ متى ترجع ؟ من تقابل ؟ هذا لا يطاق ، الله يسامح أمي فهي التي أختارتها لي قال حسام .
رد خالد بعفوية الله يسامحك أنت ، ألم تكن ترقص فرحا عندما خطبتها وقلت أنها فتاة أحلامك ، كدت تقول فيها ، أشعار أم نسيت ؟
لا لم أنسى قال حسام ، لكنها تغيرت كثيراً بعد زواجنا وكأنها لم تكن المرأة نفسها .
وأنت ايضا لم تعد الشخص نفسه ، تغيرت في نظرها أو بالأحرى بدأت ترى حسام الحقيقي بدون رتوش وبدون قناع قال خالد .
لم يقتنع حسام بكلام خالد لذا حاول نوعا ما السخرية من كلامه لذا رد عليه :
أي قناع هل نحن في حفلة تنكرية ما هذا الذي تقوله ؟
سمها كما تشاء ولكن هذه هي الحقيقة سواء إعترفت بها أم لا ، ألم تظهر نفسك أمامها وكأنك الرجل المثالي والعصري تحدثها عن المرأة وحقوق المرأة في العمل وحقها في إثبات وجودها ككيان مستقل في المجتمع ؟ قال خالد وعلى شفتيه إبتسامة خبيثة .
حسناً قال حسام ، أعلم إنك تتطرق لمسألة طلبي منها ترك وظيفتها ولكن هدفي كان راحتها والتفرغ لبيتها وعائلتها ، ثم أن وضعنا المادي مستقر والحمدلله ولا أحتاج لراتبها أنا أعطيها ضعف راتبها وهي جالسة في بيتها معززة ومكرمة .
ومن قال أن الإنسان يحتاج لوظيفة فقط لمجرد الإحتياج ، ثم لو كانت عاملة كان أفضل لك رد خالد .
وكيف كان الوضع سيختلف سأل حسام بعد أسند ظهره للكرسي بدا وكأنه إستنفذ كل طاقته في قلب الحوار لصالحه .
لو كانت ما تزال في الوظيفة قال خالد بهدوء ( بعد أن مال قليلاً نحو حسام الذي كان مصغيا له بكافة حواسه ) كان حيلها سيتهد بين البيت والعمل وما كانت ستجد الوقت الكافي لتتفرغ لك وتسألك في ذهابك وإيابك أو تتدخل في أدق تفاصيل حياتك التعيسة .
الآن عرفت قال حسام بحماس وكأنه إكتشف لغزا غامضا ، يعني كل هذه الحركات تمثيلية حتى أرضخ للأمر الواقع وأتركها تعود لعملها ، من الممكن أن تكون هذه مشورة حماتي المصون .
يمكن قال خالد مع أنه إستبعد هذه الفكرة .
لا لا هذه مؤامرة ولا يجب السكوت عنها قال حسام .
أحس خالد بالذنب لكونه السبب في زرع هذه الفكرة في مخيلته لذا حاول تلطيف الجو ، لا أعتقد أن ما تفكر فيه صحيح ، تدري كل ما هنالك أنكما ربما تحتاجان لقضاء وقت بعيدين عن بعضكما لتحسا بالإشتياق لبعضكما حاول أن تتأخريوما في العودة للبيت دعها تقلق عليك وتحس بمدى خوفها عليك صدقني أحياناً لا يحس المرء بقيمة ما لديه إلا بعد فقدانه .
أثناء تناول الطعام تملك خالد إحساس غريب بدا وكأنه يحب نفسه ويكرهه في آن واحد ، تسائل نفسه هل أراد فعلاً مساعدة حسام وهل ساعده على حل مشكلته أم سيزيدها سوءاً وهل إلتزم الحيادية عند توضيح وجهة نظره وكيف يشجع الآخرين على مواصلة الحياة معا رغم كل المشاكل والعقبات ، وهو في الأساس ليس على إستعداد في الدخول في علاقة ناهيك عن خوض تجربة الزواج .

يُتبع ......................



#فيروز_أمين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جريمة بحق البراءة
- إعلان عن شركة لتصدير .........
- رنين الأجراس
- الحكام العرب من جنيف الى الرياض
- رؤية عصرية لروبن هود
- سعادتي
- أيها البشر إحذروا ......
- أأعجبتُك ؟
- لا
- أين الرئيس ؟
- يوميات شباب 25 يناير في ميدان التحرير الجزء السادس
- يوميات شباب 25 يناير في ميدان التحرير الجزء الخامس
- يوميات شباب 25 يناير في ميدان التحرير الجزء الرابع
- يوميات شباب25 يناير في ميدان التحرير الجزء الثالث
- يوميات شباب 25 يناير في ميدان التحرير - الجزء الثاني
- يوميات شباب 25 يناير في ميدان التحرير


المزيد.....




- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فيروز أمين - رنين الأجراس الحلقة الأولى